Alef Logo
دراسات
              

ليتورجيا في الحضارة السومرية والمصرية

خاص ألف

2020-08-22

يقول الشاعر الفرنسي سان جون بيريس ( لا تاريخ الا تاريخ الروح ) , فعلا ان الجانب الروحي في التاريخ هو الجانب المحوري في حياة الانسان منذ البداية . ولذلك نجد بلوترخس يقول ( قد توجد مدن لا بيوت فيها ولا حصون لها، ولكن ليس من مدينة بدون بيوت للعبادة) وهذا يعني ان الحياة تعج بالمقدس والدين والطقوس وممارسة الحياة الدينية في كل جزء من هذه الارض . يعتبر الطقس هو من المكونات الاساسية للدين حيث لا يوجد دين سماوي او ارضي بدون طقوس واشكال عبادية محددة . يأتي الجزء الثالث من الدين بعد الاسطورة والمعتقد . معنى الطقس في اللغة كما في معجم الوسيط (1 - طقس : طريقة . 2 - طقس : طريقة العبادات والاحتفالات الدينية عند المسيحيين . 3 - طقس : حالة الجو في مكان معين وزمان معين حيث يعرف الطقس ) هذه المعاني الثلاث لمفردة الطقس لغويا . ولكن السواح يعرف الطقس الذي يتعلق بالجانب الديني حيث يقول ( تولد الخبرة الدينية المباشرة حالة انفعالية قد تصل في شدتها حدا يستدعي القيام بسلوك ما من اجل عادة التوازن الى النفس والجسد الذين غيرت التجربة من حالتهما الاعتيادية . ولعل الايقاع الموسيقي والرقص الحر كانا اول اشكال السلوك الاندفاعي الذي تحول تدريجيا الى طقس مقنن . ) هذا التعريف يضع الطقس كجانب تطبيقي في التجربة الدينية . ويكمل السواح ( اذا كانت الصلاة وانشاد التراتيل في المعابد فيها هي النموذج الاكثر شيوعا للطقس المنظم فان في الحلقات الصوفية وما يؤدي فيها من موسيقى ايقاعية ورقص وتواجد خير مثال على الطقس الحر الذي لا يرتبط بالمعتقدات الجمعية للمؤسسة بل الحرية الدينية العميقة المباشرة ) . والطقس حسب السواح هو ايضا ليس محض ايماءات تتجرد الى الخارج من خلال ما نشعر به من ايمان داخلي بل هو ايضا مجموعة من الاسباب والوسائل التي تعيد خلق الايمان بشكل دوري لان الطقس والمعتقد يبادلان الاعتماد بعضها على البعض فعل الرغم من ان الطقس يأتي ناتجا لمعتقد معين فيعل على خدمته فانه هو نفسه لا يلبث ان يعود على المعتقد فيزيد من قوته وتماسكه . هذا مفهوم الطقس بشكل عام حتى ندرك طبيعة هذا المفصل المهم في الدين ولم يغب عن الدين وايضا تطور وتغير بفعل المتغيرات التي تطرأ على الانسان في تفاعله مع الدين . اما الان سوف نعرف مفهوم علم اليتورجيا ( Liturgy Science ) وهو العلم الذي يدرس الطقوس والشعائر الدينية لجميع الاديان . وفقا لتقاليدها وتراثها المتوارث . والطقوس والشعائر هي الاشكال الفعلية والعملية . ان مفردة liturgy) ) هي ذات اصل اغريقي وهي (Leitorugim) والتي تعني عمل شعبي وتستخدم كلمة liturgy) ) في العهد القديم تشير الى ما هو مقيد وشعبي وايضا تترجم حيانا في اللغة الانكليزية الكتب المقدسة ب (وزارة) و( عناية) . وكلمة طقس ليست اصل عربي بكل كلمة طاكسس كلمة يونانية التي تطلق على نظام العبادة ام نظام العلاقة بين الانسان والالة او الله . وايضا يضيف الماجدي ان الطقس تعني الشعيرة اي مجموعة من الافعال التي لها دلالة رمزية وتؤدي في اوقات محددة ومناسبات معينة . وكلمة الشعيرة العربية تلامس الشعور وتدل على العمل الذي يصاحبه الشعور او توتر شعري . اذا يدرس علم الطقوس و الشعائر الدينية مجموعة الافعال الدينية المصاحبة للمعتقدات والاساطير التي تخص ذلك الدين ويقوم بتحليها والبحث عن عللها وجذورها واصولها وظائفها وأهميتها .

وهذه الدراسة سوف تصف لنا الطقوس في الديانتية المصرية والسومرية وسوف تكون حول ستة محاور في المقارنة ونترك للقارى البحث اكثر عن طقوس اخرى في اديان كثيرة . المحاور هي ( الصلاة . تراتيل , القرابين , طقوس الولادة , طقوس البناء , طقوس الزواج ) .

1.الطقوس في الاديان السومرية

1. الصلاة

في البداية لابد من الاشارة الى ان الشعب السومري متدين بمعنى كلمة التدين كما اشار له الماجدي . والصلاة لم تمارس بشكل يومي في الحضارة السومرية ومنظم بوقت محدد . لم يكن للصلاة نص محدد بكل كانت هنالك مجموعة من النصوص الدينية الابتهالية المرفوعة الى لاله محدد . حيث يردد الانسان هذه الابتهالات في وقت وجوده في المعبد وامام تمثال الهة . وتختلفت الصلاة عن التراتيل حيث الصلاة هي تذرعات وتوسلات للالة دون موسيقى اما التراتيل هي مدائح وتعظيمات للالة والكثير منها ترافق مع الموسيقى .وكانت الصلاة تؤدي اما منفردة يقوم بها العابد لوحدة او مع الكاهن في حضرة الالة .

2. التراتيل

كانت التراتيل طقوس لانها تمارس بشكل طقوسي وففق ضبط موسيقي في الغالب حيث يسمون السومريون التراتيل Shir ربما تشير هذه الكلمة الى الشعور رغم ان مفردة شعر هي Sir ويقاتل كلمة تراتيل في الاكدية ZAMARU اما كلمة شعر بالاكدية هي SHIRU . وتختلف التراتيل في الطول وايضا منها ليس ديني حيث موجهة الى الملوك . وتختلف التراتيل عن التعاويذ في كونها اناشيد طقسية روحية يشحنها التامل في صفات الالهة والتبرك في مناشدة الحب والاتصال . اما الادعية فهي تقول على اساس التوسل بالالة ومطالبته بشيء محدد كالصحة النجاح او رفع الظلم وغيرها . وهذه التراتيل تصاحبها نغمات خاصة ومححدة في عملية الرقص .

3. القرابين

تنوعت القرابين والاضاحي بين ان تكون نباتية وحيوانية . وكانت هنالك فكرة الاضاحي البشرية وهذا ما كتشف في اور الواقعة جنوب زقورة الالة ننا حيث مجموعة المقابر الملكية . وهذه الهياكل البشرية تعود الى نسوه يرتدين ملابس الحمراء والحلي اما الهياكل الاخرى فكانت الى رجال مسلحين وممددين الى جانب عربات تجرها الثيران . وايضا ماشية الملك تدف معه في طقوس احتفالية لتضمن له بعد الموت حياة هانئة .ووجود هذه المقابر كان يثير الريبه من حيث دفن الحاشية مع الملك اي ان هذا الطقس الاضاحي البشرية الجماعية كان طقسا ملوكيا معمولا به في تلك العصور ولكن انقرض بعد لالف الثالث قبل الميلاد . وكانت الاضاحي النباتية تقدم الى المعابد من اجل اطعام الالة والكهنة ومنها الفاكهة . وايضا كانت تقدم لهم اضاحي من الحيوانات منها الماعز والثور والغزلان وكانت هذه الاضاحي مرتبطه بذلك الالهة حيث يقدم الثور الى الالة انليل الثور لان هو رمز الثور الالة الناشئة .

4. طقوس الولادة

كانت المراة الحامل حدث مميز جدا ويحظر عليها اسقاط الجنين في كل الظروف . وكانت هنالك عدد من التعاويذ والصلاوات تقدم لها اي المراة الحامل Eritu حيث تقدم هذه المراه الى العفريته الشريرة لاماشتو خلال شهر الحمل حتى تضمن ولادة سهلة لها . وتقوم القابلة Sha-zu بترديد عدد من التعويذات والصلاوات خلال الوالدة ومنها ( عسى ان تلد هذه المراة التي تعاني الالم المخاض بسهولة كما ولدت البقرة السماوية وعسى ان لا تؤخر عمل القابلة ) . حيث تجري الولادة على مصطبة من اللبن التي تحضرها القابلة والتي اخذت هنا دور الكاهنة او دور الالة ننتو الهة الولادة والمساغدة في الانجاب . ويطلق الاسم على المولد بعد الولادة مباشرة لان الاسم كان بمثابة الخلق او الولادة ايضا .

5. طقوس البناء

كانت عميلة بناء البيوت والمعابد ايضا ترافقها عدد من القطوس الدينية وبشكل مختلف عند السومرين . حيث هذه الطقوس تمارس من خلال وضع الاشياء في اساس المباني والمعابد من كتعاويذ والتماثيل وموز الالهة والمسامر الحجري حيث تدفن في عتبات البيوت والحروز وتمثايل الالة والعفاريت والحيوانات لحامية صاحبها من الشر . وايضا توضع هذه التماثيل والاشكال عند واجهات البيوت او على الابواب مثل رمز الهة العين او رمز الالهة سبيتو ( العيون السبعة ) في درء الشر . ثم تطروت طقوس البناء واخذت الاضاحي ترافق عملية البناء . اما بناء المعابد عند السومرين اخذ بعد اخر في عملية البناء وطقوس البناء لان المعبد يمثل مكان مزدهر لهم , وحلم كوديا ببناء المعبد الاله ننكرسو الذي يخاطبه في منامه مشير الى ذلك :

بتاسيس البيت سوف ياتي الفيض

الحقول الفسيحة سوف يطول زرعها من اجلك

الاقنية سوف تفيض من حوافيها من اجلك

افي الروابي التي لم يرتفع اليها الماء

سوف يرتفع الماء من اجلك

وباقي النص في المصدر الذي سوف يذكر في نهاية البحث .

6. طقوس الزواج

حيث اتخذ طقوس الزواج بعدها اللاهوتي والميثولجي في الحضارة السومرية حول الزواج المقدس الذي يتعبر بمثابة الاحتفال في القوة المخصبة للانسان والحيوان . ولذلك كان يجب ان يكونن هذا الاحتفاء جزء من احتفاء الالهة ببعضها البعض واعلان زواجها المقدس وقد كان لعلاقة الالهة اننا دموزي مثل هذا العمق فاتخذت مثالا نموذجيا عليا لهذا الزواج المقدس . ثم حدث تحول من طقوس الزواج المقدس من الالهة الصرفة اننا دموزي الى الالهة الملوك اننا والمللوك وهذا الزواج الملوكي والمقدس انعكس بشكل ايجابي على طقوس الزواج بصورة

عامة . حيث كان الزواج يبدا بالاتفاق الشفوي بين الزوجين والقعد العرفي المصاحب لمراسيم وطقوس معينة مثل تلاوة بعض العبارات المقدسة من قبل العروس وربما كانت هذا العبارات مشابه لبعض البعارات الالهية مثلا كانت عشتار تخاطب كلكامش وتقول له :

تعال يا كلكامش وكن عريسا لي

تعال ومنحني ثمرتك

فتكون انت زوجا لي واكون انا زوجة لك

ثم ترافق الزواج الولائم والرقص وايضا طرق معينة في زف المراة حيث كانت الطقوس هو اغتسال المراه ثم سكب الزيت على راسها ثم بعد ذلك يقوم اهل الزوج في تقديم النذور والهدايا الى المعبد .

2.الطقوس الدينية في الحضارة المصرية

1. الصلاة

طقس الصلاة في الدين المصري كان يقام بشكل طبيعي من قبل الكاهن والانسان العادي ويشمل الركوع والسجود والوقوف امام الالهة . ولم يمثل كل تمثال الهة بل هذه نسخ من تمثال اصيل حيث كان يحتفظ فيه في مكان مقدس من المعابد وهذا الالهة لا يراه كل الناس فقط الملك والكهنة . وكان نص الصلاة امام هذا التمثال حيث يقف الكاهة او الملك ويداه مسدلتان الى جسمة وايضا تكرر الصلاة اربع مرات حتى تبلغ الزاويا الاربعة او الجهات الاربع من العالم ونص الصلاة كما وهو يختلف من عصر الى اخر :

(اعبد سيادتك بعبارة مختاره بصلوات تزيد من عظمتك باسمائك العظيمة بمظاهرك المقدسة التي ظهرت بها اليوم الاول للعالم )

2. التراتيل

كانت التراتيل والاناشيد الدينية تؤدي بشكل يومي في الاحتفالات ولا يعرف اذا كانت هذه التراتيل موقعة باوزان شعرية بسبب اهمال الحركات في اللغة المصرية . اما الصور الشعرية كانت عالية جدا في طبيعة التراتيل في الدين المصري حيث تخلف صور مؤثرة في الوجدان . وتقسم التراتيل الى قسمين حيث الاولى تكون مخصصة الى التراتيل الدينية وهي موجهة الى الالهة ودنيوية موجهة الى الجانب العاطفي . حيث التراتيل الدينية زاخرة بالنصوص الموجهة الى الالهة ومنها التراتيل الكبرى الموجهة الى الشمس وظهرت في عصور كثيرة منها امنحوتب الثاني وامنحوتب الرابع وغيرها . وكانت هذه التراتيل تشمل اسماء وصفات هذه الالهة ومعابد وتلميحات ومنها :

التهليل لك

ايها الاله الذي زود باربع وجوه فوق عنق احد

الاله ذو الصوت القوي ولكن ليس في استطاعة احد ان يراه

صاحب المجد العظيم والهيبه الرفيعة

ويارب عجلة الفخاري الذي يشكل على هواء

خنوم الذي صنع اربعة خنوم

اله القدر الاله العائل

الذي تحقق اوامره

...............................

وايضا هنالك اناشيد ذات طابع صوفي وطقوس خاصة مثل اناشيد هنو . وكانت الموسيقى تلعب دور ثانوي في الانشايد والتراتيل ولم يتم العناية بها بهكذا نوع من الشعر على عكس الغناء الدنيوي ووللكاهنات دور بسيط في اداء بعض انواع الموسيقى الدينية البسيطة عن طريق استخدام الشخليلة .

3. القرابين

ان القطوس الخاصة بالقرابين تقدم يوميا وهذا مبني على اساس ان الالهة والاموات بحاجة الى الطعام كما هم الاحياء الذين يحتاجون ذلك وهذا شعيرة ثابته في تقديم القرابين اليومية الى الالهة وهذه يقوم بها الكهنة في المعابد او في الاحتفالات الدينية . وكانت هذه القربين تقتسم اخيرا بين الكهنة والعاملين في المعابد حيث تتكون من الحيوانات والنباتات . وقد تكون بسيطة تقتصر على صب الماء والبخور في قرابين الظهيره . وفي ما يخص الموتي كانت تقدم قرابين الى الميت وكانت تدفن مع الميت جرار مليئة بالطعام والشراب وعلى الكاهن تقديم ذلك يوميا الى الميت . وستمرت طقوس تقديم القرابين الى الميت الى الا ان العلم الكهنوتي اخترع طريقة سحرية لطعام ابدي عن طريق رسم مائدة باذخة في اغلب الاحيان . وينحت هذا على الحجر او الباب الذي يدل على مكان القربان . والصيغة التقليدية التي لتقديم القربان هي قربان يقدمة الملك التي كانت الصلوات تبدا بهال من اجل الموتى في الجبانات ومن اجل الالهة في المعابد . وكانت قرابين الحيوانات تذبح في ساحة خاصة في المعبد وتقدم اما لينه او مشوية ومن النادر ان تحرق .

4. طقوس البناء

طقوس البناء الخاصة بالمعابد تتخذ اشكال كثيره وطرق متعددة لمكانة المعبد . وهذه الطقوس وضعت في كتاب يسمى كتاب تاسيس المعابد من قبل امحوتب والالهة اخذت هذا الكتاب الى السماء ولكن امحوتب ارجع الكتاب من السماء في الشمال . وتكون طقوس بناء المعبد هو من خلال حركة وخروج الملك او من ينوب عنه وتتقدمة اربعة الوية وحين يصل الى مكان البناء يقوم مع الكاهن سشاث الهة العمارة وربة دور الكتب والوثائق وزوجة الالهة تحوت . وربما تاخذ الملكة دور هذه الكاهنة يقومان بتحديد مكان المعبد . اما الطقوس التي تقام ببناء المعبد تشمل الشعائر افتتاح المعبد وتكريسه حيث كان الملك يطهر المعبد ويحرق البخور من حوله بطرق باب المعبد طرقة دبوسة لتكريس الباب قبل الدخول . وتحدث هذه الطقوس عند بناء المعبد وترميمة مرةاخرى .

5. طقوس الزواج

لم تكن واضحة طقوس الزواج ولكن كانت الام تخطب لولدها وعند الموافقة تعقد الطقوس في المعبد بحضور اقرباء الزوج ووالد العروس هو الذي يجهز العروسة بعد الزواج . وكان والد العروس هو الذي ينوب عن العروس في كتابة العقد وفي القرن السابع قبل الميلاد اباح المجتمع حضور العروس وخاصة الثيب ان تحضر كتابة العقد بنفسها وكان شهود عقد القران من الحي او القرية . وكان الزواج طقسا دينيا وكان الكاهن الاله امون هو الذي يشرف عليه وكان الزوج يقسم خلال العقد على تعهداته باسماء اربابه واسم فرعونه . وهنالك ايضا مبلغ محدد يدفغ في حالة الانقصال عن زوجته . وكانت الديانة المصرية تحث على الزواج وترعاة وكان هذا من خلال تاكيد الحكماء الى ابنائهم في الزواج وتكوين الاسر الصالحة .

6. طقوس الولادة

كانت هنالك مقولة مشهورة في في مصر طوال العصور القديمة حيث تقول " اذا بالت المراه الحامل على نبات معين وازهرت صدق حملها , واذا ذبل كان حملها كاذب . وكان السحرة يصنعون تمائم خاصة من اجل انجاح الحمل . وكانت هذه التمائم على هئية اناث الحيوانات التي تمتاز بقوة النسل كالضفدع واخرى تمتاز بالضخامة مثل فراس البحر . وكانت من ضمن تنبؤاتهم حول الذكر ولانثى وهي ان بالت المراه على حفنتين من الشعير والحنطة ممنفصلتان اذا الشعير اكثر من الحنطة كان المولد ولد واذا بالعكس كان المولد انثى . وكان الالهة خنوم يصوغ شكل الجنين على عجتله الفخارية . واما ساعة الولادة تكون من خلال فيها الالهات الاربع هي ( ايزيس , نفتيس , حقت , مسخنت ) وهنا تنفرد الالهة ايزيس وكاهنتها القابلة بعملية الولادة . واما طقوس الرضاعة فكات هنالك تمائم على هيئة ثدي او هيئة الالة ايزيس وهي تضع طفلها حورس او الالهة تاورت في شكل فرس النهر وتضع هذه التمائم على الصدر او على الثدي .وكانت ايضا عندهم عادة الختان وقد اعتبرها المصرين من عوامل النظافة للبدن وقد سبقت الديانة المصرية غيرها اليهودية في اعتبار الختان طقسا دينيا وعمل طبيا صحيا . وكان يطلق الاسم على الطفل يوم الولادة او بعدها وهذه الاسماء مشتقة من البينة او الدين او العادات . وكان يطلق على الطفل اسم او اسمين او ثلاث حيث يكون اسم عادي واسم تدليل واسم كنية وغيرها . وكان محبب عندهم اطلاق الاسماء المرتبطه بالالهة او الفراعين مثل ( حم رع عبد رع ) وغيرها .

هذه الدراسة البسيطة هي دراسة وصفية تضع القارئ امام اسئلة كثيرة عن طبيعة ودور الطقوس في الحياة اليومية . كما شاهدنا اننا امام زخم كبير من الطقوس في اعرق حضارتين وكيف تم بلورة هذا الجانب الروحي والديني في اكثر مفاصل الحياة اهمية منها الولادة الزواج البناء وغيرها . هنالك مفاصل اخرى ايضا يدخل فيها الدين ويمارس طقوسة فيها . وهذه الدراسة المبسطة وضعت لنا اشياء كثيرة على انها رغم القدم لكن تكشف ايضا طبيعة العقل وكيفة صياغة الفعل والممارسة الدينية ولا يعني ان الدين كان منفصل عن حياة الانسان بل يشكف لنا ايضا ان الدين هو المسار الروحي لكل حضارة مهما تطورت . هذا المقدس الضارب في القدم يسلط الضوء على الانسان الحالي وايضا يفتح ابواب الغوص على مكنونات الحضارات القديمة وهي حقل متخم بالمقدس والصور المتعددة . اكرر مرة اخرى على القارئ البحث اكثر في بحار الاساطير القديمة والاستمرار في دراسة طقوس اخرى حتى تكشف لك

الاشياء اكثر واكثر وان حركة هذه الاشياء الصمت على اصل الدين حتى لا تضع نفسك في موقف محرج امام الدين او بعبارة اخرى اما الدين المتوراث عبر العائلة !! ....

................

المصادر

الماجدي , خزعل , الدين المصري , دار الشروق للنشر والتوزيع , 1999.

الماجدي , خزعل , متون سومري ,الاهلية للنشر والتوزيع , 1998.

الماجدي , خزعل , علم الاديان , مؤمنون بلا حدود , 2016 .

السواح , فراس , دين الانسان , منشورات دار علاء الدين , 2002 .

...........................

الباحث / م.م. حيدر حميد

باحث في التراث الديني ومتخصص في علم اللسانيات التطبيقية . حاصل على شهادة الماجستير من جامعة ذي قار / كلية التربية للعلوم الانسانية / العراق . يعمل حاليا موظف في وزارة التربية العراقية ومحاضر في جامعة القادسية كلية التربية .
تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow