Alef Logo
كشاف الوراقين
              

جوائز احتفالية دمشق.. يشعل النار في الذائقة الشعرية

إبراهيم حسو

2009-07-13

خلاف كتابه الأول ( دم ابيض ) يستخلص رائد وحش شعرية ( لا احد يحلم كأحد ) من استهزائه بالمخيلة, جاعلاً منها صنعة للذي لا مخيلة له , فكتابته الشعرية مؤسسة على رؤية تسجيلية حكائية ,
تنفتح على الحركة و الالتباس و السير في حقل المصادفات والاحتمالات التي تشق النص إلى سطوح مستوية تلعب عليها كائنات اللغة لعبتها, و تمارس وجودها, كما تمارس العناصر الأخرى في النص كبتها و عنجهيتها التي تتحرك و تتوقف وفق النبرة الشعرية الطاغية. رائد وحش من الذين لا يتهافتون على تعجيم اللغة و إطاعة مزاجية ذاكرتها الخشنة المسننة على حساب خيانة تلك العلاقة السرية التي تجمع بين الدال و المدلول، فلا يعير شأناً بالنسبة للصور الفخمة المزركشة ذوات التضاريس والرتوش الملتبسة التي غالباً ما تشوش أفكاره , يستنجد بالمتعة التي قد تأتي من السياقات و الجمل المقرونة بالفكاهة , ليستبد الكلام العادي الشفيف بالنص و يصبح سيده , باقتياد الشعري المخفّي إلى قدره النثري الوحشي , فيذهب ضحية أقاويل و تصاريح شعرية معادة و مستباحة , فتبصره يتشابك مع المنجز الشعري في إلهاء القارئ واستدراجه إلى حقوله المغناطيسية, و الإجهاز على ذائقته الشعرية من خلال أسلحته ( الجديدة ) الكاتمة المخفية , معتذرًا من القارئ لعدم مشاركته في ما يبصره و ما يحّسه , فهو رغم بكارة تجربته يعد واحداً من الشعراء الشباب الذين يتمتعون بذكاء شعري , وأكثرهم ايلاماً بالتجريب و الركض في فضاء قصيدة النثر , و لعل ( لا احد يحلم كأحد ) واحدة من التجارب الشعرية التي تثير الرغبة في الكشف عن الأشكال التعبيرية الجديدة المخبوءة في الذاكرة , و تحفّز الشعر نفسه في البحث من جديد عن جسده و أعماقه الهادرة :‏‏
الوقت الضيق للنمل دائما.. الكراسي الدافئة كأنها تقول‏‏
مؤخرة باردة استرخت لحظات و مضت ..‏‏
....‏‏
كتاب ترك مقلوباً فرفرف بغلافيه .‏‏
قد يكون إغواء الشرح و البساطة عنواناً فرعياً لكتابة ( لا احد يحلم كأحد ) لكن دائما ثمة غموض جائع تحت الكلمة الجانحة, وثمة ما هو معرفة و خلق و كشف بين جنبات اللغة البسيطة المكشوفة. لا يكترث رائد بالمخيلة الشعرية العاملة لديه, ولا يأبه بفخامة المفردة أو جزالتها رغم قدرته الكبيرة في كتابة نص متعدد الأبعاد و الرؤى , فله تجربة في قصيدة التفعيلة مكنته من تطويع اللغة و الاشتغال عليها في كتاباته الشعرية السابقة , و إذا كانت كتابته ( لا احد يحلم كأحد) قفزة في عوالم كتابة قصيدة النثر, فإنها قفزة تستحق الوقوف عندها, و البحث في أمكانية أن يصبح هذا النوع من الكتابة النثرية, تجربة ذات صلاحية متداولة, و تكون إضاءة لكثير من التجارب الشبابية القادمة .‏‏
إبراهيم حسو‏‏
**‏‏
مـــــــوت أوّل‏‏
إلـى جِـذعٍ يُـكَـفِّـنُـهُ اليَــباسُ‏‏
سندتُ الظَّـهرَ .. داهَـمني النُّـعاسُ‏‏
غفوتُ .. وجبهتي جِـسرٌ لحُزني‏‏
وحزني حانَـةٌ والشِّـعرُ كاسُ‏‏
وأضلاعي تراجَـفُ مثلَ عُوْدٍ‏‏
سُـعالي ريشةٌ ، وتري عُـطاسُ‏‏
ولي ظِـلٌّ تَـطاوَلَ خلفَ روحي‏‏
يُـعرِّيني .. فيستُـرُني الجِّـناسُ‏‏
على كتِفي خريفٌ راحَ يحْبو/‏‏
يُـواري غَـفْـوَتي فُـلٌّ وآسُ‏‏
وظِـلتُ مُـكفَّـناً بالوردِ حتَّـى‏‏
أتاني الصُّبحُ واجتمعَ الأناسُ‏‏
وقالوا : ( جُـثـَّةٌ )، قالوا :( قتيلٌ )!‏‏
ومرُّوا فوقَ أضلاعي وداسوا‏‏
كذلِكَ قِـصَّـتي .. والكلُّ يدري‏‏
بأنَّ الشِّـعرَ بالموتى يُـقاسُ‏‏
محمود الحاج محمد‏‏
**‏‏
عنـــد العـــودة لـــن أكـــــون‏‏
لن أكون منتظراً على الرصيف‏‏
عند عودة الوطن من غيبوبته‏‏
سأكون قد غادرت محيطه وخليجه‏‏
وسأستقل حدوداً أخرى‏‏
وأقطن جزءاً أخر من العالم‏‏
قرب محيط أخر وخليج أخر 0000‏‏
* * *‏‏
نسيت أن أنساك بين دفاتري‏‏
خلال طقوس مراقصة الكلمات‏‏
نسيت أن أحوَلك ليمامة‏‏
تحلَق فوق محيطات طقوسي‏‏
نسيت أن أنساك لأن فعل النسيان هرب ‏‏
من كل طقوسي ومن كل مفرداتي000‏‏
أمير مصطفى‏‏
النشر الورقي جريدة الثورة
رسم بالكلمات
الأثنين 13-7-2009م

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

ابتسامات ماضية

16-كانون الثاني-2021

ابتِساماتٌ مَاضِيَةٌ

09-كانون الثاني-2021

حبٌ لا يُطاق

27-أيار-2020

على مقعد حجري

02-أيار-2020

لا شيءَ ما أقومُ بهِ

30-تشرين الثاني-2019

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow