Alef Logo
ابداعات
              

الشرنقة الذهبية

أيمن شوقي

2009-01-25


يرتجف قلبي في كل مساء
في كل رنة تنطلق من الهاتف
يتلوى طربا وحزنا في كل حديث
احس في كل ليلة انى لا اعرفك
طوال ثلاث اعوام كاملة ...
ولم استطع في يوم أن أسبر اغوراك
كان خوف يمتزج بالرهبة والحب
كلما اقتربت من تلك الشرنقة الذهبية التى تلتف بها دائما
اتلمسها مع كل مساء في حيرة وشغف .... ولهفة
لمجرد ان أرى لمحة صغيرة أو نظرة خاطفة من وجدانك
كنت احبس أنفاسي عندما تتلفظ بأسمى ، واتذكر عدد مرات ذكرك لأسمي كل ليلة
حتى أصبحت حالتك وانفاسك متوحدة مع انفاسي ، أتصرف كما اتخليك
دون ان أراك ، فقد كنت فقط ... أهواك
أجد في مرآتى صدى صورتك التى تزين مكتبي
وأنهل من حنينك الممزوج في كأس صرامتك منهجا لي في الحياة
لم اتصور ان اكون لشخص ما غيرك
ولم أتمنى يوما سواك ...
لكن الطريق أصبح مليئا بالاشواك في كل مساء
وبدأت الليالي تطول ، دون صوتك الرخيم
بعد أن ذهب والدي في احدى الليالي السوداء بعيدا عنا دون رجعة
ليختفى من حياتنا تحت أسم القدر
لأشعر بالوحدة القاتلة وأسجن في معتقالاتها
وبدأت اشعر بجسدي يضمحل ويتهاوى
وجمالي يذبل رويدا رويدا
بعد ان انقطع عنها أكسير الحياة
ليأتى يوم ميلادى ليعلن اتمام العقد الثالث
لأسقط فاقدة الوعي في تمني مهاتفة واحدة فقط ...
كما هي عادتك ... ولكنها لم تأتى
وانخارت قواي لأعلن للجميع عدم رغبتى في الحياة من دونك
ووضعت رغبتى بالفعل في محل التنفيذ ، فلم اكن ارغب في حياة لا أجد بها ظلك
لأسقط معتزلة الحياة طويلا في ذلك الظلام ، لمدة لا اعرفها
حتى سمعت صوتك
اجل ... كان صوتك .... لا يمكننى أن اخطئه ابدا
كان يعلوا شيئا فشيئا
حتى أصبح واضحا ، وقريبا للغاية
بشكل لم أعهده من قبل ، وبدأت عقلى يستوعب وجود جسدى من جديد
وثقله ... ولكن مهلا
كانت هناك يدا حانية تحتضن كفى الايسر ، ودون قصد
أرتعد قلبي بشده لأسمع صفيرا متقطعا يأتى من الجهة اليمنى
لتدب الحركة حولي وتبدأ الهمهمات
حتى فتحت اهدابي في ضعف لاجد الصورة امامى مهتزة ... مشوشة
وبدأت تتضح قليلا مع الضوء الذى يغمر الحجرة
وعدد من الاشخاص يرتدون ذلك معاطف بيضاء طويلة ، وبدون مقدمات بدأت الصداع يهاجمنى بشراسة ، فعدت لأغمض عيني في هدوء واستسلام
ولم البث سوى عدة ثوان ، حتى سمعت صوته مجددا ... وهو يهتف :
- لينـا ... لا تذهبي مجددا
فتحت عيناى في دهشة وانا انظر الى مصدر الصوت ، وانطلقت منى شهقة مكتومة وانا لا اصدق ما اراه
كان يجلس بجوارى ... بشحمه ولحمه
وليس صوته وصورته
كان مثالا حيا أمامى ، يجسد حقيقة كاملة ... بعيدة عن الخيال
حتى أنه شعر بتوترى وربت على يدي
كان يمسك بها بنعومة ورفق ...
نقلت بصري بين وجهه وبين يداه الذى تحتضن كفي الصغير ، وأحس بي دون ان انطق ليبتسم في حنان .... ويعبر صوته أذنى من جديد قائلا :
- اجل ، أنا هنا ... أتيت من اجلك
ارتعشت شفتاي في انفعال واندفعت دمعة ساخنة تغادر مقلتى في حرارة ، ليرتفع حاجبا حبيبي في تأثر وهو يسرع ويمسحها في سرعة ... وقرأ سؤالى داخل عيني الدامعتين ... تيقنت انه قرأ افكارى
عاد الى مقعده وهو يطلق تنهيدة حارة وطويلة وهو يرمق احد الممرضات وهي تضع محلولا جديدا ثم بدأ حديثه بنبرة حزن لم اسمعها من قبل قائلا :
- لقد غادرت الشركة في الغردقة متأخرا في تلك الليلة وجائتنى مكالمة ، بأن والدتى قد توفاها الله ، ولا ادري كيف استطعت ان اذهب الى مدينة الاسكندرية في اقل من أربعة ساعات فقط ، ولم ادري كيف انقضت الساعات .... حتى جاء موعد دفنها
ثم صمت قليلا ليتمالك نفسه ، وشعرت بقلبي ينقبض في ألم من اجله وهتفت الممرضة في سرعة :
- سيدي ، ان الانفعال غير مستحب لها في هذه المرحلة ، يمكنك المغادرة الآن


نظرت اليها معترضة وانا افتح فمى للاعتراض ولكن سبابته كانت على فمى
فأصابنى الخرس وانا ادير عيني الى وجهه المبتسم وهو يهتف :
- لا تقلقي يا عزيزتى ، لن ادعك بعد اليوم ... لن ادعك ابدا
امتلئت عيني بالدموع من جديد ، وأنحنى ليطبع قبلة على جبيني وهو يهتف في صمت
- سأذهب للاطمئنان على حالتك مع الطبيب ، وسأذهب الى المنزل لأبدل ملابسي وأعود اليك في المساء ......
ثم صمت قليلا ليكمل :
- هل ستنتظريني
أجبته في سرعة :
- إلى الأبد
عندها فقط ، سقطت دمعته هو ، سقطت على يدينا المتعانقتين ، وافترقتا في حزن
ليوقع على شهادة حب لا مثيل له
من قلب شرنقته .... الشرنقة الذهبية

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow