بلا ذاكرة
خاص ألف
2020-10-10
بلا ذاكرةٍ، كالظلِّ
لا ظلَّ لي
لا كثافة لي تأخذني
على محمل الوزن
كالهواء؛ حافيا أمشي
ولا جاذبيةٌ
تمنحُ أقدامي حاسةَ الطريقِ
بلا ذاكرة
لن أعرف الفرق بين الجغرافيا والتاريخ
لن يعرفني الرصيف من النظرة الأولى
ولا المسافة التي قطعها الانتظار
سأفقد الإحداثيات،
والجهاتُ لا معنى لها
في فلسفة الريحِ،
ولا في قاموس البحار
بلا ذاكرةٍ،
لا بيت لي
لن تدخل الفراشاتُ غرفتي
سأكون خارج التغطية،
منزوعا
من نيران القُبلة الأولى
ولا وجه
يَسكبُ ضحكة الشروق
في قهوة الصباح
بلا ذاكرةٍ...،
لا حياة للحواس الخمس
لا عين ثالثة فوق البنفسجية تفضح
ليالي التاريخ
لا أنف لي
أتحسسُ به رائحةٌ احتراق الأغاني
والحنين
لا لسان يُميّز بين النبيذ والدماء
لا يد ترفع قامتها
لتُمسِّد الجرح...،
وتنتشل الصوت من غمد البئر
بحبل البقاء
لا صدى يُذكرني
بعمرِ الدمعة التي تخفيها
نشرة الأخبار
لا بيوغرافيا، ولا أوراق تثبتُ
هوية حزني المبحوح
ولا سيرة ذاتية
أصفع بها وجه الزمن
لا طير يجُرُّ الريحَ إلى
رغبةِ الموجِ
ولا شراع يدفع المراكب
خارج ميناء الموت
بلا ذاكرة
لن تراني المرآة
لا شيء يربطني بالزمن
ولا من كاميرا تُوثِّق تجاعيد المكان
وتحافظ
على الأرشيف من وقاحة الغبار
سأفشل ببناء علاقة حميمة
مع السؤال
والمقاعد ستبقى فارغة
وقد أرتكب الزنا وأمدح الوقت
بلا ذاكرةٍ
لن استطيع الذهاب معصوب العينين إلى الوراء
وعينُ الباب لن تُتقن البكاء على المفتاح
والشرفة لن تُلوِّح بيديها
للراحلين
تحت رعاية الصمت إلى معسكرات الضباب
بلا ذاكرةٍ
لما عرفتُ أن شَعرةَ معاوية خنجر في الظهر
وأن الأيام جثث تمشي في نومها
ولن أتمكن من فتح حساب لتبيِّضَ
أفكاري المُهرَّبة من المخيمات
سيتمرّدُ اللون الواحد على اللوحة
سيأكلني النسيان، ولن أعرفَ
ما تبقى مني
سأكون الخاسر
على طاولة المفاوضات بين الأمس والغد
بلا ذاكرةٍ
أحدٌ لن يعرفني،
وأنا لستُ أنا،
وظلّي ليس سوى
مُتسولاً
على قارعةِ الوجودِ
08-أيار-2021
15-أيار-2021 | |
27-آذار-2021 | |
06-شباط-2021 | |
16-كانون الثاني-2021 | |
02-كانون الثاني-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |