Alef Logo
ابداعات
              

ولادت قيصرية

خالد المعالي

2020-05-09

-1-

لم يكن يعرفُ طريقَ اليأس، لكنه من بعيدٍ

رآه، حالكًا كأنه الليلُ وقد أعتمَ، السرَّ

حينما يضيعُ والضوءُ إذ ينتهي... تعلّمَ

الوصولَ إلى أطرافِه في عتمةِ الغابات

وفي الهبوب، عندما الريحُ يهمي رملُها

في البوادي، فنغلقُ العيونَ ونمضي

حيث تمضي المساربُ كأننا مياهٌ

وطينٌ... لم أكنْ أعرفُ الراحةَ، على الجمرِ

أنامُ متقلّبًا ليلي كلّه، مُرّ المياه شرابي

وطعامي حجارةُ الطريق.

بيروت، 14/3/2020


-2-

ها نحنُ عُدنا إلى الليلِ، سأمُ الذكرياتِ

راحَ، تهدّمتْ أركانُه وعليه اليأسُ

ناحَ، من ترى يلوحُ لنا في الأحلام،

ملّوحًا باليدين عن بُعدٍ، حتى بعد أن

خيّم الشيْبُ وأضحينا شبه عميانٍ

متسكعين على الطرقات نهذرُ كلامًا

بلا معنى كأنما أصيبوا برجّة في الدماغِ،

نرى ولا نرى، لكنهُ اليأسُ يربطنا

من جديد ويدفعنا إلى السعي حثيثًا

كأنما المساءُ حلّ وعلينا أن نرتاحَ في المأوى.

بيروت، 8/3/2020



-3-

سارَ إلى بلادِ الشعْرِ، خِرْجهُ فارغٌ،

يستظلُّ بالأمنياتِ، خيْطُ الذكرياتِ

يربطهُ بالعالمِ الفاني، قصيدةُ الليلِ

يمحوها ضوءُ النهار، يرى أكوامَ

الكلماتِ، حروفَ الأسى تلمعُ من بعيدٍ،

روحَهُ وقد نامتْ، اليأسَ المعلّقَ فوقهُ

كسيفٍ... كم كانتْ حياتُهُ قد فارقتُهُ..

لكنّها باقية كيابسِ الأغصان، تهزّها

الريحُ وتمضي.. وهو سارَ إلى بلاد

الشعر، خرْجهُ فارغٌ، يحدوهُ سرابُ

البُعْد، كلابُ الذكرياتِ تنبحُهُ،

آه، كم حلّ اليأسُ فيه وحينما

لاحت لهُ الرؤيا كان قد نامَ

فيما استطالَ الظلُّ وشاعَ.

بيروت، 7/3/2020


-4-

أضعُ الخطوطَ، حيثُ لا خريطةَ ولا عابرين

أعرفُ سرَّ السيرةِ القصيرة، الألمَ معلّقًا

من رأسه، كمْ كان صعبًا عليّ أن أنامَ

وأن أحلمَ أيضًا، بأن النومَ غائبٌ عني،

مستيقظًا كنت أرى نفسي في المنامِ،

لكن الشمسَ تشرقُ فأنهض بتكاسلٍ

مثل كلبٍ، أشربُ قهوتي مرّةً وأخرجُ.

بيروت، 1/3/2020


-5-

كنتَ كمنْ يكلّمُ نفسَه في المنامِ

ترى ولا ترى، خيطُ الذكريات

تقطّعَ وسارَ بك الوهمُ طويلًا،

أتظنُّ القصيدة تأتي إليك طائعةً؟

واليقينَ فاردًا جناحيه، محلّقًا

في حلكةِ الليالي؟ تحسُو سهرَ الليالي

من طاسةٍ مسوّدة، تكتبُ عطشَ

الأيامِ، جوعَها، قصائدَ مرقعّةً،

تريدُ أن تعبرَ الصيْفَ حافيًا بها،

ملوّحًا للأيامِ البعيدةِ، لتلك الخيالات

التي لم تعُدْ تبينُ، كم ضاقَ الحرفُ

بك؟ كم هُجرت وحيدًا، حتى توهمتَ

الملحَ يمًّا وناغيتَ الذي يبكي

في تلك الليالي وسْط الحقول وقد

جفّت، وأنتَ غادرتَ ولم تعُد

تلقى أحلامًا لكي تحيا، لقد جفّتْ

الأيامُ وأضحى العيشُ صعبًا عليك.

بيروت، 29/2/2020
تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow