Alef Logo
شعر معاصر
              

قصائد مختارة

عباس خضر

2006-06-09

من ديوان: محطة آدم

لـ ابني الذي ليس هنا

أتريدُ يقيناً كالقصيدةِ؟
لا تخفْ!
سأطلقكَ في الفضاءِ كأيِّ حجرٍ لا يصيبُ،
فما مِنْ وصولٍ، يا بُني، والأرضُ هكذا،
ما مِنْ وصولٍ والمدينةُ هكذا ،
حتى الموتى، أولئك الذينَ رمَونِي مِن النافذةِ
واحتسوا الكأسَ
كانوا بلا سبابةٍ تشيرُ .


لا تخفْ!
واحتمِ بي
فليسَ كلُّ قتلى النجماتِ بغرباءٍ،
فاحتمِ
بورقٍ تالفٍ مثلي احتمِ
وبقافيةٍ ليستْ كمشنقةٍ...

احتمِ
ولتطمئنّ أكثر!
سأطلقكَ في الفضاءِ كأيِّ حجرٍ لا يصيبُ
كأيِّ حجرٍ لا يعودُ
كيقينٍٍ
بلا يقينٍ


هذيان ربما



أتعرفُ؟
أنَّ المدينةَ وسادةٌ،
وسادةٌ عارمةٌ كالحجارةِ
فلا عجبَ إذا ما نُفضتَ يوماً مِن المنازلِ عادةً كالغبارِ
ولا عجبَ، أنْ يُطاردكَ ظلُّكَ،
ظلُّكَ القرين للجدارِ،
ظلُّكَ الرشيقُ.
لا عجبَ، أنْ يطاردكَ كشرطيٍّ
في وَضحِ النهارِ
ولا عجبَ، أنْ تعودَ أنتَ
مِن عكازٍ إلى ظلٍّ
ومِن ظلٍّ إلى خسارةٍ
ومِن خسارةٍ إلى عثرةٍ
ومِن عثرةٍ إلى احتضارٍ
ولا عجبَ، أنْ تعرفَ
أنّ الفصاحةَ لعثمةٌ
أمامَ هذا الكمّ الهائلِ
مِن التهجّدِ
للخياناتِ

من ديوان: ما من وطن للملائكة




رغبة في البكاء

أسيرُ...
ولي رغبةٌ في عناقِ القطاراتِ السريعةِ مِن الأمامِ،
لي رغبةٌ في الركض في الاتجاه المعاكسِ للخطِّ السريعِ،
لي رغبةٌ في مشاكسةِ الجدارِ برأسِي حتى يسقطَ أحدنا،
لي رغبةٌ في التدلّي من طرفِ الضوءِ عارياً كما خلقتني،
لي رغبةٌ أنْ أعودَ لأمِّي، فلا أُولدُ مرة أُخرى،
لي رغبةٌ أنْ أخطفَ المدينةَ وأعلّقني في عنقِها أبداً،
لي رغبةٌ أنْ أقتلَ ايكاروسَ وأشوّه هاملتَ على هواي،
لي رغبةٌ في البكاءِ حتى تغرقَ المدينةَ


أسيرُ...
وأقدّمُ للقادمينَ دونَ أغانٍ وصلةَ رقصٍ في العرباتِ،
وأمضي، وإنْ كانت المدينةُ بعيدةً...
وأتدثرُ بلهفةٍ تملأُ الـ(هناااا ك)، كلّما جُنّ الليل…
وأسيرُ لأشجاري التي تملأُ أرضَ القيامةِ دونَ حروفٍ،
فلطالمَا هفا المسيرُ لسقوطٍ ضخمٍ على الرخامِ،
ولطالما هفا القلبُ لبياضٍ سادرٍ حتى النخاع


أسيرُ...
وما من مدينةٍ لعيوني،
ما من قبرٍ في الأجسادِ الصاهلةِ جنبي،
ما من امرأةٍ تقدرُ أن تشعلَ فتيلَ لهفتي مرةً أخرى،
ما من قدرٍ عظيمٍ يوازي حرائقي،
ما من موتٍ أثيرٍ يلمُّ حثالةَ بقائي لصورةٍ أنيقةٍ،
ما من شيءٍ بعدَ اقترابِ الخريفِ من نهايةِ المقهى،

شاهِدوا:
وريقاتي تسقط،
وجهي يهبُ عبثَهُ للعواصفِ،
الخطُّ الأسودُ يسقط،
المرأةُ التي تشبثتْ بأزرارِ قميصِي الأخير،
معطفي،
والمدينةُ تسقط
سلاماً إذن،
سلااااااما،
أيُّها البقاءُ،
سأضربُ كتفكَ بقدمٍ واحدةٍ لا أكثرَ،
فالطريقُ نحوَ الماءِ بعيد،
وليس لي غيرُ دقائقَ معدوداتٍ ولكنْ من مستحيلٍ،
وقدمٌ وهبتُها للسقوط


أسيرُ...
والآلاف تمرُّ... القوافلُ، الرصاصُ، الرملُ، الحمائمُ والمحار
يمرُّ... الحزن، المدى، السماء والنجوم
يمرُّ... الخوارج، القرامطة، الزنج، الهيبيون، النازيون، العاشقون، الثوريون، اللوطيون، القتلى، الجلادون
تمرُّ... راياتٌ سودُ، بيضٌ، قوسُ قزحٍ، لونُ الماءِ، لونُ الدم
يمرُّون...
والمدينة هي،
بمراثيها وأغانيها،
في حرائقها وطوفاني،
في طوفانها وحرائقي،
في رحيلي وبقائي
المدينة هي،
وأنا الخرائطُ
وزعتُ على الأرضِ خلاياي
وسرتُ


أسيرُ...
وروما الجميلة بطولِ الوجعِ أضواءٌ خافتةٌ في الثيابِ،
شعرٌ أسودُ يبحثُ في الليلِ عن رباطٍ للصباح،
معطفٌ للشوارعِ لئلا يطالُها البردُ في الشتاء،
وأنا بعثرةُ المدينةِ هناااااااااااااااااااااااااااااااااك
يا روما الجميلة، روما القريبة، روما البعيدة!
أما من حجرٍ؟ لأهبَ الآلهةَ لعنةً في الجبينِ…
أما من حجرٍ؟ فالبحرُ لعنةٌ أُخرى بيني وبينَ اليابسة…
أما من حجرٍ؟ فقد عاهدتُ الشوارعَ أن أعانقَ في شهقةِ الصباحِ مثواي…
يا روما الحزينة، أمَا وصلتُ إلى وجعي؟
أم سيعودُ بي الطريق مرة أُخرى إلي؟!


أسير...
وما من وطنٍ للآلهةِ
ما من حجرٍ للجبينِ
ما من وطنٍ للحمائمِ
ما من حجرٍ للبقاءِ
ما من وطنٍ للعاشقِ
ما من حجرٍ للحكايةِ
ما من وطنٍ للملائكةِ
ما من حجرٍ للريحِ


أسيرُ...
وأطرقُ الأبوابَ
الواحدَ تلوَ المدينةِ،
فلم يجدني أحد،
ولم أجدني مرمياً هنا أو هناك،
ولم يكن الطريقُ، ولو مرة واحدة،
غير نهايةِ الطرقاتِ


أسيرُ...
ولي رغبةٌ هائلةٌ في عناقِ القطاراتِ السريعةِ من الأمام...
رغبةٌ في الصراخِ حتى تتصدع المدينة

من ديوان : تدوين لزمن ضائع


سياسيّون



ينشرونَ العالم أمامي
مقسّماً على رقعة الشطرنج
جنوداً ، جنوداً :
كلبٌ أحمق
كلبٌ مسعورٌ
كلب دنيء
كلب وفيّ
لا تستغربوا إذن
إنْ نبحَ علينا العالم




لوحة


حينَ اختفى النجمُ
تراءتْ على الشرفات
أحزانٌ كثيرةٌ،
المطر...
كان يترك قطراته
تتحدّر
بعزاء...
أعمدة المدينة
نثرتْ ـ هي الأخرىـ
ضوءاً
خافتاً
وحزيناً
على الأبواب...
حين اختفى النجمُ
لم يكن في عباءة النسوة
غيرُ
رائحةِ البكاء
كان شاحباً
لمّا عاد
ولم تكن للرجال
حكمةٌ
كي تواريَ
حزن الشوارع







































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow