أحتالُ على الموت واحكي له عن فلسفةِ التقمصِ *** أحتالُ على الحياة وأكتب لها سيرة ذاتية باسم مستعار *** أحتالُ على الحلم أرسم له أجنحة، وأضعه على السطح بين طيور الحمام الزاجل *** أحتال على الطريق العام أُملأُ الحُفَر بالباطون المُسلَّح بالقهر وأدهَنُهُ ثلاثة وجوهٍ بظلّ الغيم *** أحتال على ذاكرتي وأرُشُّ الصُور بمبيدات البكاء *** أحتال على المستقبل أرسم طريقا باتجاه واحد وأطلِقُ سراحه من خلف السورِ *** أحتال على الخوف ألبس ثيابَ "السوبرمان" وأقفز صارخاً فوق ظلّي *** أحتالُ على العتمة... ألبسُ قميصاً أبيضاً أرسم على السقف قمراً وأجمع في غرفتي حشرات الضوء التي ظلَّت طريقها... *** أحتالُ على الصحراء...، أُخرِجُ قصائدي المَطليَّةُ بالغبار
وأمزِجُ عيونها الخضراء بالرمال، لتنمو حول دفاتري غابة مطيرة *** أحتالُ على المسافاتِ أتَصلُ من هاتفي المحمول، ثم أفتح خارطة "غوغل إيرث" أُكَبِّرُ صورة الحي، وأوقظه من نومه *** أحتالُ على الحزن أصادِقهُ، وأغني له "قد تُدمع الأحداق من كثرة الضحك" *** أحتال على عصافير معدتي أنثر أمام الخيمة حفنة قمح، وأستمع لصوتِ نَقّر الوقت *** أحتالُ على الوقت أُنزِلُ ساعة الأمل عن الحائط وافركُ أذنها بشِدة *** أحتالُ على الفراغ أكتب به إلياذةً مادحاً طولَ باله... *** أحتال على الليل وأكتبه من اليسار إلى اليمين *** أحتال على البرد أخلع معطفي الأسود وأُلبِسَهُ للتاريخ *** أحتال على الجفاف... أُسجِّلُ صوت المطر وأضعهُ تحت شجرة عائلة البلاد *** أحتال على الأمل أحمله من تحت إبطِهِ إلى الصَنبور أفتح الماء الباردة على رأسه ثم أقُصُّ شعره الأشعث *** أحتالُ على الاحتلال أعلّقُ في غرفتي خارطة منزوعة من خطوط سايكس-بيكو وأرمي صورة بلفور وهرتسل في المرحاض *** أحتالُ على الواقع وأسميه التاريخ الحديث من "الهولوكوست" إلى "الهولو فلسطـ" *** أحتالُ على هذا الزمن... أضحك، وأضحك معه بدون سبب، كي لا يتهمني المسؤول عن الحس الوطني بالخيانة *** أحتال على ذاتي أستبدلُ الكَسرَةَ الظاهرة في آخر عينها إلى ضَمةٍ
*** أحتالُ على جنازتي أُرَتّبُ لها فرقة مُسَلَّحة بالغناء والرقص أرسم على باب المقبرة قلبَ حبٍّ مُجَنَّحاً وأترُكُ الشاهدَ عارياً من تاريخ الميلاد
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
