Alef Logo
شعر معاصر
              

حازم العظمة في اليوم الثاني في ملتقى الشعر العربي قصيدة جديدة له

ألف

2008-11-27

تستمر فعاليات اليوم الثاني من ملتقى الشعر العربي من 25 إلى 27 تشرين الثاني – 2008 في مركز رضا سعيد – جامعة دمشق حيث سيكون الافتتاح في تمام الساعة السادسة بندوة نقدية يرأسها جابر عصفور وعضوية كل فخري صالح - الأردن علي جعفر العلاق - العراق خضر الأغا - سوريا ويشارك فيها كل من الشعراء التالية أسماؤهم اسكندر حبش – لبنان منذر مصري- سوريا محمد مظلوم - العراق محمد فؤاد - سوريا جيهان عمر - مصر محمد زايد الألمعي- السعودية بيان الصفدي - سورية حازم العظمة - سورية محمد بنيس - المغرب - محمد حسن أحمد - الامارات تنتهي الجلسة النقدية في الساعةة السابعةة والنصف وبعد استراحة نصف ساعة يبدأ الشعراء المشاركون بإالقاء قصائدهم .. وقد خص ألف الشاعر حاز العضمة بقصيدته التي سيشارك بها اليوم

كنت أنتظرُ انطباعاتٍ ما وصخباً ورسائلَ







... بطريقةٍ ما تنسى أنك هناك


أن أحداً ما كان هناك , ساهياً يقلب الصفحاتِ من مخطوطٍ على كرسي أمامه
ويقرأ للطيور ...

كنت أنتظر انطباعاتٍ ما وصخباً ورسائل َ, لا أعرف ُ..

ترددتَ من دون أن تعرف من أين تترددُ
كانت هناك المساربُ بالعشب القصير
والزهور الصفراء ...

أو ربما تمطر فتمضي : لا علاقة بين الأشجار الخضراء في المقهى الباريسي
والغيوم العمودية البيضاء ورائها ...
ثم أن ما يحدث كنتَ في وَسطهِ , أوهكذا حَسِبتَ...
وكنت تظنُ أن مفاتيحاً لا بد هناك , وكنت تتوقعُ ...
أنه لابد قدومهم الخاطف هكذا..
كأن تقولَ :عادتِ المدنُ تختلط بالطيورِ في مساءاتٍ ذهبيةٍ
عادتِ الأبراج تقعُ وأسواراً شمالها أمام الليلِ
أن صيفاً باتساع رصيف وبراري أمامه ...

أو أنه سهوٌ ذهبتَ إليه
كأن تقول قليلاً, و تذهبَ ...


عاد يشبه أن تطأ بقدمك في حافةٍ طريةٍ من ليلٍ كهذا
أن ليلاً غيرهُ باتساعِ رصيفٍ وبرارٍ أمامه ...
, إلا أن تسهى
و تتذمر
و تشتكي

فكّرتَ
أنكَ بطريقةٍ ما كنت هنا لتمدد مدناً بعيدة من فجواتٍ في السورِ ..
.ثم أنكَ هناك لتمدد المدنَ البعيدةَ من ليالٍ بيضاء
... أوهكذا حَسِبتَ

*

الذين في مكاتب من صفيحٍ مموجٍ قدّموني على أني رسولهم في وفادةٍ سريعةٍ أمام الجبالِ
ثم في خطوط سريعةٍ أمام شمالٍ سريعٍ
عاد يشبه أن تطأ بقدمك في حافةٍ طريةٍ من ليلٍ كهذا
قلتُ كنا تنتظر هذه النهاراتِ , دون أن ننتظرَ حقاً ...وأنْ ثمة ساحاتٌ فسيحةٌ ومنصاتٌ و مكاتبُ من صفيحٍ مموجٍ وراياتٌ حمراء ...
ما من مارةٍ هنا لتقول كانوا يأتون و يذهبون لكن جموعاً تحت الكشافاتِ وبأيديهم رزمٌ كبيرةٌ كانوا فعلاً يأتون و يذهبونَ .. وراياتٍ حمراء
ثم في الصباحِ تلالٌ , أمامها تلالٌ , يدفعها الضوء من ستةِ جهاتٍ عادت ترتمي في الضوءِ
أو الضوءُ عاد يرتمي من دونِ جهاتٍ ما...
رحت ُ أتحدث عنكِ طوال الظهيرة وكيف أن تردد عينيكِ , أعني حركةً أفقيةً سريعةً كانت تحيط بتتابع المشهدِ
وكيف أن التردد هكذا كان يذهب ُ أبعد من السروةِ والسورِ
, أن السماء ...
ووراءها البيوت القليلةُ وبرّاكات الجنود في الحافة ...

قلتُ هذه النهاراتُ تقع من سمتِ جبالٍ ستةٍ وأربعة حروفٍ بحصى وطيورٍ في الحافةِ
قلتُ أن هزليين َوفلاسفةً عادوا يتمشون, وطيوراً , على الحصى

أحدٌ ما بين المقاطعِ من ساعتينِ ما زال يتحدث عن فارقٍ أكيدٍ بين صوت المغنية الخافتِ وصوت المغنية الخفيض
...بعد ساعتين كان يتحدثُ , ما يزال ُ...
و عن أن صوتَ المغنية الخفيض ْ
أن نبرة الأسى ...
وأنا تحدثتُ عن كيف أن المغنية تذهب بعيداً وأبعد َمن الأغنية , و ثمةَ سورٌ هناك , و مربعاتٌ , وحدائق ُ نباتاتٍ صغيرةٍ
و عن كيف أن حدائقَ من مربعاتٍ ومنازلاً وهشيماً وقطا وراء السورِ ...
وأن سوراًوقطا وحدائق مربعاتٍ صغيرةٍ تتداخلُ فيمزجها الليل ُ


أحدهم كان يعيدُ : ِلم َعلينا أن نأخذ الكلماتِ فنحملها هكذا على أكفنا , وندفنها في ظليلِ الجبال بذريعةِ أن قرناً مضى , وأن بيوتاً ومكامن شعيرٍ في ظليلِ الجبال
فنجيب : أن قرناً مضى و أنه "كان علينا"...
, دائماً ما نجيب أنه كان علينا , و أن قرناً مضى ...

مبدئياً لا علاقة بين التواء عظم الوركِ والتنفس بسرعةٍ أمام جسدها العاري الممدد على طول السرير , أو تتعمد أن تحبس أنفاسك فتقترب بطيئاً من تلمس نهديها منتصبينِ هكذا في الضوء المواربِ
أحياناً ما تتقلب في نومها فتمنح ظهرها هكذا للضوء وللشارعِ ,أعني الثَلَم الثخينَ على طول ظهرها...

لم أشاهد أحداً حين عدتُ , والمارّة القليلون لم يرهم أحدٌ , ما أكّد انطباعاً عن شروخٍ في المبنى وشروخٍ في الليلِ , أن شخوصاً بالأبيض والأسود وراء الأبواب الزجاجِ من لغطهم فَسُد المساء ...و تمتمةً وهذراً كان يعود من بداةٍ تحلقوا على الرملِ بين تيجان الأعمدة راحوا يحكون كلّ ليلٍ , طوال الليلِ...
ثم أن فرقاً من طراوة أيلولَ قُلتَ... أن فرقاً من شروخٍ في المبنى
و فرقاً... في الثلم الثخينِ على طول ظهرها

مبدئياً لا علاقة بين التواء عظم الوركِ والتنفس بسرعةٍ , والعبور بسرعةٍ , أمام الوسادةِ إلا أن العلاقة تبدأ بسرعةٍ حين تعرف أنها هناك في عمق الواجهة الزجاج الوسيعةِ وأنها تطوي ساقاً تحت ساقٍ إلى الكرسي الخشبِ , هناك في عمق الواجهة الزجاج الوسيعة , وأنك لا تعرف ُ ...
ما لا تعرفُ يمر سريعاً من أمامكَ , تتمنى أن تعبر ببطءٍ أمام الوسادة , أمام تنفسها , تتمنى أن تمرَّ على طول جسدها الممدد بطول السرير دون أن تقطع نومها

*
يقفون هناك كأن لأول مرةٍ
بعد ألف سنةٍ ما زالوايقفون هناك كأنْ لأول مرةٍ
يتأملونَ البلاطاتِ الصغيرة البيضاء فيطأونها برؤوس أقدامهم
في الأماكن المحددة تماماً

ثمة تعيدُ : الموانىءُ والمحطاتُ لاشيء
المنشِدون َلا شيءَ
صخبُ المودِّعين وراء حاجز الشرفةِ ولا تسمعهم , القادمون الآن ما زالوا َوراء زجاج المحطةِ , ويلوحون طويلاً بأعوادالقرنفل لاشيءَ
المنتحبون منحنينَ على الحقائب , الضحكاتُ لخافتة والنداءاتُ الأخيرة للصعود في الأرصفةِ لا شيء
والذين بمعاطف مَطريةٍ , أو بأسمالٍ
ومفاتيحِ هواء أزرق و طويلٍ
والموانىءُ ,والمحطةُ , و أشجار الفلفلِ الخفيضةُ وراء الموانىء لا شيءَ
وفسائلُ "لسان الطيرِ" نبتت لوحدها هكذا في شقوق بطرفِ الرصيف لا شيءَ
والذين وقفوا في صفوفٍ ثم اضطربوا حين وصلنَ الراقصاتُ ووصيفاتهن والأتباع على أيديهم المعاطف والصناديق لا شيء

... لاشيء يرشح من المشهدِِ ولاحتى ماقلتَ يشبه جسيماتٍ دقيقةً ورذاذاً تعلّق َ من الظهيرةِِ في هواءٍ أزرق ورمادي ْ


كنت أبتعد ُ
.. لا أعرفُ ما الذي كان يبتعد ُ
كأني كنت أراسل شبحاً

يهبطون من غبشٍ أزرقَ ورمادي
... وجهُكِ من بين وجوه كثيرةٍ

... تقولين شيئاً ولا يصلني
نعود بعدها نمشي على الشاطىءِ

...أو عُدتَ تهذي فتعيدُ هذا من أوله
تعيد الغرفة في الطابقِ الثاني

تعيد الكلماتِ التي وقعت في الليلِ
كخزفٍ وقع في الليلِ


كيف إذا استدرتَ ورأيتَ الجبالَ ورائكَ
فتنهار ُ
أو أن جبالاً وراء جبالها
فتنهارُ ...

أن الرمال , بعد أن عبرتَ , وتناثرتها الفلاة ُ
....
أو أن جبالاً ترتفعُ
وترفعُ معها البيوتَ والمخافرَ
ومنصاتِ الدركِ , وأفنيةَ الحَواليينَ
فتمزجها بالليلِ
وبالنجوم ...

ثم الريحُ عادت تترك في السُهب أشرعةً سوداءَ
و أخشاباً سوداءَ
... أو أن ريحاً غيرها من البحرِ
كانت تملأ الليلَ

...وكيف بعد أن عبرتَ
النجومُ عادت تتعلقُ
في كبد زرقتها القديمة ...
و تنبضُ

في رسالةٍ أخيرة لم أمُتْ تماماً , كنت أنتظرُ انطباعاتٍ ما وصخباً ورسائلَ ... لا أعرفُ

...أحد ما كان يمزق حباله الصوتية أمام الجدار
ثم بعد ساعاتٍ من هذا تحوّل ليصبح غناءً خفيضاً
بعدها لم أعد أسمعه , عدت أرى وجهه حسب يتمزق في الأغنية

*

.. ثمة الجفنانِ
يعيدانِ التأوهَ
يتورمان شيئاً ما
يتلونان بالنهدي الفاتح
بعد أربع ساعات من الحبِ

... سنة واحدة من الحبِ
سنتان
...أو أربع ليالٍ ...ونهارٌ واحد ٌ
من الحبِّ

أو أنك عدت في مُفتتحِ السِردابِ
وتعبر هكذا بدقيقتينِ من مدن الملحِ إلى النهارِ
والشمس ُهكذا عادت تَحرقُ الرملَ

*








































































































































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow