Alef Logo
ضفـاف
              

الخبز الثوري لأميل بوجيه 1896ترجمة:

مازن كم الماز

2009-02-08


قال القدماء : "الرجل الحكيم يحمل قانونه في داخله"
الذي هو الفوضى بكلمة واحدة
لكن يجب أن يقال : "بالتأكيد , لكن هل كل البشر حكماء ؟ " .

هذا سيكون إساءة لفهم السؤال , لأنه لا يوجد أي كان يملك مسطرة لقياس الحكمة . ستكون الحكمة الحقيقية لكل فرد أن يكون هو نفسه . لكن لنصل إلى هذه الفردية في ظل الظروف التي يمكن تعميمها يجب إدراك أنه لدى البشر نقاط تماس أو اتصال بين بعضهم البعض , و أن نتيجة هذه النقاط هي الحريات التي تتم الإشادة بها من قبل الجميع , و التي يشكل الاتفاق عليها المحيط الاجتماعي .
يأتي في المرتبة الأولى من هذه الكائنات الحاجة إلى الخبز , المشتركة بين الجميع . أولئك البشر الذين لا يعيشون على الخبز وحده يجب عليهم أن يعيشوا في المقام الأول – و بعد ذلك أن يتفلسفوا . مهما كنت ثوريا فمن الصعوبة عكس ترتيب هذين الشيئين : إن أكثر المثاليين تطرفا أيضا يأكل خبزه اليومي .
يمكننا هكذا إدراك أنه على الرغم من كل إعلان للمبادئ السياسية و إعلان الحقوق المزعوم , أن الفرد الأكثر حرمانا من حماية القانون , و الأكثر غربة عن المجتمع , هو ذاك الذي يموت من الجوع . الآن قانونيا يمكن لأي إنسان أن يموت من الجوع , و إذا كان الاقتصاديون محقين عندها يمكننا حتى أن نقول أن عليه أن يفعل ( أي يموت من الجوع – المترجم ) عندما تفرض عليه الظروف العامة ذلك . دون مبالغة يمكن رؤية أن كل مجتمعنا المعاصر يقوم على شرعية ( أو قانونية ) الجوع , التي تحرم الفرد من أي حرية ليصل إلى نفسه و ليقرر لها . إنها جريمة أن تكون دون عمل – أو ألا تقبل به تحت ظروف مفروضة عليك . و هذه الجريمة , التي لا تذكر في القوانين , تعاقب بعقوبة الموت .
من وجهة النظر هذه فإن قضية ضمان الخبز لكل فرد تتضمن بشكل جنيني مجمل المسألة الاجتماعية . لو أن الحياة في شكلها الأولي أو البدائي قد جعلت من كل فرد قضية مشتركة , إذا جعلت البيئة الاجتماعية هذه النقطة الصارمة و الثابتة و غير المتغيرة , مضمونة للجميع , فإن الحرية التي ستنتج عنها ستكون كافية لتشكل مجتمعا عقلانيا . ستكون الأساس الذي سيبنى عليه شيئا ما ملموسا , بنية جديدة بالكامل حيث ستكون كل الوحدات الاجتماعية في توازن كامل .
مهما كان جمال الأحلام و الآمال عند الأفق , لا يمكننا أن نفقد تركيزنا و أن ننسى أن نعي كم هو أساسي الحصول على الخبز . هذا الحق الأدنى للحياة , لا يمكننا الحط منه و يجب علينا ضمانه . في اليوم الذي سنحصل عليه , دون تنازلات أو التوقف عند أفعال أدنى , سيكون لدينا كل فوائد الحرية و كل الحقوق . إن خطة العالم الجديد ( التي لن تتوافق ربما مع البرامج التي نعرفها ) يجب أن تنمو عفويا من هذا المبدأ الاجتماعي العظيم , كما تنمو سنديانة عملاقة من بذرة , مغروسة بصلابة في حقل يرعاها .

ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن www.marxists.org/archive/pouget/index.htm

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

الطريق إلى الثورة

09-كانون الأول-2012

كلمات عن جورج وسوف

19-كانون الثاني-2010

المكان و طقوس القداسة و انتهاك الإنسان

15-كانون الثاني-2010

عن قضية التكفير

11-تشرين الأول-2009

بين المعري و الفلاسفة المسلمين

06-تشرين الأول-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow