صدر العدد الرابع والثلاثون من مجلة أبابيل الشهرية التى تعنى بنشر الشِعر بنسختيها الورقية والالكترونية ، و يشرف على إصدارها الشاعر عماد الدين موسى .
تشتمل أبابيل على ثلاثة فصول هي : قوارب الورق وأشجار عالية وعائلة القصيدة. وقد جاء العدد الجديد منوعاً ويحمل تواقيع ومشاركة العديد من الشعراء السوريين والعرب .
ففي باب قوارب الورق كتب فريد شنان عن «حسن بلاسم / شاعر بعدسة سينمائي»، فيما كتب فؤاد أفراس عن ديوان «تحت مخدة الكون» للشاعرة لبنى المانوزي ، إضافة إلى الإصدارات الشِعرية الجديدة لكل من الشعراء : أدوارد عويس ، منى ظاهر ، فرات اسبر ، ابراهيم حسو ، وعائشة البصري .

وفي باب أشجار عالية ، قدمت المجلة قصائد من الشاعرة سيلفيا بلاث - ترجمة : سامر أبوهواش ، بالإضافة الى قصائد من الكاتب الروسي إيفان بونين- ترجمة وتقديم : إبراهيم استنبولي، و أخرى للشاعرة الألمانية أولريكه دريسنر – ترجمة: عبدالرحمن عفيف ، وأخرى للشاعر الأمريكي وليام ووردسورث – ترجمة : عمر سليمان ، وأخرى للشاعرة الكوردية دلسوز حمه – ترجمة : مكرم رشيد الطالباني .

وضم باب عائلة القصيدة قصائد للشعراء: أمجد ناصر ، كاميران حرسان ، محمد الحموي ، لينا شدود ، ماهر جمو ، عماد الدين موسى ، حياة الرايس ، إسلام سمحان ، عبدالباسط أبو بكر ، محمد عبيد ، حفيظة حسين ، عبدالغني فوزي ، فرانسوا باسيلي ، وعزة راجح .

من قصائد العدد نختار دون قصدية في الاختيار

1- توق :للينا شدود

وأنا أُراكِمُ التوق
لمدنٍ نأت عنِّي,

يخدشني دبق الوقت,

فأتساقطُ مطراً

على بحيرةٍ

تناثر البطّ على عزلتها.

الضباب كثيف ,ويخبئ ما يخبئ.

بين فجرين سأمكث في ندى الّلحظة.

هل ستأتي ؟!!!!

ولو صفعتكَ المساحة بالبياض,

ولو سخرت منكَ السماء

بما تملكهُ من بريق.

عُد .. فالعبور لذيذ ..لذيذ

كم أحلم بك؟!!!.

تذوّق طعم حياتك َ/ ماهر جمو

( رماد )

بسكّينها الزرقاء المشحوذة
و قبضتيها القويتين
تنهال السماء على صدري.
موتى لا أعرفهم
يجتمعون كلّ ليلة حولي
و يمسحون بأيديهم الرّقيقة
عن جبيني عرقا ً قاتما ً،
روحي تتضاءل و تنكمش
مثل ستارة ٍ أضرمت فيها النّيران.
هبني مجدك أيّها العدم
و قودي يا رياح ُ رماد حياتي
الى أقاصي الظلام..

***

( ..... )
كل ّ الأشياء
تهوي كنمل ٍ يائس ٍ عن شجرة حياتي
وحده الموت، عنيدا ً،
كلبلاب ٍ أسودَ
يتسلّق.

***

( ..... )
على شاطئ بحر ٍ
يتصاعدُ،مريرا ً، منه بخار الدّم
يقفُ الموتى في انتظار الفجر،
طيورٌ كبيرة ٌ سودُ
تتقافز خلفهم
ملتقطة ً بمناقيرها المخضّبة
الأغين المتعفّنة
من بين الرّمال.

***

القديس الأعمى وقصائد أخرى / كاميران حرسان

1- نزهة :

خرجتُ في الهواء الطلقِ
بلا عيونٍ
أبكي
دمعةً حمراء
دمعةً خضراء
زرقاء وصفراء
هكذا كالطيفِ

***

2- القديس الأعمى :

على ظلِّهِ
يجثو كجنديٍّ
رمى في النبعِ خوذَته.

رمى ظمأً, جرحاً
تخثَّـرَ فيه الوجعُ, ناراً
لم ترتوِ العين من جذوتها,
مرايا
تعكسُ للربِ صورته.

***