Alef Logo
الغرفة 13
              

المجاعة قادمة إلى سوريا، اتحاد الكتاب العرب في دمشق يشهر إفلاسه

ألف

2009-07-10


ورقة عمل كيدية توقف كل النفقات:


ورقة عمل تقدم بها الأستاذ مدير الإدارة والمالية حسن حميد ، حين ستقرؤونها فيما يلي هذا الكلام، سينعقد لسانكم من الدهشة، وستعتقدون أن المجاعة قادمة على سوريا لا محالة .. أو في أحسن الأحوال هناك حرب قادمة للمنطقة. ففي حين كان قد غادر البلد إلى دولة أخرى مع أربعة من أعضاء الاتحاد على نفقة الاتحاد. يعود ليقدم ورقة عمل تطلب إيقاف جميع النفقات التي تعود أعضاء الاتحاد عليها .. الورقة التي حصلنا عليها ليس بها تفسير واضح لما تقدم به في الورقة المشار إليها .. لهذا فإن من يقرأها ستدخل الرعب إلى قلبه وها نحن ننقلها حرفيا بعد الإشارة إلى أن ميزانية اتحاد الكتاب العرب تبلغ 350مليون ليرة سورية على شكل ودائع يمكنه استثمارها والاستفادة منها ناهيك عن الأبنية والممتلكات التي تعود لاتحاد الكتاب العرب في جميع المحافظات.


مذكرة

للسادة أعضاء المكتب التنفيذي


ملاحظات عامة:

1 ـ وقف منح السلف على الراتب أياً كان السبب.

2 ـ وقف صرف منح الولادات والوفيات..

3 ـ وقف صرف نصف عون الوفاة.

4 ـ وقف صرف المساعدات الطبية.

5 ـ توزيع جوائز د. نبيل طعمة في شهر كانون أول 2009.

6 ـ عدم استخدام الهواتف للاتصال الخارجي، وللاتصال بالهاتف المحمول... إلا عند الضرورة القصوى، وسوف يتحمل الكادر الإداري المسؤول عن خطوط الهاتف المسؤولية كاملة في هذا المجال.

7 ـ المباشرة بأخذ قيمة قراءة المخططات الواردة إلى الاتحاد من وزارة الإعلام، وذلك عن طريق الطلب إلى وزارة الإعلام بوضع أرقام هواتف أصحاب المخطوطات سواء أكانوا دور نشر أو أشخاصاً طبيعيين، من أجل الاتصال بهم فور وصول هذه المخطوطات إلى الاتحاد، ولا تتم قراءتها إلا بعد دفع مبلغ (1000) ألف ليرة سورية وفق إيصالات يطبعها الاتحاد، والاتحاد غير مسؤول عن النتيجة سواء أكانت (موافقة، أو غير موافقة).

8 ـ الإعلان عن إقامة معرض دائم لاتحاد الكتاب العرب، في قطعة الأرض المجاورة على أن يباع الكتاب الواحد بـ: (25) ليرة سورياً بيعاً مباشراً للجمهور.

سنة 2002 ـ 30 ل.س.

سنة 2005 ـ 50 ل.س.

ونصف القيمة لما بعد.

9 ـ وقف صرف جميع المكافآت والتعويضات الخاصة بـ: أعضاء المكتب التنفيذي، وأعضاء مجلس الاتحاد، ومقرري الجمعيات وأمناء السر، وأعضاء الاتحاد (الذين يحضرون اجتماعات الجمعيات)، ورؤساء التحرير، ومدراء التحرير، وأعضاء مجلس إدارة صندوق التقاعد، وتعويضات الاجتماعات (أعضاء المكتب التنفيذي، أعضاء المكاتب الإدارية للفروع..).

10 ـ وقف دفع استحقاقات نسبة المبيع للكتب النافذة من مطبوعات الاتحاد.

11 ـ وقف دفع تعويضات ومكافآت نشر الكتب.

12 ـ وقف التوظيف للمدد المحدد بـ ثلاثة أشهر أياً كان السبب.

13 ـ قطع (80 ليتراً) من (بونات) البنزين المسلمة لأعضاء المكتب التنفيذي، والاكتفاء بتوزيع ثلاثة (بونات) فقط شهرياً.

14 ـ تخفيض عدد صفحات (الموقف الأدبي) إلى عشر ملازم (160) صفحة من كل عدد.

15 ـ تخفيض عدد صفحات (الأسبوع الأدبي) إلى (16) صفحة أسبوعياً.

16 ـ تخفيض العون المالي لتغطية جزء من الفوائد المصرفية لأعضاء الاتحاد المترتبة عليهم تجاه المصرف والبالغ قيمته /125000/ ل.س إلى النصف.

أولاً الضمان الصحي:

يوزع الضمان الصحي خلال النصف الثاني من عام 2009 على النحو الآتي:

1 ـ توزع قيمة الضمان الصحي بمقدار فرعين أو ثلاثة فروع كل شهر، ويراعى في ذلك الحجم العددي لكل فرع.

2 ـ التوزيع وفق الآتي:

ـ دمشق × القنيطرة × إدلب (تموز).

ـ حلب ؛ درعا؛ ريف دمشق (آب).

ـ طرطوس × السويداء (أيلول).

ـ اللاذقية × الرقة (ت1).

ـ حمص × الحسكة (ت2).

ـ حماة × دير الزور (كانون الأول).

ثانياً ـ النشاط الثقافي:

1 ـ وقف جميع المهرجانات، والندوات ذات الأكلاف الكبيرة.

2 ـ وقف جميع الأنشطة التي يقوم بها أدباء ليسوا أعضاء في الاتحاد.

3 ـ ترحيل صرف مكافآت النشاط الثقافي من شهر إلى شهر، أي تصرف نشاطات أيلول في ت1، وت1 في ت2... وهكذا.

ثالثاً ـ الدوريات:

1 ـ إصدار عددين فقط من مجلة الموقف الأدبي بحيث يصدر العدد الواحد عن ثلاثة أشهر.

2 ـ إصدار عدد واحد فقط من الدوريات الفصلية وهي: الفكر السياسي، التراث العربي، الآداب العالمية.

3 ـ عدم إصدار أي عدد من مجلة الآداب العربية خلال الأشهر الستة القادمة.

4 ـ صرف مكافآت جريدة الأسبوع الأدبي بعد مرور شهر على النشر.

5 ـ إلغاء المكافآت التي تعطى للمتابعات، والأخبار والهوامش في الأسبوع الأدبي.

6 ـ دراسة إمكانية اعتماد الكادر الإداري الموظف في الاتحاد، إخراج الجريدة من أجل الاستغناء عن المخرج لأن تعويضاته كبيرة (شهرياً 20.000 ليرة سورية).

7 ـ تأجيل صرف تعويضات هيئة تحرير الدوريات إلى شهر كانون أول 2009.

8 ـ وقف صرف تعويضات الكادر الإداري المشرف على الدوريات خلال هذه الفترة بما في ذلك تعويضات الكتابة [المدير المسؤول، رئيس التحرير، أمين التحرير، مدير التحرير، سكرتير التحرير، المحرر، المخرج...].

رابعاً ـ المخطوطات:

ـ وقف طباعة جميع المخطوطات خلال فترة الأشهر الستة القادمة، يستثنى من ذلك المخطوطات التي حازت الموافقة على طباعتها خلال شهر حزيران لعام 2009.

ـ وقف طباعة جميع البطاقات الخاصة بالنشاط، والتعويض عنها ببطاقات تطبع على الكمبيوتر.


الفاجعة


كيف لأي منا أن يقرأ ما يقرأ إلا وأن يقول نحن مقدمون على مجاعة .. كيف حدث ذلك وفي عهده الميمون ، ولماذا لم ينتبه قبل ذلك إلى الخطر المحدق، فيتلافاه .. وأين ذهبت أموال الاتحاد، وأجور البناء الشامخ الذي تستأجره سيريا تل وقد كنا ظننا أن الاتحاد وأعضاءه سيعيشون قي بحبوحة طالما المبنى مؤجر، هل توقف دعن القيادة، هل هناك رقابة على نفقات السفر إلى الخارج لأعضاء المكتب التنفيذي، وهل هناك طباعة على اتفاقات الطباعة مع المطابع، هل هناك رقابة حقيقية على كل قرش يوقع على صرفه رئيس الاتحاد.

بعد تقص دقيق للموضوع تبين أن الأمر ليس سوى وضع العصا في سير المركبة، وأن القصد من تقديم هذه المقترحات والتلويح بالإفلاس ليس أكثر من محاولة لإحراج رئيس الاتحاد وأعضاء المكتب التنفيذي . ولولا وجود بعض المخلصين ، الذين وقفوا في وجه مثل هذه ورقة ، لكان الاتحاد الآن على شفير حفرة من نار.

واضح من الورقة ولمن يقرأها بعناية وبعد معرفة أن ميزانية اتحاد الكتاب العرب تبلغ 350مليون ليرة سورية على شكل ودائع يمكنه استثمارها والاستفادة منها ناهيك عن الأبنية والممتلكات التي تعود لاتحاد الكتاب العرب في جميع المحافظات.

إذا السيد حسن حميد يريد ومع قرب انتهاء ولاية المكتب التنفيذي الحالي وضع المكتب أمام خيارات صعبة، هل من أحد غيره أو معه في هذا، هل هي مؤامرة لتدمير الاتحاد؟ أسئلة تدور في فضاء الاتحاد ولا تجد سوى جواب وحيد يتعلق بشخص حسن حميد. ما هكذا إذن يا حسن تورد الإبل.

التوقيت كان في مصلحته فاستغله، فاتحاد الكتاب العرب يدخل مرحلة حرجة في أدائه الثقافي والخدمي الذي يقدمه لأعضائه وموظفيه وللثقافة السورية وذلك مع مجيء مكتبه التنفيذي الأخير الذي مضى على انتخابه ثلاث سنوات ونصف لم يقدم خلالها أي إنجاز يذكر لا على الصعيد الثقافي ولا على الصعيد الإداري أو المالي الذي يعود بالضرر على الوطن أولا وعلى الكتاب ثانياً

ومن أسباب ذلك

1- عدم الانسجام في التوجه التطويري بين أعضاء المكتب التنفيذي فكل مشروع تجد المعارض للمشروع والمعارض لصاحب المشروع والمعارض لأجل المعارضة والمعارض بالاتفاق مع أحد المعارضين

2- ولو حسبنا نسبة التصويت داخل المكتب التنفيذي على أي قرار أو على أي مشروع قرار للاحظنا أن المشروعات تسقط لعدم اكتمال النصاب وإن دل الأمر على شيء إنما يدل على فشل أعضاء المكتب التنفيذي على الاتفاق وتغليب التوجهات الشخصية لبعض أعضائه على حساب المصلحة العامة

3- الخلل في تولي المهام فصاحب شهادة الهندسة بينهم لا يتولى مشروعات الإعمار ولا يستلم الاستثمار

4- وصاحب شهادة الحقوق لا يستلم الشؤون الإدارية والمالية بل تسلم لخريج علم الاجتماع وهلم جرا لذلك بقي الاتحاد يتراوح في مكانه ويفتقر للخبرات المطلوبة

5- الحقد الشخصي بين أعضائه وفقدانهم الثقة ببعضهم البعض حتى باتوا يشكون بأي مشروع يتقدم فيه أحدهم بل وصل الأمر أنهم يشكون ببعضهم البعض حتى لو ألقى أحدهم السلام على الآخر

6- الطمع الشخصي والمحاصصة بهدف الاستفادة والعرقلة بهدف المحاصصة والاستفادة من (مشروع التعاقد مع المطبعة ) ومشروع التعاقد مع سيريا تيل مشروع استثمار البناء حيث ينتهي عقد سيريا تيل في الشهر العاشر من هذا العام ومشروع طرح الأرض المجاورة لمبنى الاتحاد للاستثمار

7- أخيرا تأتي مقترحات حسن حميد المدمرة في وقتها ليشير بأصبعه الوسطى في وجه الجميع ضاربا بعرض الحائط بأي معايير مهما كان نوعها. وهو يعلم أنه لم يبق له إلا بعض شهور ويخرج هو وجميع أعضاء المكتب التنفيذي إلى بيوتهم ما لم يتم انتخابهم مجددا وهكذا يكونوا قد حولوا المؤسسة عن توجهها الثقافي دون النظر إلى الدور التثقيفي الذي يجب أن يقوم به الاتحاد في المجتمع.

محاولين تقصي الأسباب التي تكمن خلف مقترحاته تلك المقترحات التي اقل ما تقوله هو عليَّ وعلى أعدائي فهو رغم الاسم الكبير لمنصبه رئيس الشؤون الإدارية والمالية بقيت عينه على مجلة الأسبوع الأدبي الذي رئس تحريرها فترة من الزمن

ولو حاولنا أن نقارن عمله عندما كان رئيس تحرير مجلة الموقف الأدبي لوجدنا كيف تحولت المجلة إلى لاشيء مجرد ورق مطبوع دون ضمون أوو محاولة لتطويرها.. حتى أنه قام بخفض تكلفة المجلة عندما طبعها على مكنة ريزو التي لا تحتاج إلى بلاكات ، وهنا نسأل هل سأل أحد عن الفرق المادي بين طباعتها على مكنة الريزو وبين طباعتها على آلة طباعة حديثة. هل بين عرف أين ذهب الفرق بين سعر الطباعتين خصوصا أنه وبعد تحويلها إلى الريزو باقتراح إلى رئيس الاتحاد السابق أن تصبح صحيفة الأسبوع الأدبي 32صفحة عوضا عن 24 صفحة من القطع الكبير جدا وهذا يزين من الفارق المالي . لن نشكك في ذمة الرجل، وليس هذا من حقنا ولكننا نشير إليه ولكننا نتساءل فقط علَّ خلف الأكمة ما خلفها.

ظلت عين حسن على مجلة الأسبوع الأدبي رغم كبر منصبه خصوصا وهو يرى التحسن في الناحيتين الجمالية إخراجيا وفي مضمونها فقد صار بها بعض المواد التي تقرأ، ونحن هنا لا نلوم القيمين عليها لأنه مفروض عليهم النشر لأعضاء الاتحاد وجميعنا يعرف نسبة المبدعين الحقيقيين في الاتحاد لا يتجاوز العشرة بالمائة.

وحين شعر بأنه غير قادر على العودة إليها بالطرق السلمية قرر شن الهجوم بمذكرته سيئة الصيت تقدم على طريقة عليَّ وعلى أعدائي .. ومن ضمن المقترحات التي تقدم بها عزل المخرج الفني الذي يقوم بإخراجها الآن وتسليمها لأي متدرب، وبذلك يجعلهم يخسرون شيئا من تميزهم وهو الجانب الفني، وإظهارهم إياه بمظهر الفاشل في رئاسة تحريرها حين كان على رأسها.

إذا كان حسن حميد مهتما بالتوفير على الاتحاد فليوفر من راتبه وليفك انتدابه من الاتحاد لأنه يكلف الاتحاد بين راتب وبنزين سيارة ومهمات وسفر وربع راتب وإضافي لأنه يداوم مساء علما أن أحدا لم يطلب منه الدوام مساء لأنه لا يعمل أبدا لا في الصباح ولا في المساء .فالاتحاد ليس بحاجة لكل هذه الاقتراحات الهدامة ولا أن يقطع يده ويشحد عليها

كثير من الأشياء التي نميت إلينا عن سلوك حسن حميد وطريقة أدائه أثناء رئاسته لتحرير الأسبوع الأدبي ولا يمكننا ذكرها لعدم وجود ووثائق عليها ونحن نؤمن بأن الوثائق هي الأهم وليس ما يتناقله الناس بين بعضهم البعض. وقد وعدنا بتأمين تلك الوثائق وحين تؤمن سننشر المزيد حول أدائه.


ردود فعل أولية عن مذكرة حسن حميد


المقامة المجلسيّة!!!!

عصام خليل


حدّثنا مرهق بن تعبانْ، عن جدّه حائر بن خسرانْ،عن المغفور له ضمير بن وجدانْ، قال:

كان ياما كانْ، في "حديث" الزمانْ، و"حاضر" العصر والأوانْ، قبيلةٌ من بني فهمانْ، تعيش في خيامها بأمانْ، وسط مدينةٍ تختنق بالزحام، والضجيج، والسكّانْ.

وكان مجلس القبيلة المنتخب "ديمقراطياً" يجتمع في خيمة الشيخ، تحت شعار القبيلة المنقوش على قطيفةٍ حمراء، مطرزةٍ بالورد والريحانْ: "طنّشْ... تعشْ... تنتعشْ"!!.

وتوالت السنوات، ومجلس القبيلة يصدر القرارات "المصيبة" في كل ما يواجه أبناء القبيلة من طوارئ الزمانْ! حتى كان يوم جاءت فيه الطامة الكبرى، والداهية العظمى، عندما سقط أحد أبناء القبيلة، في حفرة أحدثتها الأمطار والسيولْ، وتهتّك جسده بالعرض والطولْ!

وتنادى مجلس القبيلة إلى اجتماع عاجلْ، لاتخاذ ما يلزم في مواجهة هذا البلاء النازلْ، وقرر المجلس وضع لوحة على طرف الحفرة، لتنبيه المارة عند العبورْ، كي لا يسقط أحدهم فيها، ويقع المحذورْ!

لكن اللوحة لم تنفع، وتكرر سقوط العابرين، فاجتمع المجلس على الفورْ، وقرر تكليف رجال القبيلة أن يناوبوا بالدورْ، ولأن المناوب يحتاج إلى تسلية،قرّر المجلس افتتاح مقهى بجانب الحفرة، وتوظيف عدد من العاملين المتخصصين في تحضير "الأراكيل"، وإعداد المشروبات "الجسديّةْ"! وفك "شيفرة" المحطات الفضائيةْ!!

ولم تفلح هذه الطريقة في منع وقوع "الساقطينْ"، وتخفيف عدد المصابينْ! فاجتمع المجلس على جناح السرعة، وقرر إنشاء مستوصف للإسعافْ، وتزويده بالأدوية من مختلف الأصنافْ؛ لكن هذه الإجراءات باءت بالفشلْ، وطار النوم من عيون المجلس الغارق في العسلْ!!

واجتمع المجلس اجتماعات صاخبةْ، وارتفعت الأصوات مندّدةً شاجبةْ، وكل عضو من الأعضاء، وجهه مكفهّرّ عابسْ، يتهم الآخرين بالتقاعسْ!!

وبينما أبناء القبيلة مجتمعون بانتظار الفرجْ، شق الخيمة عضو من أعضاء المجلس وخرجْ، ممتشقاً لسانه السليطْ، "باعقا" لكل من يسمعه في المحيطْ، أنه ،وحده، من بين أعضاء المجلس نزيه وشريفْ، قلبه نظيفْ، وكفّه عفيفْ ، والباقون مرتزقةْ، يعملون بالسمسرة والسّرقةْ، وحشو الجيوب بكل ما هو مفيدْ، والله على ما يقول شهيدْ!!

ثم تبعه الشيخ العائد لتوه من الحجّْ، ولسانه بالدعاء يلهجْ، وبعد أن حمد الله وأثنى عليهْ، أكد للمجتمعين أنه يبذل من أجلهم كلّ ما لديهْ، وأنه يُعدّ مشروع قرار حكيمْ، سيخلص القبيلة من هذا البلاء العظيمْ، لكنّ الملحدين من أعضاء المجلس يقوّضون جهوده ويعرقلونْ،" والله متمّ نوره ولو كره الكافرونْ"، وهو من ـ من ناحيته ـ بكلّ صلاحه وتقواهْ، مصمم على خدمة إخوانه بكلّ قواهْ، ولا حول ولا قوّة إلا باللهّّْ! وطلب من الجماهير الحاشدةْ، أن تضع أقدامها في مياه باردةْ!!!!

وبعد أخذٍ وردّْ، واتفاق على إيجاد حلّ جذريّ من كلّ بدّْ، أصدر المجلس العالي، قراره الحكيم التالي:

نأمر بردم هذه الحفرة" الرّذيلةْ"، وحفرِ حفرةٍ بديلةْ، في أقصر وقتٍ زمنيّْ، أمام المشفى الوطنيّْ!

وعندما سمع قيس بن الملوّح بهذا القرار البنّاءْ، رفع عقيرته بالغناءْ:

يقولون ليلى في العراق مريضةٌ فيا ليتني كنت الطبيب المناوبا!


"ابن سَكَرة" وهشيم الثقافة

غادة الأحمد

تحضرني قصة "الهشيم" للكاتب الكبير زكريا تامر وكيف تحول الشاعر "ابن سَكَرة" عن الثقافة إلى مخترع، حين خصص كل أوقاته للتأمل والاختراع. فاخترع الكهرباء، واخترع الطائرة، واخترع دواء لوهن الشيخوخة، واخترع المجلات الاجتماعية، واخترع كرة القدم.

وقرر "ابن سكرة" أن يخصص كل ما تبقى من عمره لاختراع جديد. وحين سئل عن اختراعه الجديد أجاب أنه اخترع حماراً...

وعندما سئل عن الجدة في اختراعه، والبلاد لا ينقصها الحمير...

قال: "اخترعت حماراً لا يموت، صنعته من مادة سرية ابتكرتها، لا هي خشب، ولا هي حديد، ولا هي فولاذ، وتكفل له ألاّ يصاب بأي عطب أو تلف أو اهتراء، بينما بقية الحمير لها عمر محدد، وتنفق بعده".

ولما عوتب "ابن سَكَرة" وقيل له: إن البلاد لا تحتاج إلى حمير جديدة، فالحمير توشك أن تصبح أكثر عدداً من الناس. قال "ابن سكرة": ولكن الحمير تحتاج يومياً إلى علف بينما الحمار الذي صنعته لا يحتاج إلى علف.

وحين عوتب "ابن سكرة" أنّه يضيع وقته وجهده وعلمه بما لا يجدي قال: "إنّما الأعمال بالنّيّات".

ولما قيل له من يخترع حماراً ليس من العسير عليه أن يخترع إنساناً..

ونكتفي بما أوردناه من قصة "الهشيم" بتصرف، ونتمنى على كل من تنطح للمسؤوليات الثقافية وأتته الفرصة كي يحقق الأحلام الكبيرة أن يرحمنا من اختراعاته، وينظر إلى الإنسان كيف يصنع إنساناً.

ولعل الإنسان تصنعه الثقافة، والوعي، ولا يصنعه توفير الورق والحبر على البلاد (هذا لو افترضنا حسن النوايا عند المخترعين).

مناشدين القيمين على الثقافة زيادة حصة الثقافة من الدوريات، والكتب، والأمسيات، والندوات الثقافية والترويج لها. ولتكن هي الزاد والزوادة لزمن القحط الثقافي الذي بتنا نزحف إليه من كثرة المخترعين الذين يقدمون مشاريع وأوراقاً لخنق الثقافة وتدميرها. ونسألهم:

لمن توفرون علف الحمير؟؟


(أقدم اعتذاري للكاتب الكبير زكريا تامر على الاجتزاء والتصرف)















































































































تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow