تجلس

يجاورُكَ الكأس

ويقابلُك الحاسوبُ

حليفُ الوقت

و آخرِ المساحات.

فوقَ طاولةِ المكتب

وتستمعُ إلى أغنياتِك العتيقة.

إلى جوارِه فطائرُ (المحمّرة) والسجائر

وكثيرٌ كثيرٌ ممّا على أهمّيّة

أو بلا قيمة..

للمكتبِ وما يُجاورهُ

سبعةُ أدراج.

الأوّل،

لسجائرِ اللفِّ والتبغ

والثاني

لنظّاراتٍ مُنتهيةِ الصلاحيّة

وقرّاطةِ الأظافر

الثالثُ

مليءٌ بالأدويةِ الدائمة

التي لا تُسعفُني إنِ احتجتُ الحبّ

الرابعُ فيهِ مِقصّاتٌ

لشواربَ تشبهُ شواربَ نيتشه،

وقطعةُ (شوكولاه) منتهيةُ الصّلاحية،

ومِبردُ أظافر

الخامسُ مليءٌ بالأقلامِ

وأشياءَ لا لزومَ لها

والسادسُ لأشياءَ لا تعنيكَ

إنّما شيخوختُك تمنعُكَ من التفريطِ بها

والسابع

عشرونَ مِمحاةٍ مهمّةٍ جدّاً

(ودبّاسةٌ) لحفظِ العتيقِ من الورق

والكثيرِ من أخطاءِ الأصابعِ والابتسامات

كذلكَ منظارٌ مُقرِّب.

منظارٌ لم تعدْ تحتاجُهُ

لا للتَّلصُّصِ ولا للاستكشاف.

وهناكَ دُرجٌ.

درجٌ يُخبِّىءُ الليلَ العتيق.

وكأنني بلا عتمة!

هذا عالمُك الصغير.

صغيرٌ كبير

مهمٌّ. غيرَ مهمّ.. لا يهمّ

المهمُّ هو: كلُّ ذلكَ حصيلة

ذخيرةٌ تافهةٌ

تركَها لكَ الوقتُ ليُعلِن،

ليُعلن: ها أنت.

إلى هنا أوصلتُك،

أصبحتَ أشياء.

أشياءَ بلا قيمة....