نَزْعُ الخافِض
2009-02-03
قَصفَ وردةً بيضاءَ من حديقتِهِ الصغيرة. وضعَها في كأسٍ، ثمَّ ملأَ نصفَ الكأسِ ماءً ووضعَها على الطاولة...
سكبَ لنفسِهِ كأساً، ووضعَ إلى جانبهِ شيئاً من ( المستلزَمِ ) المملَّح.
جلسَ يكتب...:
أمس، هو اليوم؛ وها سأموتُ ثانيةً في أمسِ اليوم...
الفرقُ: في الأمسِ كنتُ أنتظرُ اليوم، وفي الغدِ، سأنتظرُ الأمس....
تلكَ قارورةٌ.... صافيةٌ نقيّةٌ
لكنّها منبعُ اسْترجاعاتٍ على مقامِ النَّهاوند.. ثم تخرجُ إلى الكُرْد/ عنوةً، إلى أنْ تصلَ إلى رغيفٍ لا يؤكل...
هل تراهُ مُدرَكاَ...؟ لا أحسَبُ الزّئبقَ يقدِرُ على احْتسابِ الاقْتراب...
قوافلُ تستهوي وتكتنزُ التّنافر/ في الوجهِ وفي المُحتَسَب
أين ستمطرُ أوزارُك..؟
لن تلمسَ البِلَى في تقشِّفِ المُستَهلَكِ والمُستعجِلينَ الشَّمس
كلُّها مضامينُ/ أفرغَها الوقتُ المثقوبُ/ يزربُ في غيرِ شتاءِ الوَصَايا... والتَّكايا تفيضُ كلاماً في قواميسِ الشعوب/
هل ترى شعوباً بلا فائض!...
هل ترى فائضاً بلا عَسْفٍ يتوالدُ كانْشطارِ الذّرّات في شَظايا الرِّيحِ
لا مراهنةٌ على الريحِ في زمنِ التّشظّي
كلّنا نَستَنوِخُ في الحاناتِ/ نرتجي الغيابَ، والغيابُ لا يستجدي الأيامَ كي تلِد
نحنُ البشرُ/ لم نولدْ كي نتولَّد...
ثالوثُ الإسراءِ والمعراجِ والوصفِ لن يتجدّد/ هلامٌ بنى مسلّماتِ الروحِ فتبلَّدتِ الريحُ في أحداقِنا/ أيْما تَبلُّد....
هااااا ليتنا.....
وها ننتظرُ البلادةَ خلاصاً سرمَدا...!
وردةٌ بيضاءُ في كأسِ الجليدِ. إنني أتوحّدُ في مِعطفي/ ذابلاً أعزَلا.....
وحدهُ العطرُ يجوبُ أشلاءَ الهوى/ ريحاً على ريحِ التشظّي... لا تستهويهِ أهواءُ الزّئبقِ ومواعيدُ الهوى/ قد خانَ الوقتُ طينَ الوقتِ وأصداءَ الأذانِ الطريدِ في خَلجاتِ من توضَّأَ بالزَّنزلختِ والسَّوسن
هذه الكأسُ تستوقفُني على بوّاباتِ التوقيتِ تآريخاً وفراشاتٍ أغرقتِ الريحَ ألوانُها زئبقاً غيرَ مألوفٍ ولا مُستَنْبَطا...
سجائري تسترجعُني منِّي إليَّ فانتشروا في غيِّ الصباحاتِ تيهاً/ كأنكمْ وَرَّادونَ يستغربُكمُ التيهُ والزّئبق
...........
أنا مَناحةُ زوجي عليّ..
أنا غُبنُ المفازاتِ في المتلاصِقاتِ أستوحِدُني في ظلُماتِ الندى
أنا غبنُ زوجي... أنا كلُّ الناسِ من قبلِ تناسُلِها
وامرأتي حفنةٌ من غُثاءِ البحرِ/ أنتمُ البحرُ، حين يحيضُ يَغرقُ في عمى الألوانِ من غيرِ أن يَستنشقَ تَردِّي الريحِ أو يُبتَلى
............
ماذا بعدُ...؟!
هل لهذه الكأسُ الخامسةُ من بقيّةٍ لقولٍ يُقالُ في ظلِّ هذا الغيابِ المعتَّق...!
يلزمُني بعضُ مالحٍ وكأسٌ أخرى
تلزمني وردةٌ أخيرة....
أمّا أنتم،
فاذْهبوا للنّومِ واتْركوني فائِضاً في العَراءِ خارطةً تخنِقُها التفاصيلُ/ تلكَ التي قوّضَتْها الريّحُ، بكلِّ تفاصِيلها...
زوجي براءٌ منِّي
لا تَرتضي تفاصيلي.
أحتاجُ كأساً أخرى... تَسمياتٍ غيرَ التي مَحتْها الريحُ فأعيى ذهابُها دفءَ الحيطانِ والسَّقفَ وأغطيةَ السريرِ/
اذهبوا لدِفئِكم واتركوني بلا سِترٍ تحتَ وقعِ الوقتِ المؤثّثِ بالشَّبقِ والحِكمةِ
ما عدتُ أملكُ وقتاً للتحليقِ وما عادَ الوقتُ يُمهلني/ فَرَغتْ روحيَ من قامَتِها والزئبقُ يداهمُ روحي
............
هاتي ليَ كأساً أخرى يا ابنتي/ ثمّ وَدِّعيني... *
أبوكِ الجميلُ فاتَتهُ المواعيد... عُرَيْبٌ تَهاوى في الرِّيح.
أنا وردةٌ بيضاءُ يا ابنتي، غافلَتْها الريحُ فاختطفَتْ حقَّ تَبرعُمِها، والتَّفتّحَ، والاستمتاعَ بالشمسِ فَعانِقي من بَعديَ الشَّمسا.
هاتي ليَ الكأسَ/ فلنْ تكوني صَحراءَ القبيلةِ
أنتِ في الكأسِ وَردةٌ أخرى
أحبُّكِ....
ـــــ 30/ 1/2009 فوزي غزلان.
*- المقصودة من بناتي الثلاث، ابنتي: الشيماء/ أكبرُهنّ وثالثة أولادي السّتّة....
08-أيار-2021
01-تشرين الأول-2021 | |
15-أيار-2021 | |
01-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
10-نيسان-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |