Alef Logo
ابداعات
              

قصة / نُص شنب

سمير الشريف

2009-02-25


وقف أمام المرآة يتعمق تفاصيل وجهه الذي حرثته الأيام.. لم يستوقفه مظهره و غضون وجهه و تسريحة شعره التي زحف عليها الصلع ، لم يعد يلقي بالا لمثل هذه الترهات..
تركز اهتمامه على شاربه المتهدل كغصن دالية الحوش التي لم يطالها التقليم ، والمتمدد بشموخ فوق شفتين متغضنتين تميلان للزرقة ووجه يضج أسىً على ماض لن يعود.
أمسك نهاية شاربة بأطراف أصابعه ، راهن على جزئه الثاني ، كم كان واثقا من نفسه وهو يستمع بامتلاء لنشرة الأخبار التي تتوعد الغزاة، وكم ملأته الفرحة وهو يمعن في الأرتال التي ستدك أوكارهم ،وتجعل العودة لمرابع الطفولة قاب قوسين .
تذكر بغصة آخر مرة مسد فيها شاربة قبل أن يخسر الرهان أمام رفاق المقهى ،الذين هزأوا بتحليلاته أن العدوان لن يتم، والحشود مجرد تكتيكات متفق عليها.
كم كان ساذجا عندما أمسك شاربه معلنا انه لن يتوانى عن قص نصفه ورميه في حاوية القمامة إذا ما حدثت معركة.
هل يعيدها اليوم ويراهن على نصف شاربه الآخر ؟ هل يصدق مذيعي الأخبار الذين تشترك حكوماتهم بالحرب في الإعلام ، و يتفرجون على الدماء والأشلاء والهدم ؟
يركب رأسه معاندا من يقول أن من يراهن عليهم لن يحركوا ساكنا، وأن جبهتهم ستظل آمنة والعدو على طرفها نائم ، خدعه الإعلام كالعادة، فهل هو غير مؤمن حتى يُخدع مرتين؟
لا يعقل أن تظل أبواق الحرب مفتوحة ولا يتحرك طائر هناك .
يتنافخون بهم القضية ، يذيقون الناس الآم شظف العيش بدعوى التهيئة للحرب.
ما زال غضا على فهم متاهات المصالح ولعبة الممكن والمستحيل ، ما الذي يجعل منه ساذجا حد البلاهة، وهو يطلق سمعه لمثل تلك الأكاذيب مراهنا على ورقة خاسرة، طار بسببها نصف شاربه الآخر؟
تذكر أطنان الشعارات، أشاح بوجهه عن المرآة، متجاهلا صراخ إذاعات العروبة وصخرات الصمود وخنادق التصدي ووووو.
مر بذاكرته شريط الحروب ... الهروب الكبير ... قصف المطارات ... عبور جسر الآلام ...سخرية الرفاق ...نصائحهم المجانية. ... إصراره أن الجماعة منشغلون بتهيئة السلاح والجبهة الداخلية ، فالأمر ليس نزهة ومشوار قصير.
يصر على أن الأمر تكتيك وتوازنات وليس تخاذلا، والأمر محسوم بنهايته التي لا بد لجيش الصمود من التحرك تجاهها وفي الوقت المحدد.
دماء المستضعفين هيجت عواطف الجميع ، حتى الأعداء، إذاعة التصدي، ظلت ترجم الجبهة عبر أثيرها بتحريضات لا تساوي المداد الذي كتبت به....
أمسك موسى الحلاقة ...
نظر إلى نفسه من جديد، غسلته موجة ارتياح....
هو لا يستحق هذا الشارب ، قانعا بنصف رجولة على تحمّل تأنيب الضمير.
لملم شعيرات شاربه ، فكر: أين يذهب بها!!
هل يرسلها بالبريد المضمون للقائد العام ، أم لمدير الإذاعة....
منعا لأي إحراج قد يَلحق بأنصاف الرجال؟

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow