صديقتي المقدسة
كما قلتِ
فأنا
لا أجيد فن الحب
وصعب علي
أن أهوى أية امرأة

ما قلته الحق بعينه

الحب
مدفون في الأساطير
وحكايات جدتي

ما يجمعنا سوية
الخوف من الموت

وما يجذبني إليك
جمال الله
في تخطيطات
حركة الشمس
على جسدك
الباذخ

جسدك مطهم باللجين
والجمر
والثمار الخالدة
أما جسدي فهو غيوم
مكفهرة تنوء بثقل الماء

اشتعلي وسأطفئك
ورمادنا نهاية
لبداية أخرى

أيتها الغاوية الملتهبة
لا بد للمتنبي أن يعشق
كي يبقى في حلب

ولا بد له
أن يتحسس ذكورته
وهو يتجول في شوارعها

عليه أن يتذوق
طعم ساقيك المتلألئين
مثل عمودي معبد وثني
قبل أن يسأل
لماذا هو هناك

وعليه أيضا
أن يتوقف مشدوها
أمام حلمتيك المتوحشتين
كي يسأل عن علة الوجود

وأخيرا
لم يكن عليه
سوى أن يبتلع
سؤاله
عن غاية الوجود
وأنت تكشفين
له عن فرجك النبيل

أعلم أيتها الفاتنة
لو أنني أوقفت
هطولي
سترمينني في حضيرة
الأسود

ولو خالفتك الهوى
ستقتلينني

نعم
هنالك الكثير من الأسباب
ستفتعليها
كي تقتلينني
أو على الأقل
ستعتقلينني في
خيمتك المرتعشة

لم لا
ففي إيطاليا
يعتقل المهاجرون

في أمريكا
يعتقل الذين يجتازون
الحدود من المكسيك

في العراق
يغتصب المعتقلون

في إيران
يعتقل المتظاهرون

في الوطن العربي
يسجن المعارضون
حتى الموت

كم كان
مريعا مصير أبي العلاء
وهو يعيش في قاع
دون مهاة

لو رأى
مهوى قرطيك
لما رغب
أن يتحرر من ملك
ربه

ولو سقط صريع عينيك
لطلب الخلود
في سماء الله وأرضه

ولو تذوق نبيذ ودجك
لأضاف
عشرات الحروف للعربية

يا حواء
بدونك لا فروسية لي

سأحملك
وأنا أتحسس طعم نهديك
في ظهري

صارخا في قفار الله
خذيني
إلى عالم
لا تصنع فيه رصاصة
ولا مقصلة
أو أحواض تيزاب

خذيني إلى
عالم
ليس فيه مفخخات
وأحزمة ناسفة
أو قنابل لاصقة

خذيني إلى عالم
لا مكان فيه
لشرطي أو جندي
أو رجل مخابرات

آه صديقتي اللذيذة
رغم حسنك المبهم
إلا أنني
ما زلت
أطمح باستبدال بلد ببلد
كما تستبدلين
ملابسك الداخلية
أيام الميعاد

وبالرغم
من شهد شفتيك
إلا أنني
ما زلت عبدا
مقهورا

أنا عبد أزلي
يشد على حبل
رقبته السياسي
ورجل الدين

لا أمل لي
في التجول في
حارات حلب

سيان عندي
أن تتعري
عند خيمة أبي العلاء
أو لا
فالكون سجن كبير
محكوم علي فيه
بالحياة

لا فرصة للاستئناف
والانتحار حرام

يا لهذا العذاب المطهم
بريش الأسى كالطاووس

متى
تتوبين كي أكتب
أسمك
على سطح الماء

فاتحة لي أزرار قميصك
وكاشفة لي
عن أسرارك المدلهمات
لأكون
في مصاف الشعراء
الهائمين

أبو ظبي/ الخميس
‏2‏- تموز‏- 2009