في اليوم العالمي للشعر
في اليوم العالمي للشعر فرضت على عائلتي الصغيرة كتابة الشعر في هذا اليوم السعيد بالنسبة ليّ على الأقل كوني شاعراً وكتبت الكثير من الشعر والمقالات لهذا اليوم في السنوات التي مضت، وقد امتثلت العائلة طواعية للأمر فبدأ ابني الصغير دليار أن طلب مني ورقة صفراء معللا ذلك أن نوعية الورق تساعد في الكتابة وقد وافقته على فكرته , ونحن نبحث في الكتب الشعرية المركونة في المكتبة الشخصية لنجد أن معظم ورق المجموعات الشعرية هو من اللون الأصفر وقد فرحت لذلك كون دليار عرف الطريق الصحيح لكتابة أول قصيدة في حياته وبعد ذلك طلب مني قلم رصاص مع استغرابي الشديد كوني لم استعمل في حياتي الكتابية قلم رصاص إلا في كتابة الرسائل وقد علل لي سبب استعمال قلم الرصاص في كتابة الشعر هو أن الشاعر سليم بركات كان يكتب بالرصاص والدليل رسائله التي كان يبعثها لي في التسعينات، وقد أمهلت دليار نصف ساعة لكتابة أي شئ دون رقابة أو تدخل أو حذف أو قص أو حتى تصحيح الأخطاء التي ستكون كثيرة وكبيرة قياسا لعمره وكتب دليار في ورقة صفراء هذه الجمل التي صححت جزءا منها إملائيا بعد أن وجدت أن النص لا يحتمل الأخطاء البدائية التي نقع فيها جميعا:
الشمس تخرج كل يوم من مكان بعيد
الشمس غير دائرة كما هي مثل النهار البارحة
أمي تقول الشمس ليست لها شكلا
وأنا أقول أن شكلها يشبه هذه الورقة الصفراء جدا
الشمس معرضة كما البشر إلى ضربة شمس.
أما الطفلة بازيار التي سبق أن كتبت رسائلا مدهشة لصديقاتها في عيد الأم وعيد الربيع فلم تطلب مني سوى دفتر صغير من هذه الدفاتر التي يكتبون فيها عادة أرقام الهواتف وقد سعدت كثيرا إن بازيار تعرف ما تريد وتعرف إن كتابة الشعر لا تتطلب ورقة صفراء أو خضراء ولا قلم رصاص ولا ناشف فجميع الشعراء الخالدين كتبوا نصوصا رائعة وهم لا يملكون ورقا أو قلما كما نملكها اليوم بالإضافة إلى وجود هذا العملاق (كمبيوتر) الذي بإصبع واحدة يكتب ملايين الأحرف وخلال ثوان معدودات، وكتبت بازيار في دفترها الصغير:
الشمس التي يحكي عنها أخي قاسية وأنا اكرهها
الشمس تعني النوم تحت ظلالها ليلا أو نهارا
حتى أوراق النبات تذبل وتعطش حينما تشتد الشمس وتصير مثل غول
الشمس مشرقة لان الله يريد ذلك وليست هي.

الطفل دليار عمره 8 سنوات
الطفلة بازيار عمرها 11سنة