Alef Logo
ابداعات
              

مجزرة مفتعلة.

مناف محمد

2009-04-17



[الأجساد الهاربة من حياة مفتعلة]

في المسافة, من الشرفة إلى أبعد ضوء ٍ في ليل المدينة,
أجساد ٌ معلقة بحبال وهمية, تتدلى من سقف السماء
أجساد ٌ معلقة, كأن تنتظرها كلُّ الأسماك بأفواه ٍتترصد الطُعم المُلقى,
إرضاءً لغريزة الجوع.
غريزة الجوع في الصياد الذي يمارس المهنة مُذْ كانت الأجساد محض بلازما
تأخذ شكل حاويها.
هذيان الروح,
هذيان الريح,
رحمة الظلام الطاغي في اختلاط الدم بالعرق,
في اختلاط الأثداء بالأرداف,
في اختلاط الرؤوس والأقدام,
هذيان الروح يحميني من برهة تفكير :
<<أن أتعرف على جسدٍ كان لصديق,
أو جسد كان لحبيبة....>>
هذيان الريح,
الأصوات المتناثرة من غرف النوم المفعمة بمشاهد جنس متلفزة,وبكاء الأطفال,
هذيان الريح يمنعني من سماع ارتطام الرغبات,حشرجة الحناجر المُلْتَبسة,وصوت
الدم المتساقط مُلطِخاً السماء بأحمرٍ داكن ٍ, على الأرجح.
<<حيث الظلام رحمة>>.
من الشرفة إلى أبعد ذاكرة في الليل, أفرش جسدي....
الدَّم للذين يدَّعون كرههم لهُ, ويشربون نخب هزائم الجسد, هزائمهم..
((قليلٌ منه أنثرهُ على حقول القمح لأذكرها:
أن لا تغتري بالأصفر الذهبي,
لأذَكِّر الصيف هناك:
أن لا ماء في أوردتي يكفي لترميم شقوق الأرض.))
قميصيَّ الأزرق, أُلبسُه للأجساد المعلقة من الشرفة إلى أبعد ضوء, بتناوب عشوائي ٍ
لأذكِّرها بالعُريِّ, وبالروح الهاربة من برد الكلمات.
((ادِّعاء الأقدام بامتلاك العقل ِ,
وحيرة العيون أمام غروب ٍ اعتيادي.))
أزرع شَعر صدري بعيداً,
بعيداً في صحار ٍ تترنح ُ مخمورة ً تحت فضاء ٍ لا مرئي, مبتلية ًبظل نخلةٍ وحيدة, تعبت بدورها من تظليل الصحراء....
وأزرع شَعر صدري سقفاً لبيوت الفقراء.
وأزرعه حقول بروتين ٍ لجياع ٍ في أقصى الأرض, في أفريقيا, في الجهة اليمنى من نافذة الألم ِ, تلك التي تعبثُ بستائرها, تعبثُ بصنَّاع ستائرها..
بنطالي, وقمصاني الأُخرى قد أُبادلها بلحاء الأشجار,
أو بأوراق ٍ بيضاء ألوثُّها بما لا أفهَمهُ, في الليل الممتد من آخر ضوء إلى الشرفة,
<<حيث الظلام رحمة>>
قلبي أحتفظ به,
الآن توُّا ً قد عاد من مغامرة حب كاملة ٍ,
سأروِّضهُ ويحدثني عن أحلام الفتيات.
ويحدثني عن رحلته, عن جرأته, عن دهشته من مشهد أجساد ٍ تتدلى في الليل الممتد....
الأعضاء الأُخرى قد اختبأت, أو هربت من مجزرة الأعضاء
أصابعي : الخمسة في اليمنى تكتب ما يرعبني, اثنتان في اليسرى تحترقان.
في الشرفة أُصُص ورد ٍ تعاتبني على مجزرة ٍ مفتعلة....
هذيان الروح, هذيان الريح, و (الظلام رحمة....).
توضيح:
1-الأرواح تدخل الأجساد أو العكس, الأرواح مختلطة, كذلك الأجساد.
2-خلل في تبادل الأماكن.
بعد أن كنت ُ في الشرفة أنظر ُ إلى ليل المدينة,
الأجساد العائدة جالسة ٌ في شرفات تساؤلاتها تنظر ُ إليَّ معلقَّا ً في ليل المدينة.
6.6.2008


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow