Alef Logo
المرصد الصحفي
              

ألمانيا تعرض «حوافز اقتصادية وسياسية» لتحث سوريا على المساعدة

ألف

2006-08-01

أول موفد أوروبي الى سورية منذ اغتيال الحريري ... موراتينوس في دمشق يلتقي الاسد والمعلم

يصل وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس بعد ظهر اليوم الى دمشق في زيارة رسمية هي الأولى لوزير غربي الى العاصمة السورية منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري.
وأعلن الممثل الأعلى للسياسة الأوروبية الخارجية خافيير سولانا في بروكسيل أمس أن موراتينوس يزور سورية بصفته موفداً للاتحاد الأوروبي للبحث في تطورات الوضع في لبنان.
ومن المقرر ان يجتمع موراتينوس مع وزير الخارجية وليد المعلم قبل اقامة مأدبة عشاء رسمية،
على ان يستقبله صباح غد الرئيس بشار الاسد. وأوضحت المصادر ان «هذا مؤشر الى تفكك جدار العزلة حول سورية بعد ارتفاع الاصوات بضرورة الحوار مع دمشق». وزادت: «كانت اميركا احتجت بشدة لأن موراتينوس توقف في مطار دمشق لتهنئة المعلم في بداية العام الجاري، كما انها ضغطت لتأجيل زيارته في منتصف نيسان (ابريل). لكنه الآن يقوم بزيارة رسمية بالتزامن مع ارتفاع الاصوات الاميركية والاوروبية الداعية للحوار مع سورية».
وكان موراتينوس آخر وزير غربي يزور دمشق، حيث كان موجودا مع وزير الخارجية آنذاك فاروق الشرع لدى اعلان اغتيال الحريري في 14 شباط (فبراير) 2005.
من جهة ثانية، نقلت مصادر المانية لـ «الحياة» عن وزير الخارجية الالماني فرانك شتاينماير قوله اول امس: «يجب ان يكون الهدف اشراك دمشق في شكل بناء» في المسار المتضمن نرع سلاح «حزب الله»، باعتبار ان اشراك سورية «يشكل امرا ايجابيا بالنسبة الى الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط»، مشيراً الى انه سيواصل الاتصال بالجانب السوري بهدف انجاز «موقف سوري بنّاء حيال العملية الهادفة الى ارساء الاستقرار» في الشرق الاوسط.
وأوضحت مصادر المانية ان برلين «تتفهم اهتمام سورية بطرح موضوع الجولان، لكن هذا ليس واقعياً في الوقت الراهن ولا يمكن ان يكون في مقدم المحادثات. من الممكن تقديم حوافز اخرى الى سورية مثل تقوية العلاقات الاقتصادية والمساعدات وتوقيع اتفاق الشراكة ونقل التكنولوجيا، اضافة الى استعداد دول أوروبية لتعزيز العلاقات الثنائية».
وقال مسؤولون سوريون ان المرحلة المتوسطة يجب ان تتضمن البحث عن تسوية شاملة وعادلة للصراع العربي - الاسرائيلي وحل المشكلة من جذورها على اساس القرارين 242 و338 ومبدأ الارض مقابل السلام. وأوضحت المصادر السورية امس ان «دمشق ستحاول اقناع اسبانيا وايطاليا ودولاً اخرى بوجهة نظرها».
وكان وزير الاعلام السوري محسن بلال زار روما ومدريد لهذا الغرض وبحث في طرح «رزمة متكاملة» لحل الازمة القائمة في لبنان والربط بين الانسحاب من مزارع شبعا والجولان السوري. واوضحت المصادر الديبلوماسية ان اطرافا اوروبية ترسل اشارات مختلفة الى سورية استعداداً للمرحلة اللاحقة لوقف اطلاق النار والتي تتضمن «البحث في ترتيبات المستقبل».
ولوحظ تركيز الخطاب الرسمي السوري على الجولان في الفترة الاخيرة، إذ قال الرئيس بشار الاسد لمناسبة عيد الجيش امس ان «المعركة مستمرة ما دامت ارضنا محتلة وما دامت حقوقنا مستلبة»، مشيراً الى أن اسرائيل «قبل كل شيء هي من يحتل ارضنا العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان».
وامس، قال رئيس البرلمان محمود الابرش: «ان المقاومة الشعبية قائمة في الجولان وهي تقوم بتنظيم نفسها. لدينا ارتباطات دولية (في اشارة الى اتفاق فك الاشتباك في الجولان) لكن هذه الارتباطات لا تمنع ان نرد في الوقت المناسب والشكل المناسب».
وكان الوزير السوري قد حذر في وقت سابق
من تحول «لبنان الى عراق آخر» يجذب عناصر «القاعدة» اليه لمقاتلة «قوات الاحتلال» في حال دخلت هذه القوات من دون توافق جميع الاطراف اللبنانيين بمن فيهم «حزب الله»، وقال ان سورية «لا تطلب حواراً مع اميركا لانها شريك في العدوان على لبنان، وهي لا تخفي هذه الشراكة بما يظهر ان العدوان ربما ضمن المخطط الاميركي اولاً والمخطط الاسرائيلي ثانياً».
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» امس ان كلام المعلم جاء خلال لقائه ممثلي البعثات الديبلوماسية العربية والاجنبية مساء الاحد في مقر وزارة الخارجية السورية. وعندما سأله احد السفراء عن احتمال قيام اسرائيل بالاعتداء على سورية، اجاب المعلم ان بلاده «لا تستبعد قيام اسرائيل باي شيء. سبق وأعلنا انه اذا اعتدت اسرائيل فسنرد».
واوضحت المصادر ان المعلم قدم عرضه السياسي خلال اللقاء بتأكيد ان سورية تدعم موقف حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وتطالب بـ «وقف فوري وغير مشروط لاطلاق النار» مع المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية بجميع المجازر التي ارتكبتها اسرائيل بما فيها مجزرة قانا.
وكان هذا الموضوع احد اسباب قيام المعلم بزيارة الدوحة امس، باعتبار ان قطر تمثل المجموعة العربية في مجلس الامن الدولي. واوضح: «جميع من تحدثت اليهم من الوزراء العرب موافق على وقف غير مشروط لاطلاق النار»، مشددا على ضرورة «صوغ موقف عربي موحد في نيويورك». ونقلت المصادر عن المعلم قوله: «كي يجري الحفاظ على وقف اطلاق النار لا بد من انسحاب اسرائيل الى ما وراء الخط الازرق».
وبعدما شدد على «الاولوية المطلقة لوقف النار»، قدم المعلم شرحاً لموقف بلاده من القضايا المطروحة وخصوصاً موضوع نشر قوة متعددة الجنسية في جنوب لبنان. وبحسب المصادر الديبلوماسية فإن المعلم قال ان الرأي السوري يقوم على ان «كل شيء لا يتفق عليه اللبنانيون لا يكون في صالح لبنان، ومعلوماتنا ان اطرافا فاعلة وناشطة لبنانية بينها حزب الله لا توافق على القوات الدولية، وهي لا تقبل اطلاقا قوات دولية خارج اطار قوات الطوارئ الدولية (يونيفل)»، قبل ان يشير الى «آراء لبنانية اخرى تفيد انه اذا كان هدف القوات حماية اسرائيل فيجب نشرها في الجانب الاسرائيلي من الحدود».
وعن الموقف السوري من هذه القوات، اوضح المعلم ان دمشق «لا تريد ان تواجه القوات الدولية المصير ذاته الذي واجهته القوات المتعددة الجنسية في العام 1983 اذا لم يكن هناك توافق لبناني» على وجودها، علما ان قوى دولية بينها فرنسا اعلنت انها لن ترسل قوات الى لبنان اذا لم يكن هناك «توافق لبناني».
كما حذر المعلم من «زج الجيش اللبناني مع قوات دولية في مهمة ضد «حزب الله « لا تتوافق مع تركيبته الاجتماعية وتوازناته لان هذا قد يشكل خطرا على الامن والاستقرار في لبنان»، مشيراً الى ان الجيش اللبناني انقسم في بدايات الحرب الاهلية عندما كلف بمهمات لا تقبلها تركيبته. ونقلت المصادر عن الوزير السوري قوله: «يفترض بالجهات الدولية ان تفهم الواقع اللبناني كما هو بتفكيره ومكوناته وتوازناته الدقيقة، قبل تقديم اي اقتراحات».
وحذر المعلم من ان دخول القوات الدولية من دون توافق لبناني على دخولها، سيجعل منها «قوات احتلال في نظر اللبنانيين والاطراف الذين لا يريدونها»، قبل ان يشير الى ان اعتبار القوات المتعددة الجنسية قوات احتلال «يفتح الباب امام تسلل عناصر تنظيم القاعدة الى لبنان»، متسائلا: «هل نريد ان نجعل من لبنان عراقاً آخر».
وبحسب التفكير السوري، يتضمن المدى الأبعد لحل الازمة الراهنة الاقتناع الدولي بأن «ما يجري في لبنان جزء من التوتر والعنف في المنطقة بسبب توقف العملية السلمية». وقال المعلم: «لا بد في مرحلة مقبلة ان تعالج المسألة من جذورها بالعودة الى البحث عن تسوية شاملة وعادلة على اساس القرارين 242 و338 ومبدأ الارض مقابل السلام». وقالت اوساط سورية انه «لا يجوز الحديث عن صراع لبناني - اسرائيلي، بل ما يحصل هو جبهة من جبهات الصراع العربي - الاسرائيلي».
دمشق - ابراهيم حميدي الحياة - 02/08/06//


تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow