Alef Logo
كشاف الوراقين
              

الفلسطيني تائه والانتفاضة تأكل أبنائها

زياد منى

2006-04-07

هذا الكتاب، الذي صدر باللغة الفرنسية في عام (2002 م) تحت عنوان (أجيال الانتفاضة) من تأليف الأستاذة الجامعية الفرنسية ليتيسيا بوكاي، والتي عملت أيضًا صحفية مراسلة لجريدة لوموند الفرنسية. ويضم هذا المؤلف الذي أثار اهتمام كثير من الأوساط العلمية في الجامعات الأوروبية والأمريكية ما استدعى ترجمته إلى لغات عديدة منها الإنغليزية والألمانية والكورية، يحوي محصلة تجارب المؤلفة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام (1976 م)، ومرآة لما شاهدته هناك وعايشته، خصوصًا بالارتباط مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي دخلت التاريخ باسم (انتفاضة الأقصى).
لا شك أن هذا الكتاب هو أول مؤلف يتعامل مع الآثار الاجتماعية للانتفاضة في طبقات الشعب الفلسطيني في ما يعرف باسم (أراضي 67) وكذلك في مختلف قطاعات المجتمع السياسية والاقتصادية والمنظومة الأخلاقية . . إلخ، بصراحة مدهشة نحن في أمس الحاجة إليها عند تعاملنا مع قضايانا كلها. فمع أنه صدرت مؤلفات عديدة تتعامل مع الانتفاضة الفلسطينية إلا أننا نظن أن هذا المؤلف استثنائي في أهميته لأنه يسمي كثير من الأشياء بأسمائها، من دون مداورة.
لا شك في أن مدخل أي حركة سياسية تسعى لتحقيق أهدافها، ناهيك عن حركة تحرر وطني تسعى إلى تحرير أراضي وخلق مجتمع جديد على أنقاض ماض ظالم، هو سعيها لمعرفة نقاط قوة العدو وضعفه، وفي الوقت نفسه مكامن قوتها وضعفها. لكن من الأمور التي ما عادت تثير عجبنا إطلاقًا، افتقار المكتبة العلمية العربية لأي مؤلف يتعامل مع الموضوع تعاملاً علميًا رزينًا، وهو ما يقود بالضرورة إلى عدم توافر أي مرجعية علمية تساعد في تقويم الماضي والحاضر، بهدف الاستعداد على نحو أفضل لتحديات المستقبل. لذا فإن هدف نشر هذا المؤلف في ترجمة عربية، بما يحويه من معلومات مهمة وإشكالية، في قيام حوار علمي نقدي رزين يساعد في تجاوز الحاضر المحزن والمؤلم حقًا، والتعامل العاقل مع التحديات، الحاضرة والمستقبلية، التي ما برح أهل فلسطين، ومعهم العرب كلهم، يواجهونه منذ قيام الغرب الاستعماري بالانقضاض على مشروع محمد علي التنويري في مصر وسائر أقاليم المشرق العربي في منتصف القرن التاسع عشر وهزيمته.
إن الانتكاسات المستمرة للحركة (ات) الوطنية الفلسطينية وتعرضها للهزائم المستمرة، لكن من دون نسيان أو حتى التقليل من إنجازاتها المهمة، تستدعي من العلماء المتخصصين التعامل النقدي مع كل جوانب الصراع الذي لا نرى أنه سينتهي ما دام الكيان الصهيوني العنصري قائمًا في فلسطين. ولا شك أنه حتى يتمكن الشعب الفلسطيني، ممثلاً بمختلف تنظيماته الوطنية، ومعه وإلى جانبه كل العرب، من تحقيق مختلف أهدافه السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية . . إلخ، عليه إجراء مراجعة ذاتية مستمرة وتأمل في كل مرحلة وعقب كل معركة، أيًا كان شكلها، بهدف تجنب الأخطاء وتصحيح المسار، لكن من دون تحول النقد والنقد الذاتي إلى جلد للذات يولد اليأس والإحباط، ومن ثم الهزيمة. إن مراجعة النفس، بأقصى درجات الصراحة، بعيدًا من خداع الذات، والاستفادة من مجمل تجارب الشعوب المناضلة، إضافة إلى التجربة الذاتية طبعًا، لا يمكن إلا أن تسهم في تقصير درب آلامنا الذي طال.
الحقائق التي توردها المؤلفة في كتابها تؤكد، وإن بطريق غير مباشر، حتمية انتصار المشروع الوطني الفلسطيني، وامتداده القومي العربي، ليس المشروع المقزّم في كيان سياسي، الذي، على صغره ووضاعته، لن تقوم له قائمة أصلاً، وإنما في دولة فلسطين الديمقراطية حقًا، والعلمانية، لأنه مشروع مساير للتاريخ والتطور الطبيعي للبشرية وليس ضدهما. ---------------
الكتاب: الفلسطيني التائه/ الانتفاضة تأكل أبنائها؟!
تأليف: ليتيسيا بوكاي
ترجمته عن الفرنسية: د ماري إلياس
عدد الصفحات: 260
تاريخ الصدور: شباط (2006 م).




تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow