Alef Logo
ابداعات
              

لا يملك الشاعر إلاّ عزلته

فرج بصلو

2009-02-20


مال
يُعَلق اللوحات على جدرانه
لا مبالياً بغيرة جيرانه
إلاّ إنه لا يملك المال
ولن يملكه
ثم يفكر بسبل امتلاكه

اول الرّمان
نُورعلى شاشات رمادية
تهاوت أقدام الزمان
على عتبته. لا تحسدوه
إن بعث بنظرته
إلى أول الرّمان
في أول بستان
بقامشلوه

حياة عصرية
حياته الآن حقول إسمنت
أبراج وفضائيات
سموم حتى في الأغذية
وخاصة بالفاكهات

افتراق
قالت: سأمضي بعد برهات
أجابها: ستتحطم العقارب
عندما يحين وقت مضيّكِ

المرة الأخيرة
تشير صفائح البيرة الفارغة
إلى سهاد ليلته الطويلة –
فبعد طَرْق الجارة باب شقته
ومع رنين جرس ساعته
ينهض واعداً ومؤكداً
"إنها المرة الأخيرة.."

مفردة فريدة
على مد الزمن
تصله مئات الرسائل
إلى أكثر من عنوان وعنوان
تحمل مجمعات من الكلمات
ولا تحتوي على مفردة واحدة
يتوق إليها...

الطفل المذبوح
الطفل المذبوح –
كان بإمكانه أن يكون كل شيء
والآن يبدو وكأنه نائم
قد غفى من شوب الحريق
ومن حسن تصرفاته
يبدو عليه الهدوء التام
ومن حسن تجلياته
تنزف فيه وفينا الجروح

عطف
شابَ ومازال يبكي
أحجاراً إنهالت عليه
في دربه إلى الحضانة
لاشك, فيه عَيّل
يستحق العطف والحصانة

أحواش بعيدة
يسير على شوارع الغربة
على النواح
يتحدث بلغاتها –
إلى غربان دامسة
تمس أردان ثوب الحنين
بالجسد الفاني
ليتذكر ابتهالات أنبياءه القدامى
وهذياناتهم الجميلة في أحواش موحلة
وبعيدة
بُعد الألحان والأهازيج من الأضاحي...

"ﭭوسطة"
مذبوح كخاروف بعث إلى الحياة
يتمهل في السّوق كأنما غمزته
خوخة من بسطة
هامسة "خذني, خذني"
فيأخذها
ويتهادى بها على دروب العمر
إلى حيث كانوا يُسَّمون الباص
"ﭭوسطة"

يصغر نفسه
يلهو بعلب الطعام
كأنه طفل يخفي محياه
بيديه, حيث يسترق النظر
إلى بقرة عائدة من المرعى
فهل يُصِّغر نفسه ليرى
قامة الدنيا وقوامها
بعيون مصغرة
أم ينحني ليفك حروف أسماء
ورموز مازالت محفورة على الشجرة

حتى العمى
بينما –
كانت عيونه على البحر
كانت عيون البحر على السّما
أتاه نورس بإشارة
حملها على فنار المنقار
دلته, إن فيما –
خلف الآفاق أهل
من الشوق سكارى
يذرفون الدمع حتى العمى

أحذية
في عصر الأحذية هذا
وخاصة أثناء فصل العواصف
البرد والثلوج
ولأنني أنا أنا
(أعني هو أنا)
أذوب من حرارة عزلتي
مكدساً بصخب الشاشات الصغيرة
والموجات على حافة المحيط الهادىء
بمرأى من القرش الأبيض
وحتى بملتقى النظرات

أغوص بالرمل خطواتي
وأنظر الموج بالمدِّ
يمحيها
فأنظر الرمل بالزبد
يحميها...

ولأنني أملك ملء عزلتي
وحذائي
لا أحد يتصور كم انا ثري
بعليق حماري
وبقلة زوادتي
وغذائي



سارق فلكي إختلس شارعي
مراوغة
مهجور أنا
مثل صفائح البيرة الفارغة
يدرك وجدي الفصول
كما تدركه الطيور المراوغة

الجسر
بعيد اغتساله بالطوفان
عاد الجسر إلى نهره
ليبدو كالطفل الغارق
في جقجقه
الهائج

لوزة
إلهي!
إزرعني لوزة في حوشي البعيد
وابعثني زهوراً زهورَ
وابهرني بلّوراً بلّورَ
تنعكس فيه زهوة العيد
محلاة بهيئة صغارنا
المرسومة نوراً

منطق
على مفترق الدروب
بين حصاة وسنبلة
زارني المنطق
مذيقاً مرارة التعمق
في إشراقات الحياة
والغروب

نخيل
أقف أمام الرياح
نخيلاً
مثل الطفل المنتصب
أمام خناق والديه

قبلات
صباح عليكَ
أيها الدّوري
وقبلة لكَ
من شجيرات الليمون
ومن زهيرات الليلكي
ألا تقول لي بربكَ
أي غبار تمطى
بمحطات عششتَ عليها
حيث تربصت طفولتي
لتصطادكَ

غار وسلاحف
ياشذى الغار
ويا نكهة توابل العمر
هل من أحد تمدد على مقعدي المتصدع
أم أنها سلاحف ضخمة كبّرها النسيان
وهجّرتها جرز غلافاغوس
قبلما رصدها داروين
ليمارس أبحاثه في أحواشنا
مدوناً بها التكوين المجدد
للبشرية ...

نص حديث
سارق فلكي إختلس شارعي
فراح الجنون يلهو ببالي
إلى شمس تشردت
غير مبالية بنهاري
ولم تترك ظلال تلويحة
لأهلي وداري...
فهاهو النص الحديث: لأسطورة
سيزيف بلا صخرة وبلا جبل
فقط تناوب النداء والصّدى
في دفاتر أشعاري ..

ذراع خفية
ذراع خفية تخطف الفجر
تطلي سلالم الخشب المائلة
بالذهب النقي لتبدو درجاتها
خلايا عسل تمر بأيام زائلة
غريب
مجهول أنا كشموع والدتي
عند المزار. أقفل الباب من الداخل
فأبقى غريباً في الخارج
على الحدود
كحصاد الحنطة بالمناجل

ضحكة مزيفة
فيّ مهرج –
يدفع سعر كل ضحكة مزيفة
بانتحاب حقيقي
أقعد في مقهاي
منطوياً خلف الموسيقى الغريبة
مفتفتاً حصص السُكَّر
في النفاضة
منتظراً إقبال مخيلتي
كأنما أترقب مجيء فاتنتي

فأل
رفرفي أيتها الإبتسامة
رفرفي من على رغوة قهوتي
وليرتسم الجّلاد بعدكِ
على حواف فنجاني
لتتبعثر أعضائي بشوارع حارتي
لتتسكع العرافات في سوقي
صوب عَرَصَتي
ولتحشذ العَلَقات من الشمس علامة

دلو
قوس قزح
يتمم لقائي بذاتي
سأحتضنني
قبلما
يمتليء
الدلو
بدموعي
وتفرغ بئري من السرقات
فمشطوني بالعاج
كما مشطتني عواصف البرق
فيّ طفل يلهو بالجليد
وبالثلج
يسير بالزمان باتجاه واحد
يعاكس جم الإتجاهات

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

مهرج الأعياد المحترف...

13-أيار-2017

: والآيسكريم مذاق ثغر من تحب !!

18-شباط-2017

مهرج الأعياد المحترف...

06-كانون الثاني-2015

على جذع هذه الشجرة أرى وجوه الحياة

22-كانون الأول-2014

لا نقيس المسافات بغير نبض القلب

04-كانون الأول-2014

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow