Alef Logo
الغرفة 13
              

رَمْــلُ دُبَـيّ أيــضاً

سعدي يوسف

2009-04-06


آنَ نشرتُ قصيدتي " رملُ دُبَيّ " المهداةَ إلى أدونيس ( ليست المرة الأولى التي أهدي فيها قصيدةً إلى الرجل ) ، جوبهتُ بتعريضٍ فيه من اللؤم ، كثيرٌ .
كان القصد من التعريض ، الدفاع عن دُبَيّ ورملِها ، بافتعالِ خصومةٍ ( مبتغاةٍ ) بيني وبين أدونيس ، تُبعِدُ ما استهدفتْهُ القصيدةُ
عن القاريْ ، أي نقدَ ظاهرةِ دُبَيّ الشــرّيرة .
أمّا المهرِّجُ الأعلى زعيقاً ، في هذا المبتَذَل الصحافيّ ، فقد كان كُوَيهِناً في خدمة الحرمَينِ الشريفَين ، طامحاً إلى العمل صَبّاغاً في خيمة دُبَيّ ، ذاتَ يومٍ .
اللعنة!
النخّاسُ السوريّ ؟
لكن أدونيس محرِّرٌ في الشعر والفكر .
كيف يستوي الأمرُ ، إذاً ؟
دارةٌ باريسية ؟
لكن أدونيس يسكن شقّةً متواضعةً في باريس ، لا دارةً .
لِمَ النخّاسُ السوريّ ؟
لأن هذه الحرفة كانت قديمةً في سوريا منذ الرومان ، و لا أظنّ الأســرى الذين اســترَقّهم الإمبراطور تراجان وجاء بهم حتى حدود إيقوسيا ليبنوا جداره القائم حتى الآن ، أقول لا أظنهم وصلوا الجزيرة البريطانية بلا نخّاسينَ من البلادِ نفسها ، أعني سوريا .
*
قصيدة " رمل دُبَيّ " ليست تعريضاً بأحدٍ ، بل ليست تعريضاً حتى بالشعراء المساكين الذين ظلوا يطْلون وجه الـمشْيَخة بتطرياتٍ لن تنفع أبداً .
كل ما أردتُه كان الإشارة إلى خطورة نسيان الـمُـثُــل العليا التي يقوم عليها ، وبها ، الفنُّ . مثلٌ من بينها نُشدانُ الحريةِ وكرامة الفرد والجمال .
*
مشْيخةُ دُبَيّ :
مبغىً للعالَم .
مستعمرةُ عقابٍ للعمّال .
جنّةٌ للشعراء العرب ...
*
كتب وليَم رِجواي قائلاً إن 30 بالمائة من دخْل دُبَيّ ، مصدره الدعارة.
وزارة الخارجية الأميركية أدرجت المشيخة ضمن أسوأ مناطق المتاجرة بالأجساد ، حيث عشرة آلاف امرأة يمارسن الحرفةَ القديمةَ ، مستقدَمات من جنوبيّ الصحراء ( الإفريقية ) ، وأوربا الشرقية ، وجنوب شرقيّ آسيا ، وإيران والعراق والمغرب .
*
أيّ بلادٍ هذه ؟
76 بالمائة من السكان هم أجانب ، أوربيون وآسيويون .
مائة ألف بريطانيّ يعيشون حياةَ بذخٍ لا مثيل لها ، بينما العمّالُ يعيشون في شظفٍ لا مثيلَ له .
العامل يتقاضى 600 درهم في الشهر ، أي 160 دولاراً أميركياً . من الدراهم الستمائة ينفقُ 180 على الطعام .
العاهرة تتقاضى 150-200 دولار عن الساعة الواحدة !
*
مرصد حقوق الإنسان ، وصفَ ظروف عمل العمال في المشيخة بأنها مُهلِكة .
Deadly working conditions
العمالُ ( آسيويون في الغالب ) يعملون في درجة حرارةٍ تبلغ 50 درجةً مئوية .
لا يحقّ لهم زيارة عوائلهم إلا مرةً واحدةً كل سنتين.
غالباً ما يتعرّضون إلى حوادث عمل.
ممنوعون من دخول الملاعب والمخازن والفنادق الكبرى.
الإضرابُ والعمل النقابيّ ممنوعان منعاً باتّاً .
في العام الماضي أضربَ العمالُ في " جبل علي " مطالبين بتحسين ظروفهم .
المضربون طُرِدوا من العمل والبلاد .
وقد وصفت وزارة العمل الإضراب بأنه " بربريّ " !
*
مبغىً للعالَم .
مستعمرةُ عقابٍ للعمّال .
جنّةٌ للشعراء العرب !

لندن 05.04.2009

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

مسبقة الصنع

14-نيسان-2018

إيروتيكا / ابتداء وقصائد أخرى

24-شباط-2018

ثلاث قصائد

12-آب-2017

أيّ ربيعٍ عربيّ ؟

02-أيار-2011

مرثيّـةٌ للشيخ خزعل

25-آذار-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow