Alef Logo
أدب عالمي وعربي
              

من القصص العالمي

ألف

خاص ألف

2020-02-22

الملك والأمنية الغالية
يحكي أن في قديم الزمان كان هناك ملك بخيل جداً يدعي ” ميداس ” ، كان هذا الملك يحب المال والذهب بطريقة جنونية، فقرر أن يقوم بجمع وتخزين الكثير من الذهب في خزانته الكبيرة حتي امتئلت عن آخرها، ولكنه رغم ذلك لم يشبع منه وأصبح يطلب المزيد والمزيد دائماً، حتي قام ببناء مخزن كبير وقرر أن يقوم بوضع كل الذهب الذي وجده في مملكته به .

وفي يوم من الايام بينما الملك جالساً في مخزن الزمن ينظر حوله إلي اطنان الذهب اللامعة الرائعة، ويستمتع بشكلها البراق، إذا به يمسك بفانوس ذهبي قديم ويقوم بدلكه قليلاً، خرج له مارد عظيم عملاق وقال للملك : يا سيدي أنا خادم هذا الفانوس، وسوف أحقق لك أمنية واحدة فقط فأطلب مني ما شئت أنا عبدك وخادمك .

وبدون أن يفكر الملك كثيراً اجاب بسرعة وهو في قمة الحماس والسعادة : أيها المراد، أريد ان يتحول كل شئ ألمه إلي ذهب، قال له المارد : هل أنت متأكد من هذا الطلب، فرد الملك علي الفور وهو يلهث لمجرد تخيل الفكرة : طبعا طبعا انا متأكد جداً من طلبي ورغبتي .

فقال له المارد : إذا بدءاً من صباح الغد ومع شروق الشمس ستجد أن كل شئ تلمسة يتحول فوراً ذهباً .. قضي الملك ليلته فرحاً غير مصدقاً أن امنيته ستحقق وسوف تتحول كل حياته إلي ذهباً براقاً لامعاً .. لم يستطع النوم ليلتها وظل مستيقظاً حتي الصباح منتظراً شروق الشمس علي أحر من الجمر، غلبه النوم لمدة خمسة دقائق فقط ليستيقظ الملك وقد تحول فراشة ووسادته وملابسة إلي ذهب .

انتفض الملك من فراشة غير مصدق ما يحدث، فذهب مسرعاً إلي نافذة غرفته فوجد ابنته الاميرة الصغيرة تلعب في حديقة القصر، فقرر أن يفاجأها بهذة الهبه الرائعة التي اعطاها له المارد، ذهب إلي حمام القصر ليغسل وجهه وجسده، إلا انه تفاجئ أن الماء قد تحول إلي ذهب، خرج من الحمام متعجباً وذهب إلي غرفة الطعام يتناول فطوره، ولكن بمجرد أن لمس الطعام والفواكه وحتي كوب الماء تحول كل شئ إلي الذهب .. شرع الملك بالجوع والعطس وقال في نفسه : الآن أنا لا استطيع أن آكل او اشرب الذهب فماذا أفعل ؟!

وقبل أن يجد الملك الإجابه، دخلت عليه ابنته الجميلة تجري لتحتضنه كعادتها، وبمجرد أن لمسته تحولت إلي تمثال من الذهب، وإختفت ابتسامة الاميرة الجميلة .. انحني الملك برأسه إلي الأسفل وبدأت دموعه تنهمر وقد أحس بنتيجة ما فعل وبالخطأ الذي ارتكبه .

جاءه المارد ليسأله إن كان سعيداً بهذة الهبة العظيمة والثورة الرائعة، فقال له الملك البخيل في حزن شديد : أنا أتعس إنسان علي وجه الآرض، فإبتسم المارد وسأله : هل علمت الآن أيهما أغلي ابنتك الجميلة والطعام أو كنوز الدنيا من الذهب والمال .. اشتد بكاء الملك وطلب من المارد أن يسامحه علي جشعه وطمعه وأن يعيد له ابنته ووعده أنه سيتخلص من كل هذا الذهب المتراكم في مخزن القصر وأنه سيوزعه علي الفقراء والمحتاجين، فقال المارد للملك : الآن أصبحت أكثر حكمة ومقدرة علي حكم البلاد، وقد تعلمت درسك جيداً، وأشار إلي فبطل مفعول التعويذة، ورجعت حياة الملك والإبنة الجميلة طبيعية من جديد، فإحتضنها الملك بشده وقد تعلم درساً لن ينساه طوال حياته .

-----

الحاكم الذكي والثروة الضائعة
يحكي ان في زمن بعيد كان هناك ولاية صغيرة تقع خلف جبال الهمالايا الشهيرة، وكان يحكم هذه الولاية حاكم ذو خبرة واسعة ووقار وعظمة، ولكنه كان كبير في السن وقد بلغ منه المرض مبلغه، حتي احس بقرب نهايته، وكان لهذا الحاكم ولد وحيد، شاب في العشرينات يعيش أيامه في سهو ولعب وطيش، ولكن عندما احس الحاكم أنه يقضي آخر أيامه، أمر حراسه باستدعاء ابنه للحضور، وقال له : يا بني انا اشعر اني اعيش آخر ايامي، وأريد أن اوصيك وصية تحافظ عليها وتعمل بها مدي حياتك، وهي أنه إن ضاقت بك الحال يوماً وكرهت العيش واصابك اليأس، اذهب الي المغامرة المظلمة التي تقع خلف القصر وسوف تجد فيها حبلاً مربوطاً الي السقف، اشنق فيه نفسك حتي ترتاح من عذاب هذه الدنيا، استمتع الإبن الي كلام والده في دهشة وتعجب، وبمجرد أن انتهي الحاكم من وصيته اغمض عينيه ومات .

مرت الايام وورث ولي العهد الحكم والقصور والاموال من ابيه الحاكم، ولكن سرعان ما نفذت كل امواله وثروته التي لم يحافظ عليها، بل أخذ يبعثرها ويسرف ويبدد كل أمواله علي ملذات العيش وعلي رفقاء السوء الذي ظالما حذره منهم والده ولكنه لم يستمع يوماً .

نفذت الثروة بالكامل وتغير الحال وعندها لم يجد أى من رفقاءه بجانبه، الجميع تخلي عنه فقد كانوا يصاحبونه فقط لأجل المال والاستمتاع وابتعدوا عنه في عز حاجته، لجئ الشاب المسكين إلي حد اقاربه ولكن الجميع قابله بسخرية قائلين : لن نقرضك شئ، انفق من ثروة والدك الكبيرة .. تملك اليأس والإحباط من الشاب ولم يجد له ملاذ، ولم يعد العيش يطيب له فقد ذاق الذل والهوان بعد العز والترف، فعجز عن التأقلم مع وضعه الجديد، وعندها تذكر وصية والده الذي أوصاه بها قبل وفاته ..

فقال في نفسه : آه يا ابتاه، كنت تعلم إنه سيصيبني الإحباط يوماً ما وسأتمني الموت، فإنطلق علي الفور إلي المغارة ليشنق نفسه كما وصاه والده، وعندما دخل المغارة وجدها مظلمة ومخيفة جداً، ووجد الحبل متدلياً من الأعلي، فما كان منه إلا أن سالت من عينيه دمعة أخيرة ثم لف الحبل علي رقبته ودفع بنفسه في الهواء، املاً في نهايته البائسة، وبمجرد أن تدلا من الحبل انهالت عليه اوراق النقود من سقف المغارة وسمع رنين الذهب يتساقط من الاعلي بجانبة، وقد سقط هو الآخر علي الارض ووجد بجانبة ورقة كتبها له أبوه يقول فيها : يا بني قد علمت الآن كم هي الدنيا مليئة بالأمل، عندما تنفض الغبار عن عينيك وتدع رفقاء السوء، هذا النصف الآخر من ثروتي قد خبأتها لك فعد إلي رشدك واترك الإسراف والترف ورفقاء السوء وتعلم من درسك هذه المرة .

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow