إنها أحواض مياه, محطات لغراب
لحمام, لدوري, لسنونو, لحجل

إنها هوائيات, صحون فضائية
عشوائية تبدو من الأساطيح

إنها تقلبات الغيم والطقس
حفيف أغصان وهدير إعصار مفاجىء

إنها غوغاء صبيان يلهون بكراتهم
يتوهمون بما ليس مفهوماً

إنها اسطوانة قديمة لمغن إغريقي
مبحوح يتوسل إلى حبيبته

إنها الكحول تدير الكون
تحرك الواقع ضمن إطاراتها

إنها الذاكرة تريد العودة إلى خلف
بينما الذات تريد العكس

إنها موسيقى البسيطة تعزف
حتى على أوتار الصّمت

إنها كمنجات مفصلة من خواصر الصّبايا
وأبواق عذراء لحزن دائم

إنها ضجة كل ما هوى من بورصات
الشعور تسحق على صخور العولمة

إنها صخب قطارات تعود من أنفاق
جبلية بلا حمولات بشرية

إنها آفاق تنتهي بأدغال
وأدغال لا آفاق لها غير نفسها

إنها مرآة لا تشف بشيء سوى
ما يظهر فيها وهو ما ليس منها

إنها الفراغ حيث لم يؤخذ بالحسبان
ولم يقاس بمقاييس وعزائم

إنها الحياة تمضي كأقدام العدّاء
إلى هدف لا يفي بالبقاء

إنها القصد والقصيدة التي لا تكتمل
إلا بما يسطَّر منك فيها

إنها...
....