Alef Logo
ابداعات
              

قاب قوسين

د.حنان فاروق

2008-04-16


آه..تعبت من الركض..منذ أن أطلقوا تلك الكلاب المجنونة خلفي وأنا على هذه
الحال...أما من مخبأ ألتقط فيه أنفاسي؟؟..أما من مكان آوى إليه بضع
دقائق فقط لأرتاح؟؟....إن نباحها المسعور يصيبني بالرعب فأسلم قدميَّ
للريح دون أن أفكر وكلما اخترقنى التعب حملني الخوف على متنه قبل أن
أمسي وجبة شهية لمن لايرحم..كلما التفت خلفي لأقيس المسافة بينى وبينها
أصابنى الجنون..قلبي يكاد يقفز من صدري ويعلن العصيان من كثرة ما 
انتفض...أفكر أن ألقي بنفسي إلي أنيابها لينتهي الأمر..إن هي إلا ثوان
وأرتاح نهائياً مما أنا فيه..لكني أجبن ثانية وأنا أتخيلها تنهشني قطعة
قطعة..ماذا لو لم أمت فوراً؟؟؟ماذا لو مزقتني وأنا حي؟؟؟لا...فلأستمر فى

الركض حتى النهاية...أخيراً لاح لي باب مفتوح..لا أعرف إن كان هذا الباب
باب بيت أم غيره..لكن لا حل أمامي إلا القفز داخله وسد الباب لأفكر..فقط
أفكر في مخرج...بالفعل نجحت..ألقيت بكل ثقل جسدي على الباب حتى أصد دفع
الكلاب له ونباحها الذي ألهبه اليأس بعد أن كانت قاب قوسين أو أدني من
وجبة شهية تسد جوعها الشرس..أغلقت المزلاج جيداً ثم وضعت كل ماوجدته فى
الغرفة من صناديق وأثاث قديم وراء الباب ..جلست على مقعد مستكين فى ركن
الغرفة وعيني على ذلك اللوح الخشبي الذي يفصلني الموت أنتظر أن ينكسر في
أى لحظة ويبدأ الهجوم الفعلي على ماتبقى من أنفاسي..دون أن أشعر غلبنى
النعاس فقد كنت منهكاً للدرجة التي تغلب كل مشاعر الرعب التي افترستني
عبر رحلة ركضي المهلكة..استيقظت على صوت الكلاب ثانية وهي تدفع الباب
بجنون..بدأت الأشياء التى وضعتها وراء الباب ترتجف هي الأخرى..انتفضت..
دارت عيناى فى الغرفة تبحثان عن مخرج..أخيراً وجدت طاقة مفتوحة فى سقف
الغرفة القريب...ثبت نظرى عليها..تعلق كل أمل لى فى النجاه بها..لكن.كيف
أصل إليها..كيف أخترقها..درت بنظرى مرة أخرى فى الغرفة..وجدت ما أريد
بين تلك الأشياء التى كومتها خلف الباب..سلماً خشبياً قديماً..سحبته بهدوء
ووضعته تحت الطاقة المفتوحة..اختبرت ثباته ثم صعدت على درجاته ويداي
متشبثتان به لكي لاتزل قدماى المرتعبتان..بالكاد وصلت إلى حافة
الطاقة..مددت يدي وتمسكت بها وبدأت في الاعتماد على ماتبقى من قوة ذراعيّ
للخروج منها..فجأة..وجدت يداً تمتد إليّ من الفتحة تساعدني على
الخروج..شعرت بقشعريرة تسري فيّ بمجرد ملامستها لكني لم أفكر..أسلمتها
يدي وجسدي معاً لتحملني إلى السطح..نجحت أخيراً في الخروج من الطاقة..رفعت
رأسي لأرى من أخذ بيدي..تسمرت في مكاني ..لم أستطع أن أنبس ببنت
شفة..مسوخ مخيفة تحلقت حولي ..شلت المفاجأة الجديدة عقلي عن
التفكير..كانت تحملق في بعيون نارية وتتوعدني أنيابها بما لم تفعله
زميلاتها التي مازالت تعزف سيفونية النباح المجنون بالأسفل..أخيراً نطقت..:
ماذا تريدون مني؟؟ امتدت يد أقربهم إلى فمه..فتحه وأشار إلى لسانه الضخم
..
هتفت: غير معقول؟؟؟؟؟؟؟أتريدون لساني فقط..لساني وتتركوني؟؟؟؟...
هز رأسه بالإيجاب...
ازداد نباح الكلاب الجائعة التي ارتفعت رؤوسها تتعجل سقوط جسدي ليسد
رمقها بعد أن أرشدتهم رائحة رعبي إلى مكاني الجديد..نقلت بصري بسرعة
بينهاوبين الوحوش المتربصة بي...لم أفكر كثيراً...قفزت من السطح..

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

حقائب

15-آذار-2009

قصة / تلكؤ

27-شباط-2009

قصتان قصيرتان جدا

30-كانون الثاني-2009

فراغات

26-تشرين الثاني-2008

الزنزانة

15-تشرين الثاني-2008

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow