Alef Logo
ضفـاف
              

عبادة الجيف / ليبرتاد* 1925

مازن كم الماز

2009-03-22


رجاء الحياة الأبدية اعتبر البشر الموت كانتقال , كخطوة مؤلمة , و انحنوا أمام "لغزه" إلى درجة التبجيل .
حتى قبل أن يتعلم البشر ما يمكنهم عمله بالحجارة , و الرخام , و الحديد , لكي يحموا الأحياء , تعلموا كيف ينسقوا هذه الأشياء لكي يكرموا الميت .
ضمت الكنائس و الأديرة قبورهم بكثرة سخية تحت قبابها و جوقات منشديها , فيم كانت الأكواخ تحتشد على جوانبها , و هي تؤوي الأحياء على نحو بائس .
لقد أعاقت عبادة الموتى , منذ لحظاتها الأولى , تطور الإنسان إلى الأمام . إنها الخطيئة الأولى , ذلك الوزن الميت , و كرة الحديد التي تجرها البشرية وراءها .
كان صوت الموت , صوت الميت , يرعد دوما ضد صوت الحياة الكونية , الذي يتطور أبدا .
ما زال يهوه , الذي فجرته مخيلة موسى في سيناء , يسيطر على قوانينها . يسوع الناصري , الميت منذ قرابة عشرين قرنا , ما يزال يبشر بأخلاقها . حكمة بوذا , كونفوشيوس , و لاو تسو ما تزال مسيطرة . و كم من آخرون كثر !
إننا نحمل المسؤولية الثقيلة لأسلافنا , إن نحمل نواقصهم و مزاياهم .
لذلك فنحن في فرنسا أولاد الغال , رغم أننا فرنسيون من خلال الفرنك الفرنسي و من خلال العرق اللاتيني عندما نصل إلى الكراهية الأزلية للألمان . كل من هذه الأشياء الموروثة تفرض التزاماتها علينا .
( إننا الأطفال الأكبر سنا للكنيسة بناء على من يعرف أي من الموتى , و أيضا أحفاد الثورة العظمى . إننا مواطنو الجمهورية الثالثة و نحن أيضا مخلصون للقلب المقدس ليسوع . لقد ولدنا كاثوليكيين أو بروتستانت , جمهوريين أو ملكيين , أغنياء أو فقراء . إننا نكون دوما ما نحن عليه من خلال الموتى , لم نكن أبدا أنفسنا نحن . إن أعيننا , المثبتة أعلى رؤوسنا , تنظر إلى الأمام , لكن مهما قادتنا إلى الأمام , فإن ذلك يكون دوما نحو الأرض حيث يرقد موتانا , نحو الماضي حيث عاش موتانا , حيث تسمح لنا تربيتنا بتوجيهها ) .
أجدادنا ... الماضي ... الموتى ...
شعوب بأكملها ماتت بسبب هؤلاء المبجلين الثلاثة .
إن الصين هي اليوم بالضبط حيث كانت قبل آلاف السنين لأنها تحمي في المقام الأول الموتى في منازلها .
الموت ليس فقط جرثومة الفساد بسبب التحلل الكيماوي لجسد الإنسان , الذي يسبب تسمم الجو , إنه حتى كل الموضوع بسبب تقديس الماضي , جمود الفكر في مرحلة معينة من التطور . لو أن الأحياء تطوروا لكانوا أكثر تقدما . إنهم يكرسون أنفسهم للميت . على أنه هذه اللحظة بالذات هي التي يختار الحي فيها أن يعجب به , لكي يقدسه , لكي يعظمه حتى التأليه .
الأعراف و التقاليد , أخطاء أجدادنا تنقل من شخص لآخر في العائلة . شخص ما يؤمن بإله آبائه , و آخر يبجل وطن أجداده ... لماذا لا نبجل نظام الإضاءة لديهم , و طريقة لباسهم ؟
نعم , ينتج عن هذه الحقيقة الغريبة أنه فيم تتحسن الأمور الظاهرية و الاقتصاد , يتغير أو تتمايز , أنه فيم كل شيء يموت و يتحول , يبقى الإنسان , روح الإنسان , في ذات حالة العبودية , تبقى محنطة في نفس الأخطاء .
تماما كما أنه في قرن المصباح الكهربائي , في قرن الكهرباء ما يزال الإنسان يعتقد بجنة المستقبل , بآلهة الانتقام و الغفران , بالجحيم و مثوى الشهداء كطريقة لاحترام أفكار الأجداد .
الموتى يقودوننا , الموتى يأمروننا , الموتى يأخذون مكان الأحياء .
كل احتفالاتنا , كل تمجيداتنا هي ذكريات سنوية لموتى و مجازر . إننا نحتفل بيوم كل القديسين لنمجد قديسي الكنيسة , إنه عيد الموتى كيلا ننسى حتى و لا ميت واحد . يذهب الموتى إلى الأوليمب أو الجنة , إلى يمين جوبيتر أو الإله . إنهم يملئون الفراغ "غير المادي" و يرهقون الفراغ "المادي" بخدمهم , و استعراضاتهم , و مقابرهم . إذا لم تأخذ الطبيعة على عاتقها القيام بتحليل أجسادهم و ذر أشلائهم , لن يعرف الأحياء اليوم أين سيضعوا أقدامهم في المقبرة الكبرى التي ستكونها الأرض .
إن ذكرى الأموات , أفعالهم و أعمالهم تؤخر عقول الأطفال . إننا نتحدث إليهم فقط عن الموتى , و علينا أن نتحدث إليهم فقط عنهم . إننا نجعلهم يعيشون في عالم الوهم و الماضي . عليهم ألا يعرفوا أي شيء عن الحاضر .
إذا كانت العلمانية قد أسقطت قصة السيد نوح أو السيد موسى , فإنها قد استبدلتها بقصة السيد تشارلمان أو السيد كابي . يعرف الأطفال تاريخ موت مدام فريغوند , لكن ليس لديهم أدنى فكرة عن مبادئ الصحة الشخصية . تعرف بعض الفتيات في سن ال 15 أنه في إسبانيا قضت سيدة اسمها إيزابيل قرنا كاملا و هي ترتدي نفس الثوب , لكنهن يضطربن بشكل غريب عندما تفاجئهن أول دورة طمثية .
بعض النسوة اللواتي يحفظن تاريخ ملوك فرنسا دون أي خطأ لا يعرفن ما الذي عليهن فعله عندما ينفجر طفل ما باكيا لأول مرة في حياته .
فيم نترك فتاة صغيرة إلى جانب ذلك الذي يموت , في النزع الأخير , فإننا ندفعها بعيدا عن نفسها تلك التي تفتح الحياة لها .
يسد الموتى المدن , الشوارع و الساحات . إننا نقابلهم و هم في رخامهم , في الحجر , في البرونز . تخبرنا هذه النقوش عن تاريخ ميلادهم , و تخبرنا تلك الصفائح أين عاشوا . تحمل الساحات أسماءهم أو أسماء إنجازاتهم . لا تدل أسماء الشوارع على مواقفهم , أشكالهم , مبادئهم أو مواقعهم , إنها تتحدث عن الألوان القرمزية أو الوردية , عن مآثر الموتى حيث قتل الكثيرون . إنهم يعيدون لك القديس إيليثور أو تشافالييه من بار , بشر ميزتهم الوحيدة هي الموت .
في الحياة الاقتصادية الموتى أيضا هم الذين يشكلون حياة الجميع . يرى المرء حياته بأكملها تسود بسبب "جريمة" أبيه , و آخر يلبس مجد , عبقرية , جسارة أسلافه . هذا الشخص ولد ريفيا شديد الارتباك مع أكثر الأرواح تجليا , أما ذاك فقد ولد نبيلا مع أكثر الأرواح سوقية . نحن لا شيء عبر أنفسنا , و نحن كل شيء من خلال أجدادنا .
لكن ... ما هو الموت ؟ في عيون النقد العلمي , هذا الاحترام للموتى , عبادة البلاء , كيف يمكن تبريرها عبر أية حجج ؟ قلة طرحوا هذا السؤال , و لهذا بقي هذا السؤال دون إجابة .
و في مركز المدن ألا نرى مساحات كبرى يحافظ عليها الأحياء بورع , هذه هي المقابر , حدائق الموتى .
يجد الأحياء أنه من الجيد أن يدفنوا , إلى جانب أرجوحة أطفالهم , أكوام اللحم المتحلل , الجيف , العنصر المعدي لكل الأمراض , الأساس الذي تصدر عنه كل الالتهابات .
إنهم يخصصون مساحات كبرى مزروعة بالأشجار الرائعة , عازلين الأجساد التي استحوذ عليها التيفوئيد , المهلكة , المصابة بالجمرة , تحت عمق متر أو مترين . و بعد عدة أيام تتجول الفيروسات المسببة للالتهاب في المدينة باحثة عن ضحايا جدد .
البشر الذين ليس لديهم أي احترام لعضويتهم الحية , التي يتلفونها , و التي يسممونها , و التي يعرضونها للخطر , يستحوذ عليهم فجأة احترام كوميدي لأقاربهم عندما يتعين عليهم أن يتخلصوا منهم بأسرع ما يمكن , أن يضعوهم في أقل شكل مزعج , و أكثر الأشكال نفعا .
إن عبادة الموتى هي أكثر شذوذات الأحياء شيوعا أو فظاظة . إنها مستمدة من الأديان التي تعد بالجنة . يجب إعداد الميت لزيارة ما بعد الحياة : إعطائهم أسلحة بحيث يمكنهم المشاركة في مطاردة مثوى الشهداء , بعض الغذاء للرحلة , إعطائهم بعض الزاد , و تحضيرهم ليعرضوا أنفسهم أمام الإله . ( ترحل الأديان لكن صيغها السخيفة تبقى . يأخذ الموتى مكان الأحياء ) .
تستخدم مجموعات بأكملها من العمال و العاملات قدراتهم و طاقاتهم للمحافظة على عبادة الموتى . يحفر البشر الأرض , ينحتون الحجارة و المرمر , يوقدون المصابغ , يعدون منزلا لكل منهم لكي يدفنوا فيها باحترام الجيف المصابة بالزهري ( السفلس : مرض جلدي ينتقل بالجنس – المترجم ) الذين ماتوا للتو .
تنسج النسوة الكفن , و تصنعن الأزهار الاصطناعية , و تنظمن باقات الأزهار لتزيين المنزل الذي ستلقى فيه تلك الكومة التي انتهى تحللها بفعل السل على الفور . عوضا عن الإسراع بإخفاء بؤر التحلل هذه , و استخدام كل السرعة و الوسائل الصحية الممكنة لتدمير هذه البؤر الشريرة التي سيؤدي الإبقاء و المحافظة عليها فقط إلى نشر الموت من حولها , يفعل كل شيء ممكن للمحافظة عليها أطول ما يمكن . هذه الأكوام من اللحم تستعرض في سيارات خاصة , و في نعوش خاصة , عبر الطرق و الشوارع . و عندما تمر , يرفع الناس قبعاتهم . إنهم يحترمون الموتى .
كم الجهود و المادة الذي تصرفه البشرية على المحافظة على عبادة الموتى لا يمكن تصوره . لو أن كل هذه القوة استخدمت لمعالجة الأطفال عندها سيتمكن عشرات الآلاف و الآلاف منهم أن يتجنبوا المرض و الموت .
لو أن هذا الاحترام الغبي للموتى سيختفي و يتيح بعض المجال لاحترام الأحياء , لزدنا صحة و سعادة الحياة الإنسانية بنسب لا يمكن تخيلها .
يتقبل البشر نفاق آكلي لحوم البشر , أولئك الذين يأكلون لحوم الموتى , أولئك الذين يعيشون على الموتى , من القس , معطي الماء المقدس , إلى تاجر المنازل الخالدة , من بائع الأكاليل إلى نحات ملائكة مستودع الجثث . مع تلك الصناديق السخيفة التي تقود و تصاحب هذه الدمى المضحكة , نصل إلى إزالة هذه الحطام البشري و توزيعه وفقا لحالة ثروتهم , في حين ستفي خدمة نقل جيدة , مع سيارات مسدودة بشكل محكم و فرن محرقة بني وفق آخر الاكتشافات العلمية , بالغرض .
( أنا لا أشغل نفسي باستخدام الرماد , رغم أنه يبدو بالنسبة لي أنه من الأكثر إمتاعا استخدامه كسماد عضوي عوضا عن حملهم في كل مكان في صناديق صغيرة . يتذمر الناس من أعمالهم , لكنهم مع ذلك لا يريدون تبسيط تلك الإشارات التي تعقد بشكل كبير مناسبات وجودهم , و لا حتى أن يتخلصوا من الحفاظ الغبي – و الخطير في نفس الوقت – للجثث . عند الأناركيين احترام أكبر بكثير للأحياء منه للموتى . دعونا نأمل أن هذه العبادة الباطلة ستصبح ذات يوم من خدمات إدارة الطرق , و أن الأحياء عندها سيعرفون الحياة بكل تجلياتها ) .
كما قلنا سابقا لأن البشر جاهلين لذلك فإنهم يحيطون ظاهرة بسيطة كالموت بطقس ديني بدائي كهذا . و يستحق الذكر أيضا أن هذه هي الحالة الوحيدة في حالة موت البشر : لا يستخدم موت الحيوانات الأخرى أو النباتات كمناسبة لاستعراضات مشابهة , لماذا ؟
البشر الأوائل , و بالكاد تطوروا عن البهائم , و فاقدين لأي معرفة , قد دفنوا الرجل الميت مع زوجته الحية , و أسلحته , و أثاثه , و مجوهراته . بعضهم الآخر عرضوا جثة الميت أمام محكمة ما ليقدم حسابا عن حياته . أساء الإنسان دوما فهم المعنى الحقيقي للموت .
على أنه في الطبيعة كل ما يحيا يموت . كل عضوية حية ستنهار عندما , لسبب أو لآخر , ينكسر التوازن بين وظائفها المختلفة . إن أسباب الموت , دمار المرض أو الحادث الذي يسبب موت الفرد , محددة علميا .
إذن من وجهة النظر الإنسانية هناك موت , اختفاء الحياة , الذي هو توقف فعالية معينة في شكل معين .
لكن من وجهة النظر العامة لا وجود للموت . هناك فقط الحياة . فبعد ما نسميه بالموت تستمر ظاهرة التحول . فالأوكسجين , الهيدروجين , الغاز , و المعادن تخرج في أشكال مختلفة و ترتبط في تراكيب جديدة و تساهم في وجود عضويات حية أخرى . لا يوجد هناك موت , هناك دورة للأجساد , تعديلات على مظهر المادة و الطاقة , استمرار لا نهاية له في الوقت و المكان و الفعالية الكونية .
إن الإنسان الميت هو جثة تعود إلى الدورة في شكل ثلاثي : صلب , سائل و غازي . إنه ليس إلا هذا , و علينا أن نعتبره و نعامله على هذا الأساس .
من الواضح أن هذه الأفكار الإيجابية و العلمية لا تترك أي مكان لتأملات باكية عن الروح , الما وراء , الفراغ .
لكننا نعرف أن أهداف كل تلك الأديان التي تبشر "بالحياة المستقبلية" و "بعالم أفضل" هو أن تسبب الاستسلام أو الإذعان بين أولئك المنهوبين و المستغلين .
عوضا عن أن نركع أمام الجثث سيكون من الأفضل أن ننظم الحياة على أسس أفضل بحيث نحصل على أقصى قدر من السعادة و الرخاء منها .
ستغضب نظرياتنا أو إزدراءنا بعض الناس : هذا نفاق كامل من جانبهم . إن عبادة الموتى ليست إلا إهانة للألم الحقيقي . إن حقيقة المحافظة على حديقة صغيرة , ارتداء الملابس السوداء , أو ارتداء شارة الحداد لا تثبت صدق حزن أحدهم . هذا الأخير يجب أن يختفي بالمناسبة . يجب أن يتصرف الأفراد قبل نهائية و حتمية الموت . يجب أن نقاتل ضد المعاناة عوضا عن أن نستعرضها , أن نستعرضها في مواكب مضحكة و في تهنئات كاذبة .
هذا الذي يتبع الجنازة باحترام , و الذي قام قبل يوم من ذلك بشكل مسعور أن يجوع الميت , و ذاك الذي يندب خلف الجثة لم يفعل أي شيء ليساعده عندما كان ما يزال ممكنا إنقاذ حياته . في كل يوم ينشر المجتمع الرأسمالي الموت بتنظيمه البائس , بسبب الفقر الذي يحدثه , و بسبب نقص النظافة , بسبب الحرمان و الجهل الذي يعاني منه الإنسان . بدعم مجتمع كهذا يكون البشر هم سبب معاناتهم الخاصة , و عوضا عن العويل أمام قدرهم سيكون من الأفضل لهم أن يعملوا لتحسين ظروف وجودهم بحيث يحققوا للحياة الإنسانية أقصى ما يمكن من تطور و قوة .
كيف لنا أن نعرف الحياة إذا كان الموتى هم الذين يقودونها ؟

كيف يمكننا أن نحيا في الحاضر تحت وصاية الماضي ؟

إذا أراد الإنسان أن يعيش , فعليه أن يتوقف عن أي احترام للموتى , عليه أن يدع عبادة الجيف جانبا . إن الموتى يسدون طريق التقدم أمام الأحياء .

علينا أن نهدم الأهرامات , أكوام التراب , و القبور . علينا أن نأتي بعربات اليد إلى المقابر لنخلص البشرية مما يسمونه احترام للموتى , لكنه في الحقيقة عبادة الجيف .


* أناركي فرنسي

ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن www.marxists.org/archive/libertad/index.htm

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

الطريق إلى الثورة

09-كانون الأول-2012

كلمات عن جورج وسوف

19-كانون الثاني-2010

المكان و طقوس القداسة و انتهاك الإنسان

15-كانون الثاني-2010

عن قضية التكفير

11-تشرين الأول-2009

بين المعري و الفلاسفة المسلمين

06-تشرين الأول-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow