Alef Logo
ضفـاف
              

ملف الجسد / نثرٌ لقصيدةِ الجسد

علاء الدين عبد المولى

2006-04-08

بهذه الجموعِ أزيّنُ الوقتَ وأحتفي بشمسهِ
أسندُ انحناءاتِ الروحِ وثلجها القديم
أقول لها يا جموعُ كوني كتاباً
هو قلبي حبرٌ لميلاد القصيدة.

تقدّمتْ
مَنِ المختبىءُ فيها ؟
كم رأيتكِ تتقدمين
كم لم أرَ المختبىء فيكِ
تجسّدتْ
مَنِ المتواطئُ مع رموزها ؟
كم رأيتكِ تتجسّدين
كم لم أر المتواطئَ مع رموزكِ
ولدتْ
مَنِ الطّالعُ من ينبوعها ؟
كم رأيتكِ تتوالدين وكم لمْ ... ...
جواهرُ التّاجِ القلبيّ لألأتُها لكِ
ملكة لا يمكن أن تملكي غير شواردِ الجنسِ وأقطاب العراء
هكذا تباشرُ الملكةُ طلعها النهديَّ
وهكذا أسميها
أضع حول شفتيها إرثَ العسل
حول ثدييها أراجيحَ الأصابع
وهكذا لا أسميها
دعي الدوائرَ تكمل دورتها
دعي الأشياءَ تدخل معناها
دعي طواحين الشهوةِ تسحقُ فارسَ المجون
ولكن لا تنسيْ أن تنسيْ نسياني في جحيمٍ يتشكّلُ حول شريعةِ ضلالي
في ساعةٍ من الحجرِ عقاربها
أمطرتْ جمجمتي غزالاتٍ حجريّة ـ
هل يتّسعُ حوضكِ لغزالاتي ؟
في حجرٍ من الزمنِ غبارهُ
غابةُ أعضائي احترقتْ ـ
هل تكفي ثمارُ فرجكِ تنضجُ أعضائي ؟
في ليلةٍ ملئت بالهذيانِ
وشوشتكِ أريدكِ ـ
هل ارتجفتْ ركبتاكِ ومضاً ؟
ها أنتِ وحيدة الصباح تكاثرينَ صلباني
وفي طريق المساءِ ارتطمتْ عينايَ بعينيكِ
فامتلأتِ الجدرانُ عيوناً ترصدني.
عند بابِ الكنيسةِ سلّمتُ على البتولِ
طلبتُ من السيد ابنها ألاّ ينجّيني من التجربةِ
وألمعتُ له / من قبّلتكَ من حطامكَ الأيمن
فأدر لها حطامكَ الداخليَّ /
أين تمضين بهذه الخرائطِ المضيئة ؟
أي اكتشافٍ ينبىء عنه صدركِ البحريُّ ؟
لماذا هذه الغنائمُ لم تكن لي
عندما هدأت أعاصير الماضي
وعادت الآلهة إلى معاقلها ؟
هل أفاجئُ رابيتكِ برايتي الذكريةِ ؟
هذا سحابي من فوق كتفي أوجّهه نحوكِ
وكتابي تغنجُ أوراقهُ عندما يخطرُ نهداكِ عليها
فلماذا أهديتِ الكنوزَ لذلك الشبحِ ؟
شبح / يتقدّم في ليلِ النساءِ
يخطّ مسارهُ دخاناً تختبئُ خلفه الأفاعي
شبحٌ / يقولُ أنا الطاغوتُ قوّامٌ وأذبحُ
شبحٌ / يطلع من الزمنِ المتهدّلِ كثديِ عجوزٍ
رطوبة تفوح منه
وبين مسافة عينيه نسج العنكبوتُ بيته.
فلماذا أهديت الكنوز لذلك الشبح ؟
هل ألقى عليكِ تعاويذه
فحوّلكِ تمثالاً يتحرك بمشيئةِ قدميهِ ؟
من سمّاكِ أنثى الحضورِ الجليلِ
موّج على فخذيكِ سنابل الشهوةِ
دوّر قبّة أسمائكِ الحسنى
علّق على خصركِ قمر الحياة ؟
فلماذا أهديت الكنوز لذلك الشبح ؟
ذاكرتي ترسم شوارع جسدك الليليّ
أتحرّشُ بكِ أفاجئُ حلول الأضواء على ثوبكِ الشفافِ
فأرى جنّة النارِ تتربّع على ساقينِ
فيدخلها عبادُ قلبي
يا مرآةَ الظهورِ الشهوانيّ
ما بكِ أذهلكِ الشحوبُ عندما قلتُ لكِ أريدكِ ؟
ما لنهدكِ اختبأ خلف حمّالتهِ عندما رأيته نوراً بذاته ؟
ما لأعضائكِ اشتبكت مع الصمتِ فغلبها ؟
متى تتوقّف عصافيري عن الطيران تحت شرفتكِ ؟
عصافيري: أيامٌ وانفجاراتٌ سرّيّةٌ
عصافيري: فرحي بكِ
فهل تتوقفُ ؟
بي فيضٌ من شهواتٍ سيفضحني
هكذا قلتُ للفضاء للأشياءِ وكنتُ أقصدُ جسدكِ
لا لستِ وحدكِ
ليس نهداك الوحيدين
ليست هزات ردفيكِ الوحيدة
ليس عواء ذئبي الوحيد
هل ترين النساء على رصيف الهواء مساء الآحادِ
هنَّ شجرٌ يفاجئني تحته مخاض الرغبة
هنَّ قمرٌ يضيءُ مغارةَ مجوني
هنَّ أحلامٌ تكسرني شظايا وتتركني عارياً أمام ذاتي
ولستِ وحيدتي
دعيهنّ يدخلن أنثى أنثى
علّني أكتشفُ في كلّ جسدٍ لغزاً من ألغازكِ
وهكذا بهذه الجموعِ أزيّنُ الوقتَ وأحتفي بشمسه
أيتها الواحدةُ المنقسمةُ إلى:
السيدةِ / تشتري حليباً لطفلها وقد يكون لثدييها.
المراهقةِ / يصعدُ فستانها وينزل فخاها تحت مطر عينيَّ.
السافرةِ / تكوُّرُ صدرها أسفر عن مصرعي.
المحجّبةِ / أوقفتني في موقفِ الكشفِ أكثرَ.
أيتها الواحدةُ المنقسمةُ إلى كلّ النساءِ ـ أحبّكِ
أبّهةُ جسدي تليقُ بمقامكِ
فاقذفيني بالزهرِ أو بثيابكِ
سأقذفكِ بجسدي المنتصبِ
أتركُ لأعماقي شرفَ الضياعِ في أعماقكِ
وأمنحُ ذكري أن يسيتلارسل في فحولته ثملاً ينادي:
أشتهيكِ أيتها الواحدة المنقسمةُ.
قد تكونُ أصابعي عمياءَ
إذن لن تهربي من بصيرتي.
قد يكونُ نهر العسلِ عكراً
إذن لن تغرقي إلاّ فيه.
قد أفترقُ عندَ ملتقى فخذيكِ
ولكن لن أفارقهُ.
قد أكونُ الذّكرَ العاشرَ
ولكنني الوحيد الذي يتقنُ تأجيلَ رعشةَ خرابه
ريثما يكملُ جسدكِ جحيمهُ
لا شيءَ يمنع شاعراً من الإدلاء بدلوهِ في آبار الشهوة
من يتآمرُ على آباري
غير الأشباحِ الغيبية وسماحةِ الموت العامّ ؟
من ينتهكُ مخمل شهواتي
غيرُ مخلب الكبتِ ووصايا المعدن الصَّدِىء ؟
وأنتِ ـ من غيري يحبّكِ ؟
يترقرقُ فيَّ الينبوعُ أصفى من سمائهم
لهذا يلقونَ فيَّ طحالبهم
وما كان هذا المجونُ غربةً أصطنعها
لا أحدَ يقرأ في كتابي أسفار الإيمان
لا عين تبصر أنوار الفردوسِ سابحةً فيها مآذنُ قلبي
لا أذن تسمع إيقاعَ الموت المنكسر في صوتي
غيرُ هذا المجونِ فيَّ
هل يصدّقونني إذ أحمل قلبي كعبةً
تطوفُ بها لآلىءُ الجسدِ الفقيرِ ؟
هل ترينَ أيتها السيدةُ كم من نبيٍّ يظهر من صُلبي ؟
هم عميان فهل تبصرين ؟
وإذا لم تبصري فهل تسمعين أفعى الشهوة تصلّي تحت جلدي ؟
غجريٌّ أنا أحملُ أمتعةَ قبلاتي وذاكرةَ جموحي
وأسافرُ في جسدكِ أنصبُ خيامَ قلبي تحت نهديكِ
بين الخيمةِ والخيمةِ قصيدةً لم أكتبها في مديح العسل الدافقِ من خليّتكِ المقدَّسةِ
ويطيبُ لهذه الأفواجِ من الرّعيانِ في روحي
أن تطلقَ حملانها على امتداد بطنكِ
وأنا يطبُ لي أن أقيمَ احتفالاتي في الهوّةِ الممتدّةِ بين ساقيكِ
إذ أهوي ولا أصلُ
والأشياءُ الأولى والأخيرةُ تراقصني حين أعتصرُ من نهديكِ
خمراً وأسكرُ بتجلّياتِ إرادتكِ
كم تريدين جسدي ؟
فضاءً / خذيه ـ فضاءُ الغجريّ أوسعُ من فضاء الله.
عرشاً / تملّكيهِ ـ عرشُ جسدي بلا جنود.
إيقاعاً / تكوّري تحت يدي وتأهّبي لرقصة الموتِ.
أينما رقصتِ فثمّةَ وجهي
أنا ظاهركِ وباطنكِ / قدّيسكِ وعاهركِ / غيبتكِ وظهوركِ
أنا أقطاركِ لا تنفدين منها إلاّ بسلطان
وهكذا بهذه الجموعِ أزيّن الوقتَ كما زُيِّنتْ حلمةُ نهدكِ بعبق الغرائزِ كما فرشتُ على جسدكِ وصعدنا وهبطنا وهبطنا وصعدنا قلتُ لكِ استمرّي ريثما تكتمل القصيدةُ ولا تتوازني كقصيدةٍ خليليّةٍ بل تناثري كهذه القصيدة الّنثريّة..
تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

بلاغة تتنفس في الطريق إلى الذبح

26-تشرين الأول-2019

بلاغة تتنفس في الطريق إلى الذبح

28-أيلول-2019

نصوص للحب

07-نيسان-2018

شعر / بلاغة تتنفس في الطريق إلى الذبح

30-أيلول-2017

بورتريه أرمل

28-كانون الأول-2013

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow