Alef Logo
ابداعات
              

" نص مشترك " / رسائل في زمن الغربة غريب عسقلاني و

د.هناء القاضي

2009-04-13


عتبة الدخول
تنأى المسافات بنا تضللنا الطرقات, يحتلنا زمن جديد ليس كالذي عشناه.
هل يصبح الذي عشناه ذاكرة بعيدة,
أم تصبح الذاكرة مساحات لحياة جديده
كيف واللحظة أصبحت خميلة نفقت أزهارها.. نبتت على جوانبها ينابيع العطش
كيف..
والليل فاصلة عند موعد الآتي مع جفاف حليب الممكن, وقد تخثر في الصدر لبن الشوق,
يا امرأة بعيدة, بعد الرمش عن بياض العين..
هل تسربلنا حموضة الأشياء؟
آه.. ما ابعد مسافات الفراق
آه من جغرافيا تشكلها آهات الانتظار..
آه من وقت غدر القدر..

هي.. وتباريح الوجد
وأنت .بعيد
أسافر ُ خلفكَ/ في كلِ القطارات..
أنتظرُكَ..
في كل المحطات/ أجوبُ الأزقة
وفي زاويةٍ..مع فناجيني /أفكُ طلاسمَ الحروفِ والرسَمات
أنتظرُ..
أخباراً عن مواسمِكَ/ تأتيني بها القبُرات
إليكَ....
أشدُ رحالي/ أعبيءُ حقائبي.. تراثي وبخوري..
وروعة ..أسحاري
ذاتَ صباح ستصحو
وأنا أمسحُ قطرات الندي عن جبينك
بأناملي أمشط ُ خصلات ِشعرك
وفي مرفأ عينيكَ
سأختم كلَ أسفاري
وستدرك
أن كلّ النساءِ..أنا
وأنكَ..
لي كتبتَ
أجملَ القصائد ِوالأشعارِ

هو.. وليل الجوى
أنا لا أطمع بغير واحدة من بين النساء الساكنات فيكِ. تأخذني من جوعي إلى طعم الشبع، تطرد عني ظمأي، تطفئ فيَّ جفاف الريق، تبذرني شهوات الارتواء...
هي لي..
والنساء الساكنات فيكِ، كلهن غنيات وجميلات لرجال غيري واهمون, تضربهم تقاسيم النساء، تشعل فيهم نزوات الفحول الزائفة، فيخرجون من سباق الرحلة خاسرين. يقبضون على الريح، لا يدركون أن النساء الساكنات فيكِ، أقرب من حبل الوريد للمحبين فقط، أبعد من مجرات السماء على من ينصبون شباك المصيدة.
أما أنا: أنتِ لي صوت وروح، رنة ضوء الفجر، وعباءة ليل، ونجوم راغبات. وامرأتي التي أنتِ فراشة ترشف القطر من كأس زنبقة، تعشق الفجر.
هي كالحقيقة تنشر الضوء ولا تحترق. والحقيقة أنتِ/ رجفة على سن القلم، ترسم كلمات في سطور، تأخذ مجراها على البياض، تصبح امرأة تبحث عن حياة فوق ما يحدث في الحياة، تصبح أشواقا مجللة بالبهاء. ترقص في فضاء الروحأميرة لا تدخل قصور الأمراء.. تأخذها الدهشة من بشر يتجملون بالأكاذيب وأردية الزيف، لا يدركون رغبات الروح.. كل ما يفعلون أنهم يتقيأون الحياة.. إنهم في رحلة وهم لا يدركون، يبدؤون من الموت، وإلى الموت أحياءً ينتهون..
وهي/ انتِ والحقيقة توأمان.
هي لي من بين النساء..
"امرأة من نبض صوت
ومن رجفة ضوء.."
لا تساوم قلبها..عقلها حاضر، لا تخطئ ألاعيب الرجال، وأنا لا أجيد من اللعب غير الحلم، استحضره زماناً ومكاناً وامرأة فراشة تأتيني في موعد شوق، تنشر في دروبي باقة من نبض وجد وتطير.. في الحلم أركب أجنحتي، أسبق لهفتي إلى شرفة المواعيد ربما أسبقها، ربما تسبقني, عندما أصحو تغادرني كل النساء اللواتي عرفت..
واحدة لا تغادر الحلم.. وتبقى..

هواجس حادي القافلة
لِمَ تأخر الفرسان عن ركب القافلة.. من يحاذي هوادج عرائس الحلم في البلاد البعيدة.. أم تراهم شربوا ماء الوهم.. ظنوا أنهم يذودون عن بقايا الحكايات ما بعد الخراب
آه من وجع القلب عندما تسكن في القلب غربان الخراب
آه من لهفي على ماجدات يتلظين فراقا
لِمَ تأخر الفرسان عن صهوة الوقت
قدري أن أنفح على مدار الوقت في ناي الوجع

هي.. وتباريح الوجد
وحيدة..
أقفُ عند شواطيء ِ أفكاري
يُلقي إليَ المدّ حقائباً مليئة ًبالنوارس ِ
والأخبار
يا بعيدي..
بم تفكر؟
أترُاكَ تغارُ...؟
لو علمتَ.أن غيرك اللحظة في جواري!
أنا......
نعم ..أنا
أغارُ عليكَ من كل النساءِ
أغارُ عليك من لغة ِ الحوار
في خيالاتي...
نسجتُ خيوطَ مساء يجمعنا..
أنا ..وعينيكَ..وسفن َ إبحاري..
يا لهذا الجليد الذي
يغمر ُ قلبكَ..
وأنا أمامك
أحترقُ..بناري
فقل . .لي
كم من الأشواقِ...ترضيك؟
وكم من العمر...أعطيك؟
وكم من الكلماتِ...سأظلُ أكتبُ...فيك؟!!

هو.. ليل الجوى

اخرجي من جلدكِ قبل أن يسكنه الطفح، ويغلق عليه أبواب الخروج، اسكني روح فراشة, اطردي كل كوابيس المكان الذي أنتِ فيه, غادري غربتكِ إلى بيتٍ أمين واطلبي الرحمة لمن يأخذهم وهم نعيم الإقامة في المكان, يمتلئون بوجبات من لحم البشر, يسكرون على أنخاب الانتصارات الصغيرة، لا يدركون جحيم نهايات المشاوير عندما تحملهم قطارات الرحلة إلى خواء وصقيع.
إني أراكِ بعين قلبي، وقلبي لا يخطئ نبضكِ.
إني أراكِ تلوكين الوسائد، دون صوت تصرخين.أرهف السمع إليكِ تمضغين الوجع.. تأكلين الوقت.. والوقت دميم وبطيء.إ.. أني أسمع روحك تصرخ من بعيد:
- كل ما حولي هواء يحترق.
- هي رائحة الشواء ما قبل الاحتراق. لا تيأسي، لا بد أن تنبض روحكِ فيهم كالضياء. سرك يطفئ فيهم ما تسرب من سواد الشهوات. وإذا ما داهمك اجتياح الألم غادري زمن السواد إلى البياض.
لحظة, صمت الهواء عن اللهاث. رجفة أخذتني إلى روح اليقين.. إنك تتسللين إلى طقس جديد. ويقيني إني أراكِ فراشة. تسكر من ماء الندى. والندى ماءً زلال مثل بلور يشع. صوتكِ حط على أنفي تتدلل.. وشوشني:
- سكنوا الشرانق يتطهرون من دنس الشواء.
****
في الصباح، أول ما رأيت فراشة سكري، تهبط على كأس زنبقة بيضاء مغمسة بالندى.. تمتص الرحيق.وشذا الرحيق يعبق في المكان، يستدعي فراشات نقرن للتو جلد الشرانق, يرقصن ويصدحن غناءً:
- أمنا تسكن كأس الزنبقة.
رحت أحدثُ نفسي: "إنها امرأة أعرفها سكنت روح فراشة."
وانشغلت أبحث في معنى المعاني، فيما انشغلت هي بإرضاع الصغار من رحيق الزنبقة.

هواجس حادي القافلة
العشق قدر..
لا يأتي بقرار, فهو إن غاب حضر..
والبياض يا ولدي من طبع الحرائر.
والله صاحب القدرة وحده يملك ما تخبئه السرائر.

هي.. وتباريح الوجد
كم أحبُ...أن أكتبَ لك يا بعيدي
فالكتابة لك.. صارت
من طقوس عشقي
فتعال لأنثر حولك بخوري...
وعلى صحائف صماء
أقدمُ لك قرابيني ونذوري
وأسفح فدى عينيك...ياسمينا
وفلاً ..وجوري
.........
ستدوخُ بتعاويذ شعِري
ويُصبحُ كلكَ..ملكي
وأنتَ تقرأُ رسالتي
سأشعرُ..بدفيء أنفاسك
وأسمعُ صراخَ.. لهاثك
ستفتحُ الريحُ شباكي.. ويبللُ المطر أوراقي
حين تتساقطُ دمعاتي
ستضمّ رسالتي إلى صدرك
حينها..وأنا في البعد
سيدقُ قلبي..مع تسارع ِ دقاتك
وسأعلمُ يا بعيدي أني..مازلتُ حُبكْ
وأني ما برحتُ يوماً... ذاتكْ
وأن وصول بريدي هو ...جلّ أمنياتك
وأنكَ يوم قررت الرحيل عني
كنت
تمارسُ.. أعظمَ هفوات

هو.. ليل الجوى
كلما جئت إليكِ ابتعدتِ.هل هو الخوف من تلاقي النبض في قلبين اعتادا اللهاث؟ أم هو الشوق الذي يحذر من اقتراب المسافات؟
إنني طرت على رفة قلبي وتجشمت السفر، أقتل المسافات اللعينة، أتحرر من ظلمي لنفسي، أقسم أني لن أضيّع ما تبقى من العمر في الحسابات الصغيرة. والحسابات الصغيرة قد أخذت عمرينا هباءً..
طرتُ والشوق رفيقي، في جرابي فصول الحكايات، أتزود بالذي كان, والذي صار في الصدر آهات تحمل أحلى الذكريات.
والمسافة بيننا هي بعض ما عشناه خارج عمرنا الهارب منا..
تاهت الطرقات، باتت أطول من مدى الأشواق. أقصر من وشوشة النبض إلى لهاث القلب في لحظة وجد..
جئتك ملهوفاً.. هل أدخل مدار الالتباس..!!
لا تهربي مني, فأنا لا أراكِ كما يراكِ غيلان التواريخ في الأجندات الصغيرة.
لم تكوني يا سيدتي يوماً خاطئة مثل المجدلية، لم تقفي عند نواصي الطرقات تعرضين بضاعة الشهوات، تحترفين الغواية وقتل الطهارة في النفوس، لكنهم أرادوك مريام. ومارسوا فيك كل ألوان السفاح، وتناوبوا عليكِ، أطفأوا فيك قناديل البياض، وأدوا برعمة الحقيقة.
أنت لست المجدلية ولا العصر ميعاد الأنبياء، أنت ضحية, والحقيقة ليس لها وجهان إلا عند من ركبوا أحصنة الرهان قبل أن يتعرفوا على طباع الأحصنة الأصيلة..
هل عرفتِ ما الذي أحمله إليكِ؟
إنه الشوق مع فصل في الحكاية.
والحكاية بيننا لا يعرفها من تخدعهم الصور على سطح المرايا.. فالذي يحمل في صدره وردة شربت من ندى الفجر, يرى قلبه على مرآة امرأة بعيدة.
هل عرفت سر فتيلة القنديل كيف تضئ العتمة في ليل الجفاف؟
فأنا الآن أعبر الطرقات إليكِ، أقتل المسافات لا تبتعدي.

هواجس حادي القافلة
الريح صفراء تلون الأفق بالشحوب
وصقيع الكون يزحف ينذر بالغروب
لا خيار غير الهروب إلى الهروب

هي,, وتباريح الوجد
أخافُ من وحدتي
أخافُ من غربتي
أخافُ أن تقولَ لي.يوما
أنك لم تستهوي..رسائلي
..وأنكَ لم تقرأ... بريدي
أخافُ أن تنساني المرايا
وتملّ أحاديثي.. الزوايا
وأذوى في البعد
وتنساني. ..الحكايا
أخافُ أن تقولَ لي يوما
أنك نسيتني.. وأحببتَ سوايا
الصيف يمر مسرعاً..أمام شباكي
لا أضاء لي ..قنديلا
ولا نثر وروداً في دربي
ولا زرع نجوماً..في أحداقي
يراودُ الخريف..ستائري
يلهو بشَعري
ويعبثُ بكتبي..وأوراقي
أخافُ أن تهرمَ الكلماتُ ..في صدري
وتتبلدُ الدموع..في جفني
أخافُ أن أصحو.. يوما ولا أجدُ من أكتبَ له
حُبي.. و..

هو.. وليل الجوى
..وخاصرتُ كل النساء الساكنات فيكِ ما عداكِ, لم تخرجي منكِ تسبقك اللهفة إلىّ ما دهاكِ وما دهاني والوقت بيننا لعبة غادرة.هل كنتُ أنا الأسير أم أنتِ الأسيرة؟ أم هو الوقت خادعنا فولجنا السجن وتوهمنا أن بوابته تفضي إلى درب اللقاء.
انه زمن الخديعة يأخذنا قبل اللقاء إلى الفراق..
كيف حدث الذي صار.وأنا جئتكِ لا زوادة لي غير نبضي، وزغاريد ترقص في دمي.. ودمي سيل تدفق عند المصب تاه.. ضاع في أرض سراب. وأنتِ تراقبيني من بعيد، والنساء خرجن منكِ يحطن بي، ما عدا واحدة لم تأتِ!!
هي أنتِ..
إنني جئتكِ فاحتفت بي كل النساء ما عداكِ..
وأنا يأخذني الجنون..
ما الذي أغضبكِ وما دهاكِ.
وأنا مازلت أفتش في جرابي في المشاوير التي قطعناها سوياً فأري الوهم كما المرض في جسدي يقيم.
هل أتيتكِ وأنا في حال المرض؟ واصطحبت أمراضي تزمّلني وتنثر بيننا شيئاً كالغبش.. فهربتِ مني.
هل رأيت وجهي وقد شوهه الغبش، ورصدت خطواتي وأنا أبحث عنكِ بين النساء اللواتي خرجن منكِ
لا نساء من حولي..
إن لم تكوني أنتِ تصبح الدنيا خواء
والسؤال مازال يقتلني
أين كنتِ عندما جئت إليكِ؟

بوابة الخروج
العذاب أن يخرج العاشق من روحه، يمارس الموت اختياراً، والحياة خارج النص نفق رصت فيه التوابيت بانتظار الجثامين, الطازجة النائمة على ذهول الفاجعة.
والفاجعة ضحكة هازئة وعبوس خاطف عند لحظة الانفصال، وأنا الواقف عند عتبة الخروج من النص, أودع روحي لبعض الوقت, يعبرني اليقين أنني عائد إليكِ, فالحياة على الأرض زائلة قصيرة، والحياة في النص لا تعرف غير قانون الخلود,
فهل أدركت..
أنت امرأة / قدر..














تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أنا .. والسياب *شناشيل ابنة الجلبي

20-شباط-2011

خذ من نور القمر

25-كانون الثاني-2011

*لحن ..لارا

07-كانون الثاني-2011

طائر الشمس

17-كانون الأول-2010

أنا والسياب .. الموعد الثالث*

27-تشرين الثاني-2010

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow