Alef Logo
ابداعات
              

قراءة في مجموعة انها الريح لعمر كوجري / قصائد برائحة البراري

حسين خليفة

2008-03-10

يحزم الشاعر عمر كوجري قلبه ويأتي إلى القصيدة تاركا خلفه صمت القرية ومواويل الكبار والساقية التي ما روته، ترك الطقوس والأشياء القليلة وهرب إليها وحدها ـ إلى صليبها ـ محملا بالزبيب وأطايب الكلام. .
هذه احدى اعترافات الشاعر الشاب عمر كوجري الذي يكتب الشعر والمقالة منذ سنوات لكنه اجل نشر قصائده حتى هذا الكتاب في مجموعة «إنها الريح» نقرأ قصائد حرة يطلقها خالقها في برية مفتوحة على كل الاتجاهات، الشاعر هنا ما هو إلا صائغ لصوت الريح والأشجار والينابيع وحكايات «سيامند وخجي» في قصائد ومقطوعات تستحضر الأنثى بكل بهائها وتجلياتها، وتوغل في اكتشاف مفاتن الكلمة حين يرميها الشاعر في هواء عابق بالحنين والحب.
أكثر ما يلفت النظر قصائد عمر كوجري هذه الحرية القصوى في إطلاق طيور الشعر من أعشاشها وأقفاصها دون حدود. . . .يكسر قوالب الشعر التي يلقيها الأساتذة على طلاب يهزون رؤوسهم خوفا او طمعا او . . . . .نعساً.
في الإهداء: الى التي جرحتها أنا والهواء كثيراً.
وفي المتن قسم للتفاصيل التي يذكرها جيدا كما يعنونه الشاعر، التفاصيل مثل دمشق حين تتوقف عن العويل وقت الإفطار ونفق الآداب الذي يحصي الخطى والقبلات، والمسافة القليلة بين قامشلي والسويداء!! المسافة التي يملؤها عاشقان بكأس ولقاء. .
في قصائد التفاصيل يؤرخ الشاعر لحب مضى ربما لكنه يسكن الروح والقصيدة:
(لوردة
ولوردة فقط
سأغلي نعناع
الجبل
. . . ..
سأروض حصان
الكلام
وفي هدأة اليل
سأتعقب أثرها
وسأنتقم من مساء وأدَ
حلمي
سأهيل الشرود على
عباءته)
ويعترف بان القصائد كلها لها في «سأنتظرك»:
(هناك
خلف التلة العالية سأنتظرك
وبكوجريتي الطافحة بالبداوة
سأعلن أنني ما كتبت القصائد
لسواك)
يبني عمر كوجري تراكيبه اللغوية الخاصة، أو لنقل يبدأ صياغة قاموسه الشعري، فيكتشف فحولة الصدى، ورخام القلق وحواف الكلام وأصيص القميص وأشياء أخرى تفاجئنا بها قصائده المتوزعة بين أنين و.. . .. أنين.
في القسم الثاني من الديوان يقدم الشاعر «دفتر العائلة» فيبدأ بـ«لافا» التي لم (يتفرج أحد على فرحها) لان الوالد قال:
(أي طبل
وأي زمر
والأزاهير تتساقط
هناك على رؤوس الجبال)
ثم سولين التي سلمت على حزن الوالدين ولم تنتظر انبلاج الصبح، وزافين وريث أحزان العائلة بمسدس بلاستيكي على خاصرته، ثم أمهم التي (خنت بنفسجك للمرة الألف/كسعدان تدليت من أعلى/شجرك/ أغلقت الهواء عن رئتيك/ لأتنفس).
أما أنا الشاعر فنقاط مرمية في فراغ لا يغلق الديوان بل يعود به إلى البداية. .
عمر كوجري ـ كما يكتب الشاعر طه خليل على الغلاف الأخير للديوان ـ يرعى قصائده كما رعى الكوجريون أغنامهم من قبل، يتركها لترتع وتنتشر حينا، وحينا يلمها.
الكتاب صدر عن منشورات سما كرد للثقافة والفن ودار هيرو للنشر والطباعة ـ بيروت، في 104 صفحات من القطع الوسط، ولوحة الغلاف لطه خليل.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

طعم الملوحة

08-شباط-2020

السجين

06-تموز-2019

من سيرة الاصابع

23-آذار-2019

يحدث أن

01-كانون الأول-2018

حرائق الانتظار

13-تشرين الأول-2018

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow