Alef Logo
المرصد الصحفي
              

دموع العروبة

زيان

2006-08-08

كم أبكت عروبة المزايدات والشعارات الجوفاء لبنان، قبل ان تتمكنَّ من دموع الرئيس فؤاد السنيورة في مؤتمر وزراء الخارجيَّة العرب.
كم أبكته دماً وموتاً ودماراً وتشرداً. وكم أشعلت ثورات وحروباً على ساحته، كان وقودها دائماً من أجساد بنيه واقتصاده وعمرانه ودوره الثقافي والريادي في الدفاع عن العروبة الحقة وقضاياها.
كم كلَّفت لبنان مدى نيّف ونصف قرن عروبة الكراسي والمناصب والمكاسب والاستبداد، عندما تخلَّت عن قضيَّة الأرض في فلسطين لتجعل الجغرافية اللبنانية والأرض اللبنانية والنظام اللبناني والصيغة اللبنانية والديموقراطيَّة اللبنانية همها الوحيد وهدفها "الأسمى".
حتى قال الشيخ عبدالله القصيمي غاضباً: أما آن لهذا الوطن الصغير ان يترجَّل عن مفصلة تجار العروبة والقضايا العربية؟
كم وكم من الحروب الصغيرة والكبيرة، كم وكم من الثورات والتظاهرات والاضطرابات اندلعت على الساحة المفتوحة، فيما الأنظمة التي تدَّعي التقدمية وتلتحف بالعروبة وتتكئ على قضية فلسطين تمعن في اضطهاد شعوبها وشعب الوطن السليب.
كم أبكاه العروبيّون الزائفون وأدعياء القومية والوطنيَّة. وكم عذَّبوه. وكم مثَّلوا بآلامه. وكم تفرَّجوا عليه وهو ينزف، وهو ينزع.
ينهض من انتداب أَجنبي مصحوب بموافقة عربيَّة، ليقع في براثن وصاية أخويَّة تجعله يرى نجوم الظهر في اليوم ثلاث مرات.
ينهض من اجتياح اسرائيلي ليفاجأ بحروب داخلية من تأليف وتلحين بعض مَنْ يدَّعون الأخوّة والعروبة.
ينهض من تحت الأَنقاض والركام، يبني ويعمِّر ويتلمس طريق القيامة من جديد، فيزجونه في "حرب الوردتين"، أو "حرب الأسيرين"، فيعمُّ الخراب والدمار دياره، وتغطِّي جثث الاطفال وأشلاء الضحايا رقعة لبنان الأخضر، الذي يصرون على ابقائه أرضاً محروقة.
من حق دموع فؤاد السنيورة ان تشهر غضبتها ونقمتها. فلبنانها إما ساحة للصراعات والتجاذبات العربية، وإما ساحة للكباشات العربيَّة الاسرائيلية، وإما ساحة للكباشات الدوليَّة الايرانيَّة.
وإما عربية – عربيَّة، تارة باسم فلسطين وطوراً باسم الأرض المحتلة، وتلك التي يرشّحونها للاحتلال... لتبقى الكراسي والمناصب في أمان من السؤال الذي لا بدَّ ان يأتي يوماً.
عيناك كيف لا تنفجران حقاً، والوطن الصغير من مأتم، الى عزاء، الى عراك، الى سجال، الى حرب على أبواب عرسه الأول بعد ثلاثين عاماً؟
لن يبقى هذا اللبنان مكسر عصا.
"زيّان" جريدة النهار

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow