Alef Logo
أدب عالمي وعربي
              

إيليـــــن / للكاتب السويدي هانس بيترسون ترجمة:

آرام كربيت

2009-07-11



إيليـــــن


الرواية

الكاتب السويدي هانس بيترسون
كتبت الرواية في العام 1973

نهاية القرن الثامن عشر.
فصل الشتاء السويدي البارد.
حمل أحد الفلاحين الفقراء كمية كبيرة من الأخشاب, قاطعاً الغابة سيراً على الأقدام. سار بها إلى قرب الزلاجة التي تسيرعلى الجليد. وضع الحمولة عليها, ثم دفع الحصان كي يجرها. ساربالحمولة على الجدول المتجمد القريب من البحيرة. كان في عجلة من أمره, يريد أن يسبق غيره. لم يكن الجليد بالكثافة والثخن التي يمكنه من حمل العربة وإتمام الرحلة, لهذا انهار الجليد بمن عليه, غرق الفلاح مع حصانه!
مات الجد هوكوس, مخلفاً وراءه أسرة كبيرة, امرأة, وعدد كبيرمن الأطفال.
الفقر والعوز دفع الأطفال وأمهم للجلوس على نواصي الشوارع من أجل التسول والشحاذة, وطلب الصدقة من المارة.
الرياح العاتية, أخذتهم في ذراريها, نقلتهم من مكان إلى أخر, من قرية إلى قرية, ممتهنين مد الأيدي للناس. يمشون سيراً على الأقدام من مزرعة إلى أخرى, ومن مدينة إلى أخرى, يبحثون عن موطأ قدم, أمان, مكان ما يباتوا فيه ليلتهم الباردة, ولقمة صغيرة تسد نداء الجوع في معدهم الخاوية.
أحياناً كثيرة يعملون في مهن شاقة, ويبقون أغلب الأوقات جياعاً حتى أن أحد الصغارمات من البرد في ذلك الشتاء القارس.
ما ذنبهم هؤلاء الأطفال أن يبقوا جياعاً أويمدوا أيديهم البيضاء الطاهرة للتسول أويموت أحدهم تحت غل البرد وقسوته.
لكنهم لم ييأسوا أواستسلموا لقدرهم البأس, بل عملوا جاهدين على تحسين شروط حياتهم. راحوا ينقلون الأحمال المتنوعة, خشب أوغيره من مكان إلى آخر, على زلاجة تسير على الجليد, فوق البحيرات أوعلى جداول الأنهار. في الغالب نجحوا في تأمين الطعام للأسرة ورعاية شؤون البيت والاحتياجات الأساسية اللازمة. بهذا العمل, لم يعد يحتاجوا إلى الشحادة أوالبقاء جياعاً, أويموت أحدهم من البرد.
هكذا كانت البداية, هكذا كانت الحياة للناس, دائماً, عبرالتأريخ.
تسير من سيئ إلى أسوأ لأحدى العائلات, بينما تمضي على نحو جميل ورائع لعائلة أخرى.
الأطفال في العائلة الثانية, ينمون, يترعرعون في محيط نظيف, دافئ. يتزوجون, ينجبون الأطفال بشكل سلس وهادئ, بدون مشاكل أو تعقيد.
يدخل الأحفاد المدارس, يلبسون أجمل الثياب وأفخرها, على ظهورهم حقائبهم الجلدية, وفي داخلها كتبهم ودفاترهم وسندويتشاتهم. من هؤلاء, فالتير, وخواته كايسا وبريتا وإيلين. هذه الأخيرة كانت أصغرهم.
كان والدهم قائد جوقة المرتلين في الكنيسة, يغني ويعزف على الأرغن فيها. يتمتع بصوت رخيم, بالإضافة إلى ذلك كان معلماً.
كانت العائلة تعيش في منزل كبيروجميل, لونه أحمر, يقع بالقرب من الكنيسة. لديهم الكثيرمن الغرف, تقع في الطابق الأعلى, بينما المطبخ وبقية الغرف في الطابق الأرضي.
الشرفة مطلة على الشارع.
يقع البيت في الجزء الجنوبي الشرقي من السويد, في منطقة كوتلاند الشرقية. لم يكن يبعد عن الغابة كثيراً, كما لم تكن الغابة بعيدة عن بحيرة سومين.
البيت الذي يعيش فيه فالتيرمع أخوته, يتمتع بجو ثقافي رفيع, يمكن للمرء أن يرى الكثير من الكتب على الرفوف, أدب, تأريخ, موسيقا, سياسة وفن. كما أن أفراد العائلة يعرفون كيف يستمتعون بوقتهم ويستتثمره في أشياء مفيدة, كقراءة الشعروإجادة إلقاءه بصوت عال في جو احتفالي بحضور بقية أفراد الأسرة.
كان أبوهم, يغني لهم, يصدح بصوته, يرنم الكثير من الأغاني الجميلة. أما الأم, فأنها تقرأ الروايات لأولادها بصوتها الحلو والمسموع, فتحفزهم على القراءة والتثقف والاطلاع.
إن النشاطات الثقافية الكثيرة التي كانت تقوم بها العائلة لم تخطرعلى بال الكثيرمن الناس في القرية. أشياء حلوة وجميلة, لم يسبق لغيرهم أن فعلوا مثل هذا من قبل.
في كل عيد من أعياد الميلاد, تدورالأم على منازل الفقراء, توزع عليهم الخبز مع السجق ورقائق الشوفان, وبعض الثياب القديمة. جميع الناس في القرية ساورهم الظن أنها امرأة طيبة متفانية مثل زوجهاً.
هناك, على الضفة القريبة منهم, أطفال فقراء لا حول لهم ولا قوة. أحد هؤلاء أسمه هوكو, كبرونما, في بيئة معوزة, عمل منذ نعومة أظفاره على تأمين لقمة خبزه.
هوكو طفل فقيرمنذ ولد, يعمل طوال الوقت, وصديق فالتيرلكنهم توقفوا عن اللعب مع بعضهم, لاختلاف ظروف كل واحد منهم.
فالتيريدرس, يتابع تحصيله العلمي, وتفوقه, وتدرجه الدراسي في المدينة. أما كايسا, تعمل جاهدة, تدرس وتجتهد كي ترتقي سلالم المجد, أن تصبح ممثلة مشهورة. حلمت ليال طويلة أن تصل إلى مبتغاها. رغبت أن تكون متفوقة, متميزة ومتمايزة عن أي فتاة في مثل سنها, لديها إحساس يشدها إلى ذلك, على أنها موهوبة وذكية ولديها صفات تمكنها من مواصلة مشوارها الفني. أما بريتا فلديها الطموح ذاته, أن تكون امرأة لها مكانتها وموقعها في المجتمع والحياة. لقد وهبتها الطبيعة صوتاُ رخيماً مثل والدها, تأمل في قرارة نفسها أن تغني في دورالأوبرا العالمية, تجول العالم, تصعد على أرقى المسارح, أن تصبح امرأة مشهورة يشارإليها بالبنان في كل مكان. لم يكن يساورالعائلة أي شك أن بيرتا لديها موهبة عظيمة, خاصة واستثنائية, ستجعل منها أعجوبة, ستجعل كل صحف العالم الغربي تكتب عنها.
أما إيلين, فهي شيئ مختلف تماماً, لم تمنحها الطبيعة أي شيئ صفة مميزة. أنها لا تستطيع أن تكون ممثلة أومغنية, أوأي شيئ. أنها إنسانة بسيطة بكل المقاييس. ليس لديها صوتاً رخيماً أوحنوناً, كما أن جسدها لم يكن يتمتع بالرشاقة والجمال الذي يسمح لها أن ترقص أو تمثل أوتغني. كانت سمينة وشكلها لم يكن جميلاً على الأطلاق. في مجمل الاحوال كانت إيلين بليدة, لم تستطع أن تكمل تعليمها في المدرسة. في الواقع لم تكن تشبه أخوتها على الأطلاق. كان شكلها ريفياً مثل بقية بنات الضيعة. لم تكن تمتازبغيرصفاتهم, في طريقة الأكل أوالشرب أوعند التحدث بالصوت العالي, كما أن تصرفاتها يغلب عليه الحركات النافرة, كالضحك العالي مع القيام بالشوبرة بيديها.
أما في البيت, فمكانها المفضل هو المطبخ, تجيد غسل الصحون, الجلي, الطبخ وغسل الثياب وجلب الحليب, وأشياء أخرى تتعلق بالأعمال الخدمية اليومية المباشرة.
فالتيريقرأ كتبه, واجباته اليومية ويتابع دراسته باجتهاد, بينما كايسا المغرمة بنفسها, تقف أغلب الأوقات أمام المرآة, تمثل بعض الأدوارالتي قراءتها في المسرحية التي بين يديها. بينما بريتا تغني, تأخذ زاوية من أحد

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

الخروج من الذاكرة

30-تموز-2010

من تاريخ ملوك السويد / الملك السويدي كوستاف الثاني أدولف

17-تموز-2010

الملك السويدي كوستاف فوسا للكاتب السويدي هانس بيترسون

02-آب-2009

إيليـــــن / للكاتب السويدي هانس بيترسون ج3 ترجمة:

21-تموز-2009

إيليـــــن / للكاتب السويدي هانس بيترسون ج2 ترجمة:

15-تموز-2009

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow