Alef Logo
ابداعات
              

دراسة نقدية وقراءة أدبية في أعمال اسماعيل الرفاعي التشكيلية

سمر محمود

2006-08-22

اللوحة عند اسماعيل الرفاعي بانورما لونية نافرة بنبض على قيد الاشتعال
(مازالت الساحرات تنام مع الصباح ومازال لي عالم أول يخضر بنافذة تجري عليها الجهات
كي نغني قليلاً ,ونبكي قليلا
الضوء الذي أغفى منكسراً وهو يصغي إلى شوق قادم
حيث ينضج الماء وتعبق شرفته بالبخور وطفولة ذاك المكان البعيد )
هي أليه مبتكره من آليات التواصل عند إسماعيل ا لرفاعي لأن الرسم عنده نتاج منطقي لمساحة من التفاعل ...الشمولي الجمالي .ثمة منهج لديه يدفعك إلى اعتبار أن كل لوحة نص مفتوح على حيز الكواكب والنجوم والأكوان..
لفهم مضامين النصوص ومفاعيل السرد البصري كونه يمثل المجال الحيوي للجملة التشكيلية بكافة مكوناتها ومدركاتها الحسية والعقلية من عمل يشكل الرؤى الحديثة للنص البصري المصحوب بجماليات تساهم في رفع شعرية الذائقة البصرية والتواصل مع كافة منتجات الفن وإحالات دلالاته الحاشدة من ملامح وسطوح وكتل وألوان تملأ الحيز..
نلاحظ ...كيف يقوم مفهوم الرسم والذي هو التعبير عن الحس الجمالي لدى إسماعيل الرفاعي
على ثلاثة أشكال لاستغلال الفضاء الداخلي للوحة
أولها الحلم المّلُح الذي وان لم يكن واقعيا فإنه يلون الحقيقة
وثانياً التوق الذي تشعره للانفلات إلى خارج الإطار على شكل فيض من تأملات تحمل امتيازاً بصرياً تحديداً
على مستوى الغدق الروحي المطعم بفتوحات اللون وهي محوره الثالث وعنوان لواحاته الملحومة والمجسدة على سطح اللوحة بخصوصيتها الحيوية التي تعيد ترتيب الاغتراب لديه , وفق تدرجات اللون المتسارعة في التشكيل العالي دون الارتهان لسطوته التعبيرية
فنراه يؤدي مشهده المشكل متماهياً مع حرائقه . حراً في التعاطي والاقتراب من روح اللون مطلقاً منجزه البصري في خرائطنا الذاتية و صولاً إلى التنويعات الكمية لسلسلة تفاعلاته وهواجسه التصل حتى تخوم التجريد كل ذلك وهو غير متعلق بلفت الانتباه إلا إلى تنصيب العمل المنتج في جزئياته دون تحضير مسبق أو جو تزييني ...رغم تفاعله الواضح مع ثقافة اللون المعاصر
متسعاً لكل التراكمات والأساليب والخبرات
.. يبقى إسماعيل متفردا بامتلاك أدواته ولعل هذا الهامش من العبث العالق بريشته هو ما يميزها وسط الركام العجيب من النظريات والتجارب التي دفعت ببعض الحالات... بالتشكيل إلى التخلي عن سيادته الروحية للتقنيات البصرية المؤتمتة المتسارعة وهي تمارس الاختلاف اللا منطقي
وسط هذا يرتب إسماعيل الرفاعي بياناته اللونية من الأزرق الداكن إلى الشفاف كلغة فعالة على شكل جرعة حتمية من عصير الحياة المنتصرة دائما تغدو حالات ألوانه مشدودة إليه واهبة طاقاتها الذاتية لتواكب قدرته على الانتقال إلى عالم الرؤية الحرة ...
ملقياً عليك أجوبة مقلقة لأسئلة محيرة كانت قد أطلقتها في داخلك لحظة الملامسة الأولى للوحة...المساحة ...لابفعل قيمة التجربة المقترحة و قدرته التشكيلية في تجسيد أطوار نبضه بل على إتقانه وبراعته في خلق الحيرة اللونية لتصبح المتابعة شكلاً من الإبحار الغير مأمون لمكابدات أطياف شدوه وتغريده كلها وتجذره في تفاصيل حزنه وفرحة بمنطقة الضوء من مشاهدتنا البصرية. أو ساحة التعبير الداخلية والتي تعتبر تلخيصاً لخصوصية تجربته المسكونة بمزاجيته المصرة على أن تكون منصة انطلاق نحو عوالمه الباحثة عن سلام ما.... كنتاج منطقي متماهي مع الخلفيات الفكرية والرمزية الموحية ..... يأتي منتجه البصري مشغولاً بتقانه إبداعية وأسلوب حرفي حاشد بالمكونات الخطية واللونية من ملامس, وسطوح, ومجموعة كتل تشغل الفراغ دون إهمال المحتوى الموضوعي الذي يشكل المضمون...
كحالة مفتوحة ومغلقة ومتغيرة بشكل شديد الحساسية محققاً التوازن والتفاعل البصري القائم على تدرج منطقي ينم عن القدرة الفنية حيث يبدو التوليف التشكيلي في التناغم الإيقاعي للألوان السائدة على مساحة الخصوصية المعالجة بمجمل خطوطه ومسافات بيانه اللوني المحمل بأنماط مختلفة (تقليدية وأخرى معاصرة ) قادرة على حمل البعد النفسي والتأويل والابتكار قياساً بمزاجية إبداعه وانعكاسات حالاته بين الحزن العالي والفرح المتمرد..
ضمن رفه الضوء وخيط التأملات يعلن أماكنه التي تسري في الذاكرة فلا ينسى أبدا أن يجر ورائه قافلة احتمالات على قيد الاهتمام حيث يداه تمتلئ بدمع محتقن يهمله حيناً ويسفحه أحياناً... مستهلاً اتهام البهجة .
.مصراً على تجاوز الاستعراض إلى حقيقة وجعه سيد الموقف و حين يتوصل للنطق بحزنه المسحوب من أعماق حواسه ..
يستحوذنا وهو الذي يسكن ساحة وعي المشهد شاهداً على ترتيب حاجات أعماقه بذات, الحضور والإدهاش الذي ليس بوحاً وجدانياً فحسب بل هو سلسلة لاتنتهي من الطقوس التكوينية المشغولة بذهنية تفتحت بتشكيلات غنية بتفصيلات احتاجت إلى استثنائية خاصة لتحويلها إلى فعل جمالي مختزن يتهادى بسلاسة في محيطه اللوني مشكلاً حضوراً نوعياً بين الأسطورة والحلم المنتصر بأدواته التي تفصح عن قلقه فوق سطوح أعماله وتعكس حساسيته بدراجاتها . حاملة الحس ألاستبصاري للمشروع الفني المحمل بما هو مفصلي في حركة الفن ضمن توليفات حية يمنحها الفنان ما في روحه , المسكونة بتصورات لا متناهية لعوالم تنبض بالحياة لتأتي نتاجاته في خطوط تكوينه.. تحمل رؤى اتصالية بعوالم مفعمة بدعوة حميمة...لاتطابق الواقع رغم أنها تلازمه كنسيج بصري بأبعاده الانسيابية.والإنسانية مفسرة للمنطقي من الحلم ومن ثم تأويله بما يندغم ودائرة الإنتاج الإبداعي وتداعيات الأطر ضمن تركيبة فريدة لأفكار يولدها في مستويين الأول مقترن بليونة ورشاقة حسية لونية قائمة على قرابين الحدس الإبداعي حيث اللون لديه تعبير عن رغبة جامحة في اختراق الإدراك باتجاه الدلالة النوعية كترتيل غني من حزن وفرح ورغبة للانفلات من المرئيات بطريقة ما وللانتقال إلى مدارات محفوفة بالأسرار المضطربة حيناً والدافئة حيناً فترى على سطح اللوحة الأزرق المشبع المشبوب والمشتاق للتدرج عبر كثافته اللونية الجادة والأحمر المتصاعد الناري بشبقه المندلق عبر تناغم لوني يشكل مفتاحاً لبلوغ العمق الفكري بغية التوصل لسر الدهشة والمتعة في تلك الألوان التي تتهامى أو تتشظى كأنها نيازك تنتظر الخلاص لتنداح على سطح اللوحة الشاهقة بالأبيض الوارف والأحمر والأصفر الشفاف والأخضر الخصب فضاءها مفتوح ومعلق على إنجاز في أفق اللوحة هو الذي تقل عنده الألوان السوداوية فلا لون للكارثة ...
إنما الخاص عند اسماعيل الرفاعي هو في فيما يشعله من توليفة ألوان مشعة قاربت بهاء النطق تتأنسن وتتلهف..لوعة وحزن
بتلك الحميمة المضافة والمتميزة بين صيغة الاستقرائية والتجاوز
أما المستوى الأخر فهو الخط والذي يشكل عبوراً حراً لإمكانية الحركة المندمجة بما تخلفه على السطوح التي تخلق مبررات حركية دائمة الحنين على اعتبار ان أساس الإحساس الفني بدرجاته الخاصة التي يصل إليه الفنان في حالة من التوحد مع الذات ضمن مجازفاته إنها الحالة التي تدل على مابداخله من تنوع يأخذك تارة إلى التجريد وتارة إلى التبسيط العفوي حيث الطبيعة حاضرة دائماً لكن وجودها ليس مباشراً بل يأتي تلميحاً أو تجريداً لونياً يذكرك بالبحر تارة وباليابسة تارة ليكسر مفهوم اللوحة كمسطح تقليدي فهو يلون مساحاته وكأن اللون أعمدة تنحني وتنبسط وتتمرد محملة بمتعة إضافية وهو نفسه دائماً يستغل طاقاته الفنية في النهايات المنتصرة ..كانتظار لايأتي في داخل هذا المضمون المتناقض والمستقل بذاته يوزع إسماعيل الخطوط بدرجة عالية من الجدة فهو موزون وحركي في أن .
لا يتبع قالبا خاصاً ولا تحدياً في انكشاف البيان إنما أخذاً برموزه التتواصل بالارتباط الحر عبر مناخ تكاملي يستعيد أسئلة العقل فاللوحة عنده ليست بنية مسطحة أومنتهية بل هي بنية على بساطتها متشعبة تتجاوز الأحادية التعبيرية في رحلة معاكسة إلى حدائق وشموس الذات ....لها طابعها ومذاقها الخاص وهي أيضاً بهذه الحالة ليست مرآة تعكس عالمه المرئي بل هو تعبير شديد الخصوصية يحكمه منطق تشكيلي داخلي يسقط انفعالاته على اللوحة في توزيع خاص لكتلته اللونية بتكنيك وانسجام يتحاور مع التقاطعات الحسية الرفيعة لديه والتي لا توالي الاهتمام لمعنى الاندماج اللوني المستخدم فحسب بل لتشكيل القيمة المجردة أيضا كقطيع صخور معاند يميل إليك
ربيعا وحلما بلا حدود يتحد بالندى ويرشقنا بالأزمنة المهربة
ويمضي لينشر شموعه رسائل لون شاخصاً حتى أخر الموج يواعد الحزن الأشف كلما تبادلنا كؤوس الريح وقدأسرفنا من منفى إلى منفى نوزع
الشوق وما أربد الماء خمراً على باب الروح يرسم اللون المخضب والوتر الذي إن أضاءته الأغاني وما تبقى من الحنين.... سافر للخرافة ليحتويه نبضاً وطين ....معلناً كيف أن
الوقت صحراء على قميص الرؤى أراجيح نوا

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow