لا أعرف بالضبط معنى جملة (الكتّاب الجدد) إلا أنها وكما يبدو لا تدل على عمر معين، وإنما تدل على عمرِ متعلقِ بمهنة الكتابة، فالكتّاب الجدد هم الذين يكتبون أو يحاولون الولوج إلى عالم الكتابة من خلال محاولة إصدار كتابهم الأول وربما الثاني؛ الأمر الذي يبدو صعباً وتصل ربما إلى الاستحالة أحياناً فيكون ذلك الكتاب هو الهوية الشرعية التي تُلصق به هذا الاسم (كاتب)، ونرى بين فترة وأخرى مشاريع تحاول تبني هكذا كتب، وهذه المشاريع إما أن تكون عن طريق المؤسسات العامة، كما حصل العام الفائت في طباعة أعمال شبابية مميزة من قبل الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة، أو كما يحصل عادةً في المسابقات الخ...
وأحياناً على مستوى ضيق عن طريق دور النشر الخاصة كالمسابقة التي أطلقتها مؤخراً دار التكوين التي كانت تعنى بالديوان الأول (حيث يتقدم المتسابقون بديوانهم الشعري الأول للفوز بالمركز الأول لتتم طباعة الديوان من قبل الدار).
ولكن الملفت للنظر هو ما أطلقته مؤخراً دار رياض الريس تحت اسم (كوكب) والتي ترفق مطبوعاتها بورقة في نهايته كُتب عليها مغزى المشروع ألا وهو دعم الكتاب الجدد، الذين سيحظون بتوزيع كتبهم عن طريق الدار كفسحةٍ للظهور في الضوء (وإن كان خافتاً قليلاً)، حيث للأسماء ما لها من تأثير فمجرد ظهور (لوغو/Logo) رياض الريس عليها يعني الكثير مع عدم النسيان كلمة (كوكب) التي تدل على أنها مخصصة للكتاب الجدد، وفي زحمة هذه العناوين في الجناح المخصص لها في معرض الكتاب (معرض مكتبة الأسد الدولي) يبدو أن الدار خلطت الكتب المنشورة من قبلها وبين كتب دعم الشباب.
- الأستاذ غازي حسين العلي: مبروك صدور روايتك الجديدة (سموات الوحشة) عن دار الريس مضافةً إليها كلمة (كوكب).
الأستاذ غازي العلي لمن لا يعرفه هو روائي جميل صدرت له قبل هذه الرواية ثلاث روايات، وهو المشرف على ملحق الثورة الثقافي حيث له فيها زاوية ثابتة (فواصل) تضم دائماً وخزات للأحداث أو الشخصيات الثقافية وملحق الثورة يعتبر بحق أيقونة للثقافة السورية من خلال أسماء كبيرة ومؤثرة على الساحة الثقافية.
ونتساءل هنا لماذا النشر في دار نجيب الريس (كوكب) التي تعنى بالكتاب الجدد؟
أهو نوع من التصابي أو المراهقة؟؟!!
أظن أنه كان بإمكانه أن يطبعها في وزارة الثقافة أو أحد فروعها أو حتى على نفقته الخاصة في أي دار سورية ويقدم فيها كاسم له حضوره على الساحة السورية وكان سيكفيه إن قُدم كذلك، على أنني وأظن كثيرين سيوافقونني على كلامي نعتبره اسماً حاضراً أو على الأقل حاضراً لقراء الملحق أسبوعياً.
هذه وخزة محبة على طريقتك. فأرجو سعة الصدر.
محمد مجيد حسين
شاعر سوري

[email protected]