Alef Logo
ابداعات
              

... أو كما ينكسر الفخار !!

عبد الباقي قربوعة

2008-12-13


دخل آخر الليل فضربت البلاط حتى توجعت قدمها، دفعته بكل ما أتت أنوثتها من غضب حتى مسك حفنة البيسطاش بعناء.. تداعت حبة وانقسمت فلقتين تحت قدمها الثائرة، هوى فأبعد قدمها قليلا، ثم حمل الحبة مقسومة ووضعها في فمه دون أن يمسحها، راح يمضغها بشراهة كأنما قد غُمست في العسل.. لا تزال غاضبة.. ضربته بلكمة لطيفة على صدره.. كانت تظنه سيسقط.. لا يزال يمضغ ويضع في فمه كل مرة حبة.! ضربت يده فتناثرت كل الحبيبات حول قدميها وفوقهما وبين أصابعها..! هوى ثانية فجمع الحبيبات ثم راح يمضغ بشراهة أكثر!! عندما ازداد غضبها بزقت في يده فأصابت ما تبقى من البيسطاش! وهو يبتسم فتح رحى يده وطلب منها أن تصب كل ما في فمها من بزاق، في حين دنت بشفتيها لتفعل ذلك كان هو يفتح فمه كالحا كمعطاش يلهث تحت شلال عارم! ثم أغلق حفنتيه وأخذ يرج يديه حتى تأخذ كل حبة نصيبها من البزاق.. فتح يده وراح يأكل ببطء أكثر كأنه يتذوق شيئا خرافيا! اشتد غضبها أكثر.. مدت يديها إلى صدره، لم تستطع أن تهز منه هادئا.. لا يزال يمضغ ويبتسم، ويضع في فمه البسطاش حبة ثم أخرى..! توغلت بأظافرها البنفسجية إلى القميص وأخذت تجذب.. لا يزال يمضغ ويبتسم وقد أتى على آخر حبة! كانت تظنه يتألم لكن بدت على ملامحه مسحة من الانشراح فكأنها تعزفه! لا يزال يمضغ ويبتسم ولا تزال تجذب قميصه بغضب.. الزر العلوي لم يقاوم فسقط.. هوى فانتشله ووضعه في فمه ثم راح يضحك..:
- ظننته حبة بيسطاش.!
تأخرت خطوتين إلى الوراء.. احمر وجهها.. اعتصرت كأنها تود أن تنفجر:
- أتريدني أن أجن ؟
قالت هذا ثم مسكت بفستانها:
- أم تريدني أن أمزق ثوبي؟
وهو يبتسم رمى الزر من فمه وغاصت يده في جيبه تبحث عن مزيد من البيسطاش:
- نعم مزقيه إن شئت!
أخرج يده من جيبه فارغة.. راح يزيل بلسانه ما علق بحواف شفتيه من بيسطاش. أما هي فقد مزقت ثوبها وعرت على صدرها، ومن شدة غيضها ضربت جرة كانت بجانبها فتكسرت، الجرة عزيزة عليه كثيرا، فجثم على ركبتيه وأخذ يجمع قطع الجرة.. وعندما لم تجد ما تفعله فتحت ذراعيها وهوت على عنقه جاهشة بالبكاء، حملها إلى غرفة النوم.. داعب شعرها قليلا ثم أخرج هدية من جيبه.. رفعت رأسها ناحيته، وعندما أعجبتها الهدية لم تعد لديها حاجة للفستان الممزق رمته بعيدا، ثم تراكمت فوق السرير كركام البلور أو كما ينكسر الفخار.!

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

عراجينُ مائها الصيفي..

21-نيسان-2012

لاعبة التنس

25-آذار-2012

جَرَّةُ حَلمة

31-كانون الأول-2010

حكاية الحصان..!

21-كانون الأول-2010

حكاية الناقة

04-كانون الأول-2010

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow