Alef Logo
ابداعات
              

سينما / أيــام الـوشـــم قصـة سينـاريو وحـوار

نـبـــيل الـمـالـح

2006-04-08

لا يـقـاس العـمـر بـالسـنـوات التـي قـضـيـنـاهـا، وإنـمــا بـالأيــام الـي تـركـت وشـمـهـا عـليـنـا
المشهد الأول:
العناوين الرئيسية للفيلم
• حركة مجهولة في فضاء رمادي وأبيض حافل بالغموض... وتظهر أطياف بشرية تتحرك أو تتهادى وهي تتداخل وتتمازج...
• وشيئاً فشيئاً يبدأ وجه ندى بالاتضاح... شاحباً وهي مستغرقة في نظرة بعيدة... ولكن شيئاً غريباً في الصورة يتبدى... فالصورة مسطحة أو كأنها وجه من وجوه كريستال خفي...
• وتدور الصورة ليظهر وجه ندى على سطح آخر من سطوح هذا الكريستال الخفي، وتكتسب الصورة ألوانها ببطء وتتحرك... لندخل إلى القصة الأولى...


الوشم الأول
المشهد الثاني:
مشهد مركب بين غرفة ندى ذات المشرقية المطلة على الحارة ـ والحارة الدمشقية الضيقة ـ خارجي/ داخلي ـ نهار
• ندى ترتدي بلوزتها في غرفتها المتواضعة حيث يدخل النور عبر المشرقية والستائر المسدلة
/أصوات الباعة والمارين في الحارة/
• تجمع أوراقاً وكتباً... وتتأكد من ضفيرتيها... ثم تعد مبلغاً من الدراهم التي تضعها في جيب بنطالها (الجينز)... وتتجه لتخروج من الغرفة عندما تسمع الأصوات القادمة من الخارج والتي تستثير اهتمامها...
• تتجه نحو المشرقية... وتفتح النافذة، وتطل نحو الخارج...
• عمر يقف تحت نافذتها وهو يحمل عوده ويبدو وهو يلقي بقرَّادية ما في اتجاه عمق الحارة، ويبدو محاذراً أن يمسكه أحد...
عمر: /قرَّادية بهجاء مختار الحارة/
• ندى تناديه
ندى: شو عمر... مبكِّر اليوم
• عمر ينظر إليها، ويبدو سعيداً لتواجدها... ويتابع بشكل متقطع رمي بضع كلمات من قرّاديته...
عمر: لك أهلين ندى... مختار وباعتلي زلمه ليقصّوا البيت...
• بعض الجيران قد أطلّوا من النوافذ وهم يضحكون...
ندى: إيه روِّق شو كل يوم بدك تعمل مشكلة... وبعدين عودك مو مدوزن...
• تنظر من زاويتها نحو عمق الحارة
عمر: الدنيا كلها مو مدوزنة... شو صاروا معك مصاري الكومبيوتر...
• يتضح لها المختار ومعه عدد من رجاله وهو يتباحث معهم...
ندى: صاروا... الحمد الله ما عادوا يقبلوا صانعة بالبيت إلا بتعرف عالكومبيوتر... أوعك... جايينلك...
• عمر يدور حول نفسه، ويبتعد بضع خطوات في العمق الآخر المعاكس
عمر: /يتابع إلقاء قراديته/
• الرجال الذين مع المختار يركضون باتجاه عمر...
ندى: بشوفك بعدين...
• بيدو هنالك بيت قريب مهدَّم يركض نحوه عمر، ويقفز فوق الجدران ليصعد إلى (نصيّة) نصف متهدمة...
• الرجال يصلون نحوه ويخاطبونه
أحدهم: انزل ولا لورجيك...
عمر: اطلع إنت لعندي...
/يلقي جملة مضحكة على الوزن/
آخر: لك ما بتستحي على حالك... هادا المختار...
• أولاد يتجمعون وهم يضحكون لهذه المطاردة المضحكة
عمر: خليه يستحي على حاله هوة بالأول
/يلقي جملة مضحكة أخرى/
• أحد الرجال يصعد إلى السطح المتهدم الذي بقيت منه أجزاء َهشــة متربة… ويكاد أن يقع… ويسقط ويمسك نفسه ببعض الأخشاب ويعود ليقف… ولكنه يبدو أن شيئاً قد حصل لعـود عـمــر أثـنــاء تـعثــره هو الآخـــر
رجل: والله لنورجيك...
عمر: /يلقي بجملة مضحكة أخرى/
ولكنه يبدو أن شيئاً قد حصل لعـود عـمــر أثـنــاء تـعثــره هو الآخـــر
عمر: /يلقي جملة ضاحكة في مرثية لعوده/
• الرجال يقفون عاجزين


المشهد الثالث:
أرض الديار
• الأم تحاول ترتيب البيت... بينما تنزل إليها بنتها في هذا البيت العربي المتواضع...
• عادل شقيق ندى وهو يحاول لصق نعل حذائه أو خياطته...
عادل: ما بعرف إذا بدّه يضل علقان بالسباق...
• تتضح صورة للأب بملابس رقيب وصدره حافل بالأوسمة...
ندى: اركض حافي...
عادل: عواض ما تروحي تدفعي لدورة الكومبيوتر... اشتريلي صباط
الأم: لك استحي على حالك... ألفين وخمسمية ليرة صار لها شهرين عم تشتغل لجمعتهن... شي خدامة... وشي جرسونة بالجامعة وشي دق عالآلة الكاتبة... تروح تشتريلك صبّاط...؟ خلص الزقه… الله بيفرجها…
شو بدنا نعمل.يا نــدى بضيف أبــوكـي …؟.. أبوكي عاملها قضية...
ندى: يعني ضروري يعملّه غدا... الزلمة بأوتيل طويل عريض... مو ناقصة أكل...
الأم: فهمي هالحكي لأبوكي... شو بدنا نعمل.؟..
ندى: ما بعرف… أنا بدي روح ادفع دفعة دورة الكمبيوتر واخلص...
الأم: أبوكي قال بدك تروحي معنا... شايف حاله فيكي...
• عادل المنهمك بحذائه...
عادل: وأنا شبني.؟..
الأم: اتركنا بهمنا... شو رأيك نعملّه تسقية... شوية مقالي!! عندنا زيت.؟..
ندى: كل العزيمة ما لها طعمة... ودوبو أبي عم يطعمينا...
• تبدأ ندى بمساعدة عادل في إصلاح الحذاء...
• الأم تتابع ارتداء ملابسها المخصصة للمناسبات، والتي هي ضيقة الآن... ولا تدري كيف تتدبر الأمور... وتحاول ندى أن تساعدها في الظهور بمظهر لائق... وتحاول أن تضع على وجهها بعض الماكياج الذي تمانع الأم مجاراة ابنتها فيه... والأخرى وبين لحظة وأخرى تحاول ترتيب شيء في أرض الديار الفقيرة...
ندى: إمي... صاروا ضيقين عليكي...
الأم: يعني ما لي فهمانة ليش أبوكي بدو يانا نروح معه... هادا منظري منظر.؟..
ندى: شايف حاله فينا... عشرين سنه صار له ما شافه... بده يورجيه أنه نحنا مبسوطين بالبلد متل ما هو مبسوط بأميركا... وأنه ما في أحلى من بلدنا وعيشتنا
• تنظر الأم إلى نفسها في المرآة
الأم: منظري بيضحك...
ندى: يا لله ماما... بابا ناطرنا... وبعدين بدي روح ادفع... وين جاكيت أبي...
• تتحرك المرأتان نحو الباب وهما تحاولان التأكد من مظهرهما العام
• تحمل الأم سترة سوداء على ذراعها وتخرجان
المشهد الرابع:
• المرأتان تخرجان على عجلة... وتسرعان
• عند زاوية بيت عربي ذو سور مرتفع ويبدو ضخماً بالمقارنة مع ما يجاوره يخرج شاب وسيم وهو يحمل مجموعة من الكتب... ويبدو رصيناً مهذباً... إنه (جمال)... وتمر المرأتان بجانبه
• الشاب يحيي بتهذيب بالغ وينظر بأدب إلى ندى التي تحييه بألفة رسمية...
جمال: صباح الخير خالتي أم عادل...
الأم: أهلين جمال... شلون الدراسة... شلونها ماما.؟..
جمال: الحمد الله... بتسلِّم...
• تتابع المرأتان طريقهما على عجل... بينما يتابع جمال طريقه في الاتجاه الآخر...
• الأم تهمس لابنتها...
الأم: ولد مربّى... راح يتخرَّج اقتصاد... ومعمل أبوه ناطره... يا ريتك دارسة اقتصاد عواض هالآثار...
ندى: هادا اللي صحلّلي... هلأ المهم اشتغل...
المشهد الخامس:
مقهى شعبي...
• الأب (أبو عادل)، يعمل نادلاً وهو يعرج على ساقه الخشبية ويبدو أن له شعبية بين زبائن المقهى
/أجواء المقهى ونداآته وأصواته/
• /لقطات متنوعة/ وأبو عادل يطوف بين الزبائن حاملاً الطلبات، ولكنه مشغول البال، إذ ينظر بين لحظة وأخرى عبر المدخل إلى عمق الحارة... وأخيراً، يلمح زوجته وابنته وهما تقتربان...
• يسارع إلى صاحب المقهى الشاب الذي يجلس كمدير عام وراء طاولة يحسب عليها (البونات)...
أبو عادل: خلص... ما بطوِّل ….بدك شي من أميركا.!!.
• يرفع الشاب نظره إلى أبو عادل بعدم اكتراث ثم يعود إلى بوناته...
• يخلع أبو عادل سترته والقطعة القماشية التي يلفها حول وسطه... ويضعهما على علاقة... ويسارع خارجاً وهو يخبط الأرض بساقه الخشبية...
• يتناول السترة من زوجته، ويضعها ويسرع الثلاثة الخطى... بينما تبدو السترة متهدلة على جسده الضعيف...
المشهد السادس:
منطقة شعبية...
• الناس المتزاحمون للصعود إلى ميكرو باص...
• الثلاثة، أبو عادل وزوجته وابنته يحاولون الصعود عبر الزحام إلى الميكرو...
• داخل الميكرو، الأب يشرح شيئاً ما لزوجته بكثير من الحماس... وهي تبحث في شنطتها عن دراهم لدفع الأجرة...
المشهد السابع:
• الميكرو يتحرك ضمن المناطق الشعبية المزدحمة...
المشهد الثامن:
• ينتقل الميكرو إلى شوارع عريضة منظمة...
المشهد التاسع:
• الميكرو يتوقف عند زاوية ساحة منظمة وينحدر الثلاثة والأب ما زال يشرح لزوجته بحماس شديد...
• ويتضح الفندق الضخم عبر الشارع
الأب: عم قلِّك... سنين ومو دايق أكل البلد... أنا باخد شوية عالحساب من المعلِّم... بس اعملي كبة... وكوسا محشي...
الأم: عم قلَّك مو ناقصه أكل... بيكفي يجي عالبيت... بعملّه ملّيسة...
الأب: لا تعصبيني... ما بدنا نتبهدل قدام الزلمة... ندى... حاكي إمك...
الأم: (بحرج شديد) وما بدَّك شوية... بلكي... يعني تحكي معه... مشان ندى وإلا عادل... بلكي يعني...
الثلاثة ما زالوا يسيرون في اتجاه مدخل الفندق الهائل الحجم...
الأب: شو قصدك... شو قصدك... قلّه بالله شغلّي ولادي بأميركا... وين شفتيها هي... صديق وجاية بعد عشرين سنة للبلد... مشتاق للبلد... روح أنا أطلب منه ! !.. عواض ما آخذه سيران عالزبداني... عالغوطة... عواض ما نورجيه أنه نحنا ببلدنا مو ناقصنا شي... بدّك تذليني شي.؟...
تمسك ندى بذراع أمها طالبة منها أن تتوقف عن الكلام في هذا الموضوع
ندى: أبي... متل ما بدَّك... بس ما بدنا نطوِّل... الساعة (12) لازم كون رايحة ومسجلة عالدورة... وإلا الوظيفة بتروح...
الأب: خلص... كلها نص ساعة... بنسلم عليه... بنعزمه... وبنمشي... وإذا بدّه... بينزل عندنا بالبيت... أكيد ما عاد يعرف حدا بالبلد غيري...
المشهد العاشر:
بهو الفندق الكبير...
• يدخل الثلاثة فيبدون صغار الحجم أمام المقاييس الهائلة للفندق...
• الحجّاب... الندل...
• أبواب السيارات التي تفتح... وتنحدر منها شخصيات...
• الأبواب الكهربائية
وتغيب الأصوات لتتحول إلى هدير ضخم لأصوات متداخلة... موحية بالجلال والعظمة...
• يقترب بواب بملابس رسمية فاخرة...
• تسأل ندى شيئاً ما...
/تفاصيل مختلفة لعلاقة هؤلاء الثلاثة بالمكان/
• البواب يشير إلى مكتب الاستقبال...
• موظف الاستقبال يشير لها إلى قلب الفندق البعيد...
• تقود ندى طريق والديها المرتبكين بملابسهما ومظهرهما العام باتجاه عمق البهو الكبير...
المشهد الحادي عشر:
الكافيتريا المطلَّة على المسبح /تفاصيل مختلفة/
• الكافيتريا المزدحمة بالناس، ومعظمهم بملابس السباحة... ولكنه تبدو بعض الطاولات التي جلس إليها رجال مهمّون بملابس صيفية
• الثلاثة يبحثون بنظراتهم فيما حولهم... وهم مرتبكون... فألوانهم الداكنة ومظهرهم العام متناقض مع كل ما حولهم... والندل يمرّون بجانبهم دون اهتمام...
• يقترب الثلاثة بحذر من طاولة تبدو أنها خالية... ويحاولون الجلوس محاذرين ألا ينهرهم أحد ما...
• الأب قد تعب... ويجلس على الكرسي... وهو يتلفت النظر فيما حوله... والأم تبدو وكأنها تريد الاختفاء ضمن ملابسها الناشذة عن كل المحيط... وندى تنظر نظرة فارغة إلى ما يحيط بها...
الأب: مو مبيِّن... بيكون صار شكله غير شكل...
• فجأة، ينتفض الأب... وتنظر الأم بالاتجاه الذي ينظر إليه...
• رجل وقور ببذلة بيضاء وقد وقف بعيداً يتضاحك مع فتاتين بالمايوهات ورجل آخر
• الأم تضع يدها على يد الأب وتضغط عليها بقوة... بينما ترتجف يده تحت يدها...
الأم: أبو عادل... إهدا...
• تنتبه ندى إلى ما يجري... وإلى التوتر المفاجئ... تنظر إلى أمها...
• الأم تومئ لها بأن تتجاهل الموضوع... أو تغيره...
• الأب يدور برأسه وهو يكاد أن يختنق...
ندى: (هامسة) مين هادا ماما...
الأم تتلفت فيما حولها...
الأم: بعدين... خلينا نلاقي هادا رفيق أبوكي
• النادل يقترب متعالياً...
النادل: أمر... بتطلبوا شي...
• الرجل ذي البذلة البيضاء يبتعد مع الفتاتين
• تهتف الأم
الأم: أبو عادل... مو هادا هوه...
• يلتفت الأب إلى حيث أشارت الأم...
• بيدو (سليم) بقميص رياضي وشورت أبيض... وهو يحمل هاتفاً خلوياً... وهو يتحدث بالهاتف وحوله اثنان من الرجال بملابس صيفية فاخرة... وامرأة تشرب عصيراً... وتتحرك مقتربة منه...
• يحدق الأب...
الأب: ما بعرف... سمنان...
• ينفجر (سليم) ضاحكاً بطريقة غريبة...
الأب: هادا هوه... هادا هوه...
• ينهض الأب بحماس... ويلوح بذراعه صائحاً
الأب: سليم... سليم...
• يلتفت الناس على السلوك المتخلف لهذا الرجل...
الأب: أبو السُلُم...
• (سليم) يلتفت على الصوت...
• الأب ينهض من مكانه ملوحاً للرجل...
• الرجل (سليم) يعتذر من الأشخاص الذين يحيطون به... ويتقدم... بينما يسارع الأب باتجاهه...
• ندى والأم تراقبان بتعاطف عناق الأب العاطفي وإشاراته إلى ما غدا عليه سليم...
• ولكن ندى المهتمة بهذا اللقاء الحميم وخاصة من الأم... تميل على أمها
ندى: ماما... مين هادا اللي شافه أبي وتكركب...
الأم: صاحب المصنع اللي كان أبوكي يشتغل فيه... بعد ما راحت رجله بالآلة... قلَّعه... وما قبل يعطيه تعويض... غيري الموضوع... إجو...
• تركز المرأتان انتباههما على الأب وهو يسحب صديقه المغترب باتجاه طاولتهما... فخوراً
• تبدأ المرأتان بالنهوض استقبالاً للرجل...
• يبدو المغترب سعيداً لمرأى صديقه القديم ويبدأ بتقديم زوجته وابنته
الأب: سميحة... أم عادل... بتعرفها... بس ندى... ما بتعرفها... وعادل... وأخوه الكبير وجيه بالخليج... مختفي بالبيت وهادا سليم... ما بدي احكي...
يبدو أن سليم قد بدأ يرطن بعض الشي بلغته العربية...وهو يصافح المرأتين... ويضع يده على ذراع ندى العارية
سليم: أهلين... أهلين... بس أنا صرت ستيف...
الأب: ماشي كمان... بس بتضل سليم... /ينفجر الاثنان ضاحكين/
• ندى تراقب المغترب
• إنه ينظر نظرة سريعة ولكنها خبيرة...
• إنها تحس بأنه يجردها من ملابسها... وترتبك بعض الشيء...
• يجلس المغترب سليم... ولكنه يبدو مشغول البال وهو يتلفت فيما حوله باحثاً أو في انتظار شيء ما...
سليم: كيفك يا أبو عادل... البلد صايرة حلوة... شوف... أوتيلات كبيرة... طرقات... تغيرت... تغيرت
الأب: كل ما لها عم تحلو... إنت قللي ليش كل هالغيبة... وشو جابك هلأ...
سليم: اشتقت للبلد... وكنت قبل أعمل بزنس مع أميركا الجنوبية... وهلأ شايف هون بزنس منيح... بلدي... شو... بنتك حلوة كتير...
الأب: إيه... طالعة إلي... /ضحك/...
منيح اللي لقيت رقم تلفوننا... هلأ إنت هون مشغول... إيمتى بتجي بتزورنا... وتدوق أكلات أم عادل...
• شيئاً فشيئاً تتغير حرارة تصرفات سليم... ويبدو أنه يركز اهتمامه بنظراته على ندى وبنوع من التعاطف المتعالي يسأل الأب عن أحواله...
سليم: بنشوف... أنا مشغول كتير صحيح... إنت شو عم تعمل.؟..
الأب: (بارتباك خفيف) الله ساترها... مستورة الحمد لله... (مازحاً) من وقت ما صار معي حادث (مشيراً لساقه) ما عادوا خلوني اشتغل رقاصة... منيح اللي لقيت رقم تلفوني...
• يقترب النادل...
النادل: أمر...
• الثلاثة يرتبكون فيما سيطلبون
الأب: أنا... أنا بدي ميّ...
سليم: لأ... لأ... فيه الآيس كريم... هادا هون كأنه بأميركا... جربوه (للنادل) جيب تلاته آيس مالبا فرويت سبسيال اللي أكلت منها مبارح... كتير متطورة البلد...
• يكتب النادل الطلب وينصرف
الأب: شو رأيكم (مسايراً) إيه... متل ما بدك (للنادل) متل ما قال...
• يرن جرس الهاتف الخلوي... والثلاثة يراقبون، إذ يتحدث سليم باهتمام وهو ينفجر ضاحكاً ضحكته المميزة بين لحظة وأخرى
سليم: إيه... أهلين... خلص... متل ما اتفقنا... أنا هلأ عندي اجتماع مع الجماعة... أنا بظبّط الموضوع... لا تخاف... ما بدهن إقناع... مقتنعين وخالصين... خلص... عالموعد... /يقفل الهاتف/
ندى تراقب هذا العالم الغريب الذي يحيط بها...
• في البعيد وعبر الناس، تتضح سيارة فاخرة تتوقف، ويركض أفراد ليفتحوا بابها... لينزل منها رجل يبدو أنه بالغ الأهمية... يحيط به آخرون بانتظاره...
الأب: شو والله صار عندك معارف بالشام...
• النادل يأتي بالآيس كريم... أكواب ضخمة ملونة ومزينة بفواكه غريبة
سليم: شغل... بالشغل بيصير في صحاب بسرعة...
• الثلاثة ينظرون في دهشة إلى هذه الوجبة الضخمة الجميلة التي لم يسبق لهم أن رأوا مثلها...
الأب: إيه بقى... قللي إيمتى راح تجي لعندنا وترتاح من هالدوشة.؟..
سليم: أنا...
/يلحظ اقتراب الرجال فيتوقف عن الكلام/
• في هذه اللحظة يقترب الرجل ذي البذلة البيضاء (صاحب المصنع الذي كان يعمل فيه أبو عادل) ومعه اثنان آخران... وهو يتقدم باتجاه الطاولة...
• تتجمد أعين الأب وندى والأم على القادم...
• ولكن القادم يبدو بشوشاً ولا يعرف أحداً سوى سليم... ويحيي العائلة بهزة من رأسه...
الرجل بالبذلة البيضاء: ستيف... إجو الجماعة... هدول ما بينطروا...
• سليم (ستيف) ينهض... مستقبلاً الرجل...
سليم: صديقي من أيام الطفولة...
• الأب ينظر وكأنه يكاد أن يختنق... ولكن الرجل لا يعنيه الجالسون أبداً... إذ يتحدث بصوت منخفض مع سليم...
الرجل: أهلين... الزلمة ما بدّه تحويل مصارف... وما بده حدا يشوفه هون
سليم: كاش أخي... ما شي... بنطالعه عالسويت يالله... /للأب/ منيح اللي شفتك أبو عادل... ما تواخذني عندي شغل كتير...
• سليم يلتفت نحو الأب وهو على عجل...
الأب: (بحشرجة) بس... نحنا كنا بدنا نشوفك و...
• يمد سليم يده إلى جيب قميصه ويخرج بطاقته ويرميها على الطاولة...
سليم: أبو عادل... غير مرة... هي بطاقتي... عليها أرقامي... بأي وقت بتكون بباريس أو نيويورك اتصل فييّ...
/لندى/ إنتي كتير حلوة... يا لله بخاطركم...
• يضع يده على ذراع ندى ويمسح عليها... وندى تبعد يدها... ولكنها لا تستطيع أن تخرج من ذهولها...
• يضع سليم ذراعه على كتف الرجل ويبتعدان مسرعين...
• عيون العائلة تتابعهما في ذهول وقد فغروا أفواههم...
• في البعيد يبدو سليم والرجل وهما يتحدثان مع آخرين من نفس المستوى وكلهم يحيطون بالشخصية الغامضة التي قدمت بالسيارة الفاخرة... ويتبادلون الضحكات والنكات ثم يدلفون إلى داخل الفندق
• أكواب الآيس كريم التي لم تلمس
• كل واحد من الثلاثة... الأب والأم وندى، يتحاشى النظر نحو الآخر... فلقد بدا الأمر كله كعاصفة سريعة لم يستيقظوا بعد من دمارها...
• الأب، وهو مضغوط في مكانه...
• ندى تشعر بقلق وتنظر نحو أمها...
• الأم تمد يدها لتمسك بيد زوجها التي ترتعد... ولكنه يبعد يده عنها... ويحاول النهوض... ولكنه يبدو أن ساقيه لا تحملانه...
• تنهض الأم وهي تنظر فيما حولها إلى هذا العالم العجيب الذي لا ينتمون إليه... وتنهض ندى لمساعدة أمها في إخراج الأب... وأكواب الآيس كريم الملونة لم يمسّها أحد...
• النادل يقترب...
النادل: (بأدب) خلصتوا...
• تهز الأم برأسها موافقة...
• يستل النادل فاتورة ويضعها أمام الأب... فتسارع الأم لسحبها...
الأم: شو هي.؟...
النادل: الفاتورة...
• تحاول الأم أن تستجمع صوتها المتحشرج
الأم: بس نحنا... السيد... هوه... عزمنا...
النادل: آسف... ما وقعها...
ندى: بس... خليّه...
يبدو النادل مؤدباً بطريقة عدوانية مترفعة...
النادل: إذا بتسمحوا...
• تسحب ندى الفاتورة... وتنظر إلى الأرقام المطبوعة وتحاول أن تتمالك نفسها...
الأم: (هامسة) قديش.؟..
ندى: ألف وتلاتمية وخمسين... و... وخدمة... وضريبة... ما...
• الأب غارق في التحديق في اللا شيء... وكأنه في عالم آخر...
• النادل يقف كصنم ثابت وعلى وجهه نصف ابتسامته المتعالية المرسومة...
• الأم تنظر ضارعة إلى ابنتها...
• ندى تمد يدها ببطء إلى جيبها... وتخرج الظرف الذي وضعت فيه دراهم الدورة... وفيه خمس ورقات من ذات الخمسمئة...
• الأم تطرق برأسها، فهي لا تريد أن ترى ما تضطر ندى لأن تفعله...
• تسحب ندى ثلاث ورقات وتضعها على الطاولة...
• يأخذها النادل وينصرف...
• ندى تنظر نحو أمها... ثم نحو والدها الذي يبدو ضئيلاً
• عينا ندى تحدقان في اللا شيء...
/ضحكة المغترب الغريبة.../
• المنظورات حولها تتداخل...

الوشم الثاني
المشهد الثاني عشر:
• تتداخل الصور وتعود إلى ضبابيتها والحركة الإنسانية المبهمة، ولكنه عالم يبدو أكثر حدَّة من مظهره السابق... ويظهر وجه ندى... إنه أكثر نضجاً... ولكنه أيضاً أكثر قلقاً... وتتكسر صورتها وتتقلب وتتسطح لتغدو وجهاً من وجوه هذا الكريستال العجائبي الذي يدور
المشهد الثالث عشر:
• ندى تنهي كتابة شيء ما... ثم تتفحص بعض الصور الفوتوغرافية لآثار ما... وترفقها بالأوراق المكتوبة بخط اليد...
• تفرك عينيها وتطفئ النور الصغير ثم تفتح ستائر النافذة... وتتابع ارتداء كنزة ما فوق ثوبها... وتشاهد عمر وهو يطل من النافذة ويحادث شخصاً ما في الحارة...
صوت عمر: أوعك ما تجي هاه... وجيب الشباب...
• تفتح شباكها وتطل على الحارة... وعمر ما زال يتحدث مع صديقه الذي يمرُّ بالحارة...
عمر: الله يخليك قللّه زكاتك لأبو محمد يبعتلنا صحن فول...
ندى: وليش ما عزمتني.؟..
• ينتبه عمر لندى...
عمر: إنتي معزومة قبلي... بس شفت ضوِّك شاعل من وقت آذان الصبح... شو... خلصت مقالتك.؟..
ندى: خلصت بعد جمعة شغل...
عمر: شو بيدفعولك فيها.؟..
ندى: ما بعرف... يعني عالأقل ثلاث أربعمية ليرة...
عمر: بس ما تقليلهم لسّاتك بالصف الثاني آثار... قولي إنك خريجة... وإلا ما بيقبضوكي...
ندى: شو وين الحفلة...
عمر: بتعرفيه لحسون... خطب مبارح... واليوم الشباب عاملينله حفلة...
ندى: وين...
عمر: عندكن بمقصف الجامعة... صحيح أبوه بيشتغل عالسوزوكي... بس راح يصير فيلسوف المستقبل... شو... بتجي.؟.. الساعة ستة...
ندى: بسأل أمي... يا لله...
عمر: أوعك ما تجي... ما بعرف دق بلاكي...
تخرج ندى من الغرفة...
المشهد الرابع عشر:
أرض الديار
• تخرج ندى من غرفتها متجهة نحو أرض الديار...
• في أرض الديار الأب يحوص على مقعده المتحرك... وقد ترك ساقه الخشبية جانباً، وهو يسقي بعض قطع الزريعة... ويبدو عليه أنه منغلق تماماً على نفسه...
• الأم، وقد أغفت على الديوان، بينما امتد بجانبها ثوب أبيض، يبدو أنها كانت تخيطه...
• تحاول ندى ألا توقظ أمها... وتميل على أبيها وتقبله بحنان، ولكن الصوت المفاجئ لفتح وإغلاق الباب الخارجي يجعل الثلاثة ينتفضون...
/صوت مفاجئ لتفح وإغلاق الباب الخارجي بعنف زائد/
• يندفع عادل وهو يضرب كل شيء أمامه مطيحاً بقطعة زريعة... ضارباً الحائط بقدمه... ويصرخ من الألم...
• ندى والأم التي انتفضت والأب الذي ينظر نظرة غير ذات معنى... ثم يطرق برأسه...
/عادل يصرخ ويضرب الحائط.../
• تنهض الأم من مكانها، وقد تحولت إلى نمرة وتتقدم بخطوات بطيئة نحو ابنها الذي يضرب الجدران بيديه وحذائه... وتصرخ فيه فجأة...
الأم: عادل...
• يتوقف عادل عن الحركة، وكأنه أصابه شلل مفاجئ... ويلتفت نحو أمه...
الأم: (ببطء حافل بالزخم) وين متعلِّم هالحركات.؟..
عادل: ماما...
الأم: اخرس .. إهدا واحكي شو صار معك...
عادل: جامعة ما في... علاماتي ما بتكفي... شغل مافي... وكلهن بيسألوني شو بتعرف... أنا ما بعرف شي... ما بعرف شي... يا مو... شو بدي أعمل... والله راح جن...
الأم: ما لقيت اليوم بتلاقي بكره...
عادل: واتركك تخيطي أواعي للناس طول الليل وأختي تشتغل... شلون يعني...
الأم: حدا شكالك همّه.؟.. كل واحد بيعمل اللي عليه... روح غسِّل وشك وتعا ساعدني... يا لله ماما... يا لله...
• ينصرف عادل مطأطئ الرأس نحو زاوية أو غرفة...
• تقترب ندى من أمها...
ندى: ماما... معليش إذا اتأخرت اليوم شوي... حسون بتعرفيه... خطب مبارح ورفقاته عاملينله حفلة بمقصف الجامعة...
الأم: إيه طبعاً روحي بنتي روحي... بس ما تتأخري... بيصير تروحي من غير هدية.؟..
ندى: أحواله من حالنا... بيقدِّر...
الأم: دقيقة... عندي شقفة كنويشة شغل إيدي... إهدياها... الناس ما عادوا اشتروا هيك شغلات
تسـرع الأم نحو غرفتها...
المشهد الخامس عشر:
الحارة ـ خارجي ـ نهار
• تخرج ندى من البيت وهي تحيي بعض المارة من الجيران أو الجارات... وتمر من أمام بائع الفول
• يوقفها بائع الفول (أبو زكي)
ندى: عالعافية أبو زكي ...
بائع الفول: ميت أهلين... وينك يا ندى...
ندى: خير...
بائع الفول: بدي اسألك اسمك خبيرة آثار...
ندى: (ضاحكة) أبو زكي... لا تتمألس عليي... باقي شهرين لأتخرج بصير خبيرة
أبو زكي: على عيني والله... بش شو فيلي هالشقفة... صحيح أثرية... وقديش بتسوى...
/تفاصيل عن الزبائن والمحيط/
يخرج قطعة غضارية ذات شكل غريب... تأخذها منه ندى وتتفحصها...
ندى: يعني... على حد علمي... هي شقفة من حيط بيتكم... يعني لا أثرية ولا شي...
أبو زكي: (ببلاهة) قولتك!!.
ثم تعيدها له وهي تضحك...
ندى: قولتي...
/تفاصيل أخرى طريفة/
• تستدير وتنصرف...
• ما أن تسير بضع خطوات حتى تجد الجار جمال وهو يتقدم، مرتدياً بذلة كاملة، ويحمل شنطة جلدية أنيقة... إنه وقور وجادٌ ويتحدث بجديَّة بالغة... ويضع نظارة تليق برجال أعمال...
جمال: مرحبا آنسة ندى
ندى: أهلين جار...
جمال: كيف الوالد والوالدة.؟...
ندى: الحمد الله… سمعت إنك تخرجت...
جمال: إيه الحمد لله... بس هلأ بدّي اتخصص... شو إنتي قديش باقيلك...
ندى: عضة كوساية... شهرين...
جمال: إنشا الله موفقة... سلمي...
ندى: مع السلامة...
• تبتعد سلمى...
• يسير جمال بضع خطوات ثم يتوقف ليتظاهر بأنه يمسح نظارته ويستدير ليراقبها
• إنها تبتعد بحركاتها الرشيقة وجسدها الجميل
• يتابعها بنظره... ويبدو أنه يسهو بأفكاره... ولكن شخصاً ماراً يصطدم به، فيضع نظاراته ويتابع طريقه...
المشهد السادس عشر:
مكتب تحرير صحيفة
• ندى جالسة في انتظار... وهي تركز نظرها في اتجاه واحد
• محرر يقرأ بسرعة أوراق ندى ويقلب الصور المرفقة...
• الغرفة وقد انتثرت فيها طاولات جلس إليها محررون وتبدو الغرفة قذرة وحافلة بالورق بشكل يفتقد إلى الجمال...
• عيون تراقب إنثناءات جسد ندى...
• إنها تحس بذلك... وتحاول أن تعدِّل من جلستها بشكل دائم لإحساسها بضغط العيون...
• يرفع المحرر صورة من الصور
المحرر: شو هالصورة.؟..
• طريقة عرض المحرر للصورة تجبر ندى على النهوض للتأكد منها...
ندى: أي وحدة.؟..
المحرر: هي...
• عينا المحرر تخترقان صدرها... وهي تميل باتجاهه...
ندى: الرصافة...
• مؤخرتها قد غدت عرضة لعيون الآخرين...
• تحس ندى باللعبة التي يلعبونها ولكنها تبقى محتفظة بجدّيتها...
• يريد المحرر أن يفرض إحساساً بالأهمية...
المحرر: يعني بقراه... مقالتك المرة الماضية نشرناها... قبضتي.؟..
ندى: قبضت…
المحرر: طيب بشوف شو...
• شاب يسرع نحو الغرفة ويهتف بالجميع...
الشاب: صار تحت...
المحرر: يا لله يا لله... (للآخرين) يا لله شباب...
• ينهض الجميع... ويسرعون للخروج متدافعين، وأحدهم يحمل كاميرا...
• المحرر يجمع الأوراق والصور بطريقة عشوائية... ويضعها على طرف طاولته وهو على عجل مثل الآخرين... ويقترب منها
المحرر: بتجي نقعد على فنجان قهوة لنشوف موضوع مقالتك.!..
• الممر الذي يبدو من زاوية ندى قد امتلأ برجال ومحررين ومصورين...
ندى: شو...
• مصور يركض منادياً داخلاً الغرفة
المصور: بسرعة أستاذ...
ندى: شو... شو صاير أستاذ.؟..
• المحرر يسرع نحو باب الغرفة
المحرر: هادا اللي فوَّت الجول اللي أخذنا فيه البطولة... بطل وطني...
• أثناء حركته للخروج من وراء الطاولة تنزاح أوراق وصور ندى وتسقط على الأرض...
• تركع ندى على الأرض لجمعها وعبر الممر أضواء آلات التصوير والضجيج والتصفيق...
المشهد السابع عشر:
مقصف جامعي ـ داخلي...
• /يبدو التصفيق للوهلة الأولى وكأنه متابعة للمشهد السابق ولكنه يتضح بعد لحظات أنه مكان آخر/
/موسيقى ناشزة غير متجانسة، ولكنها خفيفة/
• ازدحام لطلاب من الجنسين وهم يصفقون
• عمر مع عوده يلقي بعض الزجليات (القرّاديات) النقدية حول زملاء الدراسة أمام ميكروفون... ويبدو بجانبه عازف ساكسوفون وضارب دربكة...
عمر: /يغني زجلـية ساخرة من بعض نماذج الطلبـــة /
/الضحك وردود فعل الطلاب/
• ندى وحسون وخطيبته مها في حالة تفاعل وضحك وتعلقيات... ومع الآخرين يرددّون ويضحكون ويرقصون... وحسون يرقص رقصة هزلية...
ندى: (لمها) جنُّوا الشباب... يا ريت هيك تصير حفلة خطبتي...
مها: إنشا لله... شوية لخار بنهرب... حسُّون مستعير الدبابة من أبوه
ندى: الدبابة ما غيرها...
مها: هيّه بذاتها...
• يبدو بعض الشباب الغاضبين من فحوى الزجلية وهم يحوصون وراء صفوف الطلاب...
• يتجه أحدهم إلى حيث يوجد السلك الذي يصل الميكروفون... ويفصل السلك...
• شعور عام بالإحباط والحيرة لدى الطلاب
/يغيب الصوت عن الميكروفون/
/أصوات اجتجاج وصياح/
• يبدو أن عمر يعرف هذه الألعاب يتوقف للحظة... ثم يغيِّر الزجلية إلى واحدة يعرفها الطلاب
عمر: /يبدأ بزجلية أخرى/
فتعم الأغنية المقصف... بحيث يشارك كل الموجودين في الغناء... بين أخذ وردّ بين عمر والطلاب
/بحيث يقول مقطعاً فيرد عليه الطلاب بمقطعها الثاني بشكل حماسي/
• تعود ندى للرقص مع مها وحسون وبقية الطلاب...

المشهد الثامن عشر:
غروب ـ خارجي...
• الشمس قد غربت فوق دمشق... وظهرت الأنوار هنا وهناك في لون الغسق...
• وتتضح على الطريق المتجه صعوداً نحو الجبل، الشاحنة السوزوكي الصغيرة وهي تحاول الصعود، وقد جلس فيها عمر وندى وحسون وخطيبته...
• سيارة مكشوفة فاخرة تمر بجانبهم... إن فيها ثلاثة شباب... إنهم نفس الشباب الذين أغضبتهم زجليات عمر في المقصف... ينفجرون ضاحكين لمنظر الفتيات في الشاحنة... ويبطئون سير سيارتهم... ولكنه على حين غرَّة، ينطلقون بأقصى سرعة وندى ومها تضحكان من هؤلاء الأغبياء
• وتتعب الشاحنة... فيقفز عمر منها ويسير بجانبها... محاولاً أن يساعدها على الصعود... والفتاتان قد جلستا في الجزء الخلفي وهما تضحكان... وتحاولان ضبط قطعة قماشية تحتهما كي لا تتسخ ملابسهما... بينما تندفع السيارات الأخرى مسرعة في الطريق الصاعد...
المشهد التاسع عشر:
جبل قاسيون ـ ليل...
• تبدو دمشق ساحرة وقد أشعت بألوانها وأنوارها مع بقايا شاحبة لحمرة السماء التي غربت عنها الشمس منذ حين...
• سيارة شرطة تمر ببطء وتبتعد...
• الأكشاك المختلفة... وسيارات هنا وهناك...
• السوزوكي واقفة قريباً من السور الإسمنتي، وقد توازع الأربعة الجلسة على السور وعلى طرف الشاحنة...
حسون: شو ندى... أخذوا مقالتك عن آثارنا العظيمة
ندى: راح غيِّر من الآثار لكرة القدم... الجزمات مطلوبة أكتر من الرؤوس... /ضحك وتعليقات فورية/
• الأربعة يضحكون من الهدايا التي وصلت لحسّون... فلقد اخترعوا له ولخطيبته هدايا صنعوها من أشياء سخيفة وكلها مضحكة...
/تفاصيل مختلفة لبعض هذه الهدايا وردود فعل الأربعة/
حسون: لو حدا بيناتهم متذكرني بنص كيلو كباب أو بفروج مشوي... مو كان أشرف من هالضياع الفني والفكري...
• السيارة الفاخرة المكشوفة تمر ببطء في الخلفية... وتبتعد نحو الطريق المنحدر
مها: كيلو كباب وبجنبهم كمة مشوية وصحن متبل
عمر: وضلع محشي...
ندى: ورغيفين مشروحين من عمك أبو بدوي...
مها: ووراهن صينية كنافة بالجبنة سخنة...
ندى: إيه هدول راتب زلمة شهرين...
عمر: وعلى إيراداتي أنا... ستة أشهر... بس معليش إذا شوية منجة وخوخ أبو ريحة نغسل تمنا...
حسون: لك عطشت من كل هالأكل... عازمكم على كازوزة شو بدكم...
ندى: بس ما تكون ملونة...
عمر: وأنا كمان...
• يمسك حسون بيد مها ويسحبها معه
حسون: مها امشي معي... أنا بخاف لحالي...
• يبتعد الاثنان باتجاه الأكشاك
• يتابعهما عمر وندى بنظراتهما...
• وتنهض ندى لتتجه نحو السور الإسمنتي ولكنها تتعثر ببعض الأحجار وتكاد أن تقع فيسندها عمر... ولكن تتألم من قدمها...
تستند إلى السور وتخلع فردة حذائها... وتنفض قدمها وتمسحها بالساق الأخرى... وتتفحص فردة الحذاء... وتبدأ بمحاولة ربط أو إصلاح الحذاء
ندى: إنشا لله الكعب ما يكون انكسر
وتبقى فردة الحذاء في يدها، بينما تسند قدمها العارية على القدم الأخرى وتقف لتتأمل دمشق التي تمتد أمامها... بينما يجلس عمر على السور
• يبدو للحظات وكأنهما وجدا نفسيهما فجأة لوحدهما... وضاعت الكلمات، ولكن ندى تحاول أن تجد موضوعاً
ندى: الشام بالليل بتطيّر العقل...
عمر: بالنهار.. أيام الواحد بينسى أنه الدنيا مفتوحة... والهوا نظيف... قبل بالنهار لما بكون بالبيت أو بالشارع بفكِّر شلون بدي خلص هالمعهد الموسيقي... شلون بدي لاقي شغل... شلون بدنا ندبر قصة البيت... ولما بوقِّف هون وبشوف هالمنظر وإنتي واقفة هون... بيقلب راسي... بنسى النهار... وبصير بفكر شلون بدي اكتب سيمفونية للعود... والأوركسترا... وبحسّ حالي كأنه هلأ بده يطلعلي جناحات وطير... مو متل التقرير اليومي اللي بنقدمه لبعضنا كل يوم الصبح...
ندى: (ضاحكة) شو بدّو يصير فينا إذا عملوا الإخلاء...
عمر: نحنا بدهن يخلونا... مو إنتو... الشارع ما راح يضبط معهن إلا وهو مارق من أرض الديار عندنا... وإشارة المرور بغرفتي... قولي نسيانينها هلأ...
ندى: وصير فيق الصبح بعد كل هالسنين مالاقيك... ولاقي شرطي مرور... وعواض ما إسمع عود إسمع صفّيرة...
يضحك الاثنان... بينما تضرب كعب الحذاء على السور في محاولة لتثبيته... ولكن الحذاء يفلت من يدها ويقع وراء السور
عمر: قاعدين لنحكي وإلا العب رياضة...
ندى: إيه تحركلك شوي...
• يقفز عمر إلى ما فوق السور المنخفض ويحاول أن يكشف مكان فردة الحذاء في العتمة... ويضطر للنزول إلى الجانب الآخر... ولكنه يتعثر بالسفح الحاد الانحدار، وتنزلق قدمه... ويقع، وينزلق على التربة والأحجار...
ندى: دير بالك...
عمر: تبهدلنا...
• تنام ندى على السور وهي تمد ذراعها باتجاه عمر الذي لا يستطيع إمساك جسده عن الانزلاق... محاولاً التمسك بأي شيء....
ندى: ناولني إيدك...
عمر: بدبِّر حالي...
• فجأة ينهمر نور مبهر على ظهر وجسد ندى ويبتعد... ثم يعود بعد لحظات...
• وتذعر ندى، خاصة وأن ساقيها تظهران بسبب ميلانها الشديد فوق السور
• تستدير وتنتصب على قدميها... والنور القادم من مصباح سيارة يغمرها ويغشي عينيها، وتضع يدها على وجهها وتحاول أن تتبين معالم ما يجري...
/أصوات أقدام تسير على الأحجار... وهمهمة ضاحكة... وإغلاق أبواب سيارة.../
• النور المبهر القادم يمنع من رؤية أي شيء... سوى أشباح تتحرك وتتقدم...
ندى: بلا لعب... شو هالغلاظة...
/صوت ضحك/
• تعتبر ندى للوهلة الأولى أن بعض زملاء الجامعة يمازحونها...
ندى: حاج بقى... اطفي هالضو...
• الأشباح تتقدم... ويتضح واحد منهم... يهز هيكل الشاحنة الصغيرة... ثم يمد ذراعه ويرفعها حاملاً القطعة القماشية التي جلست عليها ندى ومها...
الشاب: شو هالفخامة... اتفرج على هالإنجاز...
• ندى ما زالت تظلّل عينيها من النور المبهر... وهي حائرة في ماهية هؤلاء
• أشباح الشباب الثلاثة الذين يتقدمون...
الشاب: شو بدك شي مساعدة...
ندى: مين إنت... شو هالغلاظة
الشاب: اسمعوا شباب اسمعوا... قال هي غلاظة... ومو غلاظة هالمناظر الحلوة اللي عم تورجيها لشباب مساكين متلنا...
• حركة الشاب ووراءه زميلاه تميل بحيث تتضح معالم الثلاثة في زاوية نور السيارة الساقط...
ندى: (تصيح) عمر... عمر
• عمر على المنحدر الصغري وهو يلهث محاولاً الصعود ولكنه ينزلق مرة أخرى...
صوت عمر: يا لله يا لله...
الشاب: ومعها سعيد الحظ... جوزك.؟..
ندى: شو خصَّك ولا... انقلع وإلا بجمع عليك العالم... يا عمر
الشاب: شو خصني قال... /مشيراً للسوزوكي/ شو بتعملوها هون.؟.. مريحة والله...
• يرفع الشاب قطعة القماش في أرض السوزوكي ويلوح بها أمام أصدقائه... ثم يهز هيكل الشاحنة الصغيرة
ندى: اخرس ولا... اخرس (صارخة) يا عمر... يا عمر
• يجن جنون ندى وتتراجع محتمية بالسور وهي تصرخ وتتضح قدمها العارية بدون حذاء...
الشاب: (ببرود) شو بلشتوا تشلحوا...
ندى: لك استحي على حالك... لك انقلع...
• الشاب يقترب منها كثيراً... وبالنسبة لها، فوجهه معتم بسبب النور الجبهي المبهر... والآخران يتقدمان أيضاً (تفاصيل عديدة للموقف)
• تتعثر وتقع على الحجارة...
الشاب: مو حرام الحلو يوقع...
• الشاب يمسك بها من تحت إبطها وتمتد ذراعه الأخرى نحو جذعها في حركة تستبيح جسدها...
• يجنّ جنون ندى... وتلطمه... فيلطمها... وتقع، وتحاول القيام ممسكة بساقه، فيركلها ركلة قوية ترميها...
الشاب: العمى... جنِّت البنت...
• في هذه اللحظة، يظهر عمر عند حافة السور وقد تعفَّر بالتراب وهو يلهث... ولكن الشابان يكونان قد وصلا إليه... ويجرانه ويلكمانه... ويوقعانه وراء السور مرَّة أخرى...
عمر: (يصرخ) ولا... ابن الكلب...
شاب آخر: انصرف ولا...
• الشاب الآخر ما زال يحاول ضبط حركة ندى المجنونة، وهو يطوقها بذراعيه... وهي ترفس بكلتا ساقيها...
/صراخ ندى/
• وفجأة، يدير الشاب ندى بين ذراعيه ويلطمها لطمة هائلة على وجهها... ترميها على الأرض الحجرية....
الشاب: يا لله شباب... ما لها مازية... غبرة وقلة واجب...
• في الخلفية... ووراء السيارة المكشوفة، تتضح أضواء سيارة تقترب ببطء... إنها سيارة الشرطة...
• الشباب الثلاثة يسيرون بتمهل وهم ينفضون ثيابهم... ويصلون إلى السيارة...
• عمر وقد تدمى وجهه وذراعاه وهو يصعد المنحدر الصخري واصلاً إلى السور بصعوبة بالغة...
• حسون وخطيبته مها يسرعان الخطى وهما قادمان يحملان زجاجات الشراب
• الشباب يصعدون إلى سيارتهم المكشوفة وهم ينظرون في عدم اكتراث إلى سيارة الشرطة التي توقفت وينزل منها اثنان من رجال الشرطة...
• الشباب يشغلون السيارة ويحيّون الشرطة... وتتراجع السيارة ببطء...
الشباب: أهلين

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow