Alef Logo
المرصد الصحفي
              

"الكلمة الصامتة" أو القَال والقِيل في البَوْس والتقبيل

ياسر المالح

2006-11-01

توضيح
"الكلمة الصامتة": عنوان يثير التساؤل، ولا يلبث أن ينكشف!كان العنوان: "القال والقيل في البوس والتقبيل" – وهو عنوان يشبه عناوين كتب بعض الأئمة! ثم اخترت عنوانًا مختصرًا: "مع القبلات!" غير أن المنتدى لاجتماعي اختار "الكلمة الصامتة"، ربما لأن العنوان فيه شيء من أدب، أو لأنه يثير التساؤل، أو لأنه كناية مكشوفة لكلِّ عاقل له شفتان! حديثنا في صراحة عن التقبيل والقبلات. منذ سنتين وأنا أجمع مصادره من كلِّ كتاب بالعربية أو بالإنكليزية أو من مواقع الإنترنت. ولم أفرغ لكتابته إلا منذ ثلاثة أشهر. وهذا الحديث كان أشبه بالبحث الأكاديمي؛ فنلت عنه درجة الدكتوراه من هيئة المنتدى الاجتماعي. وقد ثبَّتوا اللقب في بطاقة الدعوة. وهكذا صار الدرويش ياسر – بقدرة قادر – يحمل لقب "دكتور في القبلات"!
أشكر هيئة المنتدى على منحي هذا الشرف. وقد فاتهم أني أحمل لقب "دكتور" منذ أكثر من عشرين سنة. نعم، حصلت على دكتوراه في الأسماك! وعيَّنوني لكفاءتي عميدًا لكلِّية الحقوق. وحين دخلت عليَّ سكرتيرتي أول مرة، نظرت إليَّ نظرة خاصة وسألتني: "دكتور... ألست دكتورًا في الأسماك؟" قلت: "بلى، ولكن كيف عرفت؟" فأجابتني: "من رائحتك!"
ونحن الآن مع القبلات، نستمتع بما قيل فيها أولاً، ثم نستمتع بها فيما بعد!
***
رسالة من ياسر المالح إلى المحبين
مع القبلات
القبلة الأولى: فتح شهية
كثير من الناس يجدون حرجًا في الحديث عن القُبَل والتقبيل. وبعض الناس تحمرُّ وجوههم خجلاً إذا استمعوا إلى هذا الحديث. وبعض عشاق الفضيلة ينكرون هذا الحديث ويعدُّونه ضلالة – وكلُّ ضلالة في النار! – مع العلم أن أولئك وهؤلاء جميعًا لا يجدون حرجًا في التقبيل ليل نهار، بمناسبة وبلا مناسبة، في العلن والخفاء، ولا تحمر وجوههم خجلاً، ولا يعدُّون التقبيل رِجْسًا من عمل الشيطان، بل هو سُنَّة شريفة يحسن اتِّباعها في الأحوال المنصوص عنها شرعًا.ولو أنني كتبت للتلفزيون برنامجًا حواريًّا جماعيًّا عن القبلة والتقبيل على شكل Talk Show، كما يفعل زافين في "سيرة وانفتحت"، لَما وافق على هذا البرنامج أحد – مع العلم أن مَن في التلفزيون جميعًا يمارسون التقبيل، ويعرضون في أغاني الفيديو كليب والأفلام العربية والأجنبية أنماطًا من التقبيل لا تخطر على بال! وحتى المشاهدون أنفسهم يغرقون، في كثير من الأحيان، في بحر من القُبَل، في ليل أو نهار. فالقبلة هي الخبز اليومي للتعبير عن العواطف. هنا أجدني أمام مفارقة مذهلة: الحديث عن التقبيل محرج مخجل؛ أما ممارسة التقبيل فأمر محمود وشائع، منذ أن يكون المرء رضيعًا إلى أن يصبح هرمًا بلا أسنان. فالقبلة أصلاً لا تحتاج إلى أسنان – بخلاف العضَّة! وموضوعنا خالٍ من العضِّ إن شاء الله، لأن الحديث عن العضِّ من اختصاص أدباء الكلاب.
القبلة الثانية: في اللغة
القُبْلة بالضم في اللغة اللثمة؛ والقِبْلة بالكسر الجِهة؛ والقَبَلة بالفتح وتحريك اللام الخبَّاز. ويبدو لي أن القُبْلة بالضم والقِبْلة بالكسر لفظان مشتركان بالمعنى العام للإقبال على الشيء. واللثمة مشتقة من اللثام، وهو موضع لنقاب على الشفتين. فمَن أراد اللثمة كشف اللثام عن الشفتين ولَثَم. وفيما بعد سقط اللثام، وصار اللثم يمارَس بلا لثام. لكن المشكلة في أن يخيب ظنُّ الرجل في فم مَن تكشف اللثام.[1] وليس في لغتنا العربية الغنية بالمترادفات سوى هذين اللفظين: القُبْلة بالضم واللَّثمَة بالفتح. فاضطر العربُ إلى استخدام "البَوسة" – وهي كلمة فارسية معرَّبة – على سبيل الإغناء؛ وشاعت في العاميات العربية، وظل أهلُ الفصاحة مع القُبْلة واللثمة، متجاهلين ما أثبتتْه المعجمات العربية في مادة "بَوْس" وجواز استخدام المعرَّب. والألفاظ المعرَّبة عن الفارسية واردة في القرآن الكريم والحديث الشريف والشعر الجاهلي، ولكن "البَوْس" ليس بينها.
القبلة الثالثة: في الأسطورة والرجم بالغيب
في تاريخ القبلة، تروي بعض الأساطير أن حواء، حين كانت وآدم في الجنَّة، استلقتْ تحت شجرة (ربما كانت الشجرة المحرمة) ونامت. فحطَّت على شفتيها نحلة كما تحط على زهرة لـ"تمتص شهد الرضاب"، كما عبَّر الخيَّام، فأفاقت حواء، وابتسمت ابتسامة رقيقة لتتيح للنحلة المزيد من المصِّ. وكان آدم يراقبها، فغار من النحلة، وكشَّها، وانحنى على حوَّاء، وحطَّ شفتيه على شفتيها كما فعلت النحلة، فارتاحت حواء لهذه الملامسة الشفاهية. وكانت تلك الملامسة القبلة البريئة الأولى في تاريخ البشرية؛ وكانت النحلة دليل آدم إلى الفم الحلو الوحيد قبل سقوط ثمرة نيوتن عليهما! حواء، بوسوسة من الكوبرا الجميلة، أكلتْ من الثمرة المحرَّمة، وأغرتْ آدم كي يأكل منها. فلما فعلت الهرمونات فعلها في الجسدين، ظهرتْ لهما سوءتاهما، وطفقا يخصفان عليهما من وَرَق الجنَّة على سبيل سَتْر المكشوف – فالمكشوف مثير! من أجل هذا طُرِدا من الجنَّة إلى الأرض ليحققا إرادة الله في إنجاب البشر والتكاثر إلى ما شاء الله. وشاعت القبلة لتكون رسولاً بين المحبين، وليكون الإنجاب على أحسن ما يكون. وفي الأرض صار للقبلة دافع وغاية، وصارت لها تقاليد وفنون – ولله في خلقه شؤون! وحول القبلة وأصولها ظهرتْ أقوالٌ تقديرية لمجتهدين لا ترقى إلى النظرية العلمية، وإنما يُستأنَس بها على سبيل العلم بالشيء ولا الجهل به. ومن هذه الأقوال ما يبدو مقبولاً ومعقولاً ينسجم مع النظرية الفرويدية. قالوا:
- الإنسان القديم لاحظ أن تناول الملح له أثر في تبريد الجسم. واكتشف
أن التقبيل يزوِّده بالملح من رضاب الشريك، فيبرد جسمه الحار ويرتاح. ولأجل
ذلك يقبِّل، لا لسبب آخر! (لو أنه شرب ماء البحر ألا يبرد جسمه بردةً
واحدة؟!)
- اعتقد الإنسانُ القديم أن هواء الزفير فيه قوة سحرية ويحوي الروح.
وفي الاحتفالات الدينية البدائية كان الناس يتبادلون ما يشبه القُبَل
لاستنشاق زفير الآخر، كأنما هم يتقوون بأرواح بعضهم بعضًا. (ربما وصل هذا
التقليد الديني إلينا: فالملاحَظ أن الزوج حين يقبِّل زوجته يقول لها: "يا
روحي!" فكأن زفيرها هو الذي يمنحه الروح! وهو لا يعلم أن زفيرها يحمل ثاني
أكسيد الكربون القاتل!)
- التحية عند سكان الإسكيمو تكون بضغط أنف على أنف مع الشهيق، واستنشاق
زفير الآخر؛ وهذا يشبه ما سبق. (قد يكون هذا السلوك طلبًا للدفء بنَفَس الآخر
في المحيط المتجمد الشمالي!) وأحدنا، إذا برد، ينفخ في يديه ليستدفئ بنَفَسه،
ثم يفرك يديه بسرعة استجلابًا للدم إليهما. ترى هل يمكن أن تتحول القبلة في
أيام الشتاء عندنا إلى أن ينفخ كلٌّ في وجه الآخر؟ (بالمناسبة، أقدر الناس
على التقبيل هم العازفون في آلات النفخ بسبب قوة عضلات الشفتين عندهم. وتُروى
عن بوب هوب، النجم الكوميدي، نكتة: سألته زوجته مرةً بعد أن قبَّلها: "كيف
تعلَّمتَ أن تقبِّل بهذه الطريقة؟" فقال: "الأمر طبيعي كما أعتقد. فأنا أنفخ
كلَّ مرة عجلات دراجتي بفمي. فأصبح التقبيل عندي بهذه الطريقة عادة!")
- عند بعض القبائل يستخدمون كلمة "شُمَّني" بدلاً من "قبِّلني"؛ وهذا
ينسجم مع ما قيل عن الاستنشاق، ويؤكد أن الشمَّ هو بداية التقبيل؛ ولا تقبيل
بلا شمٍّ.
- منشأ القبلة عند فرويد وغيره مصُّ حلمة ثدي الأم طلبًا للغذاء
والحياة عند الوليد. وحين يكبر يحنُّ المرء إلى هذا الماضي، ويحوِّل المصَّ
إلى تقبيل الآخر. وهناك مَن يقول بأن أصل القبلة إطعام الأم طفلَها بفمها
فمًا لفم، وهكذا. فـ
الأمُّ مدرسـةٌ إذا أعددتَها * أعددتَ شعبًا طيِّبَ الأعراقِ
وهذا الشعب مُعَدٌّ للتقبيل إعدادًا أخلاقيًّا يليق بتطلعاته المستقبلية!
القبلة الرابعة: في التعريف
القبلة، في أبسط تعريف لها، هي ملامسة الشفتين للشفتين، أو لأية منطقة أخرى
من الوجه، كالخدِّ والجبين والعين والأنف والذقن والشوارب. وقد تكون القبلة
لليد والقدم؛ وقد تكون لبعض كائنات الطبيعة، كالوردة أو أيِّ حيوان أليف؛ وقد
تكون لأشياء مصنوعة، كالهدية تُهدى، فيقبِّلها المُهدى إليه على سبيل الشكر؛
وقد تكون قبلة في الهواء تطيِّرها اليدُ لِمَن هو بعيد، أو قبلة في الهواء
يُسمَع صوتُها في الأذنين كأنه الهمس حين تلتقي النساء في استقبال النسوان
حتى لا تحمِّر إحداهن الأخرى بصباغ شفتيها؛ وقد تكون القبلة ملامسة أنف لأنف،
أو فم لكتف، أو فم لطرف ثوب السلطان (وهو ما يدعى تقبيل "الأتك"؛ و"الأتك"
كلمة تركية بمعنى "ذيل"). وبعض الناس في الأحياء الشعبية يحمد الله بتقبيل
يده وجهًا وقفا مع قوله: "الحمد لله، مستورة!"
القبلة الخامسة: في التقاليد والأوهام الشعبية
معاني القبلة تختلف بحسب موضعها: فهي على الجبين احترام وطهارة؛ وعلى الخدِّ
صداقة ومودَّة؛ وعلى الأنف تقدير وتبجيل؛ وعلى الأذن وشوشة حب؛ وعلى العين
حنان؛ وعلى الشوارب (شعبيًّا) صفح؛ وعلى الفم حب ورغبة؛ وعلى العنق دغدغة؛
وعلى اليد احترام وولاء؛ وعلى القدم تذلل وخضوع.
وفي مصر تشير الأوهام الشعبية إلى أن بَوْس العين نذير فراق. وقد عبَّر عن
ذلك محمد عبد الوهاب في أغنيته الخفيفة في فيلم "ممنوع الحب" (1942)، حين
غنَّى:
بلاش تبوسني في عينيَّ * دي البوسة في العين تفرَّقْ
يمكن في يوم ترجع إليَّ * والقـلب حِـلمـه يتحقَّـقْ
خلِّ الوداع من غير قُبَلْ * علشان يكون عندي أمـلْ
وبلاش تبوسني في عينيَّ
ومن الأوهام الشعبية السائدة في الغرب ما يلي:
- إذا عطست يوم الثلاثاء فإنك ستقبِّل شخصًا غريبًا.
- إذا تمكَّنت من تقبيل مرفقك فإن جنسك سيتغير.
- إذا أُصِبْتَ بحكَّة في الأنف فإن أحد البلهاء سيقبِّلك.
- إذا تبادل رجلٌ واقف القبلات مع امرأة جالسة فإنهما سيتشاجران.
- إذا أردت أن يذهب عنك ألمُ الأسنان فقبِّل حمارًا في خديه.
- إذا سقط من يديك كتابٌ أو قطعة خبز على الأرض فعليك رفع كلٍّ منهما
وتقبيلهما احترامًا للكلمة والنعمة حتى لا تتعرض لسوء الحظ. ( وهذا الصنيع
شائع في بعض البلاد العربية والإسلامية، ولاسيما حين يكون الكتاب مقدسًا.)
القبلة السادسة: في الشعر العربي
إذا كان التقبيل مما هو مألوف عند الناس جميعًا، فشعراء الغزل أقدر على
التعبير عن هذه الحالة؛ وهم يدركون أثر القبلة في جَيَشان العواطف، وهم خبراء
في الأفواه الجميلة التي تفوح منها رائحةُ المسك، وتفترُّ عن ابتسامة آسرة
بعد أن يسقط القناع. وامرؤ القيس، عميد كلِّية الغزل في الجاهلية، يقول:
إن تُغدفي[2] دوني القناعَ فقـد * أُصبي[3] فتاةَ الحيِّ بالأُنسِ
أدنو فأخضع في الحديث ولا * ألهو عن التقبيـل واللَّمسِ
وعنترة خبير بفم عبلة لكثرة ما قبَّله. فهو يقول:
إذ تستبيك بذي غُروبٍ[4] واضحٍ * عـذبٍ مقبِّـلُـهُ لذيـذِ المَطعَـمِ
وكـأن فارَةَ[5] تاجـرٍ بقسيمـةٍ[6] * سبقت عوارضَـها[7] إليك من الفمِ
وهو القائل أيضًا:
ولقد ذكرتُكِ والرماح نواهل * منِّي وبيضُ الهند تقطر من دمي
فوددتُ تقبيل السيوف لأنها * لمعت كبـارق ثغرك المتبسِّـمِ
ويأتي المرقَّش الأصغر ليشبِّه فَمَ محبوبته بأنه مُسْكِرٌ، طيب الرائحة،
كالخمر المعتقة. فيقول:
وما قهوةٌ صهباءُ كالمسكِ ريحُهـا * تُعلى على الناجود[8] طورًا وتقدحُ[9]
ثَوَتْ في سِباء الدنِّ عشرينَ حجةً * يُطانُ[10] عليهـا قرمـدٌ
وتـروَّحُ[11]
بأطيبَ مِنْ فيها إذا جئت طارقـًا * من الليل، بل فوها ألذُّ وأنصـحُ
وقريب من هذا المعنى قال حسان بن ثابت:
كـأنَّ فاها قهـوةٌ مـزَّةٌ * حديثةُ العهد بفضِّ الختـامْ
عتَّقَها الحانوتُ دهرًا فقد * مرَّ عليها فرطُ عامٍ فعـامْ
نشربها صرفًا وممزوجـةً * ثم نغنِّي في بيوتِ الرخـامْ
وحين جاء الإسلام استمر الشعراء يتغزَّلون بالمرأة، وقالوا فيها شعرًا عفيفًا
دعوه بالعذري، وشعرًا لا عفَّة فيه دعوه بالإباحي. والحب العذري يقتصر العاشق
فيه على حبِّ امرأة واحدة طوال حياته، ويخصُّها بشعره لأنه ملتزم بحبِّها
فقط. وأشهر المحبين في صدر الإسلام قيس بن الملوَّح الذي أحبَّ ليلى
العامرية، فزوَّجها أبوها من غيره وفق التقاليد التي تحرِّم زواج الأنثى
بِمَن يشبب بها. ولُقِّبَ قيس هذا بـ"مجنون ليلى" لأنه في أواخر حياته جُنَّ
فعلاً. وعِشرة المحبين العذريين ليس فيها قبلات أو علاقات جنسية كما يشيع بين
أكثر الناس. فماذا يفعل قيس المجنون؟ مَن يقبِّل إذا لم يقبِّل ليلى؟! ما
البديل؟ يقول المجنون:
أمرُّ على الديار – ديار ليـلى * أقبِّل ذا الجدارَ وذا الجدارا
وما حبُّ الديار شـغفن قلبي * ولكن حبُّ مَن سَكَنَ الديارا
وحين كتب أحمد شوقي مسرحيته الشعرية مجنون ليلى أنشأ مشهدًا بين قيس وورد،
زوج ليلى، فيه حوار ساخن. يتحدث شوقي بلسان قيس، يستحلف وردًا إذا كان قبَّل
ليلى، فيقول:
بربِّك هل ضممتَ إليك ليـلى * قبيل الصبح أو قبَّلتَ فاها؟
وهل رفَّتْ عليك قرونُ[12] ليلى * رفيفَ الأقحوانةِ في نَداها؟
وهذه جرأة من قيس أن يسأل زوج ليلى هذه الأسئلة المحرجة! لكن قيسًا لا ينكر
في مسرحية شوقي أنه وليلى تبادلا القبلات حين كانا صغيرين يرعيان البُهم،
فيقول واصفًا ما جرى في أيام الطفولة:
فكم قبلةٍ يا ليلَ في مَيْعةِ الصِّبا * وقبل الهوى ليست بذاتِ معانِ
أخذنا وأعطينا إِذِ البُهمُ ترتعي * وإذْ نحن خلفَ البُهمِ مستترانِ
وجميل بثينة شاعر عذري آخر يعترف بأن التقبيل هو السلوك الممارَس في الحب
العذري، وهو سلوك طبيعي. فماذا يُتوقَّع من المحبَّين أن يفعلا إذا التقيا في
سكون الليل؟ قال:
فيا ليت شعري هل أبيتنَّ ليلةً * كَلَيْلتِنا حتى نرى ساطعَ الفجرِ؟
تجود علينا بالحديث وتـارةً * تجود علينا بالرِّضاب من الثَّغرِ
والناس في العصور كلِّها، شعراء كانوا أو غير شعراء، يمارسون التقبيل. فمنهم
من يعترف، ومنهم من يرى الاعتراف من قلة الأدب. حتى ابن الرومي، الذي لم
يُشتهَر بأنه كان من الشعراء الغزليين، يقول:
أعـانقُها والنَّفْـسُ بعـدُ مشوقـةٌ * إليها، وهـل بعـد العناق تَدانِ؟
وألثـمُ فاهـا كي تزول حرارتـي * فيشتـدُّ مــا ألقى من الهَيَمانِ
وما كان مقدارُ الذي بي من الجَّوى * لِيَشفيَـهُ مــا تلثـمُ الشفتـانِ
كـأن فؤادي ليـس يشفي غليلَـهُ * سوى أن يرى الروحين يمتزجانِ
أما ديك الجن الحمصي، الذي قتل حبيبته التي ظنَّ بها الخيانة، فيقول:
بأبي فمٌ شَهِدَ الضميرُ

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow