Alef Logo
كشاف الوراقين
              

باسم سليمان في تشكيل أول : فلاشات بتوقيت الشهوة

عمر الشيخ

2008-07-23


يتخذ باسم سليمان في ديونه (تشكيل أول) شكلا ً نثريا ً لأجواء النصوص كحال القصيدة الشفوية لجيل السبعينيات أمثال منذر مصري وعادل محمود ، حيث الاشتغال على مفردات القصيدة أخذ منحى التعابير اليومية والجمل الاعتيادية غير أن الشاعر هنا أضاف إليها لمسة خصوصية لتصبح شاعرية أكثر منها مستهلكة معتمدا ً خفّة الدم وامتناع الحكمة,
لا يذهب القول الشعري عند باسم إلى القول العادي إنما إلى عبارة الدهشة تنساب على طول القصيدة حيث بنيان الحالة الشعرية يعتمد على أسلوب فنيّ بلا استعارة لأدوات الآخرين كما في قصيدة (إعراب) ( هو الغياب يلج الأنا لتقوم الصورةهي الحركة تلاوة الصمتهو الجزم إعراب اليقين هو النهي شهوة المكان عصيان الذاكرة هو أنا علامة السكون ص 7 -8.
في ضفة ٍ آخر يبتعد الشاعر عن السرد الرمزي حيث التجربة في مؤسسة المرأة كفيلة بجعله يتأكد أنه من الصعب إغفال حضورها لضرورة الفرح كما في مقطوعة (ظل) ( جميع الظلال تختفي بغروب الشمس ظل المرأة يغدو أكثر وضوحا ًص 10 .
تتنوع اللحظات وتكثر الصور في كثافة اشتغال واضح على متانة النص ، ومما لا شك فيه أن دخول اللحظات الإيروتيكية بعيار خفيف جعل من النص متعة تمارسها الأحاسيس وهي تفكك شيفرة ذاك السحر بلا مباشرة إنما تأمل يفوق المألوف مدته لا تتجوز شهقتين والدليل من قصيدة (وحام الساقين ) حيث يقول بالمقطع الثاني : (حبة .. حبة، تسقط دقائقي وبنصف إغماضة لم يحن الوقت بعد وما بعدُ أصابعي مخمورات وشفتاي من تأتأة القبل إلى الكلام قضيبي الأخضر قال حكمته البيضاء :ما أنت إلا وحام الساقين ثمرة فجة لا يكفيك ربيع ولا صيفص 48 .
تبرز لدى باسم سليمان الخصوصية الشعرية لترتب ألق الوقائع المخفية في أحلام نعيشها ونحن نمر على تلك القصائد بشهيّة الاكتشاف لتضاريس لغة ٍ أبرز ما يجمّلها هو النفس النقي لكلمة ٍ تنفث الإحساس والحب والسفر والمتعة والشغف ، نلمس أشياء أحببناها من قبل لكن لم نجد الخرائط المناسبة للوصول إليها فثمّة أسرار تحيط بها وربّما استطاع هذا الشاعر الشاب توصيلنا إلى ما يشابهها بأدق صورة ٍ شعاعية حيث في العمق العميق من كل قصيدة فرح ٌ لا يشبه الموت إنما يقول الآن كل شيء الآن كما قال شبرينغر الشاعر الألماني ، ولنا لو أحببنا لمس الدليل :
كما في (اللمس بؤرة الرؤيا قنص يباغت آخر البعد بكهرباء السكون فيندلع اللهاث شرارات تحيك رطوبة الجسد ، بنبيذ الاحتكاك . حيث الشهوة عرق يتفصد في لحاء النهد ص 46 .)، وأيضا ً في:(جسدك ِ الجواب المباغت ، رصاصة طائشة ...) ، ( أقشر حبة المطر عن بللها..)ص 72 .

(تلك هي قصائده.. لمن يرغب أن يراه وحيدا ً على ضفة الكلام ..ألم يخرج باسم كما خرجتم جميعا ً ..دون استئذان ؟!! فهل يبقى لما أقوله أي معنى عندما يسود الشعر قيامة الحضور الأول للألم )بهذا الكلام يختم الشاعر أحمد تيناوي على مؤخرة ديوان (تشكيل أول) في تقديمه للمجموعة الأولى للشاعر باسم سليمان الصادرة عن دار بيرق 2007 .
عمر الشيخ
[email protected]

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أتساقط من لحظاتكِ الأخيرة

23-كانون الثاني-2021

أرجوك لا تمت كل يوم

28-آذار-2020

أرجوك لاتمت كل يوم

28-آذار-2020

لا تطعم الحمام

02-شباط-2019

رواية «لولو» لعبير اسبر في طبعة ثانية شهية السرد بتكنيك سينمائي

06-أيار-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow