Alef Logo
ابداعات
              

قصائد

نمر سعدي

2008-04-03

موسيقى مرئية

/قدماكِ تعزفان ِ موسيقى مرئية

بي رغبة ٌ لاحتضانها حتى الضياعْ /


(1)
من قاع ِ نهر بويبَ
تصعدُ لهفة ُ السيّابِ
يأتي صوتهُ المحمولُ فوقَ الريح ِ


يصرخُ في عراءِ الروح ِ
يعصفُ بي كوردٍ غامض ِ المعنى
يعانقُ داخلي المجروحَ
دونَ دم ٍ أثيريٍّ
….أحبيّني لعلَّ طفولة الأشجار ِ
تحملنا الى ماض ٍ هلاميٍّ
بلا عربٍ وعاربةٍ …….
يُرفرفُ فيكِ نهرٌ قاحلُ الإحساس ِ
يصرخُ آخري :
لا تنظري لسدومَ _ وجهكِ لعنتي ورؤايَ_
أوقدتُ الزهورَ جميعها فيها
وماتَ على مداخلها إنتظاري
لبهاءِ ما أحرقتِ من لحم ِ الشموع ِ
ومن ضلوعي
إذ ينازعها محارُ بويبَ أوجاعَ
الندى والعاج ِ في سرِّ وصلصَلةٍ
( أحبيّني لأني كلَّ من
أحببتُ غيركِ لم يحبوني )
وداسوا القلبَ مرميَّاً على نوّاركِ
المحروق ِ بالقبُلاتِ ………
يذبلُ فيَّ صيفُ الحُبِّ والرؤيا
وتزهرُ فيكِ ناري


(2)
من ألفِ دهرٍ ضائع ِ القسماتِ
مثلكِ أو يزيدْ
ودمي يُصفِقُّ في ربيع ٍ مرَّ
أو صيفٍ بعيدْ
ربَّيتهُ بفحيح ِ عطركِ
وإنحلالكِ في مساءِ الروح ِ
يا جسدَ الورودْ
ربَّيتهُ بغيابكِ المملوءِ بالأحلام ِ
عارية ً وحافية ً تنامُ
على إشتعال ِ الماءِ بالنارنج ِ والدفلى
كأنَّ دمي وليدْ
ربَّيتهُ بغدٍّ يرفرفُ فيَّ مثل الحلم ِ
أو بيدِّ من الشفقِ ِ المجنَّح ِ
في فراشاتِ النشيدْ

(3)
من ألفِ حُبّ ٍ ضائع القسماتِ
مثلكِ أو يزيدْ
وأنا أسيرُ لهوَّةِ الماضي السحيقة ِ
باحثاً عني وعن ……
لغةِ الحقيقة
سيزيفُ أحملهُ ويحملني على
جبلِ الخطيئةِ والعذابِ
لكلِّ قلبٍ حلمُهُ العذريُّ منا
والمُكفّنُّ بالضبابِ
يطلُّ من شجرٍ يضيءُ عليهِ
أو من كوّةِ القمر ِ العتيقة

(4)
لا غابة ُ الأشواق ِ تعرفنُي
ولا حزنُ السنونو في دمي يبكي
ولا عشبٌ على هُدْبٍ يُلامسني
يحيلُ دمي حديقة
وغداً حلولي فيكَ يا
جسدَ القصيدةِ وإنكساري
في مراياكَ الشفيقة
وغداً حلولُكَ فيَّ يا معنىً بلا لفظٍ
يؤثثُّ بالصراخ ِ وبالرؤى
مجدَ إنتصاري

(5)
ومن إنهمارِ الناس ِ مثلَ الدمع ِ
في وجع ِ الزحام ِ أو
الكلام ْ
ينسلُّ وجهُكِ مثلَ عصفور ٍ شماليٍّ
يُودُّعني وملءَ حفيفهِ
ورفيفهِ
تأتينَ من عبق ٍ
ومن شبق ٍ
كأقواس ِ الغمامْ
الشمسُ تغسلُ كاحليكِ
بما ينزُّ من المَحارْ
من لمسةٍ عطشى يذوبُ
على أصابعها الظلامْ
ضوءاً رخاميّاً ……..
تفتَّحُ فيهما زهراتُ نارْ

(6)
لا تتركي داوودَ آهِ
رأيتُ جالوتاً رماهْ
فوقَ الصخور ِ ……….
رأيتُ أحصنة ً بأجنحة ٍ
ترِّفُ على دماهْ
….لا تتركي فوقَ الصليبِ
يسوعَ وهو يصيحُ آهْ

(7)
تفاحة ٌ عيناكِ تقضمها الأفاعي
في كهوف ْ
ثلجُ السنين ِ يسُّدها عني
وعن قمرِ الخريفْ
عيناكِ ..؟؟!
أم جنكيزُ خلفَ البحرِ يشحذ ُ
لي السيوفْ
وأنا سمائي كُلُّها
تغفو على نقر ِ الدفوفْ

(8)
سأعيشُ مسكوناً بنبض ِ يديكِ
مدهوناً بزهرِ البرتقالْ
وموسيقى سمفونيةٍ مرئيّةٍ
للحُبٍّ تهمسُ بي تعالْ
سأعيشُ رغمَ قريشَ أكتبها
بعطر ِ دمي يصفقُّ في الرمالْ
وأجيءُ رغمَ قريشَ …….
في قلبي المُحَنطّ ِ
ألفُ رؤيا للجمالْ
بلا كلمات

ذاتَ يومٍ سأكتبُ
ديوانَ شعرٍ بلا كلماتْ
أحاولُ فيهِ إجتراحَ المعاني
التي إحتبسَتْ في
غصون ِ دمائيَ منذ ُ سنينْ
وسأعشقُ من غير ِ عاطفةٍ
وأعانقُ أحلاميَ الضائعة
بغيرِ يدينِ ومن غيرِ ثغرٍ
أقبلُّ وجه الضبابْ
وكالآخرينَ أعيشُ
بلا حاضرٍ
دونَ ماضٍ ومستقبلٍ
وبلا ذكرياتْ
مثلَ نقطة ماءٍ
ببحرِ اليبابْ
مثلَ أغنيةٍ عن حنينِ الترابْ
مثلَ ذرةِ رملٍ لحلمٍ
صغيرٍ وحيدٍ
ينامُ على ضفة ٍ شاسعة
في خيالِ الغدِ الحلوِ........
مثلَ بذورِ الزهورْ
ينامُ وعيناكِ ليلٌ
طويلٌ
خضيلٌ
ونورْ
ذاتَ يومٍ قريبٍ بعيدٍ
سأعشقُ هذي الحياة
بكلِّ غباوتها ....
كلِّ حكمتها اللاذعة
وستنكرني الأبجدية ُ يوماً
قبيلَ إنتباهِ الصباح ِ
ودونَ ثلاثينَ فضيةٍ
دونما لغةٍ مشتهاةٍ
تسمرُّني فوقَ هذا الرنين ِ
اللعين ِ
على شفقِ الأشتياقْ
ولستُ كما الآخرينَ .......
أيحيونَ مثلي على
هذهِ الأرض ِ ؟؟؟!
هل يدخلونَ
وهل يخرجونَ
من الإنعتاق ؟؟!
ويستسلمونَ لرفِّ السنونو
المهاجر ِ نحوَ الشمالْ ؟
ويغتسلونَ بماءِ الهلالْ ؟
وهل يبصرونَ بعينيَّ
ذاكَ الهجيرَ الربيعيَّ
يلفعُ روحَ الجبالْ ؟
فيحبّونَ فيهِ تجلِّي الحياة
وهل يسمعونَ بأذنيَّ
في روعةِ الظهرِ
أو عندما يرسبُ الوقتُ
في قاعِ روحي عواءَ الجمالْ ؟
وهل يسقطونَ على الأرض ِ
كالمطر ِ الحارِّ
في شهر ِ نيسانَ ؟
هلْ يعشقونَ الحياة ؟
مثلما أنا أعشقها
بعدما حوَّلتْ
كلماتي دخاناً شفيفاً
وأحلامَ قلبي هباءْ
آهِ سوفَ أصلِّي
لأجلي
وكفايَّ كالشمع ِ تشتعلان ِ
وعينايَ معقودتان ِ
بروح ِ السماءْ
حينما الوحيُ ينزفُ منِّي

هل أرَقتُ على مثلها ندمي ؟
أم دمي ؟
أم عراءَ الربيع ِ وقبلة َ عينيَّ
في شهرِ آذارَ ؟
أم دمعَ نوَّارها ......؟
زهرة ُ الريح ِ مرَّتْ بنا
في مرايا المساءِ الأخيرِ هنا
حينَ كنَّا
على طرفِ الأرض ِ
نبحثُ عنَّا
بلا طائلٍ ...
فتمسَّ هي النايَ
في شغفٍ بالغ ٍ
وأنا دونَ وعي ِ العبارةِ
أصرخُ من ألمي

هل أرقتُ فمي فوقَ صلصالِها ؟
ونثرتُ على ليلها
سبحة َ القلبِ , والعمرِ , والأمنياتْ ؟

هل أرقتُ على مثلها
ندمي أم دمي البكرَ ؟
أم نرجسَ الشبهاتِ العصيَّةِ ؟
أم حبقَ الأغنياتْ ؟
أم كسَرتُ رتابة َ أحلامها ؟
ربمَّا .......
بصراخي مريضاً من الوجدِ
للأنبياءِ " أنا أبنكمو
والفتى الضالُّ في فلواتِ المزاميرِ
ضعتُ فلا تتركوني
وحيداً / شريداً / طريداً
سيأتي زمانٌ وينقذني "
ربمَّا ربمَّا .......
كنتُ ذاتَ خريفٍ أليفٍ
كسّرتُ هشاشة أيامِها
ونهرتُ الهواءَ القديمَ الجديدَ
عن الذكرياتِ ؟
التي سوفَ تأتي غداً كالمسيح ِ
لتغسِلني من خطايايَ
أو لتربِّي رؤايَ
على مهلها ....
مثلما حجلُ الديرِ يكبرُ
أو طفلة ُ الغيم ِ من مُنتهايَ
تسيرُ الى مُبتدايْ
حينَ لا أجدُ الشعرَ
كيْ أرتقَ الروحَ
بالبحر ِ أو بخطى الكلماتْ
حينما أجدُ النهرَ في ثقبها
وهو يجري بنحلٍ تلوِّنهُ
شهوة ٌ كالصباح ِ البريءِ
الى ما وراءِ الحياة
حينما الوحيُ ينزفُ منِّي
فتبتلُّ أغصانُ أعلى الشجَرْ
وتبتلُّ ريحُ المعاني
مسافرة ً في المَطرْ
هل أرقتُ عليها / عليَّ القصيدة َ
فإنغمسَتْ في دمي
كالشواظِ المُشعِّ سنا
وأنا
كنتُ في حضرةِ الناي ِ
أصرخُ من ألمي
حاملا ً دونَ سيزيفَ
صخرَ فمي وضلوعي
وإرثَ العدَمْ
نحوَ هاويَّةٍ في خيال ِ القممْ












تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أنتِ حديقةٌ من الغيوم وأصابعي جمرٌ لا ينطفئُ

07-حزيران-2014

خمس قصائد من صباح الجليل

13-تموز-2013

الألف العابثة

21-أيلول-2008

كأنَّ الوردَ يهذي

02-آب-2008

تحوّلات لمرايا نرسيس

22-تموز-2008

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow