حلم يصحو من قلب المنامة
1
في المنامة احتفظتُ بزاوية دفء
في قلب كاد يُكررُ البغضاء
أبعثرُ حبي كلَ مساء
على راحةِ حنيني وأبكي
أبعثرُ روحي كلَ صباح
على راحة الحزن والكبرياء
وأعرفُ أن المطرَ
سيحمِلُ يوماً طعم مرار
2
حين يجفُ في حلقي الكلام
كلُ الزهورِ تئنُ
على رصيفِ الانتظار
برسائلي مليون حرف
ولم أبدأ التلوينَ بعد
أقفرَ الشارع منا
بعدَ أن فقدَ القرار
3
أريدُ أن أختصرَ حروفي
أن أعطيها شكلاً ما
لا يُشبه شكلا ً آخر
أريدُ أن أتمرد
أن أتَشَكلَ عطراً
أو لوناً في نيسان
أصبحَ نيسان خريفاً
يتثاقلُ من حملِ الأمطار
4
صار نيسان خريفاً
لا يملكُ أوراقاً أخرى
أو قلباً آخر
لا يملكُ وجهاً يتحمل
إخفاقاً آخر
صار نيسان خريفاً
لا يحمل قافيةً أخرى
لا يحمل أمطاراً أخرى
ليرتل بوح الصفحات
5
إبراهيم* لا تيأس
حبيبتك في المنامة
كانت بقايا ياسمين عفن
يعشق التدلي من حفر الزمن
ثم يستقرّ قربَ زوايا المقعد
لَملمَتها يداك
ازدادت عبقاً
نمت واعشوشبت تلك الأماني
ازدادت لوناً
6
وأنتَ تتأرجح ما بين
مقاعدَ مملوؤة بفراغ ما
يتكررُ صوتُها في قلمِك
يُصاحبُ أوتاركَ نايٌ
فيصيرُ تراتيلاً أخرى
يترنمُ في صمتك قمرٌ
يتثاءب من عربدة الليل
يبحثُ عن وطنٍ آخر
لا يتثاءبُ ليلاً
أو يرحل
7
هذا السكرُ يتلونُ فوق الشفتين
ليعطي المنامةَ لوناً اجمل
ليمنحكَ وعداً آخر
وأسئلةً أخرى
وهذياناً لن يقوى
على إقناع القلب النازف
أن يركع
هذيانُك
ينتظر المطرَ الآتي
وفي فؤادك جرحٌ
لن يبرأ
8
في المنامة يموت المطر
يحتمي تحت شقوق العتمة
يختبىء تحت سقوف البرد
وأنتَ
تراقبُ عمرَك الباقي بجرح
تفكرُ أن تموتَ ببطء
قبلَ أن يأتي زمنُ الشتاء
قبلَ أن تفكرَ بالغناءِ وبالهوى
وقبلَ أن ترحلَ نحو الولادة
9
إبراهيم لا تيأس
اعتادت عيونُنا المشهد
صارت حكايةُ الاغتراب
غيرَ مكتملة الأحداث
وأقدامُنا تحبو
من منفى إلى منفى
إبراهيم لا تحزن
إرفع في عتمة المنامةِ قلمَاً
وإياكَ أن ترحل
تغريد كشك
[email protected]

إلى ابراهيم طه الصحفي المصري المقيم في المنامة