Alef Logo
الغرفة 13
              

للمرة الثانية..ابن آوى يسطو على أعشاش الكتّاب

عمر الشيخ

2009-04-29

يوفر محرك البحث،Google،على الانترنت مفاتيح سرية لأنصاف المواهب المهشّمة،الذين يتنكرون بزي الكتّاب المنفوشين مبكراً،
مما يرفع شأن غريزة الطعن المهنية عند ذوي الفصام الثقافي، فما يكلفه صنع مادة صحفية إلا كبسة زر واحدة، نسخ من موقع ما إلى ملف مستند نصي على الكمبيوتر،ثم توقيع المادة باسم جديد وإضافات بنيوية لاذعة تعطي هيئة العبقري للاسم الجديد، الأمر الذي يشجع مُرتكبه على نشر المادة بكل بساطة والاستخفاف بعقل القرّاء المتابعين، خاصة وإن كانت المادة منشورة في منبر مقروء ومعروف في الوسطين الإعلامي والثقافي.‏
إذاً عندما ينتشر وباء السرقات الثقافية لا بد من وقفة حقيقية تكبح عجلات لصوص غوغل على الانترنت،وأفعالهم الصبيانية هؤلاء باختراقاتهم،التي تعبّر عن خواء ثقافي هائل يعصف بالذائقة الشبابية خصوصاً ،ربما وقفة كمراقبة الضمير مثلاً لا أكثر ولا اقل لكن هل للمدعو (قيس مصطفى) ضمير مهني فعلاً..؟‏

للمرة الثانية..ابن آوى يسطو على أعشاش الكتّاب - عمر الشيخ


لقد فعلها للمرة الثانية ( راجع جريدة تشرين تاريخ 27/12/2008 الصفحة 8 مقال بعنوان: «كاتب يسطو على نص لكاتب آخر وينسبه لنفسه» )،فما نشرته جريدة بلدنا في الصفحة (16) تاريخ 19/3/2008 العدد (556)، مادة بعنوان (من الصورة الشعرية إلى الصورة الرقمية.....عن الحضور الطاغي للصورة التلفزيونية في الثقافة ) بتوقيع قيس مصطفى، وعندما تكون المقالة على الإنترنت على موقع (جريدة بلدنا) موقّع بـ (المصدر: بلدنا) سيثار الشك لا محال، لأن عملية السطو لها رائحة واضحة وسابقة،‏


سنكتشف أن المقالة حتى95% هي مقالة منشورة بملحق الثورة الثقافي بتاريخ 22/3/2005 العدد(453)الصفحة(8) بعنوان ( الصورة التلفزيونية ..وتداعيات الثقافة البصرية) بتوقيع طارق عبد الواحد،إذاً لا بد من مقارنة تفصيلية لمكاشفة طرق (قيس مصطفى في الاستعارة المؤبدة لمقالات الآخرين)،هنا نبدأ بإنجازات المدعو (قيس) المجهدة بالعنوان فذكائه حتّم أن يسمّي المقالة (من الصورة الشعرية إلى الصورة الرقمية.....عن الحضور الطاغي للصورة التلفزيونية في الثقافة)،فالعنوان الطويل عادةً ميزة أدباء الحداثة الشباب الذين يبحثون على (Google) دائماً ربّما يجدون ما يسدّ ظمأهم الثقافي، فعنوان من هذا العيار الثقيل يحسّسّنا أن صاحب المقال رجل له باع طويل في الكتابة،أما مقالة طارق عبد الواحد في ملحق الثورة المنشورة منذ أربعة سنوات كان عنوانها (الصورة التلفزيونية.. وتداعيات الثقافة البصرية)،

للمرة الثانية..ابن آوى يسطو على أعشاش الكتّاب - عمر الشيخ

فإضافة قيس عبارة (من الصورة الشعرية إلى الصورة الرقمية) يسجل أسطورة عظيمة لصالح ابتكاراته الصحفية، حيث العنوان مأخوذ من نفس المقالة المسروقة، أما العبارة الثانية التي يسبقها خمس نقاط هكذا(.....عن الحضور الطاغي للصورة التلفزيونية في الثقافة)،فهي اشتقاق لغوي لمعنى عبارة طارق عبد الواحد (تداعيات الثقافة البصرية )، فكلمة (البصرية) وكلمة (تداعيات) لم تكن من أولويات رسالة (قيس مصطفى) الفكرية،فهو يفسر كلمة (تداعيات) بـ (حضور طاغي)، ويفعل (شقلبةً ) صحفية مذهلة باختراعه عنواناً جديداً للمقالة الملطوشة ولكن بما أنه سرق على كل الأحوال استعار عبارة(الصورة التلفزيونية) وكلمة الثقافة،فكان امتيازاً مختلفاً ونوعياً في تشكيل عنوان المقالة المسروقة، لنصفق كلنا لحرفيته العالية !‏
وعندما نبدأ بقراءة مضمون مقالة السيد (قيس مصطفى) سنكتشف أنه صاغ مقطعاً مؤلفاً من 75 كلمة كمقدمة للمقال سنوردها حتى تعرفون كم هو شاطر في التعديل على المقالات الملطوشة، يقول (قيس) : (تعتبرُ الصورة اليوم أحدَ أهمّ مكونات المعرفة للكثير من الأجيال، اعتباراً من فترة ليست بقريبة.. وتكاد تصنف المؤثر الأول على صناعة القرار في مختلف نواحي الحياة، وذلك للوثوقية العالية التي تؤمنها الصورة تجاه الآخرين، ولما تتمتع به من قدرة على نقل شيء من الحقيقي.. إن كانت الحقيقة شيئاً يصلح للتعبير عنه بالصورة كوسيلة لنقل المعلومة واجتزائها من المشهد الإنساني، ونقلها إلى متلق قادر على التعامل معها ومحاكمتها. والصورة تتواجد في الكثير من أقسام المعرف الإنسانية... )، وهذا هو المقطع الوحيد الذي أضافه المدعو (مصطفى) على مقالة طارق عبد الواحد.‏
بالمقابل حذف (لإخلاصه) مقطعاً من مقالة طارق ليكتفي بـ632 كلمة فقط من أصل 762 كلمة من المقالة الأصلية وبحذفه المقطع التالي من مقالة عبد الواحد:(بسيطرة الصورة التلفزيونية, ينتقل العالم إلى مرحلة ما بعد الكتابة (ثورة الاتصالات) وتبرز المفارقة بكون الصورة ذاتها, جوهراً رئيساً, في مرحلتين من تاريخ البشرية: مرحلة ما قبل الكتابة (قبل اختراع الأبجدية) وما بعد الكتابة! وبحضور فارق (ليس طفيفاً) في آليات البث والاستقبال, لتحضر (الأيقونة) كحامل أساسي في تحصيل المعرفة, والقبض على الحقيقة العارية, وليحضر البصر كوسيلة حسية في الإدراك: أي إخراج التجربة إلى العلن ووضعها في الحيازة والمنجز على المستوى المحسوس في سبيل هزيمة لحظة الريبة الطاغية عند البشر, الأمر الذي تمثله الآية الكريمة »وإذ قال ابراهيم ربي أرني كيف تحيي الموتى. قال أَوَلَمْ تؤمن. قال بلى, ولكن ليطمئن قلبي«سورة البقرة, آية .260‏»‏
والجمل التالية أيضاً لم تلزم قيس فحذفها : (ولا غضاضة في التفكير على نحو يجعلنا نعقد الصلة بين الصور البلاغية (وهي جميع الأشكال المجازية) والصورة التلفزيونية,) هكذا تصبح مقالة طارق مكونة من 640 كلمة ومقالة قيس من 632 باستثناء الـ 75كلمة التي ذكرناها،ومعاينةً بالوثائق المرفقة نكتشف أن قيس بفضل العنوان كمّل مقالته إلى 640 كلمة مطابقة تماماً إلى مقالة طارق عبد الواحد المنشورة سابقاً كما أشرنا في ملحق الثورة الثقافي عام 2005، ولكن ثمّة اكتشافاً جديداً وضرورياً في حفلة النسخ الأدبي تلك هي جملة قيس في المقطع الثاني الذي تبدأ به مقالة طارق عبد الواحد، يقول (قيس مصطفى ) في مقالته المسروقة : ( إلا أن الصورة التلفزيونية تحضر،بوصفها واحدة من أهم مفردات الجملة الثقافية في عصر ما بعد الحداثة) ويقول طارق عبد الواحد في المقالة الأصلية : ( تحضر (لصورة التلفزيونية)بوصفها واحدة من أهمّ مفردات الجملة الثقافية في عصر ما بعد الحداثة)،فاستغناء (قيس) عن القوسين كما هو واضح يدل على خبرة كتابية عالية، كما أنه نسي أن ينسخ الشدّة فوق كلمة (أهمّ) كما ذكرها طارق عبد الواحد، وهذا الشيء صورة دقيقة عن تمويه اللطش الثقافي بطريقة للغاية .!‏
وأيضاً يقول (قيس) في مقالته الملطوشة عند عبارة (النتيجة الأولى، لحضور التلفزيون على هذا النحو الضاري، هي تقلص دور اللغة في الاتصال) بينما يقول طارق عبد الواحد في مقالته الأصلية : (إن النتيجة الأولى, لحضور الصورة التلفزيونية على هذا النحو الضاري, هي تقلص دور اللغة في الاتصال ) ،هكذا أيضاً يحاول قيس الاقتصاد اللصوصي و يحذف حرف (إن) من العبارة المسروقة، يا لها من ألغام صحافية (مفيّمة) بثياب شفافة مبررها الضحك على عقل القارئ أولاً، وخداع الذات المهنية ثانيّاً.‏
أين من إجراء حقيقي وقانوني يتخذ بحق لصوص المقالات،ذوي الثقافة (الغوغليّة) ليوقفوا أصابعهم الأخطبوطية في لطش مقالات الآخرين..؟ هذه قضية قابلة للنقاش بأمانة صحفية تامة. هل نتكلم بصدق أم سنظل نطبطب لأنصاف وأرباع وعديمي المواهب المشطورين .. ونقول لهم (برافو) ثابروا إلى الحضيض ..!‏







تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

أتساقط من لحظاتكِ الأخيرة

23-كانون الثاني-2021

أرجوك لا تمت كل يوم

28-آذار-2020

أرجوك لاتمت كل يوم

28-آذار-2020

لا تطعم الحمام

02-شباط-2019

رواية «لولو» لعبير اسبر في طبعة ثانية شهية السرد بتكنيك سينمائي

06-أيار-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow