Alef Logo
المرصد الصحفي
              

إلى متى...؟!

وديع الخازن

2006-07-19

هل كانت إسرائيل بحاجة إلى أسر جنديين من جيشها على حدود الخط الأزرق لتتظاهر بأنها
المُعتدى عليها كي تحرّك ترسانتها الضخمة وتصبّ جام غضبها وتنتقم من اندحارها المزري عام ألفين على يد المقاومة!
لقد حاولت إسرائيل اليوم، بضربها للجسور، أن تقطع أوصال الوطن وتدمّر بناه التحتية من أجل إطلاق سراح جنديين. وهو ما تجاوزته، ويا للمفارقة، بطرح شروط أبعد بكثير من عملية تحرير الأسيرين.
نحن نعرف كيف أن إسرائيل افتعلت عام 1982 محاولة اغتيال سفيرها في لندن لتبرّر اجتياحها حتى العاصمة بيروت وكيف أنها استغلت مسألة الجنديين لتضرب الأعماق اللبنانية وتمعن قتلاً وتدميرا. إذ ما الهدف من هذا الحقد الأعمى الذي يصلي ناره على كلّ شيء حيوي ومتحرّك في لبنان.
أوليس هذا الإمعان بالأذى من أجل مزيد من ضرب الاقتصاد اللبناني ومفاقمة عجزه لإغراق البلد أكثر فأكثر في الفقر واليأس؟
أما الجانب الآخر، وهو المتعلق بمشروع الشرق الأوسط الكبير، فيرمي إلى تقسيم لبنان والمنطقة بغطاء أميركي واضح المعالم في العراق وبتواطؤ من بعض الأنظمة العربية التي كشفت عن رأسها في اجتماع وزراء الخارجية العرب في الجامعة العربية. إنها سياسة <النعامات> التي خبرناها خلال أحداث 1975 عندما تُرك لبنان يحترق ولم يجد سبيلاً لوقف نزفه إلاّ بتدخل سوري حاسم لمنع تقسيمه.
واليوم بعدما وُفقت إسرائيل بإصدار القرار الدولي 1559 بالتعاون مع أطراف داخلية لخلق مناخ فتنة بين اللبنانيين حول كيفية مواجهة إسرائيل عبر سلاح المقاومة وفشلها، عادت قيادات سياسية لتنقلب على الخط القومي المتمثل بسوريا مماشية المخططات التي تستهدف النظام السوري بشكل سافر إلى حدّ اتخذ طابع التحريض المباشر على الحكم السوري، ظناً منها أن إضعاف سوريا سوف يسهّل عليها تمرير هذه المخططات الاستسلامية.
ولم تقف في محاولاتها عند هذا الحدّ بل طالبت بإزاحة رئيس الجمهورية العماد إميل لحود باعتباره عقبة رئيسية في وجه هذه المخططات التي ترمي إلى وضع اليد على الحكم والتسليم بالتوطين لتغيير وجه لبنان، غير أنها باءت بالفشل.
وعندما رأت القوى الخارجية أن ما نجحت فيه في استغلال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالضغط على سوريا لسحب جيشها من لبنان، وهو ما حصل، لم يكن ممكناً في البند المتعلق بسلاح حزب الله الذي حاولت المستحيل للضغط داخلياً من أجل نزعه دون جدوى. ولما أخفقت عمدت إلى ترك إسرائيل، عبر حادثة أسر اثنين من جنودها، تطلق عنانها الناري ضاربة عرض الحائط بكل المحرّمات الدولية في الحروب مستعينة بأساليبها الخبيثة عبر نثر المناشير لتأليب اللبنانيين على المقاومة مستغلة وضعهم المأساوي لتحقيق أهدافها. غير أن المشاعر الوطنية تجاوزت هذه المحاولات. فإذا باللبنانيين وقياداتهم صف واحد في مواجهة العدوان الهمجي الذي لم يستثنِ قرية أو دسكرة في لبنان أو طائفة من طوائفه عندما، لا سيما عندما ضرب مروحين السنية ورميش المسيحية وعيتا الشعب الشيعية ضرباً أعمى أخذ في طريقه الرضيع والصبي والكهل.
لقد كشفت إسرائيل عن مخططها الرامي إلى تفريغ الحدود من مقوّمات الصمود عندما طرحت، عبر بعض الوساطات الدولية، عن نيتها المشروطة لوقف الحرب على لبنان والتي تتلخص بمطالبته تراجع حزب الله إلى ما بعد الليطاني الأمر الذي يُشكل تنازلاً عن تشددها السابق المتمثل بخلق منطقة أمنية خالية من السلاح تمتد إلى عمق خمسة وعشرين كيلومتراً.
الحكومة الإسرائيلية اليوم تحاول عبر ألسنة مسؤوليها قذف بالونات اختبارية في اتجاه مجلس الأمن هرباً من طرح ورقة رسمية لالتزامها بوقف النار، ومجلس الأمن يبدي تواطؤاً مريباً في هذه المماطلة التي لم ينبس خلالها بكلمة صغيرة تدين المشاهد الدموية التي تخلفها الآلة العسكرية الصهيونية خلال غاراتها الوحشية.
فإلى متى يبقى المجتمع الدولي متفرّجاً على ما يجري أمام أنظاره ولا يحرّك ساكناً. بل إلى متى يتلطى العرب وراء أصابعهم للتهرّب من مسؤولياتهم القومية التي باعوها معاهدات لم تجنِ منها الشعوب العربية إلاّ الويلات والنكبات؟
فهل يظنّ هؤلاء الأولياء أنهم سينجون بفعلتهم من حساب شعوبهم، وإلى متى ستبقى هذه الشعوب على هامش ما يجري قبل أن تدركها النار لأن العدوّ لا يرحم ولا يفرّق بين عربي وآخر.
(وزير سابق)
جريدة السفير



تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow