جميلة غزّة،الطفلة التي نسيت قدميها على سطح الدار
2009-01-19
جميلة الطفلة الغزّاوية التي نسيتْ قدميها على سطح الدارالذي كانت تلعب عليه، جميلة التي كانت تلعب فقط ،تلعب مع شقيقتها وأولاد الجيران الذين تناثروا قطعا، شقيقتها التي نسيت كامل روحها هناك ،ابن عمها الصغير الذي نسي هو الآخر إحدى قدميه على السطح، قبل ان تلتهم أعضاءهم وأرواحهم طائرات الوحش الصهيوني.جميلة غزة تحلم بالمستقبل ،رغم أنها لا تشغل من سرير المشفى إلاّ القليل، لأنها ببساطة نسيت قدميها هناك ذات لعبة طفولية بريئة ، بينما الوحش الصهيوني الذي لا يحب لا الطفولة ولا الحياة ،كان ينظر اليها والى من معها من الاطفال بشكل حاقد كما اعتاد ان ينظر،فهو لن يرضى أن يسخر منه ومن آلته الحربية مجموعة صغيرة من الاطفال، في الوقت الذي ترتعد فيه فرائص الانظمة العربية، الخائنة منها بشكل مفضوح، والخائنة التي تتلبّس لبوس المقاومة الذي صار كبيرا عليها منذ زمن بعيد؟. جميلة وبقية أطفال غزّة الذين يلعبون بأرواهم قبل اقدامهم واياديهم،لم يفهموا لماذا يحقد هذا الوحش الطليق عليهم ، فهم يلعبون، فقط يلعبون!.
جميلة الطفلة التي تحلم بالمستقبل(كما قالت لمعلق التلفاز )،تحلم رغم خجلها من سرير المشفى الذي تجلس على قسم صغير منه ، لأنها نسيت قدميها على سطح الدار، وكانت ترغب أن تأتي بكاملها الى المشفى،ولكن الطائرات الجشعة لم تترك لها فرصة لتلملم قدميها التي ستحتاجهما في لعبة قادمة !،لهذا اضطرّت أن تأتي بلا قدميها لتتحدث عن المستقبل. جميلتنا الطفلة، تحلم بالمستقبل الذي رأيناه مذبوحا مابين دمعتها،وبين ابتسامتها الخجلة التي تسخر منا ،ومن الموت ،ومن القتلة ،ومن أنظمة العهر العربية ..ومن العالم بقوانينه ودساتيره وساسته،العالم الرسمي الذي يصمت على الوحش الصهيوني ليقتل اكثر ما يستطيع من الاطفال ، لينهب احلامهم واقدامهم وارواحهم،ليقتل اكثر ما يستطيع من النساء والشيوخ والابرياء ،في الوقت الذي عجز فيه أن يفعل ذلك مع المقاومين.هذا الوحش الذي ينتشي بإفتراس مستقبل آلاف من الاطفال الفلسطينيين ،إفتراس أرواحهم الهشة وأجسادهم الحليبية التي توزعت بين أنقاض البيوت وأحجارها ، وبين ثلاّجات الموتى والأسرّة في المشافي.
جميلة الطفلة الفلسطينية مازالت تحلم بسطح آخر تلعب عليه، بمدرسة تتقافز بساحتها وهي تضحك مع أصدقاء لم يخسروا أياديهم وأقدامهم !،ببيت آمن تستودعه احلامها الأُخرى حين تنام ،ومن ثمّ تعود لتستردها مع اوّل قطعة خبز تلوكها في الصباح .
جميلة تحلم بالمستقبل وتدعو أطفال العالم للبحث معها عن قدميها المفقودتين،فبماذا سيحلم العالم بأخلاقه المريضة هذه؟!.
08-أيار-2021
01-شباط-2015 | |
12-كانون الثاني-2015 | |
03-كانون الثاني-2015 | |
29-تشرين الثاني-2014 | |
09-تموز-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |