Alef Logo
الآن هنا
              

ثرثرة / نفوس مريضة ومتهالكة

حسين عجيب

2006-07-05

بعد فرويد, تغيرت خارطة الشخصية الإنسانية, ودخلت المعرفة طورا جديد, فيما يخص العالم
الداخلي أولا. من القارّة الجديدة أو اللاوعي, خرجت مدارس فنية وأدبية متنوعة, وسحب البساط تحت الفكر نفسه وليس الأيديولوجيا فقط بتعبيرات الوعي الزائف أو تبرير الرغبة والحل اللغوي وخلافه.
ليس لكلمة"نفس" ما يزاحمها بين الهويات الفردية, بعدما استنزفت مضامين الروح, وتركتها معلقة في الفراغ, كرديف مناقض للموت لا أكثر.
اليوم تعني النفس العالم الداخلي للشخصية بمجمله, و صارت تدلّ صراحة إلى مصدر أول لمختلف التعبيرات الفردية, من الفن والأدب إلى الرغبة والعدوان.
الغموض واللبس يرافق كلمة نفس كما كلمة شخصية, مردّ ذلك كما افهمه, إلى تداخل حقول المعرفة والعلم واستخداماتهما للكلمتين, وفق موشور شاسع من المعاني, يتعذر ضبطه ولست في هذا الوارد صراحة, كما أنني سأفشل في تحديد أكبر, لو تنطّعت ل هكذا إشكالية.
تمرض النفس وتتعب وتتهالك وتموت, إن كان ذلك بالتزامن مع تهالك الجسد طز لا مشكلة.
لكن المأساة, في تفكك الكيان الشخصي إلى جسدي ونفسي, بمسارين مختلفين. وبعد خطوة واحدة من التفكك, نصل إلى نمط المتصابي أو المكتئب, أبرز تعبيرات الكيان السوري.
مثل كثيرين غيري, تابعت إصدار "جدار" وعودة"ألف" بترقب, ثم برودة وملل.
ومثل كثيرين غيري, بعد رغبة توصيل فكرة أو حالة أو تعبير ما, أبحث عن كوة أو نافذة في الجدار وأمر بجوار الألف, لأتنفس في نهاية المطاف عبر الحوار المتمدن والمفتوح.
مثل غالبية السوريين لست بحاجة لتذكيري بعيوبي وفشلي, بالمعنى النفسي حصرا, بل ما أحتاجه بالضبط, رفع مستوى التقدير الذاتي, رفع مزاج_على الأرض_غالب الأحيان.
مثل كثير من السوريين, خلسة وبالسر وفي الظلام, أحاول الحصول على أي شكل من الدعم والمساندة, وهنا لا يقتصر الأمر على الجانب النفسي.
كنت قد وعدت سابقا_وعد عبر الكتابة المنشورة حصرا_ بالتوقف عن الاهتمام والمشاركة بما يسمّى شأن سوري, وكما سيتكرر كثيرا, أعود بدون دعوة ولا انتظار ترحيب, لأن لا شيء آخر عندي.موهبة ضحلة, شخصية فقيرة, نفس مرهقة, وأطلب الشراب من رأس النبع. *
شاركت بالاحتفال والترويج لمن أظنهم يستحقونه(عبد الله عبد رياض الصالح الحسين سنية الصالح محمد الماغوط سعد الله ونوس وإلى حد ما ممدوح عدوان...) يوجد غيرهم بالتأكيد أحياء وأموات, بعضهم لا يتوافق مع مزاجي, وآخرون لم أحصل على نتاجاتهم.
لكن لأتحدث بصراحة, لم أقرأ ما يرضي طموحي في الأدب السوري, كتابة أحملها وأدور بها, أهديها لأصدقائي وأدعوهم لقراءتها كوليمة فاخرة.
كتابة تضيء تلك النفس, تعرفني على ما أجهل فينا, كتابة تعرّيني وتعرّينا, كتلك التي تأسس عليها علم النفس وأزاحت الفلسفة إلى المراتب الثانوية في الإبداع الأدبي وحتى المعرفي.
ربما في هذه المطالبة ظلم يشابه طلبي من الحكومة السورية ومن المعارضة السورية, أن يكونا على مستوى حكومات ومعارضات البلاد...المتحضّرة(ليس لدي كلمة أخرى).
صحيح أنا أجهل كل أشكال الصفقات والمساومات, وحتى بالمعنى الفردي, لكن لي نظر وسمع وأتابع منجزات بقية شعوب ودول الناس.
يكفيني من الحكومة السورية وحتى نهاية عام 2010, أن تحقق حرية الإعلام والتعبير كما هو الحال في قبرص, لأتحول من لحظتها إلى موالي ومدّاح حتى نهاية عمري, شرط بقاء المنجز.
يكفيني من المعارضة السورية, وبمختلف ألوانها وجهاتها وعقائدها, أن تبني,ليس فقط مدرسة ابتدائية بتعبيرات مبتذلة و شهيرة, وحتى نهاية عام 2010 كذلك, جامعة أو مؤسسة علمية وثقافية, مع أو بدون مطبوعة لا فرق, على أن تتسع لطلبة سوريا وفقط لما فوق مستوى مقبول بالمعايير الدولية وأن يتكفّلوا بنفقتهم ما داموا مستحقين لذلك, لأتحول من لحظتها إلى معارض مدّاح لصاحب وأصحاب المشروع الخيري الإنساني الإبداعي.
لست مستعجلا سأنتظر. *
النفس السورية المريضة هي مشكلة سوريا.
النفس حامل أخلاقي وبيت الضمير, كما أنها منبع للطاقة المحايدة, قبل أن تحوّلها شروط البيئة والمناخ إلى بناء وإنجاز أو عدوان وتدمير. العقل من مكونات النفس مع الفكر والتفكير, والغرائز والبيولوجيا خامات مشاع, ترفع النفوس إلى فرديات حقيقية ومحققة أو تحوّل الشخصية إلى ركام من الفوضى والغضب واليأس, وذلك الوضع أعرفه حق المعرفة, وأظن بقية السوريين لا يجهلونه أكثر مني.
مشكلتي أنا حسين عجيب, في المعنى والغاية حصرا, أمل مقنع يرضيني وممارسة منطقية وعقلانية تحقق لي الاتزان.
لست كافرا, ولم ألتقي بشخص واحد يحارب بدينه ويحترم إنسانيتي.
لست وطنيا, ولا أعرف وطني واحد, يفضّل مصلحة سوريا على مصالحه الشخصية.
القتل والاعتداء فكرة أولا, وثانيا ممارسة, التكفير والتخوين سرطان النفس السورية.
النفس الحرّة تنجز وتبني وتبدع, وتنشر الحب كيفما حلّت.
النفس المريضة غاضبة وحقودة ولا ترى في الآخر سوى موضوع جامد لتنفث سمومها.
أكاد أتحوّل إلى واعظ وداعية, هذا بسبب المؤذن الذهاني في جواري, لقد سمعت عشرات الشكاوى منه, وما يثيره من رعب في أطفال مشروع شريتح. *
تفاصح أخير
الذهاني: شخص ينكر الواقع الخارجي, ويستبدله بهلاوسه وتخيلاته الخاصة.
العصا بي: شخص ينكر دوافعه, وتحتلّ نفسيته, أنا عليا صارمة مستبدّة, لا تتنازل عن الكمال.
فضاء الشخصية الطبيعية, يقوم على ثلاثة محاور متوازنة أ _واقع خارجي مدرك وسهل التكيف ب_ دوافع واعية بمجملها ج_ أنا شخصية مرنة ومتسامحة ومنفتحة على الوجود.
في مركز الشخصية الطبيعية تتفتح النفس, مثل وردة اللوتس.
حسين شخص متصابي ومكتئب بنفس الوقت, وهو ذهاني في الكتابة وعصابي في العيش.
يفكّر جديا بالتوقف عن السكر والتمتع بالممكن.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

الإنسان المهدور_ثرثرة

08-كانون الأول-2006

حصن الدفاع الأخير_ ثرثرة

31-تشرين الأول-2006

تورّط عاطفي_ثرثرة

16-تشرين الأول-2006

الفرح السوري / ثرثرة

30-أيلول-2006

الماغوط وأسطورة المبدع الأمي / ثرثرة من الداخل

14-آب-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow