Alef Logo
ضفـاف
              

عودة النبي

جان هومه

2008-03-16

يا اهل اور , بالأمس كنت قد ودّعتكم بوعد أن اعود . يوم تركت لكم سلامي في كأس خمرتكم ، ووزعت محبتي في خميرة خبزكم , وغزلنا سويا من ومضات الألوان وايقاعات الكلمات ثوب الحكمة السرمدية .
بين ذاك الوداع وهذا اللقاء . كنتم لا تفارقون ذاتي الكبرى , مثلما لا تفارق الأرض السماء .
بالأمس يا اهل اور , نصبت حديقتي على ضفاف نفوسكم النقية , وكنت قد حرثتها بمعول حفار القبور , وزرعت فيها بذور بدائعي , كما سيجتها بأجنحتي المتكسرة .وسقيتها بدموعي وابتساماتي وعواصفي , وتركت مواكبي تتنزه على ارصفة سواقيها لتلتقي بعرائس المروج , حيث يستلقي المجنون تحت ظلال الأرواح المتمردة في كل مكان . بينما يسوع ابن الانسان مثلما كان يحرث الى جانبي ويزرع بقربي ويسقي معي , هكذا كان ايضا يبارك كل ثمرة اقتطفتموها , الى أن اقترب زمن الرحيل ., ليخبركم السابق عن لقاء الوداع بينكم وبيني .
بالأمس يا اهل اور , كنتم سؤالا , واليوم جئتكم لأكون أنا السؤال . غير أننا , انتم وأنا ومن كان في البدء فينا لسنا الا الثالوث الأزلي الأبدي الذي يتكوّن منه كل ثالوث كوني , الثالوث الذي تنبعث من خلاله اوتار الحياة والأكوان والأزمان .
نحن ما كنّا لنكون سؤالا لو لم نكن في البدء قد تكوّنا من الجواب .
بين ذاك الوداع وهذا اللقاء , كنت مع الذي كان معي قبل الرحيل . الذي عشنا معا في الجسد سبع مرّات , وتقدسنا بالروح كل المرّات . وتألهنا في الفكر قبل أن تكون المرّات .
كنّا هو وأنا نتجول في رحاب الحياة , نعبر الأزمان ونتأمّل اللاازمان على ايقاعات النجوم ودندنات الفضاء ونغمات السماء .
في غمرة نشوتنا التفت اليّ ونظر في عمق اعماق ذاتي ليشعرني أنني امتطي صهوة الكون فتذكرت في تلك اللحظة الالهية يوم كان ينظر في وجه العذراء ويتأمل ملامح المجدلية , ثم ابتسم لدمعتي ومسحها بنور عينيه , ونطق بلغة ارتعشت لموسيقاها كل الكائنات السماوية والأرضية , لتنشد ترتيلة الحب ولتشارك الاله الآب سمو محبته اللامتناهية .
لقد سحرني صوته واعادني الى تلك الليالي التي كان يتحدث فيها الى حبيب قلبه يوحنا وصخرة كنيسته بطرس واله مناجاته ايل , الآب الذي تركه على خشبة الامه , ليصنع بنفسه كماله ويدخل الباب الضيق الى الآبدية بقوة الايمان وعظمة العطاء وسمو التضحية .
قال ... ان كل ما تراه وما تسمعه وما تشعر به هنا لن يكون اكثر من الذي رأيته وسمعته وشعرت به هناك , يوم كنت بينكم . لكنك هنا أنت امام الحقيقة المجردة من المعوقات , والحقيقة لا تحتاج الى بصر وسمع واحساس . وان كل ما هو هنا هو هناك . فأنتم لستم سوى مرآة للحقيقة , أنتم تحملون في داخلكم هذه الحقيقة . وبأمكانكم معرفتها اذا استطعتم تعرية ذواتكم من بشريتكم على أن تروّضوا ثالوثكم بالحب والعطاء والتضحية .
تأمّل تأملاتي وتابع حديثه دون أن يتكلم,الى أن امتلأت نفسي من الكل . حينها عدت اليكم لأقول
ها أنذا يا اهل اور احمل اليكم عصارة تلك اللحظة , فخذوها لعلها تعرّفكم على ذاتي . فلم يبق الكثير لتشهدوا نينوى تنهض من بين الأنقاض .

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow