Alef Logo
الغرفة 13
              

الكتّاب العرب ..... والحياد / ربيع نصور

2009-08-25


منذ بداية عصر التنوير في أوربا وإلى وقتنا الحاضر و الفكر العالمي يسير بخطى سريعة نحو جوهر الانسان متسلحاً بالبحث العلمي الحيادي متخذاً من النقد الذاتي أولاً والنقد بشكل عام ثانياً سلاحه الأول و ذلك بغية بناء انسان حر معافى، يملك من التوازن الفكري والوسيطية والحياد ما يؤهله للإبداع الفكري بغض النظر عن انتمائه الايديولوجي ولو وجد في التاريخ من يربط التخلف الفكري بعامل وحيد _ وهذا بحسب رأيي غير صحيح _ كان له أثر في فترى من الفترات ألا وهو العامل الايديولوجي بشكل عام. ونحن هنا في البلاد العربية بدأنا نتلمس هذه النهضة الفكرية و نسير في ركبها منذ زمن ليس ببعيد إلا أنه رغم محاولات الكثيرين للحاق بركب هذا التنوير إلا أن أهم عنصر من عناصر الفكر الحديث ألا وهو الحياد العلمي قد سقط من قطار الفكر العربي ليقف عند محطة التابوهات ولو حاول بعض المفكرين اظهار عكس ذلك لأن المنظومة الفكرية العربية للأسف تقف عند حدود معينة يفرضها واقع أقل ما يوصف بأنه صعب.
إنه بنظرة سريعة في الصحف و المجلات و المواقع الإلكترونية التي تُعنى بالفكر والأدب سنجد الكثير من الدراسات والأبحاث وحتى الآراء المجردة التي تبتغي على مقتضى أدائها الحياد الشخصي أوالعلمي وتتباهة به، و التي أدعو الجميع للتمعن بها على ضوء معنى الحياد لأنه إن حاولنا التمعن بالحياد العربي سنجد أننا أمام أزمة ثقة بالفكر العربي ككل وخاصة بالنسبة للتابوهات و سآخذ على سبيل المثال لا الحصر "الدين" الذي يعتبر من أصعب التابوهات في المجتمعات العربية إلا أنه وُجد ويوجد بعض المفكرين و الباحثين العرب قد تخطوا هذا التابوه ولكن بلا حياد على الإطلاق فقد انخرطوا في منظومة النقد الديني و الديني الكتابي ولكن ليس لكل الأديان، بالطبع هذا ليس إلا انعاسات مجتزأة للنقد الغربي الذي طال كل شي بغية الفهم الصحيح للحقيقة وللنص وليس بغية تكذيب الآخر مهما كان، فنرى أن أغلب مفكرينا بدأوا لخروجهم من تابوه الدين بنقد التوراة ككتاب لليهود وذلك لإعتبارات شخصية مرتبطة بتاريخنا الأليم مع الكيان الصهيوني من جهة ولإعتبارات سياسية من جهة أخرى، مع العلم أن هذا النقد للتوراة لم يكن يوماً نقداً بناءاً أو لم يكن يوماً تحليلاً حيادياً نابعاً من حب للمعرفة والفهم ولإستخلاص العبر، ولم يتم التفريق فيه بين اليهوية كدين أو الصهيونية كمفهون عدواني أواسرائيل ككيان لدولة غاصبة محتلة. ثم بعد ذلك انتقل بعض المفكرين أكثر من ذلك ليبدأوا بنقد المسيحية هذا النقد الذي سبقنا إليه الغرب بأشواط لا تعد ولا تحصى وأخذ عنهم مفكرينا البعض من هذا الشيء ولكن بغير حياد محاولين إثبات خطأها أو صواب جهتهم على اساس الدارسين المسيحين الغربين و كثير من الأحيان بدون الاشارة إلى المراجع التي أخذوا منها، كانهم أبدعوا ذلك من تحليلهم الخاص وقراءاتهم المثابرة. وأبقى المفكرون والباحثون على تابوه دياناتهم الخاصة لأسباب كثيرة لست هنا بوارد ذكرها إن كانت في الدنيا أو في الآخرى ، لكن أزمة الثقة بالحياد العربي الديني هذه تجعلنا نفتكر بها على صعيد التابوهات الأخرى، لنقف متسائلين أوغير مصدقين لحداثتهم ورقي أبحاثهم، وغير آملين بمساهماتهم لرقي الفكر العربي. فمن أراد الحديث عن موضوع ما مدعياً فيه الحياد العلمي فليكتب في كافة جوانبه وإلا فاليبحث عن موضوع آخر يستطيع الحديث فيه على كافة الصعد وليس بإتجاه محدد غاضاً الطرف عن آخر وذلك ليكون من المساهمين الأوائل لنهضة الفكر العربي المتوازن.
ربيع نصور

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow