Alef Logo
ضفـاف
              

الكاتبة الروائيّة و السينمائية عبير اسبر: أبحث عن الدّهشة في كلّ أشكال الفنون حوار

عمر الشيخ

2008-08-31


عبير اسبر روائية وسينمائية سورية ،مقيمة في دمشق ،حاصلة على إجازة في الأدب الإنكليزي جامعة دمشق عام 2000 ، وفي عام 2001 طالبة في معهد السينما "ESRA " المدرسة العليا لفنون السمعية البصرية "باريس"، وفي عام2000 قامت بتصوير وإخراج الفيلم التسجيلي خصب لصالح التلفزيون البريطاني كمخرج منفذ ومصور " المادة الأساسية مدتها تسع ساعات مصورة"، 2001 و2002 مساعد مخرج مع هيثم حقي في مسلسل " ردم الأساطير" ، وفي عام 2002 سيناريو للفيلم الروائي القصير "نور" .. وعملت في عامي2002 2003 مساعد مخرج مع المخرج السينمائي المصري يسري نصر الله فيلم "باب الشمس" ،كما كتبت عام2003 سيناريو وإخراج فيلم روائي قصير "تك تك " عرض في مهرجان شمس لسينما الشباب وnter film "" ألمانيا .
في عام 2004 حازت روايتها (لولو) على المركز الأول لجائزة حنا مينا ، كما عملت كمخرج مساعد مع السينمائي سمير ذكرى فيلم "علاقات عامة"
عام 2005 كتبت سيناريو مسلسل "حسابات معلّقة" 30 ساعة تلفزيونية .
ولها تحت الطبع رواية (منازل الغياب) 2007 ورواية (قصقص ورق) عام 2008 .
تكتب المقالات لصالح جريدة العرب القطرية و تشارك في ملف الثقافي لجريدة تشرين السورية كما تكتب المقالات النقدية في السينما والأدب في بعض الصحف العربية ،
و حيث تقيم في دمشق كان لـنا هذا اللقاء :
 في روايتك (لولو) التي تنتمي إلى جنس الرواية القصيرة ثمة خصوصية واضحة ومتقنة اللغة في مجازات الأحداث وانتقاء الشخصيات كأنك تضعين القارئ أمام وجبة سريعة من الأدب ، برأيك هل أصبح النفس القصير في الأدب هو الأكثر شيوعا ً ؟
في كلماتك التوصيفيّة "رواية قصيرة.. وجبة سريعة من الأدب، النفس القصير" ما يدل على أن معظم القراءات النقدية الحالية التي تطال الرواية الحديثة، هي قراءات متعسفة، ومستعجلةـ وتحمل في طياتها انتقادا مبطناً يستغرب نجاح العمل الروائي "القصير طولا، ذو النفس القصير سردا ، المشبه بالوجبة السريعة انتقاصاً!!
تحاكم مدى الجودة أو عدمها، مدى الإتقان أو سوء الأداء الأدبي، الأصالة وحداثة المنتج الأدبي من خلال شكلانية نقدية تعتمد في قراءتها على البحث عن ما لا تؤديه تلك الرواية الحديثة، مقارنة بالأعمال الروائية المكرسة بشكلها التقليدي.. والمحتفى بها في كواليس النقد العربي!! أي يبحث دوما في العمل "الروائي" !! عن عدد الصفحات العملاق، السرد المسترخي المنفلت إلى ما لا نهاية، والوجبة الدسمة التي بمعظم لأحيان تكون عسيرة الهضم!!
كنت أتمنى دوما ، أن تقرأ الأعمال من داخلها، أن تقيّم وتبحث وتوضع في إطارها الزمني، بالمعنى التاريخي، والسيسيولوجي، أن تحاكم الأعمال من خلال أصالتها وما تقدمه من جدة بالرؤية، وهل قدمت مسائلة مغايرة للواقع.. بهكذا تقيم نستطيع أن نناقش المنجز الروائي، مدى نجاحه أو فشله، وطبعا نستطيع تحت هذا السقف أن نناقش روايتي لولو!!
 في استخدامك للعبارات العامية ضمن لغتك إغراء شديد يفرض متعة تثير البسمة ، في ذلك أتحاولين المجازفة بجعل اللهجة المحلية معيار للدخول إلى كل أصناف القراء ؟
بالنسبة لي.. مصطلح "العامية" اعتبره لا يعبر عن مدى الأصالة والجمال والتفجر والغنى اللغوي الذي تحمله "اللغة المحكية" وأصر على أنها لغة ومحكية!!
نعود لسؤالك.. ما دفعني للاعتماد على المفردة المحكية، هو مدى اختزالها للكثير من العبقرية الخاصة بالتجارب الأكثر غنى لسكان بلداننا والروح الطليقة المتحررة من ماضوية آسرة ومكبلة، ولطالما كانت كابحة للحداثة بالمعنى الفكري وطبعا اللغوي!! حاولت ب"لولو" تقديم اقتراح لغوي يعتمد الاختزال والطزاجة وخفة الصورة والمعنى الموجدين في طيات اللغة المحكية.. واعتماد الحد الأدنى من التراكيب المقلقة الجزلة، والوصول مع بساطة الجملة إلى حدها التقريري!! دون الاستسلام لجمال التشابيه والاستعارات وشعرية اللغة العربية، المفسدة بجمالها وبهائها الشديد والمغري بالتبني!! اللغة في لولو انحازت للعب بالمفاهيم، وخضخضة عادلة لبعض الشروط المحنطة المتحفية تلك التي تضع شروطا، على ماهية الأدب، وشروط جودة ذاك الأدب.. أتمنى أن أكون قد نجحت في ذلك !
 ما سبب عدم توجهكِ للصحافة الورقية المحلية أتفضلين الحضور بالصحف الالكتروني أكثر، أم أن المشهد السوري الثقافي قد لا يمنحك حقك بالشهرة مع العلم انك تكتبين لعدة صحف عربية خارج القطر؟
الشهرة!!؟ كلمة فضفاضة على بضعة مواد صحفية تنشر هنا.. أو هناك!! وخصوصا فيما يخص تجربتي.. التواجد في أي مكان من الذي ذكرت، ليس هدفا في حد ذاته.. ما يهمني هو أن أكتب ما يعنيني ويشغلني الآن.. لا أمارس احترافا صحفياً.. أكتب في ملف تشرين الثقافي مثلا، وللعرب القطرية، وأحيانا اكتب مواد نقدية وفكرية لبعض المواقع الالكترونية كما أشرت!! لكن ما يغريني حقا هو إيجاد موضوع يحرض فيّ مناقشته.. ويدفعني للكتابة حوله!! لا أكثر ولا أقل..

 في عنونتكِ لفصول رواية (لولو) هناك شاعرية واضحة ولعبة لغة تثير الفضول ، ما هو سر هذا الاختزال الذي خدم الرواية وجعلها فصولها خواطر صادقة جميلة ؟
كما أخبرتك سابقا, في لولو أردت التجريب.. أحببت التطرف ، والإيغال حتى منابع قصّ، لا تستقي ذاكراتها من الأدب العالمي والعربي الذي تربيت وعشت وعشقت واندغمت به، وأسس لذائقتي.. أردت الإخلاص لفكري الآني، ولثقافتي التي تفهم الفنون الحديثة، وخصوصا الصورة!! عبر استخدام واع وقصدي لتكنيك السيناريو السينمائي.. كل فصل في "لولو" هو مشهد يحمل شروط المشهد السنيمائي ، له حبكته وذروته وحدثه المتلاشي.. لكنه يحمل بذرة تواصل وخيط حرير يلضم صف الحكاية، ويخدم صعودها وتطورها الدرامي وبناء الشخصيات.. هكذا نكتب السيناريو السينمائي.. وهكذا كتبت "لولو"
 قد غاب ضمير المتكلم( أنا) بشكل كلي عن معظم كتاباتك ، هل تقومين بسرد حالة بعيدة عن الذات وتعينين نفسك مؤرخا ً فكريا ً وحكيما ً على الآخرين أم أن الصدفة سيد الموقف ؟
على العكس تماما..فقط في (لولو) اخترت تلك الحيادية التي تتحدث عنها.. أما في رواتي اللاحقتين..( منازل الغياب).. و(قصقص ورق).. فأغنى ما يطبع العملين هما الذاتية الشدية الذاتية، القتربة من شكل السيرة ، ولعبة تلفيق أحب ممارستها حيث يغيب و يندغم الذاتي باللاذاتي..
 اللغة انثى والكلمة انثى والقاصة الجدة الأولى انثى هل نعتبر عبير اسبر تنهل من كل هؤلاء ؟
أنهل من كل أنواع الفنون.. الأنوثة ، أو الذكورة وتلك التقسيمات النقدية التي وضعت للقبض على منابع الجمال في النصوص،أو الأعمال الفنية بشكل عام لا تعنيني كثيرا.. ابحث عن أصالة الحكاية وجمال اللون والشكل ، وغرابة الموسيقى وربانية المنجز!! أبحث عن الدهشة في كل أشكال الفنون، ودوما هناك ما يلهمني في الحياة!!
 ثنائيات الكون ابيض اسود نهار ليل خير شر اين الذكر الذي يكتب في كتابتك هل هو واضح الخط اي قد ولد ام انه مازال في رحمك؟
أتمنى أن يكون لهذا الذكر في داخلي، أو داخل مخيلتي، كياناً خالصاً ، وكاملاً ومحققا بالمعنى الفني.. أعتقد أني استطعت عبر تبني لصوت الشخصية الذكرية، أن أجيد استخدام هذا الصوت، وأن اتقن لغته ورؤيته وأندغم بها وأحققها فعلا روائيا، ومشهدياً.. إحدى أسئلتي الأكثر إلحاحا، كانت هل نجحت روائيا ، أم لم انجح في الوصول للنبرة الصحيحة حول تفكير الآخر ، الذي هو الرجل، الذكر.. ؟ هو سؤال يقلقني، واتركه للنقد ليجيب!
 قد علمنا مؤخراً من خلال وسائل الإعلام أن دار نشر تدعى ( علاوي) المختصة بأدب النساء قد اختارت خمس روائيات سوريات لترجمة أعمالهن إلى اللغة الألمانية وكنت من بينهن ، هل في ذلك خطوة ايجابية وحسب أم أن هناك ضريبة لهذا المشروع تعود بالإجحاف بحقكن كأديبات ؟
إن كنت تعني الشروط المادية الخاصة بالعقد! فهي لم تكن مجزية تماما!! لكن بالنسبة لأوضاع الكتاب والكتابات العرب.. فليس لدينا من بديل ، ولا من سقف آخر نتحرك تحته.. السوق العربي كقراء هو سوق متلاش ومخيب للغاية.. أفضل الأعمال تطبع ألف نسخة ، والأعمال المحظوظة جدا تلك التي تعاد طباعتها، الاهتمام بالترجمة معدوم، وليس لنا من أمل سوى أن نأمل بهكذا مشاريع كي تقدمنا إلى المكان الآخر.. دون أوهام كبيرة، ولا أحلام وتهويمات.. أحب أن أقدم للمكان الآخر في هذا العالم.. العالم القارئ.. أوربا!! التي يشكل الكتاب جزءا من واقعها المعايش، جزءا من ذاقتها، والقراءة فيها هي طبيعة حياة!! حتى لو كانت الشروط ليست كما نحب لها أن تكون.. هي خطوة ايجابية جدا في ظل المتاح من فرص أمامنا..

 شاركت في الفترة الماضية في تجارب سينمائية كمخرج مساعد وأخرجت بتمويلك الخاص بضعة أفلام قصيرة، برأيك الشخصي هل للسينما السورية مستقبل كما في السينما المصرية ، وهل هناك تجارب شابة تستحق الاحتفاء ، وما هي شروط نجاح مثل هكذا مشروع ؟
اعذرني هو موضوع شائك جداً يتطلب الكثير من الشرح.. الآلية الآن المتحكمة بالمشاريع، هي آلية سوق تجاري بحت، تتعلق بالمواضيع وطريقة الطرح.. السوق يفرض عليك الآن المسلسلات ودائما المسلسلات!! ومؤسسة السينما الجهة الداعمة لمشاريع ثقافية مغايرة، تبدو منسحبة تماماً من تواجدها ودورها الذي نأمل أن يفّعل أكثر.. المواهب هي دائما موجودة، ونظرية أن الشباب يستحق ، أو لا يستحق، فتلك رؤية قاصرة لسيرورة الحياة.. ولاستمرار تدفق للمواهب.. الحياة لا يمكن أن تكون إلا منجبة وخصبة!! المواهب بحاجة لتجريب وممارسة كي تصقل وتجد طرقها وتبلور رؤيتها.. يجب الانحياز دائما نحو الشباب في المجتمعات السوية والمنتجة! لأنهم يحملون رؤية طازجة، حتى لو لم تكن مبلورة ومصقولة..!! كثرة العمل والبحث هما المحك الأساسي الكفيل بإنضاج المشاريع.. لكن أين الفرص!!؟؟ وأين المهتمين؟؟
المصدر : البناء

حوار: عمر الشّيخ
[email protected]

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أتساقط من لحظاتكِ الأخيرة

23-كانون الثاني-2021

أرجوك لا تمت كل يوم

28-آذار-2020

أرجوك لاتمت كل يوم

28-آذار-2020

لا تطعم الحمام

02-شباط-2019

رواية «لولو» لعبير اسبر في طبعة ثانية شهية السرد بتكنيك سينمائي

06-أيار-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow