Alef Logo
كشاف الوراقين
              

الشعر الطفولة الأمل

باسم سليمان

2009-10-07


" لا الشاعر مات ولا القصيدة اكتملت" ؛ إذاً متى يُتخم هذا الزمان/ المكان؟! , فيخلي سبيل نَفَس الشاعر الأخير في فضاء من طمأنينة وتتدثر القصيدة بدفتي كتاب وينفرط عقد قبيلة الجان في وادي عبقر ليتبخرن في ألسنة النار؟!.
يأتي الجواب " الخير والشر, شريعتان من أجل الرغيف/ واحدة كتبتها أنا/ والثانية أخي" وبسبب هذه الثنائية , لا تتم القصيدة ؛ليبقى السؤال إلى أين؟ .
"الطفولة خرافة عابرة/ ستأتيك يوما" أنها الطفولة التي يحاول الشاعر استعادتها ليس من التاريخ - فالطفولة دوما كانت خارج رحاه التي يطحن بها البشر في ثنائيات , بقدر ما عملوا على تجاوزها , أكدوها؟!!- بل من الشعر.
والشاعر في تلمسه تلك البراءة المتجاوزة للشرائع يكتشف حقيقة الحياة/ المأساة " رأيتهنّ وقد عبرنَ نحو الضفة الأخرى/ فغدوت كأرجوحة طفل/ لا هنا استقر/ ولا هناك استمر/ وبقي عزائي/ قصائد شعر , وغفوة مطر".
أمام هذه الهنا والهناك أصل القلق ومنشأه الذي يعصف بالشاعر فلا يبقي له صوتا يستعين به مادامت جميع الأصوات تتمرغ بهذه الثنائية وهو الذي طعن بشرعيتها , فانعدامها لا يكون إلا بمد يده لقتل آخاه , أيعيد تكرار التاريخ وهو الهارب منه ؟!! , لا , كان جوابه لأنه يكون كمن يطفئ النار بالنار , إذاً كيف يجعل نار القلق التي تتأكله, بردا وسلام ؟.
وكان الشعر/ الخطاب الذي يعلو على الترويض,ماء الحقيقة, فراح يكشف به نفسه وطريقه ومجتمعه , فاضحا وهادما أبنية المجتمع المتهافتة ؛ لكنه يبذر حروف الحقيقة في الركام , لأنه لابد من ....." كنْ الأقصى من هنا/ أو الأقصى من هناك/ لأن ما بينهما مستنقعات آسنة تعفّنت فيها/ قامات الاعتدال".
والطفولة مؤنث يعود له الشاعر, وهي ليست الطرف الثاني لثنائية مذكر ومؤنث بل هو منها وهي منه, وحدة كاملة , فيقف بها شفة الحياة " أنا الحياة: سأبقى لغزا لكما/ متخم بلا شبع – يفتش عن شبع/ كي يقفل الدائرة وينام/ وموجوع بل وجع – يفتش عن صمت – يصرخ فيه ضجيج أبطاله المحرومين/ كيوبه ,يستنطق يقول للضوء: أنا العفة/ وللسر: أنا ضدّه/ ولتبقى أيديكما أبدا / تطرقان باب عدالتي / تنشدان الميزان", فيمسك الشاعر الميزان - الشاعر كائن لا هو ذكر , ولا هو أنثى , أنه إنسان وكفى - يرفعه فلا يزن به أخطاء وصواب الإنسان بل كلمته؛ لأن الكلمة مبتداه ومنتاه ,ومنه منبت حريته وثبات آثار أقدامه , فأكبر صروح البشرية لفّها التاريخ بعباءته ولفظها بالأطلال إلا الكلمة عندما ضاق عليها المتن اعتلت إلى الهامش , فحملته روحا وجسدا وكانت له الصليب والمعراج , فقالها وأسلمها للريح تسمع من يصيخ السمع, فالكلمة وحدته المشتهاة.
هكذا يحفل الديوان بخواتم أشبه بالهايكو, تدّعي الانفصال عن القصيدة أو محيطها لتعطيك فرصة التأمل الحرّة , كأنها أقصى حركة الأرجوحة بين ضفة وضفة " إذا أردت أن تكتب الشعر: تعرّ" " ما قيمة الحرية/ عندما يُكسر للطائر جناح" , ومن خلال الشعر يحاول الشاعر جَسر الضفتين لتصبحان ضفة واحدة أي لا ثنائيات تحطم وحدتنا , وفقط بالشعر يقدر الإنسان والشاعر على تثبيت آثاره.
" لماذا محوتم آثار أقدامي" مجموعة شعرية للشاعر أنطون دوشي صادرة عن دار بدايات 2009
باسم سليمان
[email protected]

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

في بحثكَ عن ظلّ؛ تفوتك ألف شمسٍ

29-كانون الأول-2018

الصارية

02-حزيران-2018

باح يا باح يا ورق التفاح

17-آذار-2018

باح يا باح يا ورق التفاح

23-كانون الأول-2014

الخط الأحمر في طور المراهقة الحوارية*

04-آذار-2011

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow