لا تَسـتحلِبيهِ
ترفَّقي
واكْتفي بالشَّـفتينِ
ثمَّ ضِيعي في الطريقِ إلى حَجِيجِكِ
سَـتدلُّكِ حبَّاتُ العرقِ
كي تُتمِّمي طَوافاً بمفتاحِ الجنَّة
في لسَـاني ثآليلُ كلامٍ زائدٍ
ثمَّ، لا تَخافي
هذا الليلُ لي
أصحو ملءَ ظُلمتِهِ
كي أرسـمَ بياضَ نهديكِ فوقَ ملاءَتهِ
أو أخطَّ حدودَّكِ بماءِ الفيروزِ
لَعلِّي أنسَـى قليلاً
ظلامَ النهاراتِ
إنهم يكنِسُـونَ الشَّـمسَ من كُتبي
وحينَ أصرخُ مُعترِضاً/
يُطفئونَ في لسَـاني سَـجائرَهم
لا تَخافي
سّـتُتمِّمينَ الحجيجَ بكلِّ شَـعائِرِهِ
سَـيتَّسِـعُ الليلُ لصحوِ رغائِبِهِ
كي أشْـحذَ فيكِ سَـكاكيني
تمريناً على فَضِّ الجرحِ طريقاً جديدة
أو نسياناً/ لمرارةِ النَّوم
كلُّ هذي المدنِ التي ترينَ
حزينةٌ كئيبةٌ
دُروبُها والأزقَّةُ/
خَرجتْ من أزمانِها
فباتتْ بلا معالِم
ولا مَرايا
دَعيني أتمرَّنُ على فَضِّ الجرحِ طريقاً جديدةً
غيرَ طريقِ المخلَّفات.....
...............
في طريقِ المخلَّفات
في الدَّربِ المتعدِّدِ المفاصِل
الموازي لسُـقوطِ الأكسِـجين
واختفاءِ العناصِر
وانطِفاء العيونِ في المرايا/ وهْيَ تبحثُ عن مراياها،
في طريقِ المخلَّفات
المتماهي مع التَّصحِّرِ المفتَعلِ المفعولِ لأجلِه
التائهِ في الأزمانِ التائِهة
في هذا الطريقِ المتَّشِـحِ بالأسـئلة
تَسـيرُ حافلةُ الأحلامِ عائدةً خلفَنا
هكذا درَّبونا كي نَرى/ برغمِ الظلامِ الممتدِّ من ليلِ امرئَ القيسِ
حتى مَفاتيحِ أقفاصِنا الضَّائعة....!
ثَمَّةَ سـيولٌ تصبُّ في الانعِتاقِ
وثمّةَ انخراطُ الأعمى في المسـتحيلِ
ثمّ حِكاياتُ الصَّدى الممعنِ في الغياب.... يَصيحُ في قلبِ الرِّيحِ
يَجرحُ الغيبوبةَ
يَهزُّ الحديدَ
ويُنذِرُ بالذّهولِ عِنواناً للقَبيلة
..........
ثمّةَ قافلةٌ تمرّ
وُجهتُها الشَّـمسُ
ومِظَلاّتُ المَطَرِ/ فاتَّبِعوها
تُزيلوا السُّـخامَ وأثقالَ الوقت
تُزيلوا جَنابةً أوجَبَها المعتصِمونَ باغتصابِ الرّئتينِ
وتُزيلوا اغتصابَ التيهِ في اللادُروب....
ثمَّ تَهدي/
والصَّبرُ الفائضُ اهتداءٌ للذي يَتوضَّأُ بالجرحِ على نِيَّةِ الضَّوء
والذينَ يعتنقونَ المطرَ هادٍ ومُهتدٍ يغشَـاهمُ البياضُ
وعلى جِباهِهم تَرتسِمُ الحدائق....
لا تَضغَطي عليهِ
واتبَعِي حبَّاتِ العَرَق.......