Alef Logo
المرصد الصحفي
              

المغربي مصطفى لغتيري : فضائي مزيج من السحري والواقعي والخيالي / حاوره:

مؤيد أبو صبيح

2009-03-02


قال الروائي والقاص المغربي مصطفى لغتيري إن الرواية المغربية حديثة عهد بالنسبة الى الرواية العربية، إذ ان النص الروائي الأول قد ظهر في أربعينات القرن الماضي.
وأكد لغتيري في حوار مع « القبس» أن ما يشغله في كتاباته الروائية والقصصية هو « كل ما يهم الإنسان»، مشيرا إلى أن « فضاءاته القصصية تنبثق من المزيج السحري والغريب ما بين الواقع والخيال».
ويشار إلى أن لغتيري من مواليد عام 1965 ويرأس حاليا الصالون الأدبي المغربي، وله في القصة (هواجس امرأة، شيء من الوحل، مظلة في قبر وتسونامي)، كما له في الرواية ( رقصة العنكبوت، رجال وكلاب، عائشة القديسة و أحلام النوارس)، وهو حاصل على العديد من الجوائز الأدبية.
التقيناه وكان هذا الحوار:
• ماذا تحكي في روايتك الجديدة التي صدرت أخيرا عن دار النايا في سورية «عائشة القديسة»؟
ـ تنتشر بين الأهالي في المغرب، خصوصا في المناطق الساحلية الغربية المحاذية للمحيط الأطلسي أسطورة «عايشة قنديشة»، و تدعي هذه الأسطورة المترسخة في وعي الناس أن امرأة جنية تظهر ليلا و تتجول على الشاطئ باحثة عن الرجال، الذين ما إن يقع أحدهم في مرمى بصرها حتى تسحره ، فيفقد القدرة على المقاومة ، ليتبعها صاغرا حتى تسقطه في حفرة ما، أو تغرقه في البحر ، و يحكون أن هذه المرأة تلتحف البياض و لا تختلف عن نساء الإنس سوى في قدميها اللتين تشبهان قوائم الحيوانات ، و قد استثمرت في هذه الرواية تلك الأسطورة من خلال خلق أحداث و شخصيات تقرب هذه الأسطورة من ذهن القارئ بعمقها التاريخي و الواقعي و النفسي ، فالرواية بهذا الشكل تراهن على البعد التنويري من خلال البحث في الخلفية التاريخية الواقعية التي أدت إلى بروز هذه الخرافة ، بالإضافة إلى البعد الفني و الجمالي طبعا، الذي يبقى في الأول و الأخير هاجس الرواية الأساس.
• في روايتك أحلام النوارس تجربة شخصية؟
ـ لقد عاش المغرب و الوطن العربي عامة في مرحلة من مراحله المعاصرة تحت وطأة الصراع الأيديولوجي المحتدم ما بين الأنظمة من جهة وفئات من الشعب المتنور، الذي اعتنق الفكر اليساري من جهة ثانية، وكان نتيجة ذلك الصراع اعتقالات بالجملة ذهب ضحيتها خيرة الشباب العربي، وبحكم انتمائي إلى المغرب فإنني تتبعت - عبر الإعلام أو الكتب أو وسائل أخرى- هذه التجارب بأسف كبير، و التي كان ضحيتها على الخصوص الجيل الذي سبقني، أما جيلي فقد عاش في ظل حالة من الانفراج السياسي بين الدولة و الأحزاب اليسارية و النقابات، الأمر الذي أدى إلى الإفراج عن الكثير من المعتقلين السياسيين، و قد كون جيلي نحو هؤلاء المناضلين مواقف عقلية وجدانية مساندة لهم ، و شاهد بأم عينه أن هذه الفئة، التي ضحت بزهرة عمرها من أجل أن نحيا حياة كريمة، لم تنصف، مع أن هامش الحرية الذي اتسع مثلا في المغرب كان بسبب نضالات هؤلاء، إذن فأنا لم أعش تجربة الاعتقال لكن بحكم دراستي في الجامعة و مشاركتي في بعض النضالات الطلابية كنت بين الحين و الآخر أكتشف الوجه القبيح للسلطة، بالطبع في حدوده الدنيا، فأتخيل مصائر أولئك الذين زج بهم في سجون سرية لم يكشف عن أسمائها إلا في المدة الأخيرة.
• كيف تقيم واقع الرواية المغربية في هذه الأثناء؟
ـ لا شك في أن الرواية المغربية حديثة عهد بالنسبة للرواية العربية عموما، فالنص الأول الذي يعتبر باكورة الرواية المغربية ظهر في الأربعينات و هو «الزاوية» للتهامي الوزاني وكان وحيدا و فريدا طيلة سنوات الأربعين، و في الخمسينات ظهرت نصوص تعد على أصابع اليد الواحدة، فالبداية الحقيقية للرواية المغربية كانت مع حصول البلد على الاستقلال، و مع ذلك فقد حققت تراكما مشهودا، كما أنها حظيت في المدة الاخيرة بجيل جديد متحمس، و ما فتئ يحفر عميقا في تربة المتخيل الروائي، فإن كان الجيل القديم، ممثلا بعبدالكريم غلاب و مبارك ربيع و محمد برادة و أحمد المديني و بنسالم حميش و غيرهم، لا يزال يضيف الى المتن السردي المغربي نصوصا جيدة ولامعة، فإن الجيل الجديد أبان على أنه خلف جيد يمكن التعويل عليه، و يمكنني أن أذكر من هذا الجيل الروائيين: الزهرة الرميج و أحمد الكبيري و اسمهان الزعيم و أحمد الويزي و نورالدين محقق و غيرهم.. لكل ذلك يمكنني أن أزعم بأن الرواية المغربية الآن بخير، فقط تحتاج إلى كثير من العناية من طرف الجهات المسؤولة، فلا يعقل ألا تكون في المغرب جائزة خاصة بالرواية وأخرى خاصة بالروائيين الشباب
• لكل كاتب ثيمة تسيطر عليه لحظة الكتابة، ما الثيمة التي تسيطر عليك في هذه اللحظة؟
ـ فعلا الثيمات تتعدد وتختلف من كاتب إلى آخر ومن نص إلى آخر، لكن يبقى محورها المركزي الإنسان، فكل ما يهم الإنسان يشغلني و أتمنى أن أعبر عنه في كتاباتي، ففي رواية «عائشة القديسة» مثلا كنت مشغولا بثيمة سيطرة الخرافة على عقول الناس حتى المتعلمين منهم، أما في رواية «أحلام النوارس» فكان يهمني أن أرد بعض الدين لأولئك المواطنين، الذين قضوا زهرات أعمارهم في السجون من أجل أن أنعم أنا وغيري من المواطنين بالحرية و الحياة الكريمة.
• أنت قاص متميز، من أين تستمد فضاءاتك القصصية؟
ـ الفضاءات القصصية تنبثق من المزيج السحري والغريب ما بين الواقع و الخيال ، فالواقع هو المنطلق في كتاباتي لكنه أبدا ليس النهاية، إذاً يلعب الخيال دورا راجحا في تشكيل الفضاء و إعطائه أبعادا جديدة، تجعله قابلا لأكثر من تفسير و قراءة، ومحرضا - بالتالي-على التأويل، هذا الأمر أعتبره باختصار لعبة الكاتب التي يتقنها، وإلا لامعنى لكتاباته، فالصورة الفوتوغرافية قد تغني عن عمله إذا لم يتسلح بقوة الخيال و خصوبته، بشكل يجعل الفضاء عميقا وموحيا ومعبرا عن جزء من رؤية الكاتب.
الافريقي.. جديدي
• ماذا على صعيد كتاباتك الجديدة؟
ـ لدي رواية جديدة تحمل اسم «الأفريقي» وقعت عقدها مع دار نشر مغربية، أحاول من خلالها إثارة الانتباه إلى البعد الافريقي في الهوية المغربية، هذا البعد الذي يتم تجاهله بشكل يكاد يكون كليا، ليس من طرف المغاربة فقط بل و من طرف العرب جميعهم.
كما أضع اللمسات الأخيرة على مجموعة قصصية جديدة يمكن أن ترى النور لاحقا.


عن جريدة القبس الكويتية

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow