لِمَاْذَاْ أَيّهَا السّؤال أكتُبُكَ
وأُجِيْبُ عَنْكَ ؟
كأنّي قِطٌّ بوبرٍ مُدَلّلّ
تَلَوّثَ بِسَوَادِ (الصّوبْيَات)
أُحَبّرُ وَجْهَك
ولا تَفْهَم منّي شيئاً
لأنّكَ ..
ألـم .!.
تُسَخّنُ خُرْدَةَ المَصَانِعِ
لِتُلَقِنَ النّاس البُسَطَاء
ماذا تعني
المدينة
عندما تَعْطِسُ حُزْنَهَا
كهواءٍ أخير ؟

يولّف مقويّ الإشارة الفضائيّة
يَكْتُبُ الترَدّدّ الجّديد
ويبدأ الإرسالُ المُشَوّشْ دَائِماً
ُصورُ نغاتيف
لِقَلْبِهِ الصّغير
لطُفُوْلَتِهِ المَبْتُورة
للدّراويش
هناك
في الشّمال
الجّذور القاحلة
تنقّط الصدأ
وتفك أزرار الحكاية

صوتُ معلّمِ الحرفة بمريوله الأزرق :
" تعرّى وتعال لنصلح جهاز الحياة "

يشْعُرُ بالأدرينالين
وهو يَحِلّ على الدّم
يَطْلُبُ مِنْ الجّسَدْ
جَسَداً غَيْرَهُ

الرّجل الذي يَفْتَحُ سَحّابَ حَقِيْبَتِهِ
كلّ دَقِيْقَتَيْنِ
لِيَرَى هَاْتِفَهُ النّقَال
هل مِنْ رِسَاْلةٍ جَدِيْدَة ؟
أو مُكَاْلَمَةٍ لَمْ يَرُدّ عَلَيْهَا أحد !!
هل مِنْ رَقَمٍ غَريب
يُشْعِرُهُ بالحياة ؟

يَشْعُرُ بالألم
كَقَمَرٍ صِنَاْعِيّ يُغَطِيْ إرسالهُ
حتّى أَعناقِ المُتْعَبِيْنَ
بَائعُ المَحَاْرِمْ العَجُوز
فِيْ شَاْرِعِ العابد
نَهْرُ بَرَدَى تَحْتَ جِسْرِ الرئيس
يَعْكِسُ
أضواء الإعلاناتِ
مِنْ
أعلى بُرْجِ دِمَشق
مُكَيّفات ( ميتسوبشي )
صوتيّات ( سوني )
مَحَلّيّاتُ آلامنا الواسعة
وتلك العالميّةُ على أَسْطُحٍ ضَيّقة

العاطلين عن الحَيَاةِ
ليلاً
أمَامَ حَدِيقةِ " الفورسيزون "،

الفارهينَ
في مَقْهَى روتانا الأخضر،

قَصْرُ الضّيافةِ القّدِيْمِ
يَسْهَرُ
مع
أشبَاحِ الزّمَنِ القادم ..

يَشْعُرُ بِالغُرْبَةِ
وهو يَبْتَسِمُ لتّمَاثِيْلِ
في
سَاحَاتِ دمشق
الأرصفة
أمام السفارات
التي أحيطت بقضبان ثخينة
يربطها
سلسلة جنازير مدربة
تِلْكَ لا شَيءَ لها فينا
فهي غُرْبَةٌ عَاْدِيّة
غربة كثيرة

يُؤلِمُهُ الشّعُوْرُ
بِالوِحْدَةِ
لأنّه لَمْ يَجِدْ غيره
يَنْتَمِي لَهُ

شعوراً لا يمكن قطع حَبْلَ مَشِيْمَتِهِ
مِنْ
رَحِمِ المدينة

المدينة
بهوائها الأصفر
تبثّ
مَوْجَةَ القَمَرِ الصّناعيّ المُعَطّلْ
لأنّها
الوكيل الحصريّ
لمستحضرات الألـم
على خارطة العالم
المدينة
التي لا تَعرفُ كَيْفَ تشتهي
الحياة
وحدها
تخترقُ النّاسَ البُسَطَاء .. إلاّ أنا !!