Alef Logo
الآن هنا
              

مرور عشرين عاما على وفاة الأديب الجزائري كاتب ياسين / ملف

ألف

2009-10-28




كاتب ياسين كاتب و أديب جزائري مشهور عالميا كل كتاباته بـ اللغة الفرنسية صاحب أكبر رواية للأدب الجزائري باللغة الفرنسية و من أشهرها في العالم "نجمة"
ولد ببلدية زيغود يوسف إحدى بلديات مدينة قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري في 6 أوت 1929, . بعد فترة قصيرة تردد أثناءها على المدرسة القرانية التحق بالمدرسة الفرنسية و زاول تعلمه حتى الثامن من شهر ايار 1948. شارك في مظاهرات 8 ماي 1945م فسجن وعمره لا يتجاوز 16 سنة. بعدها بعام فقط نشر مجموعته الشعرية الأولى "مناجاة". دخل عالم الصحافة عام 1948م فنشر بجريدة الجزائر الجمهورية التي أسسها رفقة ألبير كامو ، وبعد أن انضم إلى الحزب الشيوعي الجزائري قام برحلة إلى الاتحاد السوفياتي ثم إلى فرنسا عام 1951م.
تقلد منصب مدير المسرح بسيدي بلعباس قبل وفاته اكتشف من خلال حوادث سطيف التي جدّت في ذلك التاريخ واقع الاستعمار و كان لذلك أبعد الأثر في كتاباته.
كاتب ياسين هو أب لنادية و هانس و أمازيغ كاتب عضو في الفرقة الموسيقية المعروفة قناوة ديفيزيون Gnawa Diffusion.
[عدل] وفاته
جواز سفر لكاتب ياسين توفي في 28 أكتوبر 1989م بمدينة غرونوبل الفرنسية نقل جثمانه ودفن في الجزائر
[عدل] من مؤلفاته
مناجاة (شعر 1946م)،
أشعار الجزائر المضطهدة (شعر 1948م)،
نجمة (رواية 1956م)،
ألف عذراء (شعر 1958م)،
المضلع النجمي (رواية 1966م)،
دائرى القصاص (مجموعة مسرحيات 1959)،
الرجل ذو النعل المطاطي (مسرحية 1970).
قدم العديد من مسرحياته على خشبة المسرح في كل من فرنسا والجزائر.
نص مسرحي / مانديلا: خطوة إلى الأمام، 3 خطوات إلى الوراء
مع أبنه أمازيغ عام 1986«ويني» تنتظر شخصياً في زاوية شارع. تنظر إلى ساعتها.
ـ «ويني» على انفراد: لن يأتي...
يقترب منها رجل يلبس معطف سائق أبيض وقبعة لها واق للوجه. تتراجع خطوات إلى الخلف، ثم تهرع نحوه.
ـ «ويني»: كيف؟ أنت هو؟ هنا، في عزّ النهار؟ في وسط المدينة، بينما تلاحقك الشرطة أينما ذهبت؟ لم أتعرّف عليك في البدء. كم أنت جميل في تنكّرك! يقبلان بعضهما، ثم يغادران الخشبة. «ويني» تعود وحدها.
ـ «ويني» على انفراد: عندما تزوّجنا، كان على أهبة المثول أمام المحكمة بتهمة الخيانة. كان عليه أن يكون كل صباح في بريتوريا، وأنا كنت في أورلاندو. كان في أغلب الأحيان يبيت في أورلاندو لتحضير مرافعاته برفقة محامين آخرين. لم يكن لديه الوقت ليأكل. كان عليّ أن أجبره. وكان يجلس ويشرع في الأكل، ثم يرن الهاتف فيذهب على جناح السرعة لإخراج هذا أو ذاك من مركز الشرطة بكفالة مالية. عندما يكون غائباً، أستقبل أنا، بالنيابة عنه، صفّاً طويلاً من الناس الذين لديهم أقارب أو أصدقاء مسجونون. لم يكن لديه الوقت الكافي ليدرك إلى أي حدّ أنا نفسي متورطة في النضالات نفسها. لم أطلب منه قط إن كان عليّ أن التحق بتظاهرات النساء. المشكلة أنه نادراً ما يشتغل، وأجرتي أنا لا تكفي سوى لإطعامنا. وكنتُ أعرف أنني سأضيّع منصب عملي إذا تظاهرت. لكنني فعلتُ، واعتُقلت ثم طُردت من علمي، بعدما كنتُ أول مساعدة اجتماعية سوداء في البلاد. هو لم تكن لديه أموال أبداً. إذا ترافع في قضيتين أو ثلاث، وقبض بعض المال، يهدي بناته فساتين جميلة، وكفى! كنا نقتات فقط بالفواكه، وكان يقول إنها مفيدة للصحة...
مانديلا يدخل مجدداً، ويقوم بدورات عديدة حول الخشبة بخطى رياضية. يتبعه عن بُعد شرطي بثياب مدنية.
ـ «ويني» على انفراد: دائماً وراءه شرطي منذ أن يغادر البيت. نعيش دوماً تحت المضايقات.
مانديلا ينهي حركاته الرياضية ويلتحق بـ«ويني» التي تقف وراءه وتمسّد ظهره بقوة:
ـ «ويني»: هل ستذهب؟
ـ مانديلا: نعم، الآن حالاً
ـ «ويني»: إذن، جئت لأراك تعرق!
ـ مانديلا: إنّها اللحظة الوحيدة التي يمكنني أن أراكِ فيها.
يجتاز خشبة المسرح شرطي ثان يلتحق بالأول.
ـ «ويني»: أنا أيضاً مراقبة..
مانديلا يستعد.
ـ «ويني»: هل ستذهب الآن؟
ـ مانديلا: نعم، سأترك لكِ شرطيك، وآخذ شرطيّي!
يغادر الخشبة يتبعه الشرطي الأول. بينما يبقى الثاني يراقب «ويني» عن بعد.
ـ «ويني»: إنّها الحياة، هكذا نحن دائماً. عندما يغادرني زوجي، يبقى لي شرطيّي!


* من آخر نص مسرحي، غير مكتمل، لكاتب ياسين، 1989
(تعريب أحميدة عياشي)



يوم تعرّفت إلى حسن حمدان في بيروت
في زغرب عام 1957في 1970، كنت عائداً من هانوي. عشتُ قصف الطيران الأميركي. ورأيتُ الفيتناميين يقاومون أكبر قوة عالمية وينتصرون عليها، في وقت كان «الإخوة الكبار»، السوفيات والصينيون، مشغولين على حدودهم بالمشاحنات ذات الطابع الجمركي. بعد رحلتي، خطر لي الذهاب لتفقّد أوضاع الفلسطينيين. وصادف أن جاءتني بفضل صديقي أدونيس، دعوة من إحدى المؤسسات الثقافيّة في بيروت. مساء وصولي، التقيتُ أناساً لم يعجبوني في سهرة مخملية. تم تعريفي إلى «شيوعي» اتضح لي أنه ليس سوى مدّع، قضى السهرة يراقص شقراء لعوباً. وكنتُ أنتظر الانصراف بفارغ الصبر. وفوجئتُ بأن الشخصيتين المتعاليتين هما المكلّفتان بمرافقتي إلى فندقي في سيارة باذخة. ونحن نسير بمحاذاة الشاطئ، تجاوزنا شاحنة متهالكة. وإذا بي أسمع تعليقاً ساخراً: «أولئك الفلسطينيون، يعتقدون أنهم أهل البلد!». كان ذلك الشيوعي الزائف يحاول التذاكي أمام شقرائه الزائفة! كأن رؤية الفلسطينيين في شاحنتهم تمثّل استفزازاً. ذكّرني ذلك بمواقف مشابهة في أوساط المهاجرين في فرنسا، وبعض أحياء تونس الراقية، أثناء حرب الجزائر. في اليوم التالي، استيقظتُ معكّر المزاج. وإذا بالهاتف يرنّ. شخص اسمه حسن حمدان، يضرب لي موعداً لإجراء مقابلة. ما إن وصل، حتى اكتشفتُ من ابتسامته ودفء كلماته، أنني أمام أخ حقيقي. في اليوم التالي دعاني إلى بيته، بين عائلته. ثم سهّل اتصالي بالتنظيمات الفلسطينية. زرتُ معسكرين، واحد لـ «فتح» وآخر لـ «الجبهة الديموقراطية»، وقضيتُ سهرة مع نايف حواتمة، ثم فاتحتُ حسن برغبتي بإيجاد ملاذ ريفي للكتابة. أخذني إلى إحدى بلدات الجنوب، ووجد لي بيتاً في أعالي صيدا. هناك قضيتُ أشهراً في التجوّل وسط الطبيعة وحيداً (...). حين التقيتُ حسن مجدّداً في بيروت، تحادثنا مطوّلا حول تجربته في لبنان، وزيارته الجزائر، القسنطينة تحديداً، إحدى مدن «نجمة». واكتشفتُ أنه قرأ أعمالي بعمق. أُعجبتُ بما يحظى به من صفاء الرؤية وروح الفكاهة واللباقة، فضلاً عن أخوّته المتدفّقة، ونشاطاته النضالية والثقافية. كان بلحيته الكثة يذكّرني بكارل ماركس في شبابه.
لكنه بتواضعه، لم يحدّثني عن أشعاره التي أكتشفُها اليوم فقط، في ترجمة لليلى الخطيب: «كلب يتسكع في الليل وحيداً،/ يبحث عن كلب يتسكع في الليل وحيداً./ يتلكأ عند مكب الاوساخ قليلاً،/ يتوقف احياناً في زاوية ظلماء/ يتبوّل،/ ويستأنف نزهته./ يلمح ظلاً يركض مذعوراً،/ ظلا يترنح/ ظلاً آخر يسقط./ ثقب في جسد الصمت/ ويلتئم الليل على كلب يتأمّل في الليل./ أنا ذاكرة الطرقات/ وأمشي حذراً/ من كل جهات الوقت/ يجيء،/ الشرفات توابيت معلقة/ يطرق باب الصدفة/ لا يخطئ/ تنهدم الافئدة على الافئدة./ الساعة دقت/ رعب الزمن اليومي/ أمد ليدي ليدي/ يرتد صداها./ هذا الليل فضاء للرغبة/ هذا الليل فضاء للموت/ يتمدد كلب في مرآب مهجور/ وينام».
نشعر هنا بتجربة المناضل السري، كما أتصوره، منذ غرق لبنان، تدريجاً، في الحرب الأهلية. كنتُ أتساءل دوماً عن مصير حسن، أخي في النضال والأمل، في قلب العاصفة، خلال الأيام اللبنانية السود. ذات يوم، بينما أنا في سيدي بلعباس، في منفى آخر، داخلي هذه المرة، اتصل بي حسن. قال إنّه كان ماراً بالجزائر العاصمة، وسيغادر في الغد. كنتُ مستعداً لدفع أي ثمن لرؤيته. لكن سيدي بلعباس تبعد عن العاصمة 500 كلم... كنت سعيداً بمحادثته على الهاتف. لم يتغير، رغم مرور 10 أعوام. ثم أطبق علينا الصمت مجدداً لسنين. لغاية اليوم الذي بلغني فيه خبر اغتياله، بعد اغتيال حسين مروة، الذي كتب عنه في أبريل 1987:
«حسين مروة، الرمز البارز للثقافة العربية المعاصرة، سقط برصاصات القتلة. لقد أمرت القوى الظلامية بهذه الجريمة، لأنّه مفكر متنوّر، بينما هي عدوة العقل. إن هذه الجريمة ليست حدثاً معزولاً، بل تندرج ضمن حملة مبيّتة للاضطهاد والقمع والتصفية تستهدف كُتّاباً، مفكرين، أطباء، مدرّسين، وفئات أخرى من المقاتلين من أجل الحرية. هكذا يجد كل مثقف نفسه مستهدفاً، ليس في نشاطه الإبداعي فحسب، بل في حياته أيضاً. إننا ندين هذه الجرائم التي تُرتكب في لبنان ضد المثقفين، ضد الفكر وحرية التعبير. ونتوجه إلى كل المثقّفين، بتعدد توجهاتهم، واختلاف أفكارهم السياسية والروحية من أجل تشكيل محكمة عربية ودولية لمحاكمة قتلة مروة...». في الشهر التالي (18 مايو 1987)، اغتيل حسن حمدان (مهدي عامل) أمام بيته. كل كلمة قالها عن مروة تنطبق عليه. كلاهما سقط بنيران القوى الظلامية. بتصفية حسن حمدان، استهدف القتلة الرجل الذي تصدّى، في كتاباته، لجرح المجتمع اللبناني: الدولة الطائفية. إلى الأصدقاء الحاليين والمستقبليين لحسن حمدان، سلاماً وأُخوّة.
كاتب ياسين (1987)


تعريب عثمان تزغارت، من كتاب «12 ساعة بعد منتصف الليل» («لو سوي»/ باريس ـــ «شهاب»/ الجزائر)،



كاتب ياسين الصعلوك المضيء عاش متأبّطاً رأسه، على حافة المشنقة
في العام 1986دخل عالم السياسة من باب السجن، ودخل عالم الكتابة من باب الشعر الكبير. لم يحتمل الإسلاميون وحلفاؤهم في السلطة، أن يولد من صلب حركة الاستقلال رجل يساند الثورة الفلسطينية مساندته لتحرر النساء وحق الأمازيغ في الحديث بلغتهم
أمستردام ــــ ياسين تملالي
منذ 20 سنة، مضى تاركاً آثاراً أدبية لم تفلح محاولات أصدقائه (وما أكثرهم) في أن يحبسوها في زنزانة الخطاب اليساري المباشر، واستعصى على النقد الرسمي تحويلها إلى حلقة في سلسلة «الأدب النضالي». ندرة كتاباته لم تمنع تحوّله إلى أشهر كاتب جزائري، بل إنّ شهرته، وفق الناقدة نجاة خدة، «تناسبت عكسياً مع قلة إنتاجه الأدبي».
دخل كاتب ياسين عالم السياسة من باب السجن إثر اعتقاله في تظاهرات 8 مايو 1945 المطالبة بالاستقلال ودخل عالم الكتابة في السنّ نفسها من باب الشعر الكبير. نشر Soliloques (1946) وكانت انفجاراً شعرياً في سماء أدب جزائري لم يتخلّص ـــــ ما كتب منه بالفرنسية ـــــ من عقدة إثبات الذات للنقد الباريسي وما كتب منه بالعربية من تقليد الأدب المشرقي. تماهى الحبّ فيها مع الثورة حيناً وتصادم معها أحياناً. وكان ذلك إيذاناً بقدَر صاحبها المحتوم: أن تتصادم فيه المتناقضات، فيحارب الشاعر فيه المناضلَ ويؤدي حُبّ الاتصال بالشعب بلغته إلى لجم عشق الفرنسية.
في قصائده الأولى، جاءت فرنسيته صدى للغته الأم، فكان شبيهاً بأسلافه الأمازيغ أبوليوس وترتوليان، ممن أبدعوا بالإغريقية واللاتينية درراً غير إغريقية ولا رومانية. وكان هو أيضاً كما وصفهم بول مونسو «شرقياً هائماً على وجهه في بلاد الغرب». لم يقلد أساطين الشعر الفرنسي. كان شعره وادياً جارفاً من وديان الجزائر. استلهم نفَس الأربعينيات التحرري ليحلم بعاصفة تُحرِّر الجزائريين من الاستعمار وأرواحهم من مواريث قرون من الضيم. وجد لنفسه هويته الفنية ولم يتجاوز بعد الـ 17. وجدها في حريته، لا في الإذعان للنظم الأدبية السائدة ولا في التشبه بعبقري تألق في سنه، هو أرتور رامبو.
ثم صدرت «نجمة» عام 1956 بعد سنتين من اندلاع ما يسمّيه الفرنسيون «حرب الجزائر». جاءت أشبه بالرواية الجديدة. أحداثها ومضات ذاكرة يلملم الراوي شتاتها ليصنع لنفسه هويةً يقاوم بها آلة جهنمية، هي آلة التاريخ التي تركته عارياً من كل هوية. رفض كاتبها لجم شيطان وطنيته باسم الطابع الأدبي أو لجم شيطانه الأدبي باسم «متطلّبات المرحلة». لم ينسَ التاريخ باسم الحاضر البائس الذي سبق اندلاع الثورة ولا الحاضر باسم التاريخ المجيد، فخلق أسطورةً تصل بينهما، أسطورة قائد جزائري قضى الاحتلال التركي على حلمه الوحدوي، كما قضى الاحتلال
كان شبيهاً بأسلافه الأمازيغ الذين أبدعوا بالإغريقية واللاتينية
الفرنسي على الحلم نفسه لدى الأمير عبد القادر. كسر الحدود بين العامّ والخاصّ، فعبّرت روايته عن بروز بطل جماعي في فترة مصيرية من التاريخ الجزائري. بطل اسمه الشعب، لم تقلّم أظافره ولا يشبه شعوب الواقعية الاشتراكية ميكانيكيي البطولة والوجود.
بعد «نجمة» دار كل ما نشره في مدارها المغناطيسي، من «الجثة المطوقة» إلى روايته الثانية «المضلّع المرصّع بالنجوم» (1966) التي أقفلت مرحلة أولى من حياته الأدبية. بدأ يؤرّقه التفكير في الاستلاب اللغوي الفرنكوفوني فانتقل إلى الكتابة بالعربية الدارجة، غير مخفٍ اقتناعه بأن الفصحى ليست أحقّ من الفرنسية بأن توصف بلغة الجزائريين: «توجد عربية أخرى، عربية الشعب المحتقَرة. تخيلوا حساسية فرانسوا فيون ورابليه، تخيلوا الحساسية الشعبية لصعاليك الأدب. هذا ما نمثله نحن». كان كلامه تعبيراً عن هاجس الاقتراب من جمهور لم يعرفه منذ 1946. ابتعد عن جمهوره الفرنكوفوني راداً عليه إيمانه بأنّه أديب كبير: «كنتُ أمثل أحد جوانب استلاب الثقافة الجزائرية».
آمن بوظيفة المسرح التعليمية في بلد حديث العهد بالاستقلال فأصبحت مواضيعه أكثر مباشرة وسياسيةً: «محمد خذ حقيبتك» و«صوت النساء» و«حرب الألفي سنة». حرّض عليه نجاحه الإسلاميين وحلفاءهم في السلطة ممن كانوا يرونه ملحداً بالأساس، شاءت الظروف أن يكون مناضلاً وطنياً فتعسّر اتهامه بالعمالة. لم يحتملوا أن يولد من صلب الحركة الاستقلالية الراديكالية رجل يساند الثورة الفلسطينية مساندته لتحرر النساء وحق الأمازيغ في الحديث بلغتهم. حلت فرقته عام 1979 وانتهى مديراً لأحد مسارح الغرب الجزائري، ممنوعاً من الكلام حتى اختار المنفى مجدداً عام 1988.
مذ اختار المسرح الشعبي، لم يصدر له بالفرنسية سوى عملين: «الأعمال المتفرقة» (1986) و«البورجوازي العاري» (1988)، وهي مسرحية كتبها في مئوية الثورة الفرنسية الثانية، وكانت تذكيراً بالدور السياسي للطبقات الهامشية الذي نادراً ما يشير إليه التاريخ الرسمي. هذا العمل كان عودة رمزية إلى نقطة البداية. فهو ألّف في المنفى وبلغة المنفى. وكانت الجزائر أيضاً تعود إلى نقطة انطلاقها في العصر الحديث، إلى الانتفاضة وسيلةً للتحرر. ففي تشرين الأول (أكتوبر) 1988 اندلعت ثورة الشباب التي فتحت باب الحريات قبل أن يغلق عام 1992 بذريعة «محاربة الظلاميين». أحيت الأحداث في صاحب «نجمة» ذكرى انتفاضته هو عام 1945 فوصفها بأنّها «صفعة التاريخ لكل القوادين». أراد أن يستوحي منها عملاً مسرحياً، كان سيفتح مرحلة ثالثة من مسيرته لولا أن القدر عاجله، فتوفي بعد 60 سنة قضاها «متأبطاً رأسه، على حافة المشنقة» كما كان يصف مناضلي الاستقلال.


«عاش كقاطع طريق،/ وعاد شبحاً./ وها هو يهيم على وجهه من جديد./ كم من باب زنزانة كسر/ وهل قدر له غير الفرار المستمر؟»
كاتب ياسين
(من «الأسلاف يزدادون ضراوة» ـــ 1959)


عدد الاربعاء ٢٨ تشرين الأول ٢٠٠٩




















تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

نقد كتاب إشكالية تطور مفهوم التعاون الدولي

31-كانون الأول-2021

نيوتون/جانيت ونترسون ترجمة:

22-أيار-2021

الـمُـغـفّـلــة – أنطون بافلوفتش تشيخوف‎

15-أيار-2021

قراءة نقدية في أشعار محمد الماغوط / صلاح فضل

15-أيار-2021

ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين

01-أيار-2021

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow